كيف يمكن للهجمات العسكرية الإسرائيلية الجديدة أن تؤثر على الانتخابات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
كان الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس يأملان أن تهدأ الأوضاع في الشرق الأوسط في الأسابيع الأخيرة من السباق الرئاسي، لكن الهجمات العسكرية الإسرائيلية الجديدة تجعل ذلك مستحيلًا تقريبًا، حسبما ذكر مسؤولون أمريكيون ومساعدو الحملة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشعل قطاع غزة بحملة قصف متجددة، وشن غزوًا بريًا على لبنان، إلى جانب الضربات الجوية في بيروت بهدف القضاء على حزب الله.
لقد وضع التصعيد السريع إدارة بايدن في مأزق، مما أدى إلى دعوة الولايات المتحدة لأول مرة إلى وقف إطلاق النار الفوري في لبنان لعكس هذه السياسة بعد تسعة أيام وكذلك التأييد العلني للهجوم البري الإسرائيلي، وفقًا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.
وتقول الصحيفة إن الضربة تسببت في ارتباك وذعر بين حلفاء واشنطن الأوروبيين والعرب الذين يدفعون الولايات المتحدة لكبح جماح أقرب حلفائها في الشرق الأوسط. لكن مسؤولي الإدارة ما زالوا يكرهون خوض معركة علنية في مثل هذه اللحظة الهشة سياسيًا.
وقال فرانك لوينشتاين، حليف بايدن ومفاوض إدارة أوباما السابق في الشرق الأوسط "من الواضح أنهم يريدون تجنب أي مواجهة علنية مع نتنياهو بشأن لبنان أو غزة، والتي قد تؤدي إلى ردود فعل سلبية من أنصار إسرائيل قبل الانتخابات". مضيفًا "أنه في الوقت نفسه، هم حساسون لخسارة أصوات العرب الأميركان الحاسمة في الولايات المتأرجحة الرئيسية في حال كان خطابهم يميل بعيدًا في اتجاه إسرائيل".
ردود أمريكية على الهجمات العسكرية الإسرائيلية الأخيرةوأصدرت الإدارة بيانات ردًا على الحوادث الأخيرة التي أثارت ردود فعل دولية عنيفة، بما في ذلك هجمات إسرائيل على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان؛ وقصفها المميت لمستشفى الأقصى في غزة، والذي اجتاح المخيمات القريبة بالنيران؛ وتقرير الأمم المتحدة الذي يشير إلى عدم دخول أي طعام إلى شمال غزة منذ ما يقرب من أسبوعين. ومع ذلك، تم التعامل مع هذه التصريحات بعناية لتجنب تصوير أن هناك انفصال حاد عن نتنياهو.
لقد جاءت الفرصة الأخيرة للقيام بذلك يوم الثلاثاء، عندما نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية محتويات رسالة سرية من وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن يحثان فيها إسرائيل على السماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأمريكية.
وفي غضون ساعات من الكشف الرسالة، أوضح المتحدثون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن الرسالة "لم يكن المقصود منها أن تُعتبر تهديدًا" وأنه لن يتم اتخاذ أي إجراء في الأيام الثلاثين المقبلة - مما دفع بأي إجراء عقابي محتمل إلى ما بعد الانتخابات. ورفضوا القول ما إذا كانت قيود الأسلحة مطروحة على الطاولة.
لقد أثار انتشار الحرب قلق حملة هاريس، التي ترى أن صور المدنيين القتلى تعقد طريقها إلى النصر في ولايات متأرجحة رئيسية تضم أعدادًا كبيرة من السكان العرب الأميركيين والمسلمين.
وقال أحد مستشاري الحملة: "إن الأمر يثير قلقًا كبيرًا. ويعود الأمر إلى أن الناس يقولون: "لا أستطيع أن أدعم أي شخص يؤيد الإبادة الجماعية".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية جو بايدن كامالا هاريس الهجمات العسكرية الإسرائيلية غزة لبنان
إقرأ أيضاً:
القناة 12 الإسرائيلية: نتنياهو سيعقد جلسة أمنية خاصة تتناول احتمال انهيار المرحلة الثانية لاتفاق غزة
أفادت وسائل اعلام اسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد مناقشة أمنية تتناول احتمالية انهيار المرحلة الثانية لاتفاق غزة وعودة الجيش الإسرائيلي إلى القتال على الفور.
