في دارٍ تجمعت فيها أرواح عانت قسوة الحياة، برزت روحٌ تتغنى بالأمل، تعزف ألحانًا لم تُنسَ رغم سنوات الوحدة.. «محمد إبراهيم»، 47 عاما، لم يطفئ الزمن شغفه بالموسيقى التي تُعيده إلى طفولته وأيام الألحان الأولى؛ فيكتشف ذاته مجددا، ويتشبث بموسيقاه كأنّها خيط يربطه بالعالم الذي كان يحلم به يومًا، ليستعيد بعزفه نبض الأمل الذي لم يغادر قلبه يومًا.

حب الموسيقى من الطفولة 

قصة حب «محمد» للموسيقى بدأت حينما كان في السابعة من عمره، حيث لعبت أسرته ومدرسته الابتدائية دورًا كبيرًا في اكتشاف موهبته. يتذكر «محمد» تلك الأيام بحنين: «كنت بعزف سواء كنت فرحان أو حزين، كانت الموسيقى صديقي الأول».

براعة «محمد» في العزف دفعته للمشاركة في حفلات المدرسة، وقتها أبهر الجميع، وكافأته إحدى المعلمات بالتقديم له في برنامج «سينما الأطفال» الذي كان يُعرض على القناة الأولى؛ ليبرز موهبته في العزف الموسيقي، بحسب ما رواه في حديثه لـ«الوطن»، ويلتحق بمعهد الموسيقى، ويثبت نفسه.

أغاني عبدالحليم حافظ، وعمرو دياب، وأم كلثوم وألحان عمر خيرت وغيرهم من نجوم الفن يعزف ابن محافظة القاهرة موسيقاهم: «أنا عزفت في فرقة عمر خيرت وأكثر حاجة بحبها ليه قضية عم أحمد».

رغم هذه النجاحات البسيطة التي حققها ابن محافظة القاهرة، فإنّه عاش معاناةً كبيرةً بعد وفاة والديه، في بداية الأمر حاول التأقلم مع أوضاع الحياة الجديدة لكن الوحدة تمكنت منه، فقرر اللجوء إلى دار الإيواء حتى تعود له الروح مرة أخرى: «جيت دارالإيواء قولت عشان أشوف الناس عشان أقدر أرجع تاني».

عودة الروح من جديد 

عادت الروح مرة أخرى لصاحبها بعدما وفر له الدار آلة موسيقية حتى يعزف عليها: «لما قولتهم في الدار إنّ عندي موهبة العزف جابوا آلة موسيقية، وروحي رجعت ليا من جديد.. الموسيقي دي عشق بالنسبالي ونفي حد يسمعني ويصدقني عندي طاقة كتير لسه عاوز اطلعها في الموسيقي».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجال الموسيقى الموسيقى العزف عمر خيرت

إقرأ أيضاً:

«خِلال وظِلال».. ديوان جديد يُضيء سماء الشعر العُماني

في أجواء تمزج بين عبق الروح، ووهج الحرف، أصدر الشاعر العُماني حمد بن محمد الراشدي ديوانه الشعري الجديد "خِلال وظِلال"، ليُضيف إلى المكتبة الشعرية العُمانية عملاً يتنفس صدق المشاعر، وعمق التجربة الإنسانية والروحية.

بين الروح والوطن.. تتنقّل القصائد

يتكوّن الديوان من 36 قصيدة تنوّعت في موضوعاتها وأغراضها الشعرية، حيث لم يلتزم الشاعر بتيار شعري واحد، بل مزج بين الشعر الديني، والوطني، والإنساني، والتأملي، ما يعكس ثراء تجربته وتعدد زوايا نظره للعالم.

في قصائد الروحانيات، يستحضر الشاعر أسماء الله الحسنى، ويتأمل في قدرة الخالق، بلغة تتّسم بالصفاء والشفافية، تُلامس أعماق القارئ وتفتح له بابًا للتأمل في معاني الإيمان والوجود.

أما في القصائد التي تدور حول السيرة النبوية، فإن الراشدي يُحلّق في رحاب الرسالة المحمدية، مستعرضًا مواقف النبوة بانسياب شعري يربط الماضي بالحاضر في إطار إنساني عظيم.

عُمان.. الحاضر في نبض الشاعر

وللوطن في هذا الديوان مساحة كبيرة من العشق والتقدير، حيث يعبر الشاعر عن انتمائه واعتزازه بعُمان، مستذكرًا مآثرها، وملامح تطورها، وتاريخها المجيد، دون أن يغفل رموزها الوطنية الذين تركوا أثرًا خالدًا في الوجدان العُماني.

تجربة شعرية غنية بالأوزان والصور

من الناحية الفنية، استخدم الراشدي مُعظم بحور الشعر العربي، بما في ذلك الطويل، الكامل، البسيط وغيرها، وهو ما يدل على إتقانه لعلم العروض وبراعته في تطويع البحر لخدمة الفكرة.

اللغة في "خِلال وظِلال" تأتي مزيجًا من الفصاحة والدفء، حيث يحرص الشاعر على انتقاء ألفاظه، دون أن يفقد القصيدة عفويتها وموسيقاه المتناغمة.

إهداء بكلمات صادقة

في مقدمة الديوان، يوجّه الراشدي إهداءه إلى كل "محب للكلمة شعرًا، والبيان سحرًا، والقصيد خلالًا، والحياة ظلالًا"، في عبارة تُلخّص جوهر هذا العمل الذي يخاطب محبي الشعر الحقيقي.

مقالات مشابهة

  • أمير عبد المجيد لـ«بالخط العريض»: رفدوني من المدرسة لأني ضربت مدرسًا
  • لحقت بزوجها .. وفاة زوجة طبيب مستشفي نمرة 6 ضحايا حادث طريق الإسماعيلية السويس
  • بعد حصولها على جائزة EMIGALA.. بسمة بوسيل: تركت الموسيقى من أجل عائلتي
  • 150 عاما من الحياة: تكنولوجيا خارقة تعيد تشكيل مصير الإنسان
  • «خِلال وظِلال».. ديوان جديد يُضيء سماء الشعر العُماني
  • 100 عام من مهاتير محمد صاحب نهضة ماليزيا الذي لم يفلت من قسوة التاريخ
  • شباب الأهلي في طريق «التاسع» بـ «رباعية»
  • بحضور نخبة من نجوم السينما والفن العالميين.. أكبر عرض بطائرات الدرون في منطقة الخليج يضيء سماء أبوظبي
  • 16 ساعة من العزف المتواصل.. إيغور ليفيت يشعل لندن بمقطوعة من صفحة واحدة
  • العثور على جثة خمسيني داخل شقته في مدينة بني سويف