طوّرت إسرائيل أمس نمط إرعاب اللبنانيين عبر إطلاق موجات الإنذارات لإخلاء بلدات وقرى وحتى أحياءً بما بات يُنذر بحرب تفريغ وتهجير واسعة لمناطق جنوبية وبقاعية وحتى في جبل لبنان بعد الضاحية الجنوبية. وتولى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تعميم التحذيرات تباعاً. واستهدفت غارات إسرائيلية أولاً بلدات السفري وتمنين الفوقا وسرعين التحتا شرقي بعلبك وغارة ثالثة بلدة سرعين.

وأتت الغارات بعدما كان وجّه المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي "إنذاراًت عاجلة إلى سكان منطقة البقاع، أيضا"، ثم وجه إنذاراً إلى سكان منطقة صور وتحديدًا المتواجدين في المبنى المحدد في الخارطة والواقع في منطقة الحوش والمباني المجاورة له قبل أن يقصف البرج الشمالي ومنطقة الحوش في صور مرتين. وانذر أيضا سكان العباسية، وطيردبا وقصفهما. ثم وجّه أدرعي عصراً إنذاراً جديداً وعاجلاً إلى سكان الوردانية في الشوف ما تسبّب بموجة هجرة واسعة من البلدة.   
 
ولعل التطور الداخلي الأسوأ الذي واكب هذا التطور تمثل في موجة استغلال خبيث للإنذارات عبر توجيه مجهولين إنذارات وهمية لعدد من المؤسسات، إذ أكد رئيس ديوان المحاسبة القاضي محمد بدران أنه تلقى إتصالاً عبر خطه الأرضي يحذر من إمكان تعرّض الديوان لإعتداء إسرائيلي، وأوضح بدران أن "الاتصال وُضع في عهدة الأجهزة الأمنية اللبنانية للتأكد من مدى صحته ولاتخاذ الاجراءات اللازمة في حال صدوره عن اشخاص بهدف خلق البلبلة". وتبيّن لاحقاً أن الاتصال كان كاذباً. 

وبدورها، أعلنت قناة "الجزيرة" أن العاملين في مكتبها في مبنى في وسط بيروت يضم مكتب الجزيرة ومكاتب سفارتين من بينها النروجية، اخلوه بعد تلقي إنذارات متتالية. ولاحقاً قالت مصادر أمنية لبنانية إنه تبيّن أن التهديدات لمبنى السفارة النروجية في بيروت غير صحيحة.  

المواجهات البرية 
وعلى الصعيد الميداني أفادت المعلومات عن تصاعد المواجهات بين القوات الإسرائيلية التي تدأب على اختراق النقاط الحدودية الجنوبية ولا تتمركز في أي مواقع لمقاتلي "حزب الله". وأعلن عضو كتلة الحزب النائب حسن فضل الله أمس، "إننا نعمل على 3 خطوط أوّلها في الميدان، وحتى اليوم لم يتمكّن العدو من السيطرة على أي قرية أو الاستقرار فيها". ولفت إلى أنّ "رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه برّي ونجيب ميقاتي يتوليان التفاوض مع الموفدين الدوليين من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، ونُتابع هذا الملفّ بدقّة مع الرئيس برّي".

وفي المقابل، أعلن المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي "القضاء على قائد كتيبة في "حزب الله " حسين محمد عواضة في منطقة بنت جبيل" وأضاف: "قتلنا عشرات العناصر خلال معارك في جنوب لبنان وتدمير أكثر من 150 هدفاً، وخلال الساعات الأربع والعشرين الماضية قضت قوات الجيش البرية العاملة في جنوب لبنان إلى جانب طائرات سلاح الجو على أكثر من 45 عنصرًا من "حزب الله". 
ولكن صفارات الإنذار دوت في حيفا وعكا ومناطق واسعة في الجليل الأعلى شمال إسرائيل وتم رصد إطلاق صواريخ من لبنان على حيفا وخليجها وعكا ومحيطها.

