الأسبوع:
2025-03-04@16:15:21 GMT

افتح قلبك 6 من أجل أبنائي

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

افتح قلبك 6 من أجل أبنائي

كان عمري ثمانية عشر عامًا حينما تزوجت، وكان زوجي يعمل في إحدى دول الخليج، واضطررت للسفر والعيش معه هناك، لذلك لم أتمكن من استكمال دراستي الجامعية، وبعد عامين من زواجي أنجبت ابني الأول وكان لي بمثابة هدية من الله عز وجل حيث كنت أعاني مرارة الغربة والوحدة، لأن زوجي كان يقضي معظم اليوم في عمله وحينما يعود إلى البيت يعود منهكًا من كثرة ساعات العمل ومشقته، بالكاد يشاركني وجبة العشاء وسرعان ما ينام حتى يستيقظ مبكرًا لعمله مع أذان الفجر، وكان ابني هو شغلي الشاغل وأنيس وحدتي.

مرّتِ السنوات وأنجبت ابنتين ليصبح عندي ثلاثة أبناء صاروا هم كل حياتي، عُدنا إلى مصر وكان أكبر أبنائي عمره عشرة أعوام، أما ابنتايَ فكان عمر الكبرى سبع سنوات والصغرى خمسة أعوام فقط، وبعد أسابيع قليلة تُوفي زوجي تاركًا لي أبنائي الثلاثة بلا معاش ولا دخل ثابت حيث كان يُعِد لعمل مشروع تجاري خاص به لكنه رحل قبل استكمال إجراءات المشروع الذي توقف بوفاته، فأنا لا أعرف شيئًا عن تفاصيل عمله ولم يكن لي أي خبرات عملية في الحياة.

رحل زوجي تاركًا لنا شقة تمليك ومبلغًا بسيطًا في البنك هو ما تبقى لنا من سنوات الغربة بعد أن خسرنا ما تم إنفاقه في المشروع، كما ترك لي حيرة مع أبنائي الثلاثة، كيف سأتحمل هذه المسئولية الكبيرة وليس لي أي خبرات في العمل، بل إني لم أكمل دراستي الجامعية وكل ما لديّ هو مؤهل الثانوية العامة فقط؟

وبدأت رحلة جديدة في الحياة للبحث عن عمل يناسب ظروفي فالمبلغ الذي ادخره زوجي في البنك لن يكفي عائده للإنفاق على أولادي ما بين طعام ودراسة وملابس وأدوية ومستلزمات البيت، وكان من الصعب جدًا الحصول على عمل أنتهي منه في منتصف اليوم حتى أستطيع العودة لرعاية أبنائي والمذاكرة معهم ومتابعة مشكلاتهم.

ومرّتِ السنوات حتى كبر أبنائي، كانت سنوات طوالًا رفضت خلالها كل عروض الزواج التي جاءتني، فقد تركني زوجي وكنت صغيرة في العمر، ورغم ثقل الحمل إلا أني تحديت نفسي وتحمّلت من أجل أبنائي.

اضطررت لبيع شقتنا التمليك الكبيرة حتى أستطيع شراء شقة لابني ومساعدته هو وأختاه على الزواج ليبدأ كل منهم حياته، وبقيت أنا أتنقل للعيش بين أبنائي، حيث لم يعُد لي مكان أقيم فيه بعد بيع الشقة.

إلا أني أدركت أننا يمكننا تحمّل أعباء أبنائنا مهما كانت ثقيلة وقاسية وهم صغار، لكن الأبناء لا يستطيعون تحمُّل مسئولية أمهاتهم وآبائهم خاصةً مع الكبر في السن والإصابة بالأمراض المزمنة التي لا يوجد لها علاج مع التقدم في العمر.

وما بين زوجة الابن وزوجَي البنتين عشت معاناة جديدة تتكرر بتكرار المشكلات، فلكل منهم حياته الخاصة التي يود الاستقلال بها دون وجودي.

