الشهادة لن تُسقط الراية
د نبيل الكوفحي
…
يعز علينا فراق القادة الذين يصنعون التاريخ، كما يعز علينا فراق الأحبة، خاصة حينما يستشهدون مجاهدين مقبلين غير مدبرين بأيدي اعداء الامة. ما كان الشهيد السنوار اولهم كما لن يكون آخرهم، فاستشهاد القادة وقود لازم لاستمرار الجهاد.
اولئك ما اعزهم على الله، لكنه جل علاه اراد لهم الشهادة اصطفاء ( إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) شأنهم كزبد بن حارثة وجعفر ابن ابي طالب وعبدالله بن رواحه – وقد تناوبوا الراية- وغيرهم رضوان الله عليهم جميعا.
لم يكن ببال الشهيد ابي ابراهيم واخوانه من امنيات شخصية غير امنية الشهادة وامنية التحرير والتمكين لمسيرة شعب مرابط مجاهد في فلسطين كل فلسطين كمشروع بدأ منذ عشرات السنين واشتد عوده في طوفان الاقصى اخيرا ليثبت للعالم ان شعبنا في فلسطين حي لا يموت وانه قدم خلال عام مضى اكثر من خمسين الف شهيد ومائتي الف جريح وعشرات الاف من المعتقلين ومليوني بلا مأوى في ابشع جريمة ابادة جماعية ترتكب على مرأى العالم كله بدعم من كبار مجرميه.
يدرك القادة الشهداء كم من الجنود قادة حولهم، لانهم حملوا الراية من قادة استشهدوا قبلهم، وكلهم يأبى الا ان تبقى الراية مرفوعة، يصدق فيهم جميعا قوله سبحانه وتعالى ( مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ).
لو كان استشهاد القادة سينهي الجهاد لما استمر الجهاد في فلسطين منذ استشهاد الشيخ عزالدين القسام و عياش واحمد ياسين والرنتيسي وهنيه وغيرهم رحمهم الله جميعا. استشهاد القادة علامة قوة وليس علامة ضعف، في بقعة صغيرة كغزة تعيش تحت الاحتلال منذ اكثر من ٥٠ عاما ويتحالف عليها اكابر المجرمين في العالم.
امام هذا الحدث الجلل؛ واجب على الامة خارج فلسطين ان تستمر بدعمها لاهل فلسطين وغزة خاصة بافضل مما كان منها، بكل ما تستطيعه افرادا وجماعات ودول فالمعركة طويله لم تنته بعد( وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ). ونحن نوقن ان النصر من عند الله وحده، وانه عز وجل يدبر الامور وقد وصف لحظات استحقاق النصر بقوله ( حتى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا).
مقالات ذات صلة الذرات تصنع المعجزات 2024/10/16المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
حركة الجهاد: لسنا ضد وجود السلطة بمخيم جنين لكن في ظل تفاهم
قال محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي إن ما يجري في جنين يتم في ظل حرب إبادة إسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، مشددا على ضرورة وضع حد للصدام المفتعل في المخيم والحفاظ على الدم الفلسطيني.
وأضاف الهندي في مداخلة مع قناة الجزيرة "لسنا ضد وجود السلطة في المخيم، ولكن ينبغي أن يتم ذلك ضمن تفاهم يحفظ الوحدة ويجنب أبناء المخيم الاعتداءات".
وشهدت مدينة جنين في الضفة الغربية إضرابا شاملا احتجاجا على استهداف الأجهزة الأمنية الفلسطينية للمقاومة في المخيم، وتزامن الإضراب مع تجدد الاشتباكات بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية ومقاومين في محيط مخيم جنين.
وفي حديثه للجزيرة، أكد الهندي أن حركة الجهاد الإسلامي حريصة على إنهاء الصدام المفتعل في جنين، مشددا على أن "شباب المقاومة لا يطلقون النار على أبناء شعبهم"، وأن من يطلق النار شاهده الجميع في بث مباشر.
وشدد على أنه لا مبرر للاعتداء على أبناء مخيم جنين الذين يدافعون عن مخيمهم ضد العدو الصهيوني، مضيفا "هؤلاء الشباب لم يأتوا من خارج المخيم، بل هم أبناؤه ويدافعون عن أنفسهم وعائلاتهم".
وأشار الهندي إلى أن الاحتلال هو العدو الأساسي الذي يستهدف الجميع دون تمييز، محذرا من الانزلاق نحو اقتتال داخلي يُشمت الاحتلال بالشعب الفلسطيني.
إعلان تدخّل العقلاءوطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي العقلاء من أبناء الشعب الفلسطيني -سواء في السلطة أو خارجها- بالتدخل لوقف هذه الاشتباكات.
وأوضح أنه يجب أن تنسحب القوات التي جاءت من خارج المخيم كبادرة حسن نية، على أن يبدأ بعد ذلك حوار جاد يضمن وقف الاعتداءات ويحقق التفاهم بين جميع الأطراف.
وقال "نحن مستعدون لحل هذه المسألة، والجميع أبناء الشعب الفلسطيني، ولكن لا يمكن تبرير الاعتداء على المقاومة أو رفع شعارات القانون لتبرير ما يجري".
وعلى صعيد المفاوضات بشأن صفقة تنهي العدوان على قطاع غزة، أشار الهندي إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تتطلب تكاتفا وموقفا موحدا من جميع الأطراف الفلسطينية.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية -بما فيها حركة الجهاد الإسلامي- أبدت مرونة في التعاطي مع القضايا المعلقة، بهدف التوصل إلى آليات تضمن وقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال.