الحرة:
2024-10-18@03:26:41 GMT

ترسانة إيران العسكرية.. هل تعكس الأرقام الواقع؟

تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT

ترسانة إيران العسكرية.. هل تعكس الأرقام الواقع؟

في ربيع عام 2024 قتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وسبعة آخرون من بينهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان بعد سقوط مروحية كانت تقلهم شمال شرقي البلاد. مصادر طهران الرسمية أرجعت الحادث لسوء الأحوال الجوية إلا أن خبراء عسكريين توقفوا عند طراز الطائرة ،"بل 212"، المروحية التي دخلت الخدمة في الجيش الأميركي قبل ما يقارب 60 عاما.

الباحث في الشؤون العسكرية الإيرانية، بهنام بن طالبلو، قال لبرنامج "الحرة تتحرى" على قناة "الحرة" إن "حادث تحطم المروحية يكشف عن الافتقار إلى الصيانة والمشاكل الحقيقية في قدرات الجمهورية الإسلامية بحيث تستخدم مروحية أميركية قديمة هي النسخة الأقدم من نوع بل".

الحديث عن فعالية قدرات طهران العسكرية برز أيضاً قبل شهر من حادث مقتل رئيسي عندما هاجمت إيران إسرائيل بأكثر من 300 صاروخ ومسيرة.

مدير برنامج الدراسات العسكرية في معهد واشنطن، مايكل آزنشتات، أوضح للحرة "كان هذا ردا على عدد كبير جدا من الهجمات الإسرائيلية ضد أفراد ومصالح إيرانية في المنطقة، قتل الإسرائيليون جنرالين إيرانيين وخمسة من مساعديهما في دمشق في مبنى ملحق بسفارة طهران". 

لكن عملية "الوعد الصادق"، كما أطلقت عليها طهران، لم تكن اسما على مسمى  بحسب  آزنشتات الذي أشار إلى أنها "كانت المرة الأولى التي تهاجم فيها إيران إسرائيل مباشرة، تم إسقاط معظم الصواريخ والمسيرات قبل أن تصل إلى أهدافها والعديد منها تعطل وانفجر فوق الأراضي الإيرانية، يبدو أن لديهم مشكلة في جودة تصنيع الأسلحة"، على حد قوله.

يقول الخبير العسكري في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية، برادلي بومان، إن "القدرات العسكرية الإيرانية ليست ضخمة ولا ضئيلة إنها مهمة، ليست قريبة من قدرات الولايات المتحدة مثلاً لكن يتعين علينا أن نتعامل مع إيران وقدراتها العسكرية على محمل الجد ... لأنها تمتلك الإمكانيات اللازمة لإلحاق ضرر كبير بجيرانها كما تفعل في الغالب ".

فهل تستطيع طهران تغيير المعادلة العسكرية في الشرق الأوسط كما تدعي وما صحة تصنيفها على لائحة جيوش العالم؟

يجيب آزنشتات على هذا التساؤل بالقول إن "الإيرانيين يبالغون دائماً في قدراتهم، ففي الماضي كان من السهل دحض هذه الادعاءات، لأن أسلحتهم غالبا ما كانت تفشل، لكن اليوم فان الكثير منها أصبحت جيدة، ليست الأكثر تقدمًا في العالم إلا أنها تلبي احتياجاتهم وتتوفر بأعداد كبيرة جدا نظراً لتكلفتها المنخفضة".

وبحسب موقع "غلوبال فاير باور"، المتخصص في تحليل بيانات القوى العسكرية العالمية، تحتل إيران المرتبة الرابعة عشر من بين 145 دولة لكن خبراء يؤكدون أن تلك التصنيفات لا تعبر بالضرورة عن القدرات الفعلية للجيوش كونها تعتمد فقط على كميات الأسلحة وليس كفاءتها.

أحياناً تكون الأرقام غير دقيقة أو خادعة، لأن قوة الجيوش لا تعتمد فقط على الكمية بل أيضا على النوعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار، ويقول الباحث، بن طالبلو، إن إيران لديها طائرات أميركية قديمة جدا من طراز F-14 وF-4 وF -5 وهناك أيضا أسطول عفا عليه الزمن، بحسب تعبيره.

