متى صلى الرسول أول صلاة جمعة ؟، من الأمور التي يغفلها الكثيرون ونوضح ما ورد في شأنها وسبب التسمية بيوم الجمعة، وذلك تزامنًا مع الجمعة الثالثة من شهر ربيع الآخر 1446. 

متى صلى الرسول أول صلاة جمعة؟

جاء في سورة الجمعة قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (9)»، وفي تفسيره ذكر القرطبي قول أبو سلمة أن أول من قال : " أما بعد " كعب بن لؤي ، وكان أول من سمى الجمعة جمعة.

وكان يقال ليوم الجمعة : العروبة. وقيل : أول من سماها جمعة الأنصار. قال ابن سيرين : جمع أهل المدينة من قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وقبل أن تنزل الجمعة.

وهم الذين سموها الجمعة ; وذلك أنهم قالوا : إن لليهود يوما يجتمعون فيه ، في كل سبعة أيام يوم وهو السبت . وللنصارى يوم مثل ذلك وهو الأحد فتعالوا فلنجتمع حتى نجعل يوما لنا نذكر الله ونصلي فيه - ونستذكر - أو كما قالوا - فقالوا : يوم السبت لليهود ، ويوم الأحد للنصارى ; فاجعلوه يوم العروبة . فاجتمعوا إلى أسعد بن زرارة ( أبو أمامة رضي الله عنه ) فصلى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم ، فسموه يوم الجمعة حين اجتمعوا . فذبح لهم أسعد شاة فتعشوا وتغدوا منها لقلتهم . فهذه أول جمعة في الإسلام .

قلت: وروي أنهم كانوا اثني عشر رجلا على ما يأتي . وجاء في هذه الرواية أن الذي جمع بهم وصلى أسعد بن زرارة ، وكذا في حديث عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه كعب على ما يأتي . وقال البيهقي : وروينا عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهري أن مصعب بن عمير كان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال البيهقي : يحتمل أن يكون مصعب جمع بهم بمعونة أسعد بن زرارة فأضافه كعب إليه . والله أعلم .

أول جمعة جمعها النبي بأصحابه

قال أهل السير والتواريخ : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجرًا حتى نزل بقباء على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين اشتد الضحى . ومن تلك السنة يعد التاريخ . فأقام بقباء إلى يوم الخميس وأسس مسجدهم . ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة ; فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ القوم في ذلك الموضع مسجدا ; فجمع بهم وخطب . وهي أول خطبة خطبها بالمدينة.

كيفية صلاة سنة الظهر يوم الجمعة.. أمين الإفتاء يوضح من كل المحافظات.. إقبال كبير على ضريح السيدة زينب عقب صلاة الجمعة

قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها : " الحمد لله . أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه ، وأومن به ولا أكفره ، وأعادي من يكفر به . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له . وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله بالهدى ودين الحق ، والنور والموعظة والحكمة على فترة من الرسل ، وقلة من العلم ، وضلالة من الناس ، وانقطاع من الزمان ، ودنو من الساعة ، وقرب من الأجل . من يطع الله ورسوله فقد رشد . ومن يعص الله ورسوله فقد غوى وفرط وضل ضلالا بعيدا . أوصيكم بتقوى الله ، فإنه خير ما أوصى به المسلم المسلم أن يحضه على الآخرة ، وأن يأمره بتقوى الله . واحذروا ما حذركم الله من نفسه ; فإن تقوى الله لمن عمل به على وجل ومخافة من ربه عون صدق على ما تبغون من أمر الآخرة . ومن يصلح الذي بينه وبين ربه من أمره في السر والعلانية ، لا ينوي به إلا وجه الله يكن له ذكرا في عاجل أمره ، وذخرا فيما بعد الموت ، حين يفتقر المرء إلى ما قدم . وما كان مما سوى ذلك يود لو أن بينه وبينه أمدا بعيدا . ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد . هو الذي صدق قوله ، وأنجز وعده ، لا خلف لذلك ; فإنه يقول تعالى : ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد . فاتقوا الله في عاجل أمركم وآجله في السر والعلانية ; فإنه من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا . ومن يتق الله فقد فاز فوزا عظيما . وإن تقوى الله توقي مقته وتوقي عقوبته وتوقي سخطه . وإن تقوى الله تبيض الوجوه ، وترضي الرب ، وترفع الدرجة . فخذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله ، فقد علمكم كتابه ، ونهج لكم سبيله ; ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين . فأحسنوا كما أحسن الله إليكم ، وعادوا أعداءه ، وجاهدوا في الله حق جهاده ; هو اجتباكم وسماكم المسلمين . ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة . ولا حول ولا قوة إلا بالله . فأكثروا ذكر الله تعالى ، واعملوا لما بعد الموت ; فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس . ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه ، ويملك من الناس ولا يملكون منه . الله أكبر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " .

وأول جمعة جمعت بعدها جمعة بقرية يقال لها: "جواثي" من قرى البحرين. وقيل : إن أول من سماها الجمعة كعب بن لؤي بن غالب لاجتماع قريش فيه إلى كعب ; كما تقدم . والله أعلم .

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة جمعة شهر ربيع الأول صلى الله علیه وسلم یوم الجمعة أول من

إقرأ أيضاً:

فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان

- السائل يقول: لماذا استخدم الفعل الماضي في قوله تعالى: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه"، مع أن الأمر لم يتحقق بعد؟

في قول الله تبارك وتعالى في مطلع سورة النحل: "أتى أمر الله فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون"، أنزل المتوقع حصوله منزلة الواقع الحاصل يقينًا، وهذا يصلح له الفعل الماضي، وهذا أسلوب في العربية معروف، وهو إنزال ما يُتوقَّع حصوله مستقبلاً منزلة الواقع فعلاً، للدلالة على أن المتوقع حصوله واقعٌ قطعًا لا محالة، ولا ريب ولا شك في وقوعه وحصوله، وكأنه قد حصل، فهذا من بلاغة كلام الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم، وهو إنزال أو استعمال الفعل الماضي للدلالة على الوقوع والحصول لأمر مستقبلي، بدليل أن الآية نفسها قالت: "فلا تستعجلوه".

وهذا التركيب، وهو النهي عن الاستعجال، دليل على أن أمر الله تبارك وتعالى لم يقع بعد، ولكن استعمال صيغة الماضي لتأكيد أنه حاصل لا محالة، واقع، وإن كان سيقع ذلك في المستقبل، لكن لا ريب في حصوله، ولا شك في أنه واقع.

والآية الكريمة فيها جملة من الصور البلاغية التي قد لا ينتبه لها الناس، منها: إسناد الأمر إلى الله تبارك وتعالى، ففي ذلك تعظيم وتخويف للمخاطبين، وفي صدارة أغراض سورة النحل، هو التوعُّد للمشركين، وبيان عاقبة أمرهم إن استمروا على الشرك والطغيان، ولذلك ناسبت هذه المقدمة؛ لأنه في سياق الوعيد، لا بد أن يكون ما يُتوعدون به مقطوعًا بحصوله، وأن الأمر كله بيد الله تبارك وتعالى، الذي لا ريب في حصول ما يتوعَّد به عباده، كما لا شك فيما يعد به عباده الصالحين.

ولذلك قال: "أتى أمر الله"، ثم نهى عن الاستعجال فقال: "فلا تستعجلوه"، وهذا ملحظ لطيف ذكره بعض المفسرين، أن هذا النهي يمكن أن يُحمل على معنى التسوية، أي أن استعجالكم لأن السياق سياق وعيد لا يغيِّر في هذه الحقيقة شيئًا، وهذا يُسمَّى التسوية، كما أن الأمر يأتي للتسوية في قوله تعالى: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم، إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم"، فالنهي كذلك هنا يحمل معنى التسوية.

هذا هو المعنى اللطيف، لأنهم لم يذكروا معنى التسوية في سياق النهي، لكن كما قلت، بعض المفسرين يقول بأن من معاني النهي أيضًا التسوية،، فإن استعجالكم أو عدم استعجالكم سواء، لا تغيِّرون من هذه الحقيقة اليقينية الثابتة، وهي وقوع أمر الله تبارك وتعالى، وإتيان أمره جل وعلا، لا تغيِّرون شيئًا.

هذه بعض اللطائف المحتفة بهذا الموضع فقط من الآية الكريمة، حتى لا نطيل كثيرًا، هناك من المفسرين من يقول بأن إتيان أمر الله عز وجل بإتيانه، أي بمجيء مبادئه ومقدماته، وعلى هذا فإن معنى قوله: أتى أمر الله، أي أن هذه العلامات والمقدمات قد حصلت فعلاً، فهؤلاء ليسوا في حاجة إلى أن يقولوا بأن هذا الأمر أمر مستقبل، أي أنه قد نُزل منزلة الواقع، باعتبار حصول مبادئه ومقدماته.

ومنهم من يقول بأن معنى الإتيان هنا في قوله: أتى أمر الله فلا تستعجلوه، أي أن الفارق بين القول الأول والقول الثاني، حتى نقترب إلى القول الثالث، أن القول الأول يرى أن أمر الله تبارك وتعالى يقع مستقبلاً، لكن استعمال الفعل الماضي يفيد أنه حاصل فعلاً وواقع دون شك؛ لأنه من عند الله تبارك وتعالى، فلا مجال للارتياب فيه أو التشكيك، فنُزِّل الحدث المستقبلي منزلة الحدث الماضي الذي وقع فعلاً.

أما القول الثاني، فإنه يرى أن مقدماته قد حصلت، ولذلك قيل: أتى أمر الله، والقول الثالث هو باعتبار الأسباب، أي أن أسبابه قد قامت، وذلك بإنزال الكتاب، وبإرسال نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبما جاء به من النذر، وبإرساله نذيرًا وبشيرًا، فإن هذه الأسباب كلها قد قامت، فإذا قامت الأسباب قامت المسببات، وكلها أقوال حسنة، لكن الذي يرجح القول الأول هو أن التفريع في قوله: فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون، يدل على أنه نهي عن الاستعجال، وهو نهي دخل على الفعل المضارع، مما يدل على أن أمر الله تبارك وتعالى لم يقع بعد.

أما المخاطبون هنا، فمنهم من قال إنهم المشركون، وذلك بدليل قوله: فلا تستعجلوه سبحانه وتعالى عما يشركون، وهذا أيضًا على قراءة الفعل المضارع بالياء لا بالتاء، فإن قيل إن المخاطبين هم المشركون، ففي الآية التفات، لأنه قال: فلا تستعجلوه، وهذا خطاب للحاضرين، ثم قال: سبحانه وتعالى عما يشركون، فجاء الكلام بصيغة الغائب، وهذا تأكيد لمقدم الآية عند هؤلاء، لأنهم لما أعرضوا ولم يلتفتوا إلى هذا الوعيد، مع أن النذر قائمة، وأنزل هذا الأمر المتوعد به منزلة الحاصل الواقع، قامت الحجة عليهم، ولخسة منزلتهم، لم يعودوا في منزلة من يصلح للخطاب، فخوطبوا مخاطبة الغائب، وكأنه يخاطب غيرهم، وكأنه يقول: انظروا إلى صنيع هؤلاء الذين يشركون! وقيل بأن الخطاب إنما هو للمؤمنين، وهذا أيضًا تعريف بأحوال المشركين، وعلى هذا فليس هناك التفات، والله تعالى أعلم.

- السائل يقول: ما حكم الدعاء ببسط بطون الأيدي إلى السماء؟

الصحيح جواز ذلك، لما ورد في مواضع عديدة من سنة رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم - مما يشهد لهذا الفعل بالصحة، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرفع يديه في الدعاء، وكان أشد ما يرفعهما في الاستسقاء، حتى يظهر بياض إبطيه صلى الله عليه وآله وسلم، وقد تقدم في جواب سابق أنه في حالة الاستسقاء، كانت بطون كفيه إلى الأرض، وظاهر يديه إلى السماء، وأن ذلك يكون بصورتين: الأولى: الصورة المتصورة عند الناس، وهي أن تكون البطون إلى الأرض، والظاهر إلى السماء، والثانية: أنه من شدة رفعه ليديه، يبلغ رفعهما إلى أن تكون البطون مواجهة للأرض، نعم، وهذا أقرب في الصورة.

لكن لا يقتصر الأمر في رفع اليدين على حالة الاستسقاء فقط، فقد ورد ما يدل على أنه كان يرفعهما في حالات أخرى، لكن جماهير أهل الحديث وشراح هذا الحديث قالوا: أي أنه لا يبالغ في رفعهما كما يحصل في حالة الاستسقاء، ولا يعني ذلك نفي رفعه صلى الله عليه وآله وسلم يديه في الدعاء، وأن يكون باطن كفيه إلى السماء.

وقد ورد في الحديث ذكر الرجل الذي يطيل السفر، أشعث أغبر، قال: "يرفع يديه يقول: يا رب، يا رب"، فهذا سياق يذكر فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حالة هذا الداعي، ويصف اجتهاده في دعائه بأنه يرفع يديه.

ورفع اليدين لم يرد فيه مقدار معين، فيمكن أن يكون ببسط اليدين مع جعل بطونهما إلى السماء، أو مع ضمهما، وقد قيل بالبسط أيضًا، وهذه كلها أحوال وردت، كما قلت، في أحاديث كثيرة عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان عليه عمل أصحابه - رضي الله عنهم - ومن جاء بعدهم من التابعين وسلف هذه الأمة.

وقد ذكر الشيخ ناصر بن أبي نبهان، عن أبيه، عن الشيخ أبي نبهان رحمه الله تبارك وتعالى، أنه كان يفعل ذلك في خلواته وفي صلواته، حيث كان يضم يديه ويرفعهما إلى موضع وجهه، ويدعو، وهذا فقط من باب التمثيل، وإلا فإن أئمة الإسلام لم يُنكِروا على من يبسط يديه في حالة الدعاء،، وإنما هي أحوال.

فهناك حالة الشدة، كحالة الجدب، التي يكون معها طلب السقيا من الله تبارك وتعالى، فإن رفع اليدين والاجتهاد في الدعاء يكون أظهر وأوضح، وهناك عموم الأحوال التي يحتاج إليها الناس فيما يطلبونه ويتوجهون به إلى بارئهم جل وعلا، فيتفاوتون في مقدار رفع أيديهم، وفي جعل بطون أيديهم إلى السماء، وطلب الدعاء والضراعة من الله تبارك وتعالى، فالحاصل أن الفعل من حيث ثبوته صحيح ثابت، ولا تثريب على من فعل ذلك، والله تعالى أعلم.

مقالات مشابهة

  • أزهري: الرسول حذر من البخل.. فيديو
  • الطبق الذي كان يفضله الرسول عليه الصلاة والسلام
  • دعاء صلاة التراويح في رمضان.. احرص عليه في ليالي الشهر الكريم
  • صحابيات الرسول| عسراء اللسان.. تعرف عليها
  • علي جمعة يكشف عن قواعد الحب بين الرجال والنساء
  • سبيلك إلى السلوك القويم.. 3 ركائز أساسية في الإسلام لا تغفل عنها
  • صحابيات الررسول .. أم زفر تعرف عليها
  • فتاوى: يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
  • حادث أليم يفجع جميلة عوض بوفاة أحد أقاربها
  • 6 قتلى بهجوم انتحاري في باكستان