الحرب في المنطقة اليوم في ذروة اشتعالها، وبدأ الغطاء يتكشف عن فكرة الشرق الجديد، وهو موضوع بدأ قديما ثم اختفى وها هو اليوم يعود للعلن من خلال التناولات الإعلامية الإسرائيلية له، ويبدو لي أن هيمنة إسرائيل على القرار العربي بدأت تؤتي ثمارها فلم يبق من يقاوم مشروع إسرائيل سوى محور المقاومة، وها هي الحرب تُشن عليه وهي تتسع لتشمل كل المحور وبتعاون من محور الشر العالمي الذي يتمثل في الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وبتواطؤ من الأنظمة العربية.
الحرب سوف تستمر ولن تنطفئ جذوتها مهما حاولت الترسانة العسكرية فعله، ففكرة الصراع الأيديولوجي والمعرفي بين اليهودية والإسلام بدأت منذ بواكير الإسلام الأولى حيث كان الصراع في بواكيره الأولى صراعا عسكريا انتهى بهزيمة اليهود وشتات أمرهم وضعف شوكتهم، ثم تحول الصراع إلى صراع معرفي وأخلاقي وتفكيك قيم وزرع قيم، وتداخل مع الفكرة العقائدية حتى تخرج عن فطرة الله من خلال وضع الأحاديث المكذوبة على الرسول الأكرم، حيث نشط اليهود في هذا المجال نشاطا ملحوظا فوضعوا الاحاديث ونسبوها إلى رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام، وظل الجدل حولهما قائما إلى أن استطاع الكثير من العلماء فرز ما استطاعوا، وظل الكثير باقيا يبرر لبعض الجماعات الكثير من الأفعال اليوم .
لم ينطفئ جمر الحقد اليهودي منذ فجر الإسلام إلى اليوم، وبالتالي فالصراع العقائدي ظل مشتعلا منذ الدعوة إلى زمننا، والتأثير الذي أحدثوه في النسق الثقافي في زمن الخلافة ما يزال فاعلا في تنمية الموجهات التي تخدش وجه الفطرة ووجه الإسلام، فكل الحركات والجماعات الإسلامية أو التي تدعي الغيرة على الإسلام اليوم، هي نتاج ذلك الاشتغال الذي تأسس في زمن الخلافة، ذلك أن الاحاديث التي اصطلح أهل الديار الإسلامية على تسميتها بالإسرائيليات، جاءت في زمننا المعاصر من يثبت بعضها ويقر بصحته، وينفي الآخر ويقول بضعفه، فشاع في تيار أهل السنة والجماعة على وجه الخصوص التسليم والإقرار، فأي موجه يقره الألباني يصبح فاعلا ثقافيا ومحركا وجدانيا يحتج به الخطباء والمرشدون من تيار أهل السنة والجماعة وحين يسلمون بصحة النص المنسوب إلى النبي يلوون ألسنتهم بالدلالة القطعية للنص القرآني، ولذلك نجد عند الكثير من أهل السنة الثبات فالقرآن عندهم ليس موجها بل نصا مقدسا ثابتا يتعبدون به، وهم أكثر ميلا إلى السنة التي يرون فيها التفسير الحقيقي للقرآن، ولذلك التبس عليهم الأمر وانحرف المسار ووقفوا بكل رباطة جأش ضد من يقول بفعالية القرآن وحيويته في صناعة الحيوات والحضارات وبناء الإنسان .
اليوم نشهد نتائج هذا الانزلاق الفكري والثقافي الذي حدث منذ زمن مبكر فأحدث انحرافا حقيقيا، هذا الانحراف أضعف الطاقة الكبيرة التي يحملها الإسلام في صناعة حيوات البشر بما يتسق وقوانين الفطرة السليمة، وترك هذا الانحراف آثارا واضحة على المسلمين فتاهوا وغلبت عليهم الذلة والمسكنة وقد حذرهم الله من ذلك وضرب لهم الأمثال في القرآن ولكنهم لم يفقهوا .
