أغرب تسونامي من صنع بشري
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
إنجلترا – شهدت لندن في 17 أكتوبر عام 1814 كارثة عجيبة حين اجتاح مناطقها تسونامي بلغ ارتفاعه 4 أمتار ما تسبب في انهيار مبان وسقوط ضحايا. مع ذلك سيندهش الكثيرون من معرفة السبب وقد يضحك البعض.
أمريكي شهد تلك الكارثة الغريبة كتب في مذكراته يقول: “استدرت عند سماع الضوضاء وفجأة وجدت نفسي محاصرا في تيار سريع أوقعني أرضا وجعل التنفس مستحيلا.
الوصف السابق الذي صدر عن شاهد العيان، لم يكن لكارثة طبيعية اجتاحت سواحل بعض المدن، بل هي بتأثير كارثة من صنع الإنسان، توصف بأنها الأكثر غرابة وكانت عبارة عن فيضان كميات هائلة من الجعة سلت مجتاحة مناطق في لندن!
مظهر الكارثة بدا مثل تسونامي حقيقي. موجة من الجعة دمرت كل شيء اعترض طريقها وداهمت الأحياء الفقيرة في المدينة ودمرت الأكواخ البائسة وملأت الشوارع وطوابق البنايات السفلية بشراب من نوع شهير حينها من الجعة اللندنية داكنة اللون.
مصنع للجعة باسم “حدوة الحصان” كان يوجد في مدينة لندن عند تقاطع طريق توتنهام كورت وشارع أكسفورد. المصنع كان افتتح في عام 1764.
من الهوامش اللافتة أن صاحب المصنع في عام 1792 وكان يدعى جون ستيفنسون كان يتابع باعتمام كبير عملية التخمير وكانت تجري حينها في الطابق العلوي، إلى درجة أنه فقد توازنه ذات يوم وسقط في أحد الأحواض ومات غرقا.
بعد هذا الحادث المأساوي، اشترى مصنع “حدوة الحصان” رجل أعمال وبرلماني بريطاني يدعى هنري مو. كان الرجل من صناع الجعة المتمرسين، وكان يمتلك العديد من الحانات في لندن.
مو طوّر تقنية خاصة للتخمير في مصنع “حدوة الحصان”. ولإعطاء منتوجه مذاقا خاصا، قام بخلط الجعة الخفيفة مع الجعة الداكنة البنية الشهيرة وقتها. اشترى لهذا الغرض خزانا خاصا ضخما غالي الثمن.
ازدهر المصنع في ذلك الوقت وراجت منتجاته، وكان يعتبر الأكبر لصناعة الجعة في العالم، إلى أن حل ذلك اليوم المشؤوم.
انقطع أحد الأطواق الحديدية الـ 29 التي تحيط بأكبر خزان لتخمير الجعة. الخزان كان مصنوعا من خشب البلوط وكان يحتوي على 610000 لتر من الجعة.
مثل هذا الأمر كان حدث من قبل ولم يكن هناك ما يدعو للقلق. الميكانيكي أبلغ المناوب عن الحادث وغادر المصنع عائدا إلى بيته.
في تلك المرة، لم تسر الأمور على ما يرام كما حصل في السابق. الكارثة بدأت مثل تدحرج أحجار الدومينو. الأطواق الأخرى لم تصمد مع زيادة الحمل وتقطعت الواحد تلو الآخر، وانسكبت أطنان من الجعة تسببت في تحطيم خزانات وبراميل أصغر. مليون ونصف الميلون لتر من الجعة المخمرة اندفعت مثل الطوفان.
في لحظات، داهم سيل الجعة جدارا من الطوب في مصنع الجعة. وكان الموقف مثل سدادة الفلين في زجاجة ممتلئة. اندفعت موجة جعة عملاقة ودمرت منزلين أمام المصنع في لحظات، ثم سال الطوفان في الشوارع محطما واجهات المباني ومخترقا الجدران الأقل صلابة.
ما زاد الأمور سوءا أن منطقة طريق توتنهام حيث يوجد المصنع كانت عبارة عن حي فقير به أقبية يسكنها مهاجرون إيرلنديون معدمون. ملأت الجعة الطوابق السفلية في رمشة عين، وداهمت ساكنيها على حين غرة. تمكن البعض من النجاة والسباحة في الجعة إلا ان عددا منهم كان أقل حظا.