ساءت حالتي النفسية وتكالبت عليّ الأمراض مع إحساسي بأني صرت عبئًا على الجميع، وانتهى المشهد بأن اتفق أبنائي على أن أعيش في إحدى دور المسنين الخاصة على أن يتحملوا تكاليف إقامتي، وكما هي القصة المعتادة في مثل هذه الحكايات، يهتم الأبناء في البدايات ولكن سرعان ما تقل الزيارات حتى تكاد تنعدم، وهو ما حدث معي.

أحيانًا أمنح أبنائي أعذارًا للغياب، لكني معظم الوقت أشعر بالحزن والوحدة والغربة وأقول لنفسي: مهما كانت أسباب غيابهم فأنا أمهم ولي حق عليهم برعايتي وصحبتي وليس من حقهم بعد كل ما فعلته لأجلهم أن يتركوني أعاني في هذا العمر، وحيدة يخدمني غرباء بالأجر.

لم أعد أعرف هل أعاود تكرار طلبي إليهم أن يهتموا بي رغم أن هذا الطلب يؤثر بالسلب على نفسيتي ويؤذيني لشعوري أني أتسول اهتمامهم، أم أسكت وأقبل بالأمر الواقع وأعيش ما تبقى من حياتي بإحساس الوحدة والغربة والحزن منهم؟

يا أمي..

هناك نعم في الحياة تفضّل الله، سبحانه، بها علينا، هي عطايا لا نشعر بقيمتها إلا حينما نفقدها، هذا هو حال البشر جميعًا، من أغلى هذه النعم «أمهاتنا» تلك البركة التي إذا غابت أظلمتِ الحياة وانطفأتِ الابتسامة وغلبتنا الهموم، وهو الأمر الذي لم يدركه أولادكِ للأسف رغم كل ما قدمتِه من تضحيات وشقاء لأجلهم، ولكن سُنة الحياة أن ينشغل كل في حاله رغم أنه من غير المقبول أن يهمل الأبناء أمهاتهم وآباءهم في وقت صاروا في أمسِّ الحاجة لهم.

وانقسام أفكاركِ هو أمر طبيعي، فالحيرة بين قلب أم اعتاد التضحية والإيثار وبين شوق أم ليس لها إلا أولادها، شعور شديد القسوة، يجب أن يدرك أبناؤكِ أن البر بكِ ليس فقط من باب الواجب وإنما هو أمر وفرض إلهي يقترن بطاعة الله عز وجل، وأن إهمال هذا الفرض لن يجلب عليهم سوى الشقاء والتعب ما تبقى من حياتهم مهما كانتِ الحياة تبتسم لهم اليوم، وأن من الذنوب التي يعاقب الله عليها مرة في الدنيا ومرة في الآخرة، ذنب عقوق الوالدين، الذي وضعه الحق سبحانه في مرتبة الكبيرة التي تستجلب غضبه وسخطه وعقابه بعد كبيرة الشرك به جل في علاه، وأن أولى درجات الإنسانية والرحمة وصحوة الضمير أن نرفق بأهلنا ونرحمهم ونصلهم وألا نقطع صلة أرحامنا معهم، كل تلك الأشياء يجب أن تصل لأبنائكِ سيدتي، فما سيفعلونه معكِ الآن سيُرد إليهم غدًا، وهو ما لا نرجوه لهم.

تحدّثي معهم يا أمي بلا حرج، فهذا حقكِ عليهم جميعًا، قولي لهم كل ما تشعرين به بوضوح شديد، وآمل أن يصل إليهم شوقكِ وألمكِ وأن يعودوا إلى صوابهم ويتقوا الله فيكِ.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح

أكد الفنان إياد نصار، أن أسمه موجود بأفضل المسلسلات خلال السنوات الماضية، كما أن اسمه موجود في أكثر من مشروع فني قوي خلال الفترة الأخيرة، وهو ما يشعره بشئ جيد جدًا.

وأضاف «نصار»، خلال حواره مع الإعلامية أسما إبراهيم، ببرنامج «حبر سري»، المذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أنه كان متوقع النجاح لفيلم موسى أكثر من النجاح الذي حققه ولم يتوقع ما حدث له، حيث إنه كان ينقصه أمر ما أو تركيز على أمر ما لنجاحه.