وكتبت" الاخبار": وأشار بيان صادر عن «غرفة عمليات المقاومة» أمس، إلى أن «القوة الجوية» في المقاومة، تواصل وبتدرّج يتصاعد يوماً بعد يوم، استهداف قواعد العدو العسكرية من الحدود إلى العمق، بمختلف أنواع المُسيّرات الانقضاضية، «ومنها النوعية التي تُستَخدم للمرة الأولى، عدا مهمّات الاستطلاع وجمع المعلومات». أما «وحدة الدفاع الجوي»، فيتصدّى مجاهدوها للطائرات العسكرية الإسرائيلية، الاستطلاعية منها والحربية، حيث تمكّنوا من إسقاط طائرتي استطلاع من نوع «هرمز 450».

وفي حصيلة كلّية، بحسب المقاومة، «بلغت حصيلة خسائر العدو وفق ما رصده مجاهدو المقاومة الإسلامية، حوالي 55 قتيلاً وأكثر من 500 جريح من ضباطه وجنوده، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، و4 جرافات عسكرية وآلية مدرّعة وناقلة جند، وإسقاط مُسيّرتين من نوع هرمز 450». علماً أن «هذه الحصيلة لا تتضمّن خسائر العدو الإسرائيلي في القواعد والثكنات العسكرية على طول الحدود اللبنانية الفلسطينية وصولاً إلى عمق فلسطين المحتلة».

وبناءً على توجيهات قيادة المقاومة، أعلنت غرفة عمليات المقاومة الإسلامية «الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعديّة في المواجهة مع العدو الإسرائيلي ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة».
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يضبط "منصات قذائف" في جنوب لبنان

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه ضبط منصات إطلاق قذائف صاروخية ثقيلة وصواريخ مضادة للدروع وقذائف هاون في جنوب لبنان.

جاء ذلك في بيان للجيش الإسرائيلي، أكد فيه أن قواته تواصل العمل "لإزالة التهديد ورصد ومنع انتهاكات التفاهمات وفق ما اتفق بين إسرائيل ولبنان مع الحفاظ على شروط وقف إطلاق النار".

 وقال البيان إنه خلال نشاط "اللواء 769"، تم العثور على عدة مستودعات للأسلحة.

وقال الجيش الإسرائيلي إن المستودعات "احتوت على منصة إطلاق متنقلة لقذائف ثقيلة الوزن تم استخدامها لإطلاق العديد من القذائف على مدار العام الأخير تجاه بلدات إصبع الجليل، بالإضافة إلى عشرات قذائف الهاون وصواريخ مضادة للدروع وقذائف صاروخية وعبوات ناسفة، ومنصات إطلاق متنقلة، ومعدات عسكرية إضافية".

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه صادر جميع المضبوطات.

وجاءت العملية العسكرية رغم سريان هدنة دخلت حيز التنفيذ في 27 نوفمبر بعد مواجهة مفتوحة استمرت أكثر من شهرين بين حزب الله وإسرائيل خلفت نحو 4 آلاف قتيل في لبنان وتسبّبت بدمار واسع في مناطق تعد معاقل للحزب المدعوم من إيران.

وسُجّلت انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار منذ بدء سريانه.

وينص الاتفاق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق حدودية في جنوب لبنان خلال 60 يوما، وتعزيز الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة لانتشارها في الجنوب عند الحدود الشمالية للدولة العبرية.

وبموجب الاتفاق، تتولى لجنة خماسية مراقبة الالتزام ببنوده والتعامل مع الخروقات التي يبلغ عنها كل طرف.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي سيمنع سكان شمال غزة من العودة لمنازلهم
  • شاهد | العدو الإسرائيلي والخشية من المقاومة في سوريا بسبب المنطقة العازلة
  • عمليات جديدة.. هذا ما فعله الجيش الإسرائيليّ داخل بلدة جنوبيّة
  • الجيش الإسرائيلي يضبط "منصات قذائف" في جنوب لبنان
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يحذر سكان 73 قرية لبنانية من العودة
  • عز الدين من الصوانة: من يراهنون على ضعف المقاومة واهمون
  • الشيخ نعيم قاسم يحدد برنامج عمل حزب الله للمرحلة المقبلة ويؤكد استمرار المقاومة
  • بعد إطلاق صواريخ.. الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء جديدة في غزة
  • نعيم قاسم: منعنا الاحتلال من التقدم نحو الشرق الأوسط عبر بوابة لبنان
  • حركة أمل وحزب الله يحييان الحفل التكريمي لشهداء برج رحال