قبل عقود وبحلول منتصف السبعينيات صنف الجيش الإيراني وقتها كأكبر قوة عسكرية في المنطقة والخامس عالمياً. وبدعم أميركي ضخم للشاه محمد رضا بهلوي حصلت طهران وقتها على أحدث الأسلحة الغربية.

صحيفة نيويورك تايمز الأميركية ذكرت في تقرير أن إيران تعاقدت آنذاك على شراء معدات عسكرية تزيد قيمتها عن مليار دولار من الولايات المتحدة، فيما وصفه مسؤولو وزارة الدفاع بأنه أكبر صفقة أسلحة أشرف عليها البنتاغون على الإطلاق.

وفي بدايات عام 1979 اندلعت الثورة الإيرانية فرحل الشاه، محمد رضا بهلوي، إلى المنفى وتحولت ملكية الآلة العسكرية المتطورة إلى روح الله الخميني والجمهورية الإسلامية. 

وبعد عام من قيام الثورة الإيرانية وفي خريف عام 1980، اندلعت الحرب مع العراق، ويقول نادر نوري، دبلوماسي إيراني منشق مقيم في فرنسا، إن هذه الحرب استمرت ثماني سنوات كاملة وكانت الحصيلة حوالي 500 ألف قتيل وجريح وأضرار مادية قدرت بمليارات الدولارات، لتخرج إيران من حربها الطاحنة مع العراق بدروس قاسية وخسائر جسيمة.

إيران تبنت تدريجياً استراتيجية عسكرية مبنية على عقيدة تسمى "الحرب غير المتكافئة"، ولتنفيذ هذا المبدأ اعتمدت بشكل أساسي على الحروب غير النظامية سيما من خلال إنشاء فيلق الحرس الثوري والذي كان في الأصل قوة عسكرية صغيرة ولكن تدريجياً ونتيجة الحرب الإيرانية العراقية تحول إلى جيش حقيقي.

اعتمادا على الحرس الثوري تبلورت عقيدة إيران العسكرية لمواجهة أعدائها بطريقة غير مباشرة ولمد نفوذها السياسي والديني في منطقة الشرق الأوسط، ما دفع أكثر باتجاه تلك العقيدة كان تآكل الترسانة الإيرانية بعد ثماني سنوات من القتال المرير ضد العراق وتدمير المئات من الطائرات والمدرعات التي لم يكن بالإمكان تعويضها بسبب العقوبات الغربية.

وفي 7 أكتوبر عام 2023، شنت حماس هجوما مباغتا على إسرائيل، لكن اللافت كان حجم السلاح الإيراني المستخدم والذي وجد طريقه إلى غزة متخطيا طوقا إسرائيليا محكما.

تقارير صحافية رجحت تهريب السلاح إلى القطاع عبر القوارب والأنفاق أو تخبئته داخل شحنات المواد الغذائية والسلع. خلال العقد الماضي استخدمت طهران أيضا الهندسة العكسية لنماذج استولت عليها من مسيرات أميركية وإسرائيلية في تطوير وإنتاج نسخ محلية منها.

على الرغم من قصورها التكنولوجي وصفت تقارير صحفية المسيرات الإيرانية بأنها غيرت طبيعة الحروب كونها رخيصة وقاتلة ومنتشرة على نطاق واسع. واعتمادا على قلة التكلفة وسهولة الإنتاج شكلت المسيرات عنصرا أساسيا في استراتيجية الحرب غير التقليدية التي تنتهجها إيران ضد خصومها فزودت وكلاءها بمئات النسخ من هذا السلاح لاستخدامه نيابة عنها.

مع اندلاع الحرب في غزة، في خريف عام 2023، حولت جماعة الحوثيين اليمنية البحر الأحمر لساحة معركة باستهداف السفن التجارية المارة في الممر الملاحي بطرازات متعددة من صواريخ إيرانية الصنع.