انقسم المسلمون إلى طائفتين في المسار التاريخي، طائفة وقعت تحت تأثير الاحاديث التي اصطلح الفكر الديني على تسميتها بالإسرائيليات، وأخرى مالت إلى العقل في تفسير النص القرآني وإلى الفطرة في التفاعل مع المستويات الحضارية والثقافية التي تتطور بالضرورة في بناءات المجتمع الإنساني، ولذلك نلمس اليوم صورة غير سوية للإسلام الذي يعتمد على النصوص المنسوبة إلى الرسول ولم يجزم أحد بصحتها، فقد عاد هذا الإسلام إلى الزمن القديم ورفض كل تفاعل حضاري وأراد صناعة مجتمع يشبه المجتمع القديم الذي نشأ فيه الإسلام، وليس ببعيد ما كانت تقوم به داعش والقاعدة حيث شاع في أوساطهم سبي الحرائر وبيعها بالدرهم القديم والدينار دون الاعتراف بالعملات الورقية السائدة في زمننا المعاصر فضلا عن استحضار مظاهر الزمن القديم في واقع الحياة المعاصرة .
في مقابل تلك الصورة القاتمة والسوداوية نجد تيارا مقابلا يحاول أن يقدم إسلاما حضاريا فاعلا ومتفاعلا وصانعا ومتطورا يمتاز بالعزة والكرامة وبقوة الذات في الصراع مع الآخر وهو التيار الثابت على المبادئ والقيم الذي لم يفرط في ثوابت الأمة والمتمثل اليوم في محور المقاومة الإسلامية الذي ينمو بقوة واضطراد، وها هو يتوحد في خطاب سياسي وثقافي وديني حتى ينتصر لقضايا الأمة الكبرى، فلم يذهب إلى التطبيع ولم يفرط في المقدسات وظل ديدنه العام هو إعلان الوجود في عالم يسعى جاهدا على إلغاء وجوده، وهو يخوض معارك كبرى اليوم في محاور شتى عسكرية وثقافية ووجودية .
ولم تكن فكرة يوم المقاومة إلا فكرة بسيطة انطلقت كنتيجة منطقية لفكرة التهويد والتطبيع قبل عقود من الزمن وقد برز صوتها عاليا بعد فكرة الإبراهيمية التي انطلقت عام 2017م، وها هي اليوم في هذا المحك التاريخي لتصبح فكرة ملء السمع والبصر، فالحالة التفاعلية بلغت ذروتها عند شعوب العالم الإسلامي وقد انكسر تيار الباطل فلم نعد نحس منهم من أحد أو نسمع له ركزا، فالذين زايدوا بالقدس قديما سقطوا في وحل التطبيع ونحن نشهد خنوعا وذلا وهوانا لهم، في مقابل ذلك نشهد العزة والكرامة والقوة في محور المقاومة الذي خاض ويخوض معاركه المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني، فلم يبك على منابر المساجد كي يستدرج عطف الناس ويستخرج أموالهم بل بادر وجاهد وخرج من دائرة القول إلى دوائر الفعل، وهو يخوض معاركه العسكرية بكل قوة واقتدار ونأمل أن يولي المستوى الثقافي الاهتمام الكافي، فالمعركة ليست عسكرية بقدر ماهي ثقافية والصراع الثقافي أشد خطرا من غيره وتعاضد الجبهات في هذه المعركة هو العامل الأهم في الانتصار فيها .
