هل يجوز الاكتفاء بالوضوء بدل الاغتسال يوم الجمعة؟.. 5 شروط اعرفها
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
تقترب صلاة الجمعة ويتساءل الكثيرون عن أحكامها وأحكام الاغتسال يوم الجمعة، وهل يجوز الاكتفاء بالوضوء بدل الاغتسال؟، وفي السطور التالية نوضح أحكام اغتسال يوم الجمعة.
هل يجوز الاكتفاء بالوضوء بدل الاغتسال يوم الجمعة؟اشتراط الطهارة لبعض العبادات من المقرر شرعًا أَنَّ من شروط صحة بعض العبادات -كالصلاة، والطواف، ومس المصحف الشريف- الطهارة مِن الحدثين الأصغر والأكبر.
والأدلة على اشتراط الطهارة للصلاة كثيرة؛ منها: قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ [المائدة: 6]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لاَ يَقْبَلُ اللهُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ إِذَا أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ». رواه البخاري.
وكذلك الأمر بالنسبة للطواف حول الكعبة؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الطَّوَافُ حَوْلَ البَيْتِ مِثْلُ الصَّلَاةِ، إِلَّا أَنَّكُمْ تَتَكَلَّمُونَ فِيهِ، فَمَنْ تَكَلَّمَ فِيهِ فَلَا يَتَكَلَّمَنَّ إِلَّا بِخَيْرٍ». رواه الترمذي.
فالحديث يدلُّ على أنَّ الطوافَ يشترط فيه ما يشترط لصحة الصلاة؛ كالطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
وكذلك الأمر عند مسّ المصحف؛ لقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ ۞ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ ۞ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ﴾ [الواقعة: 77-79]. فالآية الكريمة تدل على أنّه يُشتَرَطُ لمسِّ المصحف الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
ما حكم الاغتسال ليلة الجمعة.. وهل يجوز التأخير قبل الصلاة؟ كيفية الاغتسال من الجنابة.. أخطاء يقع فيها البعض احترس منها كيفية الطهارة من الحدث الأصغر والأكبرمن المقرر شرعًا باتفاق العلماء أَنَّ الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر عند توافر المياه تكون على النحو الآتي:
أولًا: الطهارة من الحدث الأصغر: وتكون بالوضوء، وهو عبارة عن غَسْل بعض أعضاء الجسد بالماء؛ كما في قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ [المائدة: 6].
وقد ورد عن سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه كيفية الوضوء؛ فروي عنه: أنّه دَعَا بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْمِرْفَقِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَى الْكَعْبَيْنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ الْيُسْرَى مِثْلَ ذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هَذَا، ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ لَا يُحَدِّثُ فِيهِمَا نَفْسَهُ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». رواه مسلم.
ثانيًا: الطهارة من الحدث الأكبر: وتكون بالغُسل، وهو عبارة عن غَسْل جميع أعضاء الجسد وتعميمه بالماء؛ يقول تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا﴾ [النساء: 43].
وعن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: جاءت أم سُلَيمٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله، إِنَّ اللهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، هَلْ عَلَى المَرْأَةِ مِنْ غُسْلٍ إِذَا هِيَ احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ إِذَا رَأَتِ المَاءَ». رواه البخاري. أي: إذا خرج المني فيجب عليها حينئذٍ الغسل.
حكم الاغتسال ليلة الجمعة؟أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه قد اختلف العلماء في حكم غسل يوم الجمعة، والذي نختاره أنَّه سُنَّة لمَن يحضر الجمعة وإن لم تجب عليه؛ كالصبي والمرأة، ويتأكد استحباب الالتزام به خروجًا مِن خلاف مَن قال بوجوبه من الفقهاء.
وأضافت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: ما حكم غُسْل الجمعة، وهل هو من الواجبات؟ أن صلاة الجمعة واجبة على كل مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ ذَكَرٍ مقيمٍ صحيحٍ، فلا تجب على الصبي، ولا المرأة، ولا المسافر، ولا المريض، وعلى هذا اتفاق فقهاء المذاهب الأربعة.
قد شُرِع في الجمعة الظهور بالـمَظْهَر الحَسَن الذي يستدعي الاغتسال والتطيب، حتى لا يتأذَّى الناس من بعضهم برائحةٍ كريهة؛ وقد اتفق فقهاء المذاهب الأربعة أيضًا على أنَّ درجة هذه المشروعية من حيث الأصل هي السُّنَّة والاستحباب، وليس الوجوب.
بينما ذهب إلى القول بوجوب غُسْل الجمعة: الظاهرية، وهو رواية عن الإمام أحمد، ومروي أيضًا عن بعض السَّلَف.
ويدلّ لرجحان القول بسُنِّيَّة الغُسْل لصلاة الجمعة عدة أدلة؛ منها ما رواه الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ».
حكم الاكتفاء بالاغتسال عن الوضوءأما بالنسبة لمسألة استغناء الشخص بالغُسْل -أي: الاستحمام- عن الوضوء في رفع الحدث الأصغر، فحكمه على هذا النحو:
أولًا: عند اغتسال الشخص بنية رفع الحدث الأكبر فإنه يلزم عليه أن يغسل جميع أعضاء الجسد ويعمِّمَهُ بالماء بما في ذلك أعضاء الوضوء؛ وذلك لما تقرَّر لدى العلماء أنَّ رفع الحدث الأكبر يشمل رفع الحدث الأصغر، وبالتالي فإنّ الغسل -أي: الاستحمام- يغني عن الوضوء.