وفي محاولة لتغيير المعادلة السياسية في الشرق الأوسط والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليها تطور طهران قدراتها العسكرية باعتماد قلة التكلفة الإنتاجية ونسخ أسلحة الدول المتقدمة لتوزعها على وكلائها. ثم تعتمد سياسة الإنكار ونفي علاقتها بهذه الفوضى فالعواقب غير مضمونة في حال اضطرت الجمهورية الإيرانية لخوض حرب مباشرة أمام أي من القوى الإقليمية أو الدولية.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

مصدر سياسي:وصول وفد أمريكي سراً إلى بغداد للتفاوض مع إيران

آخر تحديث: 16 أكتوبر 2024 - 3:37 مبغداد/ شبكة أخبار العراق- كشف مصدر مطلع، اليوم الأربعاء (16 تشرين الأول 2024)، عن وصول وفد امريكي بشكل غير معلن الى العاصمة بغداد فجر اليوم.وقال المصدر، ان” وفدًا أمريكيا وصل الى بغداد فجر اليوم وبشكل غير معلن في مسعى لإعداد مسودة مفاوضات غير مباشرة مع طهران”.وأضاف، ان” أمريكا تضغط بقوة عبر الوسطاء العراقيين من اجل اجراء مفاوضات مع إيران حيال مستقبل المنطقة وهي تريد اعتماد مبدأ السلة الواحدة في حل كل الملفات على عكس طهران التي ترى بأن كل ملف منفصل وله حلوله على عكس باقي الملفات”.وأشار المصدر الى ان” كل المؤشرات تدل على إن أمريكا تخشى فعليا الانخراط في حرب شاملة مع طهران لأنها قد تؤدي الى تبعات خطيرة مع قرب الموسم الانتخابي بالإضافة إلى ان حلفائها في المنطقة لا يدعمون أي خطوات تصعيدية بسبب مخاطر قد تمتد اليهم خاصة فيما يتعلق بالمنشآت النفطية والغازية”.وتوقع المصدر، ان” نتائج الوفد الأمريكي ربما تحدد بوصلة ملفات عدة للمنطقة لكن بشكل عام بغداد تلعب أدوارا مهمة في تخفيف التوتر قدر الإمكان والسعي الى بلورة مفاوضات غير مباشرة كبداية للحد من مخاطر اندلاع حرب شاملة في المنطقة”.وكان مصدر مطلع، كشف السبت (12 تشرين الأول 2024)، عن حراك غير معلن لمفاوضات ليست مباشرة بين طهران وواشنطن في العاصمة العراقية بغداد.وقال المصدر ، إن “واشنطن قلقة جدا من تسارع الأحداث في الشرق الأوسط والتصادم المباشر بين طهران وتل ابيب وسعي الأخيرة لرد عسكري يستهدف مواقع إيرانية ردا على قصف صاروخي طال قواعدها قبل أسابيع”.وأضاف، ان” واشنطن تضغط باتجاه خلق حراك غير معلن بالتنسيق مع بغداد لعقد مفاوضات غير مباشرة مع طهران من اجل ترتيب الأمور والاتفاق على مسارات محددة تنزع فتيل أي صراعات تقود المنطقة الى فوضى كبيرة”.وأشار المصدر الى، ان” كل دول الخليج تدعم خيار واشنطن في اجراء مفاوضات مباشرة او غير مباشرة مع طهران لتفادي خروج الصراع عن نطاق السيطرة.

مقالات مشابهة

  • مصدر سياسي:واشنطن تجري مفاوضات مع إيران في بغداد
  • الخارجية الإيرانية: طهران ومصر بلدان تاريخيان ولاعبان إقليميان مؤثران
  • القمة الأوروبية الخليجية: ندعو إيران إلى خفض التصعيد الإقليمي ونظل ملتزمين بالتوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية
  • هكذا تقرأ الأوساط الإيرانية العسكرية والسياسية تأخر الرد الإسرائيلي
  • مصدر سياسي:وصول وفد أمريكي سراً إلى بغداد للتفاوض مع إيران
  • تقرير: تصاعد الهجمات الإلكترونية الإيرانية ضد إسرائيل بعد حرب غزة
  • لجنة الصداقة العسكرية العُمانية -الإيرانية تؤكد توثيق أواصر التعاون
  • بين الأرقام وأرض الواقع.. ماذا تفعل البطالة في العراق؟
  • إيران: نرحب بأي مقترحات للسلام