قضى تسونامي الجعة على 9 أشخاص هم خمسة نساء وثلاثة أطفال ورجل. الأخير لقي حتفه بطريقة غريبة. لم يختنق بالجعة بل مات متسمما بها. ذلك الرجل وهو مهاجر إيرلندي يبلغ من العمر 37 عاما غمرته الجعة وامتص جسمه الكثير منها من خلال مسامات جلده ما أدى إلى إصابته بسكتة قلبية.
التحقيق حينها جرى بالطريقة البسيطة المعتادة في ذلك الوقت من القرن التاسع عشر. نظر المحققون في سبب الكارثة وعزوها إلى انقطاع الطوق، ثم تساءلوا، لماذا انفصل الطوق؟ ولم يجدوا أي سبب إلا الإرادة الربانية. لم يتم العثور على مذنبين وطوي التحقيق، ودخل طوفان الجعة التاريخ باعتباره أغرب تسونامي من صنع بشري.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: من الجعة
إقرأ أيضاً:
شبكات العناكب والاحتفال بالأموات .. أغرب عادات الاحتفال بالكريسماس
احتفالات الكريسماس ليست فقط عن الهدايا وأشجار الميلاد المزينة، بل تختلف تقاليد الاحتفال من دولة لأخرى، وبعضها قد يبدو غريبًا ومثيرًا للدهشة. ومن أغرب العادات التي ترافق موسم الأعياد:
رعب “كرامبوس” في النمسابينما يحتفل الأطفال حول العالم بقدوم بابا نويل، يعيش الأطفال في النمسا أجواء مرعبة مع شخصية “كرامبوس”، وهو مخلوق مخيف نصفه إنسان ونصفه ماعز. يقوم كرامبوس بالتجول في الشوارع لإخافة الأطفال المشاغبين، ويُعتبر جزءًا من التقاليد القديمة المرتبطة بالكريسماس.
وجبة “KFC” في اليابانفي اليابان، تُعتبر وجبة الدجاج المقلي من “كنتاكي” تقليدًا أساسياً للكريسماس. منذ حملة تسويقية ناجحة عام 1974، أصبح تناول هذه الوجبة عادة شائعة بين العائلات اليابانية في موسم الأعياد، حيث يطلبون الوجبات مسبقًا لتجنب الانتظار الطويل
العناكب وشبكاتها في أوكرانياتزين أشجار الكريسماس في أوكرانيا بزخارف تشبه العناكب وشبكاتها. يعود هذا التقليد إلى أسطورة تقول إن عنكبوتًا أنقذ أسرة فقيرة بتزيين شجرة الميلاد الخاصة بها، وأصبح رمزًا للحظ الجيد والبركة.
ضرب جذع الشجرة في كاتالونيا، إسبانيافي إقليم كاتالونيا، يحتفل السكان بالكريسماس بطريقة فريدة من خلال “تييو دي نادال”، وهو جذع شجرة مزين يقوم الأطفال بإطعامه طوال الشهر. وفي ليلة الكريسماس، يضربون الجذع بالعصي وهم يغنون للحصول على الحلوى التي تُخبأ داخله.
إخفاء المكانس في النرويجيؤمن النرويجيون بأن ليلة الكريسماس تجلب معها الأرواح الشريرة والسحرة الذين يبحثون عن مكانس للطيران. لذا يقومون بإخفاء المكانس في منازلهم لحمايتها.
تزلج في شوارع كاراكاس، فنزويلافي العاصمة الفنزويلية كاراكاس، يتوجه السكان إلى الكنائس لحضور قداس الصباح بطريقة غير تقليدية، حيث يتزلجون على الزلاجات وسط الشوارع المغلقة لهذا الغرض، مما يضفي أجواء احتفالية مميزة.
العنزة المصنوعة من القش في السويدفي مدينة “جافلي”، تُنصب عنزة ضخمة مصنوعة من القش كجزء من تقاليد الكريسماس. الغريب أن هذا النصب غالبًا ما يتعرض لمحاولات الحرق، ما أضاف عنصر التشويق والإثارة لهذا التقليد.
الاحتفال بالأموات في فنلندافي فنلندا، يتوجه السكان إلى المقابر في ليلة الكريسماس لإحياء ذكرى أحبائهم المتوفين، حيث يضيئون الشموع على القبور، مما يخلق مشهدًا مهيبًا ومليئًا بالسكينة.