ثانيًا: إذا كان اغتسال الشخص بنية غُسل الجمعة أو النظافة الشخصية ونحو ذلك، فيلزم حينئذ أن ينويَ أثناء الغسل -أي: الاستحمام- رفع الحدث الأصغر حتى يصحَّ الوضوء.
وشددت الذي يمكن استفادته من بعد هذا التفصيل ما يلي:
1- من شروط صحة بعض العبادات -كالصلاة والطواف ومس المصحف الشريف- الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر.
2- الطهارة من الحدث الأكبر تكون بالغسل.
3- الطهارة من الحدث الأصغر تكون بالوضوء.
4- يصح شرعًا الاستغناء عن الوضوء بالغسل إذا كان بنية رفع الحدث الأكبر؛ لأنه يشتمل على غسل أعضاء الوضوء.
5- يشترط للاستغناء عن الوضوء في حالة الاغتسال -الاستحمام- ليوم الجمعة أو للنظافة الشخصية ونحو ذلك أن ينوي المغتسل رفع الحدث الأصغر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الوضوء الاغتسال الصلاة صلى الله علیه وآله وسلم الحدث الأکبر یوم الجمعة عن الوضوء الطهارة م رضی الله ى الله ع إ ل ى ال
إقرأ أيضاً:
الإفتاء تصحح خطأ شائعا حول مدة المسح على الشراب في الوضوء وشروطه
كشف الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، عن خطأ شائع يقع فيه بعض الناس أثناء الوضوء والمسح على الشراب، بالإضافة إلى توضيح الوقت الذي يُحتسب عند ارتداء الشراب.
جاء ذلك خلال البث المباشر الذي نظمته دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.
شروط المسح على الشراب بعد الوضوء
أوضح الشيخ عبد السميع أن المسح على الشراب جائز بشرط أن يتم ارتداؤه بعد الوضوء الكامل والطهارة التامة. فإذا توضأ الشخص وغسل قدميه بالكامل، ثم ارتدى الشراب، يمكنه المسح عليه بعد ذلك عند تجديد وضوئه.
لكنه حذر من خطأ شائع يتمثل في غسل قدم واحدة ثم ارتداء الشراب عليها، وبعد ذلك غسل القدم الأخرى وارتداء الشراب عليها، موضحًا أن ذلك لا يعتبر ارتداءً للشراب على طهارة كاملة، وبالتالي لا يجوز المسح عليهما في هذه الحالة.
وأضاف أن الطهارة الكاملة تعني غسل القدمين معًا قبل ارتداء الشراب، وليس غسل قدم وارتداء الشراب عليها ثم غسل الأخرى. وأكد أن ارتداء الشراب على طهارة ناقصة يُفقد الشخص إمكانية المسح عليهما عند الوضوء.
هل الوضوء بالماء الساخن ينقص الثواب ويسبب الأمراض؟ الإفتاء تحسم الجدلهل قراءة القرآن بسرعة تنقص الثواب وحكم ترديد الأذان أثناء التلاوة ..الإفتاء توضحدار الإفتاء: لم يرد ما يدل على منع الصوم فى رجبحكم المسح على الأكمام والطاقية والحجاب بسبب البرد الشديد .. الإفتاء تردمدة المسح وشروطه
وفيما يتعلق بمدة المسح على الشراب، أوضح أمين الفتوى أن المسح يكون لمدة 24 ساعة للمقيم، وتبدأ المدة من أول حدث ينقض الوضوء بعد ارتداء الشراب على طهارة.
على سبيل المثال، إذا توضأ الشخص في الساعة 9 صباحًا وارتدى الشراب، ثم نقض وضوءه في الساعة 12 ظهرًا، تبدأ مدة الـ24 ساعة من الساعة 12 ظهرًا.
حكم المسح على الشراب للرجال والنساء
أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن جمهور الفقهاء أجمع على جواز المسح على الشراب للرجال والنساء في الحضر والسفر، بشرط أن يكون الشراب مصنوعًا من مادة متينة تمكن من تتابع المشي فيه، وأن يكون ساترًا للقدمين بالكامل، أي يغطي الكعبين، وأن يكون طاهرًا في ذاته.
كما أوضحت أن بعض الفقهاء أجازوا المسح على الشراب الخفيف دون قيود، مشددين على قاعدة "لا إنكار في مختلف فيه". وبالتالي، من كان في حاجة للمسح على الشراب الخفيف فلا حرج عليه بشرط أن ينوي تقليد الرأي الذي يجيز ذلك.
الشروط المتفق عليها للمسح على الشراب
أكدت دار الإفتاء أن الفقهاء وضعوا عدة شروط للمسح على الشراب، وهي
1. أن يتم ارتداؤه على طهارة كاملة.
2. أن يكون الشراب طاهرًا في ذاته.
3. أن يكون متينًا بحيث يمكن المشي فيه بشكل متتابع.
4. أن يغطي الشراب القدمين بالكامل، بما في ذلك الكعبين.
5. أن يكون ارتداء الشراب مباحًا وغير مرتبط بمعصية.
كما لفتت الدار إلى أن الفقهاء اتفقوا على جواز المسح على الخفين والجوارب استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين"، مع التأكيد على أن ما يسري على الخف يسري أيضًا على الجورب من حيث الصفات والمدة والمبطلات.