مدير مكتبة الإسكندرية: الدولة تسعى لتعزيز التعاون مع الدول الافريقية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
أكد الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى تضطلع بدور بالغ الاهمية فى تنمية قدرات الشباب الافريقى، وتوفر عددا من الفرص التعليمية والمنح للطلاب الافارقة فى مجالات متنوعة، مشيراً إلى أن مصر تسعى لتعزيز التعاون مع الدول الافريقية ، مؤكداً أن هذه المبادرات تعكس مدى الوعى بهوية مصر الأفريقية.
جاء ذلك خلال الاحتفالية السنوية الثانية عشرة لتخرج الطلاب الأفارقة المشاركين في برامج "شباب الصفوة الأفارقة"، التي ينظمها برنامج دراسات التنمية المستدامة وبناء قدرات الشباب ودعم العلاقات الأفريقية بقطاع البحث الأكاديمي.
وافتتح الاحتفالية الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور إبراهيم رحاب؛ مستشار رئيس جامعة الإسكندرية للشئون الإفريقية، والسفير إيهاب عوض؛ مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، والدكتورة ماهيتاب المناوي؛ مدير إدارة العلاقات العامة والتواصل بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية، بالإضافة إلى حضور ممثلين عن الوزارات ورؤساء الجامعات المصرية المختلفة والسفراء والشخصيات العامة.
وأكد مدير مكتبة الإسكندرية، أن مصر تقدم العديد من البرامج التي تسعى لتعزيز التواصل بين الطلاب المصريين والأفارقة وتساهم في بناء قدراتهم وتطوير مهاراتهم بهدف إنشاء جيل واعد قادر على مواجهة التحديات واستغلال الفرص من أجل مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.
وأضاف زايد، أننا نحتفل اليوم بتخرج ثلاثمائة طالب إفريقي من المشاركين في برامج "شباب الصفوة الأفارقة" بمكتبة الإسكندرية، يمثلون دول السودان وجنوب السودان وأوغندا ومالاوي وجزر القُمُر وجيبوتي ومصر، مؤكدًا أن مكتبة الإسكندرية تفتح أبوابها دائمًا لدعم الطلاب الأفارقة وبناء قدراتهم.
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم رحاب مستشار رئيس الجامعة للشئون الأفريقية، إن الدكتور عبد العزيز قنصوة رئيس جامعة الإسكندرية يدعم الطلاب الأفارقة ويهنئهم على إنجازاتهم ويتطلع لمتابعة إسهاماتهم الإيجابية بعد التخرج.
وأكد على قوة العلاقات بين جامعة الإسكندرية والقارة الإفريقية، لافتًا إلى أن الجامعة تفتح أبوابها للطلاب الأفارقة الراغبين في الدراسة والبحث وتستقبل آلاف الطلاب من الدول الإفريقية المختلفة، كما أن جامعة الإسكندرية لها فرعًا في دولة تشاد، وفرعًا آخر في دولة جنوب السودان. وأضاف أن جامعة الإسكندرية تقدم أيضًا منح دراسة لطلاب دول حوض النيل انطلاقًا من التزامها بدعم الطلاب المتميزين.
وأعرب السفير إيهاب عوض؛ مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، عن سعادته بحضور تخرج الطلاب الأفارقة. وتقدم بالشكر لمكتبة الإسكندرية لاستمرارها في دعم الطلاب الأفارقة من خلال برامجها، مؤكدًا أن هذه البرامج تأتي في إطار الجهود المصرية المستمرة لدعم القارة الإفريقية.
وقال إن إفريقيا تتمتع بموارد بشرية هائلة ينبغي تدعيمها واستغلالها والعمل على تضافر الجهود بين المؤسسات الإفريقية المختلفة لتقديم الفرص والدعم للشباب، لافتًا إلى أن مصر تسعى إلى بناء وتدعيم الشراكات مع المؤسسات الإفريقية في مجالات مختلفة في إطار تحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
ووجهت الدكتورة ماهيتاب المناوي خطابًا تحفيزيًا للخريجين، حثتهم فيه عليه الالتزام بقيم واخلاقيات العمل وعدم الاستسلام للتحديات. وأكدت أن الطلاب لديهم القدرة على التغيير وبناء مستقبل أفضل للقارة الإفريقية.
الجدير بالذكر أن برامج "شباب الصفوة الأفارقة" الموجَّهة إلى الطلاب الأفارقة تهدف إلى تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية، وفتح قنوات للتواصل بين الطلاب الأفارقة وزملائهم من المصريين، عن طريق عقد لقاءات أسبوعية بمكتبة الإسكندرية، وتسخير كافة إمكانياتها لدعم وبناء قدراتهم، تأكيدا على دور مصر الريادي بالقارة الأفريقية، ولتبادل المعرفة والخبرات العلمية وترسيخ العلاقات المستقبلية بين هؤلاء الشباب.
