الأسبوع:
2025-04-07@21:40:33 GMT

السيناريو الأرجح لحل الأزمة بالنيجر

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

السيناريو الأرجح لحل الأزمة بالنيجر

أمام الأزمة التي تعيشها دولة النيجر بعد الانقلاب العسكري الذي قاده رئيس الحرس الرئاسي عبد الرحمن تشياني يوم 26 من شهر يونيو الماضي يشعر الجميع بالعجز عن تقديم الحلول الواقعية للخروج من تلك الأزمة، فهناك دول غرب أفريقيا (الاكواس) التي يميل بعضها بمساندة الدول الغربية، لاستخدام الحل العسكري لإعادة النظام الدستوري بالبلاد، في حين ترفض دول الاكواس، وعلى رأسها مالي وبوركينا فاسو وغينيا والجزائر التدخل العسكري واعتباره في حالة حدوثه إعلان حرب على تلك الدول، وهناك من يحبذ الحل الدبلوماسي وعلى رأس تلك الدول أمريكا التي لم تقرر بعد موقفها من الانقلاب، وهناك من يحبذ استخدام العقوبات الاقتصادية ضد النيجر من أجل كبح جماح الانقلابيين، والضغط عليهم من أجل إعادة السلطة للبلاد، وعلى رأس تلك الدول نيجيريا والسنغال والدول الغربية وعلى رأسها فرنسا، وبالرغم من كل تلك التوقعات لا أحد يملك الحل، فلا إجماع على الحل العسكري، ولا ترحيب من جانب الانقلابيين بالحل الدبلوماسي، وذلك بعد أن رفض الانقلابيين مؤخرًا استضافة وفد اقتصادي من دول الاكواس والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بحجة الظروف الأمنية المضطربة، وذلك بعد تنامي شعور العداء الشعبي لتلك الدول التي هددت بالتدخل العسكري في النيجر لإعادة النظام الدستوري، ما يؤكد بأن العسكريين لا يبدون مرونة، ولا اهتمامًا بعروض الحوار في الوقت الذي بدأوا فيه بتعيين وزير اقتصاد ومالية سابق كرئيس للوزراء.

ولهذا الموقف الغامض تجاه حل الأزمة أسئلة عديدة يطرحها المراقبون والمحللون حول مصير النيجر بعد الانقلاب، ومنها هل يمكن أن يعاد النظام الدستوري للبلاد دبلوماسيًّا أم عسكريًّا؟ أم هل يمكن أن يتمكن الانقلابيون من السيطرة على مقاليد الحكم، وقيادة البلاد خلال المرحلة المقبلة على غرار السيناريو الذي وقع في مالي وبوركينا فاسو دولتي الجوار، وحول خيار التدخل العسكري من دول غرب إفريقيا "الاكواس" يستبعد المراقبون هذا الحل الآن بسبب رفض بعض دول الاكواس التدخل العسكري في النيجر، وعلى رأس تلك الدول الجزائر ومالي وبوركينا فاسو وغينيا وغيرها من الدول الكبرى التي تحذر من التدخل العسكري وتفضل بالمقابل استخدام الحل السلمي.

ويرى المراقبون أن أمريكا لم تعلن رسميًا اعتبار ما حدث بالنيجر انقلابًا، وتنتظر تحديد مواقفها خلال سيناريو اللحظات الأخيرة لضمان مصالحها وقواعدها العسكرية وجنودها المتواجدين هناك، ولهذا يرجح المراقبون أن الأمور ستمضي بالنيجر باتجاه ترك الانقلاب يواصل مسيرته شريطة أن يعلن الانقلابيون الاتفاق على جدول زمني لانتقال السلطة، والعودة للحكم الديمقراطي بالبلاد، وهو الحل الذي تفضله واشنطن للإبقاء على مصالحها وعدم تركها النيجر على مصرعيه أمام روسيا المرحب بها الآن في هذا البلد، وحتى الدول الغربية، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا بدأت في التراجع عن قرارها باستخدام الحل العسكري خشية نشاط الإرهابيين في دول الساحل الإفريقي، وزيادة تدفق المهاجرين عبر الصحراء إلى أوروبا، ولهذا يرجح المراقبون عدم استخدام الخيار العسكري بسبب الرفض الإقليمي والدولي، وبسبب التفاف قطاع كبير من الشعب بالنيجر حول قادة الانقلاب، وزيادة تأييدهم له بعد أن أعلن قادة الانقلاب أن خيار الحل العسكري تقف من ورائه فرنسا، وبعض الدول الغربية لضمان مصالحها ونهبها لثروات البلاد، ولهذا يرجح المراقبون والمحللون أن الانقلاب سيواصل مسيرته ويتمكن من ريادة البلاد خلال المرحلة المقبلة، وأن كل ما يمكن أن يتعرض له هو توقيع المزيد من العقوبات الاقتصادية من جانب دول الاكواس، ودول الغرب التي تستخدم كل أوراقها من أجل إعادة النظام الدستوري للبلاد، ليبقى السيناريو المرجح هو قيادة الانقلابيين للنيجر خلال المرحلة المقبلة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: النظام الدستوری التدخل العسکری الدول الغربیة الحل العسکری تلک الدول

