الحرب على عون بدأت لمنع التمديد والهدف رئاسي؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
كتبت سابين عويس في" النهار": يكمن التحدي الأبرز عند الاستحقاق الداهم في مطلع كانون الثاني المقبل، والمتمثل في انتهاء الولاية الممددة لقائد الجيش في العاشر منه، ما يطرح ملف القيادة على طاولة البحث في شكل ملحّ وفوري، إذ لا يمكن الحكومة أن تنتظر حتى حلول هذا الموعد لاتخاذ القرار في شأن منع الشغور في هذا الموقع، الذي للمفارقة، سيكون آخر المواقع المارونية الأساسية في هرم السلطة المعرّض للشغور على غرار الشغور الرئاسي وفي حاكمية المصرف المركزي، علماً بأن هناك أولوية ملحة لحسم هذا الملف قبل استحقاقه.
وسط الانشغال السياسي بمواكبة الوضع الأمني جنوباً بكل امتداداته، سعياً وراء التوصل إلى وقف للنار، كشفت معلومات توافرت لـ"النهار" أن هناك حركة سياسية يقودها رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لمنع التمديد لعون. وتفيد المعلومات أن باسيل بحث هذا الموضوع مع رئيس المجلس نبيه بري. وتقضي الآلية بأن يعطي باسيل الإذن لوزراء التيار للمشاركة في جلسات مجلس الوزراء لمنع إقرار هذا الموضوع، علماً بأن وزراء الثنائي لن يشاركوا في أي جلسة تبحث هذا الموضوع. ويلاحظ أن لا نية أو توجه لدى بري اليوم لفتح أبواب المجلس أمام أي بحث لإقرار قانون في هذا الشأن على غرار ما حصل قبل عام، بحيث يُترك الموضوع في عهدة الحكومة.
وبحسب السيناريو الذي اطّلعت على تفاصيله مراجع مطلعة، يُترك الملف حتى اليوم الذي يسبق انتهاء ولاية عون بحيث يصدر مرسوم تكليف رئيس الأركان، الأمر الذي سيثير استياءً مسيحياً واسعاً يدفع إلى عقد جلسة حكومية لتعيين قائد جديد. وتستبعد المراجع أن يكون لرئيس الحكومة أي دور في هذا الموضوع، خصوصاً أنه لا يطرح من باب الإبقاء على عون في قيادة الجيش بل لمنعه من أن يكون له أي دور أو إنجاز أمني يعبّد طريقه إلى قصر بعبدا. ذلك أن الهدف هو إطاحة عون من السباق الرئاسي عندما يحين أوانه.
ولا تخفي المراجع استياءها من الطريقة التي يجري بها التعامل مع ملف الجيش، مؤسسة وقيادة، في ظل الظروف الاستثناءات الراهنة على خلفيات رئاسية، فيما البلاد في أشد الحاجة اليوم إلى أن تضطلع المؤسسة العسكرية بدورها في ظل قيادة تحظى بالثقة العربية والدولية، كما هي الحال مع عون. ويلاحظ أن الحملة بدأت في شكل ممنهج وتدريجي منذ بدأ استهداف عون في علاقاته مع واشنطن التي تضعها مصادر عسكرية في إطار التعاون، ذلك أن الدعم المالي الوحيد الذي يحظى به الجيش مجاناً يأتي من الولايات المتحدة الاميركية ضمن برنامج المساعدات الذي بدأ منذ عام ٢٠٠٧، فيما الدعم الإيراني أو الروسي مشروط بالسداد.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الموضوع
إقرأ أيضاً:
مسؤولون أميركيون: الجيش السوداني استخدم الأسلحة الكيميائية مرتين
قال أربعة مسؤولين أميركيين كبار يوم الخميس إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية في مناسبتين على الأقل ضد الجماعة شبه العسكرية التي يقاتلها للسيطرة على البلاد، وتم نشر الأسلحة مؤخرًا في مناطق نائية من السودان،
نيويورك تايمز - بقلم ديكلان والش وجوليان إي بارنز
16 يناير 2025
قال أربعة مسؤولين أميركيين كبار يوم الخميس إن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيماوية في مناسبتين على الأقل ضد الجماعة شبه العسكرية التي يقاتلها للسيطرة على البلاد.
وتم نشر الأسلحة مؤخرًا في مناطق نائية من السودان، واستهدفت أعضاء من قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقاتلها الجيش منذ أبريل 2023. لكن المسؤولين الأميركيين يخشون أن تُستخدم الأسلحة قريبًا في مناطق مكتظة بالسكان في العاصمة الخرطوم.
ويأتي هذه الكشف عن استخدام الأسلحة الكيميائية في الوقت الذي من المتوقع أن تعلن فيه الولايات المتحدة عن عقوبات على القائد العسكري السوداني، الجنرال عبد الفتاح البرهان، بسبب الفظائع الموثقة التي ارتكبتها قواته، بما في ذلك القصف العشوائي للمدنيين واستخدام التجويع كسلاح حرب.
إن استخدام الأسلحة الكيميائية يتجاوز حدودًا أخرى في الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حليفته السابقة. ووفقًا للعديد من المقاييس، خلقت الحرب أسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث قُتل ما يصل إلى 150 ألف شخص، ونزح أكثر من 11 مليونًا، والآن أسوأ مجاعة في العالم منذ عقود.
تم إخطار الأمم المتحدة والدول المتحالفة ومنظمات الإغاثة مساء الأربعاء بالعقوبات الوشيكة على الجنرال البرهان. ويعتبر القرار الأمريكي خطوة مهمة ضد شخصية ينظر إليها البعض على أنها رئيس دولة السودان الذي يمثل بلاده أيضًا في الأمم المتحدة.
وتخشى منظمات الإغاثة من أن يلجأ الجيش السوداني إلى الرد على قرار العقوبات من خلال فرض المزيد من القيود على عمليات الإغاثة في المناطق التي تعاني من المجاعة أو تتجه نحوها.
ولم يتضح على الفور نوع الأسلحة الكيماوية المستخدمة. وقال اثنان من المسؤولين الأميركيين، تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما لمناقشة مسائل أمنية حساسة، إن المعرفة ببرنامج الأسلحة الكيماوية كانت مقتصرة على مجموعة صغيرة داخل الجيش السوداني. لكن من الواضح أن الجنرال البرهان أذن باستخدامها، كما قالا.
وتأتي العقوبات بعد أسبوع من تأكيد الولايات المتحدة أن قوات الدعم السريع ارتكبت إبادة جماعية في الحرب، وفرضت عقوبات على زعيمها الفريق أول محمد حمدان دقلو لدوره في الفظائع التي ارتكبت ضد شعبه. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات على سبع شركات مقرها الإمارات العربية المتحدة كانت تتاجر بالأسلحة أو الذهب لصالح قوات الدعم السريع.
---------------------------------------------
*ديكلان والش* هو كبير مراسلي صحيفة التايمز في أفريقيا ومقره نيروبي بكينيا. وقد سبق له أن عمل مراسلاً من القاهرة، حيث غطى الشرق الأوسط، وإسلام آباد، باكستان.
*يغطي جوليان إي بارنز* وكالات الاستخبارات الأميركية وقضايا الأمن الدولي لصحيفة نيويورك تايمز. وقد كتب عن قضايا الأمن لأكثر من عقدين من الزمان