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الیوم فی
إقرأ أيضاً:
التيّار غير مقتنع بشفافية التعيينات... وكلمة لباسيل اليوم
كتبت" النهار": في إطلالتَي "التيّار الوطني الحرّ" مساء اليوم وبعد غد الأحد، يخرج إلى فضاء المعارضة من أوسع أبوابها بعد سنوات أمضاها في رحاب السلطة، ولا سيما إبان ولاية الرئيس ميشال عون. لن يتأخر "التيار" في التصويب على أداء حكومة الرئيس نواف سلام، ولو أنه لن يقدم على أيّ هجوم ظاهر ضد الرئيس جوزف عون، ليس حباً بسياسة الرجل، بل لضرورات مسيحية لن تهضم وضع العصيّ السياسية في دواليب العهد الطالع. وإن كانت الكلمة الأولى والنهائية لعون في التعيينات الأمنية المسيحية في الجيش ومديرية أمن الدولة، فإن "التيار" لن يضعها إلا في إطار المحاصصة التي لا تختلف في رأيه عما شهدته الحكومات السابقة، وتتبلور هذه الصورة أكثر في امتحان التعيينات الإدارية و"إيصال الأكفاء"، وفق تعبير رئيس الحكومة.
تلاحظ مصادر في تكتل "لبنان القوي" لـ"النهار" أن "المحاصصة في التعيينات الأمنية كانت واضحة، بدليل ما فرضه الثنائي الشيعي ولا سيما الرئيس نبيه بري الذي أصرّ منذ البداية على تعيين الضابطين الشيعيين في مديرتي الأمن العام وأمن الدولة. وما حصل يثبت أن الحكومة لم تستطع تجاوز الثنائي، وسيتكرر المشهد نفسه في التعيينات التي تخصّ الطائفة الدرزية، وسيسعى الرئيس سلام إلى الاستحواذ على التعيينات السنية".
لهذه الاسباب لا يثق "التيار" بآلية التعيينات التي تعدّها الحكومة لموظفي الفئة الأولى، ويرى أن "الحسابات السياسية لن تكون بعيدة من هذه العملية، بدليل أنه في حال التوجه إلى الحسم بين مرشحين متكافئين من الناحية العلمية، ستكون الغلبة للاسم الذي يحظى بدعم سياسي أكبر".
وينتظر "التيار" في الجولة المقبلة للتعيينات ملء الشغور في المواقع المالية بعد الأمنية، "حيث لن يُعيَّن المرشح الأفضل في حاكمية مصرف لبنان على سبيل المثال، وهذا الأمر سينسحب على مواقع أخرى".
وتقول مصادره إن المداورة التي تناولها الرئيس عون في خطاب القسم لم تحصل "في انتظار ما سترسو عليه التعيينات الإدارية والقضائية. ونقول من الآن إن منطق المحاصصة سيبقى هو السائد، وما اتُّهمنا به إبان عهد الرئيس ميشال عون سيفعلونه هم، رغم كل الوعود الإصلاحية التي يطلقونها، وإن كنا نأمل تحقيق خطاب القسم والعناوين التي تضمّنها البيان الوزاري". يراقب "التيار" أداء "القوات اللبنانية" الممثلة بأربعة وزراء في الحكومة، ولا يرى أنها "صاحبة تأثير في التعيينات، إذ عليها أن تثبت أنها شريكة فعلية في الحكومة بدل ممارسة المشاهد الشعبوية والتركيز على تنفيذ هجومات على نائب رئيس الحكومة طارق متري الذي تناول بواقعية سلاح حزب الله". مواضيع ذات صلة "بهية ستتولى المهام"...الحريري "سيقول كلمته ويمشي" Lebanon 24 "بهية ستتولى المهام"...الحريري "سيقول كلمته ويمشي" 15/03/2025 06:06:32 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24 "التيار" في هجوم على "القوات": لديهم مشكلة مزمنة ومستفحلة في البصيرة Lebanon 24 "التيار" في هجوم على "القوات": لديهم مشكلة مزمنة ومستفحلة في البصيرة
15/03/2025 06:06:32 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24 كرم: "القوات" لا تريد وزارة الطاقة ولا قطيعة مع "التيار" Lebanon 24 كرم: "القوات" لا تريد وزارة الطاقة ولا قطيعة مع "التيار"
15/03/2025 06:06:32 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence" Lebanon 24 خطى "أبل" تتعثر في تحديثات "سيري" و"Apple Intelligence"
15/03/2025 06:06:32 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً
"إعلان طرابلس"لوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء
Lebanon 24 "إعلان طرابلس"لوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء
23:08 | 2025-03-14 14/03/2025 11:08:00 Lebanon 24 Lebanon 24 المرحلة الثانية من التعيينات الحاكم والجمارك...سلام إلى السعودية بعد الفطر
Lebanon 24 المرحلة الثانية من التعيينات الحاكم والجمارك...سلام إلى السعودية بعد الفطر
23:10 | 2025-03-14 14/03/2025 11:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 ملف المرفأ: اقتربت مرحلة التحقيق
Lebanon 24 ملف المرفأ: اقتربت مرحلة التحقيق
23:11 | 2025-03-14 14/03/2025 11:11:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحضيرات لزيارة عباس وبحث في نزع السلاح
Lebanon 24 تحضيرات لزيارة عباس وبحث في نزع السلاح
00:00 | 2025-03-15 15/03/2025 12:00:29 Lebanon 24 Lebanon 24 10 معوقات تمنع حزب الله من العودة إلى الحرب!