إقرأ أيضاً:

عبد الرحيم دقلو .. كشح الحلّة

كَشح الحلّة من التعابير والمُصطلحات الشبابية المتداولة، وهي مصطلح نافذ مباشرةً للمعنى المُراد وهو بمعنى ( *خرب أي حاجة* ) وهو يُشبه حال العزّابة الذين إجتهدوا في تحصيل المكوّنات الخاصّة بالحلة ( *لحمة* ، *بصل* ، *طماطم* ،، *إلخ* ) وحالة الترقّب وإنتظار نضوجها، بالإنشغال بالكوتشينة، والدردشة، وتجهيز المقبّلات ( *الشطّة ، والسَلطة* )
وبينما هُم كذلك قاب قوسين أو أدنى من القزقزة، يقوم ( *واحد شليق* ) مدعّي الخبرة، وبفضولٍ يقترب منها ويحاول فتحها ( *حتى يطمئن قلبه* ) وهُنا تقع الكارثة، يتعثّر الإقتراب المحفوف بالشفقة، ويُطيح بالحلّة من ( *اللدايا* ،،، *الأثافي* ) ليتفاجأ الجميع بالكارثة غير المنتظرة، وهي ( *الحلّة إنكشحت* ) ولا سبيل لتلافي شيئًا منها، ولك أن تتخيّل مدى السخط، والإحباط الذي سيُصيب كل من ساهم فيها، وإنتظرها ليتناول وجبته ويسد جوعه.
بإسقاط هذه الحادثة على واقع الجنجويد، فهو أي التمرّد كان مشروع منفعة متبادلة بين من مولوها، ومن شارك فيها، ومن إنتظرها على الرصيف في شكل متطفّل ينتظر العزومة بكلمة ( *إتفضل* ).

وبالتأكيد مكوّنات الحلّة كانت باهظة جدًا، ومكلّفة للغاية، لدرجة أن إحدى المجلّات الإقتصادية المتخصّصة، قدّرت ما أنفقته ( *الإمارات* ) على تمرّد الجنجويد حوالي أربعمائة مليار دولار، وهي كلفة عالية لا يُمكن أن تُنفق بلا دراسة جدوى، أي معرفة كيفيّة إستردادها كرأس مال، فضلاً عن الأرباح، وهناك حواضن إجتماعية تماهى قادتها مع مشروع التمرّد، وساهموا بالرجال المقاتلين، وهم في إنتظار تحقيق النصر لإكتساب المجد، والسؤدد وتسنّم قيادة السودان في ( *دولته الجديدة* ) وبالتالي مكافأة المقاتلين بالمال، والجاه والسُلطة.

وهناك من ساهم وغامر بمواقفه السياسية، ومستقبله في العمل السياسيّ، وألزم نفسه تحمّل المسؤولية مع منفذي مشروع التمرّد ( *الحلّة* ) وهو يعلم أنّه سيصيبه إثر ذلك، من تلوث أياديه، وثوبه، وسُمعته، مما يجرّه التمرّد من رزايا، ولكنّهم لم يضعوا غير إحتمال واحدٍ وهو نجاح مشروع التغيير.

هؤلاء الكثرة من الناس، والجهات، والدول، والأنظمة، والمؤسسات، وشركاء الأجر ( *المرتزقة* ) كلّهم جميعًا، لم يفتح الله عليهم وضع إحتمالية الفشل، وإلا لما شارك أغلبهم في هذه المغامرة.

بعد سنتين من دأب القتال، والإستماتة ( *الغبيانة* ) في بوابات المستحيل، القيادة، المدرّعات، المهندسين، الإشارة، حطّاب، والموت المجانّي بالجملة والقطاعي.