من جانب اخر تمت فعاليات النسخة الثالثة من البرنامج التدريبي نجوم مصرية «ستارز: خطوات نحو تحقيق نجاح حقيقي» لتنمية قدرات الشباب بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية ومؤسسة حياة كريمة تحت مظلة التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، والتي استضافتها محافظة البحيرة تحت رعاية الدكتورة جاكلين عازر؛ محافظ البحيرة، وامتدت فعالياتها في الفترة من 14 إلى 17 أكتوبر 2024 بمكتبة مصر العامة بدمنهور بحضور 50 طالبًا وطالبة من طلاب جامعة البحيرة من مختلف التخصصات.
يأتي برنامج ستارز كإحدى ثمار التعاون المشترك بين المؤسستين في مبادرة Agile Youth لتنمية وبناء قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم، الذي تم تدشينه في أغسطس الماضي احتفالًا باليوم العالمي للشباب لعام 2024. ويهدف البرنامج إلى بناء قدرات شبابية واعية لديها القدرة على توليد أفكار مبتكرة جديدة لتحقيق تغيير مجتمعي إيجابي وبما يتماشى مع متطلبات العصر.
واستكمالًا لخطة تنفيذ البرنامج، وأيضًا في إطار بروتوكول التعاون بين مكتبة الإسكندرية وديوان عام محافظة البحيرة، تستضيف المحافظة النسخة الرابعة من برنامج «ستارز» بمكتبة مصر العامة بدمنهور خلال الفترة من 21 إلى 24 أكتوبر 2024.
وعلى غرار النسختين السابقتين، تضمنت النسخة الثالثة من برنامج «ستارز» سلسلة من المحاضرات وورش العمل التي تهدف إلى توعية الشباب وتطوير مهاراتهم، وعلى مدار أربعة أيام متواصلة، تلقى المتدربين تدريبًا شاملًا لخمسة مكونات تدريبية رئيسية تتناول موضوعات في مجالات التراث والهوية والشخصية المصرية، ودور مصر في القضية الفلسطينية على مر العصور، ومواجهة الحروب الإدراكية والتصدي للشائعات، وثقافة الابتكار والإبداع، والتنمية المستدامة وأهدافها الأممية ورؤية مصر 2030 ووظائف المستقبل والمهارات اللازمة لسوق العمل الحالي والمستقبلي، وأيضًا ريادة الأعمال والتمكين الاقتصادي.
وأثناء الجلسات وورش العمل، ناقش الشباب المشاركون أفكارهم ومقترحاتهم بشأن عديد من الموضوعات من خلال تشجيعهم على روح الابتكار والإبداع، وكذا الخروج بحلول جديدة ومبتكرة للتحديات البيئية الحالية وأفكار لمشروعات أخرى في مختلف المجالات. هذا بالإضافة إلى تبادلهم الخبرات والمعارف فيما بينهم مما ساعد على تكامل الأفكار والرؤى المطروحة أثناء تلك الجلسات.
وساهم برنامج «ستارز»، منذ تدشينه وحتى الآن، في تأهيل وتدريب مائتي طالب وطالبة من شباب التعليم الجامعي بمحافظتي الإسكندرية والبحيرة. ويستكمل برنامج «ستارز» رحلته تباعًا بمحافظتي الغربية وسوهاج على التوالي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإسكندرية تبادل المعرفة والخبرات جنوب السودان التنمية المستدامة مدير مكتبة الاسكندرية الرئيس السيسي تعزيز التعاون الأفريقية الدكتور أحمد زايد مدیر مکتبة الإسکندریة جامعة الإسکندریة الطلاب الأفارقة قدرات الشباب وبناء قدرات أن مصر
إقرأ أيضاً:
"أوراق الإمام محمد عبده المجهولة" ندوة في مكتبة الإسكندرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت مكتبة الإسكندرية من خلال مركز دراسات الحضارة الإسلامية بقطاع البحث الأكاديمي؛ ندوة بعنوان "أوراق الإمام محمد عبده المجهولة" للحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا في جامعة الأغا خان بالمملكة المتحدة.
جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية؛ والدكتور عماد أبو غازي الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وزير الثقافة الأسبق؛ والدكتور وليد غالي، الأستاذ بمركز دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة الأغا خان بالمملكة المتحدة؛ وأدار الندوة الدكتور محمد الجمل مدير مركز دراسات الحضارة الإسلامية، بإشراف الدكتورة مروة الوكيل مدير قطاع البحث الأكاديمي.
وقال الدكتور محمد الجمل، إن الندوة تتناول الحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا للإمام محمد عبده المجدد في الفقه والتاريخ والحضارة الإسلامية، أوراق مجهولة اكتشفت في جامعة الأغاخان بالمملكة المتحدة بالصدفة بعد شرائها من إحدى المؤسسات، وشاء القدر أن يكون في نفس الجامعة الدكتور وليد غالي الباحث وشاركه في فحص الوثائق الدكتور عماد أبو غازي الذي كان في زيارة للمملكة المتحدة.
