منذ اسبوعين ارتفعت وتيرة الاتصالات والجهود الديبلوماسية لوقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، لكنها حتى الآن لم تحرز اي تقدم وبقيت تدور في حلقة مفرغة.

ووفقا للوقائع ومصادر مطلعة، فان فرنسا وقطر تقودان مسعى مباشرا ومستمرا لوقف اطلاق النار على قاعدة تنفيذ القرار1701، ويجري السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو منذ ايام لقاءات واتصالات ناشطة مع الرئيسين بري وميقاتي وقيادات اخرى، لا سيما وليد جنبلاط، في اطار جهود الديبلوماسة الفرنسية الناشطة في اكثر من اتجاه.

كما يسجل تحرك مماثل من قبل الدوحة، حيث سجلت في الايام الاخيرة اتصالات قطرية لبنانية على مستوى رفيع.

وكتبت" الديار": تلاحظ المصادر في المقابل، انه منذ الاتصالين بين وزير الخارجية الاميركي بلينكن مع بري وميقاتي، لم تشر المعلومات الى مستجدات على هذا المحور من الاتصالات الديبلوماسية، وان ما جرى مع بلينكن لم يكن ايجابيا ومشجعا، ولم يؤشر الى رغبة جدية لواشنطن بالضغط على «اسرائيل» لوقف العدوان وتنفيذ القرار 1701.

ويشار في هذا المجال، الى ان الاتصال الذي جرى اول من امس بين وزير الدفاع الاميركي اوستن ونظيره «الاسرائيلي» غالانت تناول موضوعين: الاول يتعلق بطلب اميركي يقضي بالسماح لادخال مواد غذائية واغاثية للمنطقة التي يحاصرها العدو في شمال غزة، والثاني يتعلق بالتطورات في جبهة جنوب لبنان.

ووفقا لما تسرب من معلومات فان اوستن دعا غالانت الى عدم استهداف قوات «اليونيفيل» والجيش في الجنوب، وترافق ذلك مع حديث عن نوع من النصيحة الاميركية للعدو «الاسرائيلي» بتخفيض وتيرة استهداف الاماكن السكنية، وتدمير المدن والقرى قدر الامكان، وتجنب تكرار ما حصل في مدينة النبطية.

ويلخص مصدر ديبلوماسي الموقف الاميركي حتى الآن بانه ما زال يغطي استمرار العدوان «الاسرائيلي» على لبنان لفرض معادلة جديدة وتحقيق امر واقع جديد، يرجح ان يتجاوز تنفيذ القرار 1701، وربما هذا ما قصده الموفد الاميركي هوكشتاين باستخدام عبارة القرار 1701+. 

ويضيف المصدر ان واشنطن من خلال تصريحات عدد من المسؤولين والدعم العسكري المستمر «لإسرائيل»، ترغب في ان يحقق جيش العدو انجازات معينة على الارض في الجنوب تخدم تحقيق هذه الفكرة، لفرض واقع ضاغط على لبنان من اجل تقديم تنازلات لمصلحة العدو في المفاوضات الجارية.

من هنا، فان الجهود التي تبذلها فرنسا وقطر لا تصطدم باصرار العدو «الاسرائيلي» على المضي في حربه على لبنان فحسب، بل ايضا بالموقف الاميركي الذي يعطي «اسرائيل» فرصة زمنية محددة قبل موعد الانتخابات الاميركية في مطلع الشهر المقبل لتحقيق هذه الانجازات، ومن هنا يكثر الكلام عن توقع اسبوعين مقبلين ساخنين في الحرب القائمة.

ويشار في هذا المجال ايضا، الى ما تسرب عن الاتصال بين اوستن وغالانت اول من امس بان وزير دفاع العدو ابلغ نظيره الاميركي ان «اسرائيل» ترفض تنفيذ القرار 1701، وتريد نزع سلاح حزب الله وضرب بنيته العسكرية، وضمانات لعدم العودة الى المرحلة السابقة.
وحسب مصادر ديبلوماسية، فان كلام غالانت الاخير وتأكيده على الاستمرار في العدوان خلال المفاوضات، يعكس وجهة نظر «اسرائيلية»- اميركية مشتركة، ترمي الى ممارسة ضغط بالنار على لبنان والمفاوض اللبناني، لحمله على تقديم تنازلات والاتفاق على صيغة الحل، وفقا للرؤية «الاسرائيلية»- الاميركية المذكورة، تتجاوز تنفيذ القرار 1701 من الجانبين اللبناني و "الاسرائيلي».

وقد ابلغ لبنان على لسان بري وميقاتي خلال الجهود الديبلوماسية الجارية، ان لبنان متمسك بوقف العدوان «الاسرائيلي» وتنفيذ القرار 1701 كاملا وانتشار الجيش الى الحدود، ويرفض اي شروط خارج اطار تنفيذ القرار المذكور.

وحسب المصادر الديبلوماسية، فان هناك تباينا في التعاطي مع مسألة وقف العدوان بين ما تقوم به فرنسا وموقف الادارة غير المعلن، فباريس وقطر بمؤازرة عربية واوروبية تسعيان لوقف النار، والشروع في تنفيذ القرار 1701 كاملا وفق آلية وروزنامة زمنية قصيرة ومحددة، تعتمد على تعزيز الجيش اللبناني جنوبي الليطاني حتى الحدود، وتزخيم دور قوات «اليونيفيل» بالتعاون معه لتطبيق القرار المذكور.

