تخيل معي عزيزي القارئ أن تتلقى عرضًا من أحد الوكلاء السياحيين في بلدك لأن تسافر في رحلة طيران إلى مكان غير معلوم خارج بلدك!!! هذا بالفعل ما حدث في تجربة غريبة ومليئة بالمغامرة والتشويق وكأحد تكنيكات الدعاية غير التقليدية.. حيث أعلنت إحدى شركات الطيران العالمية عن تنظيم رحلة طيران خاصة إلى وجهة ومدينة غير معلومة وذلك عن طريق ترتيبات خاصة مع الجهات المختلفة لتنظيم هذه الرحلة.
ولكن في الحقيقة هو يُعَد نشاطًا إبداعيًا ونمطًا للتفكير خارج الصندوق لجذب الانتباه والترويج سواء لشركة الطيران أو المقصد أو الوكيل السياحي.. حيث هناك بالفعل شريحة من محبي السفر والمستكشفين والمغامرين ممّن تستهويهم هذه النوعية من الرحلات.. فهم يبحثون عن أماكن جديدة غير تقليدية يشعرون من خلالها بالتميز والإحساس بالذات بتجربة هذا النوع من الرحلات.
أما على صعيد شركة الطيران فهى حتمًا حققت مكاسب كبيرة دعائيًا وفي جذب الانتباه نحوها.. أما الرابح الأكبر فبالطبع هو المدينة أو المقصد السياحي الذي توجهت إليه تلك الطائرة. فمثل هذه الرحلات ستجذب تباعًا الأنظار لهذه المدينة وستحظى بجانب من تسليط الضوء والشهرة لدى السوق السياحي الذي تستهدفه تلك المدينة، وذلك عن طريق الروايات والقصص الخبرية التي يقوم بها هؤلاء المسافرون على متن تلك الرحلة، بنطاق دائرة معارفهم ومتابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولا شك أن هذا الحدث يثير شهية المسوّقين والمروّجين للمقاصد السياحية في كيفية تطوير الاستراتيچيات الإبداعية غير التقليدية.
كما أنه يقودنا للتفكير في ضرورة البحث باستمرار عن أفكار وأساليب غير تقليدية للمقاصد السياحية المصرية المتنوعة التي تحتاج لمثل هذا النوع من الأفكار لتسليط الضوء عليها عن طريق استهداف تلك الشريحة من السائحين المغامرين والمغرمين باستكشاف وجهات جديدة. فهناك العديد من المدن والوجهات المصرية الخصبة التي لاتزال مجهولة لدى ملايين من هؤلاء السائحين الباحثين عن هذا النمط من السفر. فهناك مواقع سياحية مصرية عدة تشهد مؤخرًا طفرة كبيرة من التطوير كما هو الحال في مشروع التجلي الأعظم بسيناء وما يتبعه من تطوير مطار سانت كاترين لخدمة هذا المشروع السياحي الواعد بتلك المنطقة. كذلك الحال في مدينة العلمين الجديدة وما تشهده من مشروعات ضخمة، والتي تُعَد منتَجًا جديدًا فاخرًا يفتح أمام القائمين على تسويق المدينة مجالًا واسعًا لتطوير استراتيچيات ترويجية بعيدة المدى لوضعها بقوة على خريطة السياحة العالمية، وبالتوازي أعدتِ الدولة المصرية -ممثلة في وزارة الطيران المدني- خطة سريعة لتطوير مطار العلمين ليكون جاهزًا لاستقبال السائحين القادمين للمدينة. وإذا وجّهنا البوصلة جنوبًا فمازالت هناك بقاع مصرية خصبة واعدة تنتظر هؤلاء السائحين المستكشفين إذا ما سلّطنا مثلًا الضوء على محميات جنوب البحر الأحمر في وادي العلاقي وجبل علبة وغيرها من المواقع الطبيعية الساحرة، وهى أيضًا من المواقع التي امتدت إليها خطط التنمية السياحية بالفعل، حيث تم تطوير مطار برنيس لخدمة المشروعات السياحية بتلك المنطقة.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
حسام بدراوي يطالب بوضع خطة عاجلة لزيادة أعداد السائحين في مصر.. فيديو
قال الدكتور حسام بدراوي، المفكر السياسي الكبير، إن مصر تمتلك عقولا وكفاءات على أعلى مستوى، لا بد من استغلالها في جميع المجالات.
وأضاف “بدراوي” خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، أنه لا بد من إزالة المعوقات أمام القطاع الخاص من أجل التوسع في مشروعاته، حيث إنه يعاني حاليًا في السوق المصرية.
وأوضح أنه لابد من خطة عاجلة لزيادة أعداد السائحين في مصر، مضيفًا أن ذلك يستوجب تحسين الخدمات المقدمة للسياح في المطارات، وتوفير وسائل نقل متقدمة لهم.
وواصل بدراوي قائلاً: «المفروض السياحة في مصر تضيف لنا مليارات الدولارات في السنة الواحدة».