من جانبه قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، إن الإمام محمد عبده يعد واحدا من أبرز المجددين في الفكر والثقافة في العصر الحديث وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الحديثة، وقد ساهم بعلمه وفكره في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر من الاحتلال، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية ولقد تأثر به العديد من رواد النهضة.
وأضاف أن الندوة تتناول عرض مجموعة من الأوراق والصور والوثائق المخطوطة والمحفوظة بجامعة الأغا خان في لندن والتي تم تدوين بعضها بخط الإمام محمد عبده في عام 1883، وتتضمن أيضا أحداثا تاريخية وسياسية متعلقة بتاريخ مصر في تلك الحقبة الزمنية، ومنها لائحة تأسيسية بخط يد الإمام محمد عبده لإقامة حكومة وطنية في مصر، يرجع تاريخها إلى شهر سبتمبر عام 1883 والتي دونها بعد عام واحد من الاحتلال البريطاني لمصر.
واستكمل زايد كلمته بأن الندوة تسلط أيضا الضوء على التطور الفكري للإمام محمد عبده وهو التنويري المنفتح على الثقافات بالشرق والغرب والمجدد الديني والمشارك بكل جهده في الحركة الوطنية المصرية، حيث يؤكد أن رابطة الدولة تقوم على أساس المواطنة والعدل، مطورا منهجه من خلال عدة عناصر منها صناعة الأفكار والكوادر التي تحمل الأفكار وصناعة المؤسسات التي من خلالها تبقى هذه الأفكار.
وتابع أنه على الرغم من وفاة الإمام محمد عبده عام 1905 إلا أن إنتاجه الفكري المجدد مازال هو المصدر الأساسي الذي يستمد منه الفكر التنويري إلى يومنا هذا، حيث كان الإمام عالما مستنيرا ومفكرا شارك بكل جهده في الحركة الوطنية من أجل مستقبل أفضل لوطنه، وما زال الإمام محمد عبده معينا لا ينضب حتى الآن ليس بفكره الديني الإصلاحي فحسب بل بنضاله السياسي وأفكاره التقدمية.
وتحدث الدكتور وليد غالي، عن قصة اكتشاف الأوراق موضحا أن مكتبة الجامعة حصلت على المجموعة من إحدى صالات المزادات في لندن، لافتا أن المجموعة تتضمن اثنين من الكراسات أو المخطوطات و7 أوراق مكتوبة بخط الإمام محمد عبده، ومجموعة من الكتب النادرة.
وأضاف أن أحد الكراسات المهمة في المجموعة تحتوي على ترجمة 3 فصول من كتاب أفلاطون "الجمهورية"، بالإضافة إلى وثيقة لائحة الاستقلال المقترحة لإقامة حكومة وطنية، وجزء عن الأمثال والأشعار التي كتبها الإمام محمد عبده، إلى جانب جمل وكلمات خطها بيده خلال فترة تعلمه اللغة الفرنسية.
وتحتوي الكراسة الثانية على ترجمة لأحد الكتب المدرسية الفرنسية عن التاريخ، بينما تتحدث الأوراق "الفلوسكاب" عن تاريخ بني إسرائيل منذ عهد النبي موسى إلى القرن الثاني قبل الميلاد فيما يبدو أنها كتبت في إطار دراسي تعليمي.
من جانبه استعرض الدكتور عماد أبو غازي محتوى الوثيقة الهامة ضمن أوراق الإمام محمد عبده والتي تتمثل مقترح حكومة وطنية، موضحا أنها تتحدث عن مشروع لاستقلال مصر سنة 1883 وهي عبارة عن لائحة موجهة لبعض المصريين السياسيين من أعضاء الحزب الوطني الأهلي آنذاك ويعد مضمونها مشروعا مقدما للمصريين من بعض الساسة الإنجليز لمناقشة فكرة تشكيل حكومة أهلية في مصر.
وأضاف أن الوثيقة كتبت بصيغة التمويه بهدف عدم الكشف عن مصدرها تضمنت نقاط مهمة ودالة على التفكير السياسي في هذا الوقت، منها عنوان "لائحة أساسية لإعادة حكومة أهلية لمصر" وهي فكرة تشكيل حكومة أهلية مصرية لإدارة مصر، بالإضافة إلى بند يحدد الأمور التي ينبغي على المصريين أن يضعوها في المرحلة التالية من ناحية الحذر من هجوم أوروبي مرة أخرى؛ والحرص على دوام الحكومة في أيدي المصريين؛ واتخاذ طريقة سياسية تصمن تقدم البلاد ونجاحها ماديا ومعنويا.
وأشار إلى أن الوثيقة تضمنت طرح أمور خاصة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليم في هذا الوقت؛ مبينا أن تلك الرؤية لم تلغ علاقة مصر بالدولة العثمانية بحيث تكون تابعة لها معنويا وفق ضوابط معينة؛ وكذلك المطالبة بوجود تمثيل دبلوماسي لمصر يعزز من علاقاتها الخارجية.