وفي المقابل تضغط واشنطن لانتزاع تنازلات مسبقا تضمن تنفيذ خطوات ميدانية تحاكي الشروط «الاسرائيلية»، لا سيما عودة المستوطنين الى المستوطنات الشمالية، وانهاء وجود المقاومة وخطرها بصورة دائمة، وبضمانات دولية وتنفيذية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: تنفیذ القرار 1701 على لبنان

إقرأ أيضاً:

تكثيف الاتصالات الدولية لوقف اطلاق النار.. ميلوني في بيروت عصر الجمعة وتلتقي بري وميقاتي

يترقب لبنان الرسمي والشعبي ما ستؤول إليه الاتصالات الدولية التي تجري على هامش انعقاد مجلس الأمن الدولي، لعلها تشكّل رافعة له في التوصل لقرار بوقف النار في جنوب لبنان، الذي يشهد حالياً أعنف المعارك بين إسرائيل و"حزب الله".
الا أن المعطيات الراهنة تشير الى ان التحركات والاتصالات الجارية في مختلف الاتجاهات لم تثمر عن اي تقدّم ملموس في هذا الاتجاه ينهي العدوان الإسرائيلي المتواصل فصولاً على لبنان.
وبحسب المعطيات فان الاتصالات الدولية تكثفت مع انعقاد مجلس الأمن، وتتمحور حول إنضاج الظروف السياسية لتبني مشروع قرار لوقف النار تقدمت به الولايات المتحدة وفرنسا، يقضي بتطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ويأخذ بعين الاعتبار إلحاق مزارع شبعا وتلال كفرشوبا به. وهذا التعديل الذي أُدخل على القرار 1701 لم يكن موجوداً في صلبه عند صدوره عن مجلس الأمن، وأدى إلى وقف حرب تموز 2006.
وكان الجدل تصاعد أمس بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على خلفية الوضع في لبنان حيث يعارض نتنياهو وقفاً لإطلاق النار من جانب واحد، لا يؤدي إلى تغيير الوضع الأمني في لبنان، ويعيده فقط إلى ما كان عليه، وفق بيان عن مكتبه.
ومن المقرر ان تزور لبنان بعد ظهر يوم الجمعة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني حيث ستجتمع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاني وتزور كتيبة بلادها في الجنوب التي تعرضت مؤخراً لنيران إسرائيلية خلال مواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.
وحذرت ميلوني أمام مجلس النواب الإيطالي "من أن انسحاب القوة الأممية سيكون خطأ فادحاً".
وستكون ميلوني التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية المجموعة السبع، أول مسؤولة على هذا المستوى تزور لبنان منذ تكثيف الضربات الإسرائيلية ضد حزب الله".
 وقال مصدر سياسي بارز "إنّ الهمّ الأول اليوم هو وقف إطلاق النار. أما الحل السياسي الداخلي وانتخاب الرئيس، ورغم المساعي الحثيثة والمواقف، لا تزال دونه عقبات كثيرة، تبدأ بتعذر التوافق حول اسم من لائحة الأسماء المتداولة، "، كاشفا" انّ هناك لائحة تتضمن أسماء لا تتعدّى اصابع اليد يجري الحديث عنها في الكواليس، لكنها تشترط تأمين 86 نائباً حضور من دون غياب اي مكوّن".
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قال في حديث تلفزيوني امس "أنّ الاتصالات الدولية قائمة للوصول الى وقف اطلاق النار وتعزيز دور الجيش وتطبيق القرار 1701 ". وشدّد على "أننا نسعى الى تأمين موافقة دولية مسبقة قبل عرض الموضوع على مجلس الامن الدولي، خصوصاً وأنّ معظم الدول متعاطفة مع لبنان".
واشار الى "انّ في خلال اتصالاتنا مع الجهات الاميركية الاسبوع الفائت اخدنا نوعاً من الضمان لتخفيف التصعيد ضدّ الضاحية الجنوبية وبيروت، والاميركيون جادون في الضغط على اسرائيل للتوصل الى وقف اطلاق النار".
ولفت الى "انّ الاجراءات المشدّدة المتخذة في المطار هي لتفادي أي ذريعة يستغلها العدو الإسرائيلي". وقال: "انّ الجيش مستعد لتعزيز وجوده في الجنوب بحدود 10 آلاف جندي اضافي، ولكنه يحتاج الى كثير من العتاد، وهذه مسألة اساسية لتنفيذ القرار 1701 . اما ربط هذا القرار بقرارات اخرى مثل القرار 1559 ، فلا لزوم لهااو للحديث عنها، لانّها ستتسبب بخلافات اضافية ."

المصدر: لبنان 24

مقالات مشابهة

  • رغم رفض الاحتلال.. لبنان يتمسك ببقاء قوات اليونيفيل في الجنوب
  • وزير الدفاع اللبناني: نتمسك ببقاء “اليونيفيل” في الجنوب لتتعاون مع جيشنا في تنفيذ القرار 1701
  • الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارًا عاجلًا لسكان منطقة في البقاع اللبناني ويدعوهم لإخلاء المباني فورًا
  • مصر تدعو لفرض إجراءات دولية حاسمة لوقف العدوان على غزة
  • لبنان يطالب بإدانة دولية لعدوان إسرائيل وإلزامها بتطبيق القرار 1701
  • تكثيف الاتصالات الدولية لوقف اطلاق النار.. ميلوني في بيروت عصر الجمعة وتلتقي بري وميقاتي
  • خاص للحرة.. إسرائيل ترحب بتصريحات ميقاتي عن القرار 1701
  • عوده عرض مع زواره للاوضاع.. السنيورة: آن الأوان لتطبيق القرار 1701
  • هل يستطيع القرار الأممي 1701 إنقاذ لبنان؟