بعد سنتين من التفسّح في مروج الجزيرة، وفيافي القضارف، وسافنا سنار، والإستيطان الغادر في المدائن الرائعة، والقُرى الوادعة، والأرياف النديّة، وإذلال أهلها وسلخهم من مواطنهم، وإنتشار الجنجويد بما يٌشبه النجاح في تحقيق حلم التغيير والإستيطان، أتـاهم الله من حيثُ لم يحتسبوا، ودخل عليهم جُند الله ( *الجيش وكل عناصر الإسناد* ) من حيثُ لا يحتسبوا، وقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب ، ففرّوا ( *كما شاهد العالم* ) فرارًا معيبًا، ستتغنى به الحكّامات دهرًا طويلاً،
الوليد الفزّ ،،
لمن جليدو نزّ ،،
تسمع دقداق كرعينو
بابور الدونكي رزّ ،،،
بعد كُل هذا الجهد والمال، وخسارة نصف مليون مقاتل ومرتزق من الجنجويد، وقف عبد الرحيم دقلو ( *الشليق* )

وأراد أن يطمّئن العزّابة على موقف الحلّة، وأنها خلاص شِبه جاهزة، فإذا به يطيح بها، ويطيح بآمال وتوقّعات المنتظرين، الذين إبتلّت أفواههم من ( *ريق الشهيّة* ) فقال مقالته المنكرة، المتردّدة، المتناقضة، الممتلئة بالتهديد والوعد، والوعيد، الكلمة التي أحصى فيها المتابعون من علامات النهاية لمشروع الجنجويد ما حفلت به مواقع التواصل، ووكالات الأخبار.
الإعتراف بأنهم بدأوا الحرب في المكان الخطأ ( *الخرطوم* ، *وولايات الوسط* ).
الإعتراف بهروب وإنسحاب الضبّاط من الجنجويد.
الإغراء بالمال وصرف المرتبات للامساك بمن تبقّى.
تهديد الإدارة الأهلية بالقتل أو التهجير إن لم ينفذوا مطلوبات الإستنفار.
تحويل ( *هدف الحرب* ) من إستلام السٌلطة في القيادة والقصر الجمهوري، إلى الإنتقام من سكّان الولايات الشمالية، دون إبداء أسباب موضوعية متعلّقة بالحرب.

الكذب الصراح بشأن مليون مقاتل، وألفي عربة، وتناسى أنه كان يمتلك أضعاف ذلك من التجهيزات القتالية والرجال، ولكن أغلبهم الآن تحت الأرض، أو مُعاق ومعتل نفسيًا.
وبهذا الإعلان الغبيان، يكون عبد الرحيم دقلو دلق الحلّة، وبعثر المحتويات، فإختلطت بالتراب وتركت خشوم المنتظرين ( *ملح ،، ملح* )

وملح ،، ملح هو إحساس من خاف أو خاب رجاؤه، فيجفّ الحلق، وينشف اللسان، ويبقى فيه أثر أملاح اللعاب، فيحس الخاسر بطعم الملح في فمه.

شماتتنا وشماتة ( *أبلة ظاظا* ) معنا كمان على من أنفق ( *٤٠٠ مليار دولار* ) لأجل السيطرة على بلاد النيل والنخيل، والدليب والسُنط، والهشاب، بل وأصبح في مواجهة العالم مُتّهم بجرائم ضد الإنسانية، أمام محكمة العدل الدولية.

إستحقارنا ( *للقحّاطة* ) الذين باعوا وطنهم، وأهلهم، ولم يقبضوا الثمن.
أسفنا على إدارات أهلية كان من أساسها ريادة قبائلها إلى موارد العذوبة لا العذاب.
عبد الرحيم سيد الطاحونة يُريد المزيد من الحطب ليوقد نارًا للحرب الثانية، بعدما أطفأ الله نار الأولى.
عليه من الله ما يستحق من الخزي والخذلان.
*وجيشنا* ،،،، *يا جيش الهنا*

✍️ لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد

4 أبريل 2025م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مستشار سياسي يكشف السيناريو للهجوم العسكري الأمريكي على إيران: تفاصيل مثيرة
  • كورباندي: سنواصل جهودنا من أجل الحل الشامل في السودان
  • يورانيوم النيجر في قلب صراع روسي صيني مع فرنسا
  • أكثر الدول العربية إنفاقا على التسلح العسكري خلال 2025 (إنفوغراف)
  • دعوة للحكومة الإسرائيلية لتجاوز الحل العسكري عبر سبع خطوات.. ما هي؟
  • اتهام خطير من المعارضة… وردود قاسية من أعلى هرم السلطة في تركيا
  • الكشف عن الدولة العربية التي قدمت دعما لحملة القصف على اليمن
  • عبد الرحيم دقلو .. كشح الحلّة
  • علماء المسلمين: التدخل العسكري فرض عين على الشعوب والحكومات للتصدي للعدوان على غزة
  • زيلينسكي يكشف أول الدول الأوروبية التي سترسل قوات إلى أوكرانيا