وستجري المناقشة في الوقت، الذي يزور فيه مبعوث ترامب الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إسرائيل، استعدادا لزيارة نتنياهو الرسمية إلى واشنطن الأسبوع المقبل.
ومع إطلاق سراح أربيل يهود وآغام برغر، الخميس، إلى جانب غادي موزيس، انتهت فئة النساء المدنيات والجنديات في الصفقة، وتستعد إسرائيل للضربات التي ستأتي وكذلك لاحتمال انهيار الاتفاق والعودة إلى القتال، لكن ليس من المتوقع أن يحدث هذا قريبًا.
ومن بين 25 مختطفا إسرائيليا كانوا مدرجين على القائمة حتى الآن، عاد 10 منهم على قيد الحياة خلال 10 أيام، كما عاد 5 عمال أجانب آخرين.
وبحسب كافة التقديرات في إسرائيل، وبحسب القائمة التي وصلت من حماس، لم يعد هناك أي نساء مختطفات على قيد الحياة.
وذكرت وسائل إعلام أميركية أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يواجه عقبات خطيرة في مراحله المقبلة مشيرة إلى عدد من التحديات والمؤشرات على ذلك.
وقال موقع "ذا هيل" الأميركي في تقرير: "تنفس الإسرائيليون والفلسطينيون الصعداء مع بدء وقف إطلاق النار الأخير، لكنهم الآن يحبسون أنفاسهم ليروا ما إذا كان سيدوم. على الرغم من وجود بعض علامات الأمل، إلا أن هناك أسبابا أكثر تدعو للقلق، خاصة مع التحديات التي تواجه المراحل المقبلة من الاتفاقية".
وأشار الموقع إلى أن الاتفاقية تنقسم إلى 3 مراحل، كل منها أكثر تعقيدا وهشاشة من سابقتها.
وبدأت المرحلة الأولى، التي تستمر 6 أسابيع، بالإفراج عن 3 أسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 90 أسيرا فلسطينيا.
ومن المقرر أن يتم الإفراج تدريجيا عن 30 إسرائيليا آخر وأكثر من 1600 فلسطيني.
لفت "ذا هيل" إلى أنه على الرغم من استمرار وقف إطلاق النار، فإن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تثير شكوكا بشأن التزامه بتنفيذ المرحلة التالية، فقد أعلن نتنياهو أن "كلا من الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب والرئيس السابق جو بايدن قد قدما دعما كاملا لإسرائيل في حقها بالعودة إلى القتال إذا توصلت إلى استنتاج مفاده بأن المفاوضات حول المرحلة الثانية غير مجدية".
جاء هذا التصريح في أعقاب قصف إسرائيلي مكثف حتى اللحظات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، مما أسفر عن مقتل 73 شخصا في غارات جوية ليلة الإعلان عن الاتفاقية.
ووفقا لمسؤول إسرائيلي رفيع، فإن نتنياهو وافق على الاتفاقية فقط تحت ضغط من مبعوث ترامب، ستيفن ويتكوف، الذي نقل رسالة صارمة من الرئيس الأميركي مطالبا بعقد صفقة.
المرحلة الثانية من الاتفاقية، المقرر بدؤها بعد 42 يوما من وقف إطلاق النار، تتطلب إعلان "هدوء مستدام" يتبعه الإفراج عن الأسرى المتبقين مقابل عدد غير محدد من الأسرى الفلسطينيين والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية.
ومع ذلك، فإن التفاصيل العالقة، مثل إنشاء منطقة عازلة حول غزة وربما بعض الوجود العسكري داخل القطاع، قد تعرقل تنفيذ هذه المرحلة، وفقا لتقرير "ذا هيل".
ونظرا لعزم نتنياهو على الاحتفاظ بالسلطة بأي ثمن فقد يكون تهديد وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة إذا لم "تحتل إسرائيل غزة وتنشئ حكومة عسكرية مؤقتة" فيها، كافيا لإفشال الصفقة.
أما المرحلة الثالثة، التي لا يوجد لها موعد محدد، فتشمل إعادة إعمار غزة فضلا عن إعادة فتح المعابر الحدودية وإعادة جثث الإسرائيليين والفلسطينيين الذين قتلوا في الصراع، وهي مهمة قد تكلف ما يصل إلى 80 مليار دولار.