Lebanon 24 10 معوقات تمنع حزب الله من العودة إلى الحرب!
23:58 | 2025-03-14 14/03/2025 11:58:13 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
"الله يعين مرتو".. مُعجبة تُعانق راغب علامة وتُقبل يده وهكذا كانت ردة فعله (فيديو)
Lebanon 24 "الله يعين مرتو".. مُعجبة تُعانق راغب علامة وتُقبل يده وهكذا كانت ردة فعله (فيديو)
05:15 | 2025-03-14 14/03/2025 05:15:39 Lebanon 24 Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما ستشهده الكهرباء قريباً
Lebanon 24 آخر خبر.. هذا ما ستشهده الكهرباء قريباً
15:15 | 2025-03-14 14/03/2025 03:15:40 Lebanon 24 Lebanon 24 شقيق فنانة شهيرة يُهدد نيكول سابا ويطالبها بمغادرة مصر (صورة)
Lebanon 24 شقيق فنانة شهيرة يُهدد نيكول سابا ويطالبها بمغادرة مصر (صورة)
02:46 | 2025-03-14 14/03/2025 02:46:22 Lebanon 24 Lebanon 24 بلوك جديد.. مذيعة أخبار "الجديد" تُفاجئ الجميع بإطلالتها الأخيرة (فيديو)
Lebanon 24 بلوك جديد.. مذيعة أخبار "الجديد" تُفاجئ الجميع بإطلالتها الأخيرة (فيديو)
02:24 | 2025-03-14 14/03/2025 02:24:33 Lebanon 24 Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"!
Lebanon 24 تأجير الأرحام في لبنان ينتشر سرا.. تجارة تؤمن الملايين والسوق "يتوسع"!
05:30 | 2025-03-14 14/03/2025 05:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان
23:08 | 2025-03-14 "إعلان طرابلس"لوأد الفتنة وميقاتي: لبنان ليس بلد لجوء 23:10 | 2025-03-14 المرحلة الثانية من التعيينات الحاكم والجمارك...سلام إلى السعودية بعد الفطر 23:11 | 2025-03-14 ملف المرفأ: اقتربت مرحلة التحقيق 00:00 | 2025-03-15 تحضيرات لزيارة عباس وبحث في نزع السلاح 23:58 | 2025-03-14 10 معوقات تمنع حزب الله من العودة إلى الحرب! 23:43 | 2025-03-14 هل يحقق اللقاء الموسّع في طرابلس أهدافه؟ فيديو بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر
Lebanon 24 بث مباشر لحدث فلكي نادر.. إليكم مشاهد خسوف القمر
04:22 | 2025-03-14 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو)
Lebanon 24 "أحب شعبها".. ترامب يشرح "لماذا لا ينبغي لكندا أن تبقى دولة" (فيديو)
02:26 | 2025-03-14 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية
Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية
05:00 | 2025-03-12 15/03/2025 06:06:32 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24