وتابع: فيلم «موسى» من الناحية الفنية هو قوي جدًا والمخرج بيتر ميمي أحكم صناعة هذا الفيلم بشكل كبير، إلا أنه كان ينقص شئ للنجاح ولم يعرف هذه النقطة.

واستكمل: «المخرج بيتر ميمي يثق فيه جدًا وثق في التفكير جدًا، كان هناك شئ ينقص في صناعة شخصية الهيرو».

وعن مسلسله الجديد، «ظلم المصطبة» الذي يخوض من خلاله سباق مسلسلات رمضان 2025، قال إياد نصار، إن هذا المسلسل مرهق جدًا، ويشارك معه مع عدد من الممثليين الكبار أمثال فتحي عبد الوهاب وريهام عبد الغفور، مؤكدًا أن طبيعة تصوير المسلسل صعبه جدًا.

تفاصيل مسلسل ظلم المصطبة

يضم مسلسل ظلم المصطبة، المقرر عرضه ضمن مسلسلات رمضان 2025 نخبة من نجوم الفن أبرزهم:ريهام عبد الغفور، نخبة من نجوم الفن أبرزهم: فتحي عبد الوهاب، بسمة، أحمد عزمي، محمد علي رزق، وأحمد عبد الحميد، والعمل من تأليف أحمد فوزي صالح، سيناريو وحوار محمد رجاء، إخراج هاني خليفة، وإنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وينتمي المسلسل إلى نوعية مسلسلات الـ 15 حلقة، ومن المتوقع أن يحقق العمل نجاح فني وجماهيري كبير نظرا لتمتع أبطاله بقاهدة جماهيرية كبيرة.

ويجسد إياد نصار ضمن أحداث مسلسل ظلم المصطبة دور حسن، الذي تتشابك حياته مع حياة صديقه حمادة «فتحي عبد الوهاب»، وينافسه على حب ربيعة «ريهام عبد الغفور»، ومع سفر حسن إلى الخارج يجد حمادة الفرصة سانحة للفوز بربيعة، ويستطيع بنفوذ شقيقه الشيخ علاء على تحقيق مصالحه الشخصية.

أحداث مسلسل ظلم المصطبة

تدور أحداث مسلسل ظلم المصطبة، العمل في مدينة «إيتاي البارود» بمحافظة البحيرة، حول قصص إنسانية ورومانسية مشوقة، تسلط الضوء على الصراعات التي يخوضها الأبطال وسط بيئة تحكمها العادات والتقاليد المتوارثة.

ويستعرض العمل تأثير الأعراف والتقاليد العرفية التي تحكم المجتمع الريفي، وكيف يمكن لتلك القوانين غير المنصفة أن تؤدي إلى تعقيد مصائر الأفراد والتأثير على علاقاتهم.

اقرأ أيضاًبعد عرض أول حلقاته.. «في لحظة» يتصدر التريند في مصر والسعودية

موعد عرض مسلسل الشرنقة الحلقة الـ 4

مقالات مشابهة

  • أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان.. المهاجرة التي زوّجها النجاشي لرسول الله
  • كيف أتعامل مع زوجي المدخن في رمضان؟
  • شاهد| معاناة نبي الله إبراهيم عليه السلام من الغربة لحالة الشرك التي وصلت حتى إلى محيطه الأسري
  • الرئيس اللبناني: أتطلع إلى المحادثات التي سأجريها مع الأمير محمد بن سلمان
  • وليد جاب الله: الدولة المصرية تهتم بالشريحة التي تحتاج للرعاية المجتمعية
  • كم عدد الطيور التي أمر الله إبراهيم بتوزيعها على الجبل؟
  • دعاء آخر ساعة ليلة 3 رمضان.. 8 كلمات تجبر قلبك وتعوضه عن كل شيء
  • سحر رامي: الفن في دم أبنائي.. ولم أمنعهم رغم مشقته
  • إياد نصار لـ «حبر سري»: فيلم «موسى» قوي جدا وكان ينقصه شئ للنجاح
  • حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه