ضربات موجعة تشنها القوات الروسية تجاه الجيش الأوكراني ومواقعه، وفي المقابل لم تتمكن كييف من إلحاق الضرر الكبير بروسيا كما كان متوقعاً من الهجوم المضاد؛ حيث عادة تنجح موسكو في التصدي للهجمات التي تشنها كييف، والتي يكون معظمها بطائرات مسيّرة على أهداف في العاصمة موسكو أو شبه جزيرة القرم، وتحديداً جسر القرم، الذي أصبح هدفاً متكرراً لأوكرانيا.


والسؤال الذي يفرض نفسه هنا.. لماذا تراجع الهجوم الأوكراني المضاد، وما أسبابه.. هل نفدت مخزونات المقذوفات الأمريكية؟ أم أن موسكو بدأت في اتباع استراتيجية تكتيكية جديدة آتت أُكلها في الحرب الدائرة منذ فبراير/ شباط 2022؟
عكس التوقعات تقدم الجيش الأوكراني ميدانياً على الأرض منذ بدء الإعلان عن الهجوم المضاد، بدا ضعيفاً، وعلى عكس التوقعات بعد الدعم والعتاد العسكري والمادي الكبير والمخيف، الذي تلقته كييف من الدول الغربية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، والمقدر بمليارات الدولارات؛ حيث توقع الكثيرون أن الجيش الأوكراني سيتمكن في غضون أسابيع قليلة من السيطرة براً وبحراً وجواً، وأنه بفضل هذا الكم الهائل من (القنابل العنقودية «المحرمة دولياً» والأسلحة والذخائر والقذائف والصواريخ المتنوعة والدبابات والمركبات العسكرية، إضافة إلى التدريب والاستشارات وتزويد كييف بصور الأقمار الاصطناعية والمعلومات الاستخباراتية)، سيستعيد كافة الأراضي التي سيطر عليها الجيش الروسي؛ بل إنه قد ينجح في تراجع قوات موسكو إلى داخل الحدود الروسية.
هجمات على استحياء ولكن لا شيء من ذلك حدث.. لم يكن سوى هجمات على استحياء على بعض المناطق والقرى الحدودية الروسية بقذائف، فضلاً عن أسراب غير فاعلة من طائرات مسيّرة على موسكو وشبه جزيرة القرم.
مرت الأيام والأسابيع من دون تقدم مأمول من قبل أوكرانيا وحلفائها، فكلما سمعنا عن تقدم أوكراني واستعادة بضعة كيلومترات من القوات الروسية، تعاود موسكو سريعاً استعادة أكثر من تلك الكيلومترات، وتُلحق بجنود كييف خسائر فادحة.
لا يخلو من الصعوبات الأوضاع الميدانية في أوكرانيا تزداد تعقيداً، وعوامل عديدة تزيد من هذا الواقع، فعلى الرغم من تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مؤخراً، من أن بلاده تقترب من لحظة تكثيف العمليات الهجومية المضادة، بعد الهجمات التي حدثت في الداخل الروسي باستخدام القنابل العنقودية في كل من بيلغورود وزابوريجيا، فإن الواقع يشير إلى شيء آخر.
وقد اعترف مسؤول أمريكي كبير، أن الولايات المتحدة تدرك أن الهجوم المضاد الأوكراني ضد القوات الروسية «لا يتقدم بالسرعة المتوقعة».
وأوضح منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، أن الأوكرانيين أنفسهم، وفي مقدمتهم فلاديمير زيلينسكي، قالوا إنهم لن يقطعوا مسافة بعيدة في هذا الهجوم، أو لن يتقدموا بالسرعة المتوقعة، لافتاً إلى أن التقدم الذي يحرزونه «بطيء ولا يخلو من الصعوبات».
وفيما يتعلق بالمساعدات العسكرية لأوكرانيا، قال كيربي في تصريحات متلفزة، إن بلاده ستواصل تقديم الموارد العسكرية إلى كييف، بما في ذلك معدات إزالة الألغام وذخيرة المدفعية وأنظمة الصواريخ.
وذكر عضو الكونغرس الأمريكي، مايك كويجلي: «نحصل على تقارير مؤسفة. يتم تذكيرنا باستمرار بالصعوبات التي تواجهونها (القوات الأوكرانية) هذا هو أصعب وقت في هذا الصراع العسكري».
وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن «أوكرانيا تواجه مشكلة كبيرة؛ بسبب الدفاعات الروسية المحصنة الذي من الصعب اختراقها. علاوة على ذلك، يعاني الجيش الأوكراني بالفعل خسائر فادحة، ما أجبره على التراجع».
وكان زيلينسكي قد أقرّ، مؤخراً، بأن الهجوم المضاد «لم يكن سهلاً وربما يحدث بشكل أبطأ مما كان يأمله البعض».
حقول الألغام.. كلمة السر عندما شرع الجيش الأوكراني في تنفيذ هجومه المضاد منذ أسابيع عدة، كان سقف الطموحات والآمال الأوكرانية والغربية مرتفعاً لتحقيق خرق عسكري، لكن التحصينات الروسية أفشلت الخطط، وجعلت كييف والغرب يشعرون بإحباط شديد.
عددت «التلغراف» أسباب بطء الهجوم المضاد، وتقول: إن الجيش الروسي نجح في بناء «حزام دفاعي قوي»، أعطب هجوم القوات الأوكرانية وأرهقها بشكل كبير وأحبط عزيمتها.
وشملت الإجراءات العسكرية الروسية، التكثيف من استخدام «حقول الألغام، وبناء مخابئ للجنود، إضافة إلى خطوط الخنادق شديدة التحصين، لدرجة أن بريطانيا وصفت التحصينات الروسية، بأنها الأكثر شمولاً في العالم».
عوامل أخرى، جعلت الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، في الجنوب يصاب بالبطء، وهي أن تضاريس المنطقة ليست في مصلحته؛ حيث الأرض المفتوحة وقلة الطرق المغطاة، وبالتالي افتقاد عنصر المفاجأة الذي يعد عاملاً مهماً في حسم المعارك.
يضاف إلى ذلك خسارة أوكرانيا العديد من المركبات القتالية للمشاة والدبابات التي قدمها حلف الناتو في بدايات الهجوم.
عامل الوقت.. إف 16 لن تغير الموقف ولفتت صحيفة «تلغراف» البريطانية إلى أن الهجوم الأوكراني المضاد يسير بشكل بطيء جداً؛ بل مؤكدة أنه حتى قرار تزويد كييف بطائرات «إف 16» المرتقب لن يسرّع من وتيرة الهجوم؛ وذلك بسبب التحصينات الروسية المنيعة على معظم خطوط الجبهات.
وفي تبرير لتراجع هجومها المضاد تقول كييف إن غياب الدعم الجوي هو السبب في عدم قدرتها على مواجهة هذه المعوقات العسكرية؛ وذلك في إشارة إلى طائرات إف 16 التي تعهدت دول غربية بإرسالها لاحقاً التي ستكون العنصر الفارق في نجاح الهجوم الأوكراني المضاد ضد روسيا.
ولكن يشير محللون إلى أنه حتى لو تمكنت أوكرانيا من الحصول على تلك الطائرات التي تطالب بها منذ فترة طويلة، فإن ذلك لن يمكنها من تحقيق اختراق سحري في صفوف الجيش الروسي، من حيث إن التدريب على مثل هذه الطائرات سيحتاج إلى شهور عدة، إضافة إلى أن نقلها لمسرح القتال سيحتاج إلى شهور أخرى أيضاً؛ أي أن عامل الوقت يزيد من صعوبة تجهيز إف 16 للمشاركة في القتال ضد الجيش الروسي.
وبالتالي فإنه حتى حدوث تلك اللحظة التي تكون فيها طائرات إف 16 قادرة على القتال ضد الروس ومجهزة بطاقم قيادة أوكراني مؤهل على القيادة والقتال، ستكون روسيا قد قضت على الكثير من الطموحات والآمال الأوكرانية والغربية في نجاح الهجوم المضاد أو تحقيق أي مكتسبات على أرض المعركة.
من جهته، أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن القوات الأوكرانية تتعرض لخسائر فادحة في هجومها المضاد، وتحديداً في صفوف الجنود.
معارك ضارية وفي المقابل، ذكر مساعد وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ميلنيك، أنه من المبكر جداً أن نتوصل لهذه الاستنتاجات، موضحاً أن «الانتصار لن يكون سريعاً، فالعدو قوي جداً.. تنقصنا القوة الجوية؛ لذلك سنشهد معارك ضارية، لكننا سننتصر».
القنابل العنقودية وفي سياق متصل، أردفت المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية إيلينا سوبونينا، أنه من المستحيل على أوكرانيا اختراق التحصينات الروسية الآن، فكييف هجومها المضاد بطيء جداً، ولم ينجح حتى الآن.. القنابل العنقودية، لن تغير موازين القوى على الأرض، فهي تؤثر في المدنيين، ولكنها لا تؤثر في مراكز الدفاع الروسية.
وأفاد مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، الجنرال مارك كيميت أن «ما أنتقده من جانب السياسيين، هو تحدثهم عن إنجاز الأمور بسرعة، إلا أن المحنكين يعلمون أن اختراق التحصينات يستغرق عدة أشهر»، مضيفاً: «الرئيس زيلينسكي قال الهجوم المضاد بدأ والاختراق سيكون غداً، الأمر ليس بهذه السرعة.. اختراق العراقيل الروسية ليس أمراً مستحيلاً؛ لذا فإن الاختراق الأوكراني قادم برأيي، لكنه سيستغرق وقتاً طويلاً»، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام غربية.
خسائر فادحة من جهتهم، يؤكد مسؤولون من روسيا أن سبب تباطؤ الهجوم المضاد الأوكراني على محاور القتال المختلفة في الآونة الأخيرة، أن كييف تواصل الهجوم من خلال مجموعات صغيرة معززة بمركبات مدرعة، وأنه هجوم بطيء، وبات أضعف وأقل كثافة من ذي قبل، مرجحة أن تكون الخسائر الفادحة التي تكبدتها أوكرانيا على وجه التحديد في القوة البشرية والتكنولوجيا هي السبب الأساسي، وفقاً لـ«سبتونيك».
وأضافوا أنه «لم تحدث أي أحداث مهمة حتى الآن على طول خطوط القتال».
6 أسلحة فتاكة هناك 6 أسلحة فتاكة أرسلها الغرب إلى أوكرانيا؛ بهدف تغيير قواعد اللعبة ونجاح الهجوم المضاد، بحسب مجلة «بيزنيس إنسايدر» الأمريكية، وتسبب هذه الأسلحة صداعاً في رأس الجيش الروسي، وهي:
هايمرس.. الراجمة الأمريكية هي أنظمة الصواريخ عالية الدقة «هايمرس»، المنظومة الأمريكية، والتي تسمح بتدمير أهداف عالية القيمة بعيدة المدى. ويكمن سر قوتها في خفة حركتها التي تسمح لكييف بنقلها بسرعة فائقة تصعب على السلاح الروسي مهمة إيجادها.
باتريوت.. حامية السماء هي المنظومة الأمريكية التي وصفتها كييف بأنها جعلت السماء الأوكرانية أكثر أماناً، فقد عملت باتريوت على التصدي للصواريخ الباليستية الروسية وصواريخ كروز، وأسقطت بعض الطائرات، لكنها تفشل في معظم الأحيان في تعطيل الصواريخ الروسية الفرط صوتية.
جافلين.. الرمح القاتل حامي أوكرانيا كما أطلق عليه الجنود الأوكرانيون. وهي الرمح القاتل الذي وضعته واشنطن في يد كييف من أجل استهداف الدبابات الروسية. ويمكن لهذا الصاروخ تدمير العديد من الأهداف وخصوصاً المدرعات وناقلات الجنود.
ستورم شادو.. الخفي قالت كييف إن صواريخ «ستورم شادو» غيّرت قواعد اللعبة، وقدمت الشكر لبريطانيا. لأن هذا السلاح يستطيع التحليق على مستويات منخفضة، ما يخفيه عن الاكتشاف. كما يستطيع تدمير أهداف عالية القيمة خلف الخطوط الأمامية الروسية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الهجوم الأوکرانی المضاد القنابل العنقودیة الجیش الأوکرانی الهجوم المضاد الجیش الروسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

أمين عام الناتو يرفض دعوات إجبار أوكرانيا على قبول مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج اليوم الجمعة، الدعوات المتزايدة في الولايات المتحدة لإجبار أوكرانيا على التخلي عن الأرض أو العضوية المستقبلية في الناتو مقابل قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإنهاء الحرب.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي - في مؤتمر صحفي اليوم - "لا يمكن أن يكون لدينا اتفاق مينسك 3"، في إشارة إلى اتفاقات السلام "الفاشلة" السابقة بين موسكو وكييف، وفق ما نقلته مجلة "بولتيكو" الأوروبية، التي أوردت أيضا إشارة ستولتنبرج بأنه "ليس هناك ما يشير إلى أن بوتين مستعد للتفاوض من أجل السلام."

وكان الهدف من اتفاقيتي مينسك - الموقعتين في عامي 2014 و2015 بمشاركة كبيرة من ألمانيا وفرنسا - وقف "التوغل" الروسي الأول في أوكرانيا عام 2014. وفي ذلك العام، ضمت شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني ثم أشعلت الصراعات في شرق أوكرانيا.

وفرض اتفاق مينسك وقف إطلاق النار وسمح بالحكم الذاتي في أجزاء من شرق أوكرانيا، لكن كان ينظر إليه في كييف على أنه ختم لـ "النفوذ الروسي على النظام الدستوري في أوكرانيا". ولم يتم تنفيذه بالكامل على الإطلاق. وألغت روسيا الاتفاق في عام 2022، عندما شنت حربا واسعة النطاق لأوكرانيا.

وتواترت الأنباء بأن حلفاء ومستشاري دونالد ترامب، المرشح الرئاسي المفترض للحزب الجمهوري، يضعون خططًا لجعل كييف تتخلى عن جهودها لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا وإلغاء عضويتها المستقبلية في الناتو مقابل اتفاق سلام مع روسيا.

وقال مدير الاتصالات في حملة ترامب، ستيفن تشيونج، الثلاثاء الماضي، إن "الأولوية القصوى في ولايته الثانية ستكون التفاوض بسرعة على نهاية للحرب الروسية الأوكرانية". وقال بوتين إنه يأخذ اقتراح ترامب "على محمل الجد".

واشترط بوتين، لإنهاء الحرب ضرورة اعتراف كييف بـ "السيادة الروسية" على أربع مناطق أوكرانية "ضمتها" موسكو. وهو ما رفضته أوكرانيا واعتبرته "استسلاما".. وقال أندريه ييرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني "لن يكون هناك أي حل وسط بشأن الاستقلال أو وحدة الأراضي".

وأشار أمين عام الناتو إلى "سلوك موسكو السابق لتبرير استحالة موافقة كييف على شروط السلام التي حددها معسكر ترامب"، وقال: "لقد رأينا نمطًا من السلوك العدواني الروسي ضد أوكرانيا. لم تبدأ الحرب في عام 2022، بل بدأت عام 2014 عندما ضموا شبه جزيرة القرم بشكل غير قانوني لأول مرة، ثم بعد بضعة أشهر، ذهبوا إلى شرق دونباس، واتفقوا على وقف إطلاق النار - اتفاق مينسك 1.. لقد انتهك ذلك، وانتقل إلى الغرب، ووافق على مينسك 2، وانتظر لمدة سبع سنوات، ثم شن هجومًا واسع النطاق، واستولى على المزيد".

وقال: "ما نحتاجه الآن هو في الواقع شيء ذو مصداقية، حيث تتوقف الحرب وبالتالي عندما ينتهي القتال، نحتاج إلى الأمن، نحتاج إلى تمكين الأوكرانيين من الردع، لكننا نحتاج أيضًا إلى نوع من الضمانات الأمنية لأوكرانيا".

وأعرب ستولتنبرج - الذي من المقرر أن يتنحى في أكتوبر - عن أمله في في رؤية أوكرانيا تنضم إلى الحلف خلال العقد المقبل، معقدا آماله بأن تكون أوكرانيا حليفا.

وستكون عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إحدى القضايا خلال قمة الحلف التي ستعقد الأسبوع المقبل في واشنطن، بينما لا يزال الحلفاء يناقشون طلب كييف بتقديم عرض عضوية "لا رجعة فيه".

مقالات مشابهة

  • الجيش الروسي يسقط عددا من المسيّرات في منطقتين بأوكرانيا
  • وصول ثالث بطارية نظام باترويت المضاد للطائرات إلى أوكرانيا من ألمانيا
  • دبلوماسي ألماني: وصول ثالث بطارية نظام باترويت المضاد للطائرات إلى أوكرانيا من ألمانيا
  • أوكرانيا: ارتفاع قتلى الجيش الروسي إلى 549 ألفا و840 جنديًا
  • أمين عام الناتو يرفض دعوات إجبار أوكرانيا على قبول مبدأ "الأرض مقابل السلام" لإنهاء الحرب
  • سيمينوف: كييف تستخدم أنظمة هيمارس الأمريكية لبث الذعر في صفوف المدنيين
  • بيسكوف: تصريحات كييف والدول الغربية الرافضة لخطة السلام الروسية تتسم بقصر النظر
  • الجيش الأوكراني ينسحب من مواقعه مع اقتراب الثوات الروسية من الاستيلاء على بلدة ذات أهمية استراتيجية
  • بوتين: ننظر بجدية تصريحات ترامب حول وقف الحرب في أوكرانيا
  • القوات الروسية تستهدف قاعدة لواء تابع للحرس الوطني الأوكراني في مقاطعة كييف