علنت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما"، انسحابها المبكر من منطقة "بير" شمالي البلاد، وذلك بعد أن كان مقررا أن تنسحب منتصف الشهر الجاري.

وبررت البعثة التى انتشرت في مالي منذ عام 2013، في تغريدة على "تويتر" هذا الانسحاب المبكر ب"تدهور الأمن بالمنطقة، والمخاطر الكبيرة التي يشكلها ذلك على قبعاتنا الزرق".

 

ودعت البعثة الأممية في تغريدتها مختلف الجهات الفاعلة المعنية إلى "الامتناع عن أي عمل من شأنه أن يزيد من تعقيد العملية". 

وتشهد بلدة "بير" منذ أيام معارك وصفت بالعنيفة، بين القوات المالية مدعومة ، والقوات التابعة لتنسيقية الحركات الأزوادية. 

كما تعرضت عناصر من الجيش المالي لهجوم تبنته جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"، وخلف قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.    

وكان مجلس الأمن الدولي قد وافق بالإجماع في 30 من يونيو 2023 على انسحاب قوات حفظ السلام الأممية بمالي بشكل نهائي في أفق نهاية دجمبر 2023. 

تعيش دولة مالي مرحلة خطيرة، بعد تصاعد الأزمة بين المجلس العسكري الحاكم في البلاد والبعثة الأممية علي خلفية أحداث مورا.

مالي تطالب بانسحاب مينوسما

كان عبدالله ديوب، وزير الخارجية المالي،  طالب عدم رغبة بلاده بتواجد بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في البلاد.

طالب ديوب، أمام مجلس الأمن الدولي، انسحاب بعثة الأمم المتحدة الأبعاد "مينوسما"، لتحقيق الأستقرار في البلاد، منددا بما وصفه "إخفاقها" في التعامل مع التحدي الأمني الذي يواجه البلاد منذ أزيد من عقد.

وأضاف وزير خارجية مالي، أن بلاده "مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة في هذا السياق"، رافضا "كل خيارات تفويض البعثة الأممية" المقترحة من طرف الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش.

المجتمع المدني في مالي 

نظمت حركة المجتمع المدني "ييروولو رجال جديرون"، مسيرة ضخمة جمع ما يقرب من 30 جمعية أهلية من أجل رحيل البعثة الأممية  من البلاد، بهدف مطاردة مينوسما.

قال صديق كوياتي، المتحدث باسم الحركة، خلال كلمته ألقاها أمام الجميع، إن الدولة علي استعداد لكشف هذه  الإرهابيين الملموسين  للعالم كله، وهو مواصلة استمرار الحرب ودعمهم للإرهابيين. 

وطالب كوياتي، بضرورة مغادرة مينوسما البلاد الآن، لانه لن يعد وجوده مفيد لنا، قائلًا: "لأنه يقود الجنود الفرنسيون وحلفاءه الذين يساهمون في تصنيع المنتجات الفرنسية.

بينما قال شاكا تراوري، عضو في الحركة، إن وجوده يمثل خيبة كبيرة لكافة الماليين، وفشل في حماية المواطنين من الهجمات الإرهابية.

وزارة خارجية مالي

 في 18 مايو، أعرب وزير الخارجية المالي، عبدالله ديوب، عن أسفه للخيارات الثلاثة التي اقترحها الأمين العام للأمم المتحدة بشأن مستقبل بعثة الأمم المتحدة خلال اجتماع مع السفراء المعتمدين لدى مالي.

يتعلق الخيار الأول بزيادة عدد الخوذات الزرقاء، وإعادة التشكيل بأعداد ثابتة والانتقال نحو "مهمة سياسية" بدون خوذات زرقاء هذه هي الخيارات الثلاثة التي اقترحها في يناير الماضي الأمين العام للأمم المتحدة بعد مراجعة داخلية.

 بالنسبة لرئيس الدبلوماسية المالية، "لا يلبي أي من الخيارات توقعات مالي التي هي في الأساس ذات طبيعة أمنية".

اتهمت مالي، فرنسا بالعمل على تقسيم البلاد من خلال وجودها العسكري فيه.

وقال رئيس وزراء مالي، شوغل كوكالا مايغا، أمام دبلوماسيين معتمدين في العاصمة باماكو، إن فرنسا تعمل على تقسيم بلاده من خلال وجودها العسكري فيه.

ووفقًا لموقع روسيا اليوم الإخبارى، أضاف: "بعد فترة البهجة والحماسة في العام 2013 عندما حرر الجنود الفرنسيون شمال مالي من قبضة الجماعات الجهادية، تحول التدخل في مرحلة ثانية إلى عملية تقسيم لمالي بحكم الأمر الواقع، استندت إلى إقامة ملاذ على جزء من أراضينا أتاح الوقت للإرهابيين للجوء إليه وإعادة تنظيم صفوفهم للعودة بقوة اعتبارًا من 2014".

أنطونيو غويتريش الأمين العام للأمم المتحدة

طالب أنطونيو غويتريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في جلسة مجلس الأمن بإعادة تشكيل بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مينوسما.

وقال غويتريش، إن إعادة التشكيل مدفوعة بالرغبة في تركيز المهمة على عدد محدود من الأولويات، من خلال ترشيد مهامه من أجل تحسين كفاءتها الشاملة حتى نهاية الانتقال السياسي، المقرر في مارس 2024.

وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة، أنه سيعتزم استخدام سلطاته لإعادة تشكيل البعثة ونشر العنصر المدني والأفراد النظاميين، إلي حيث تشتد الحاجة إليهم، بناءً على التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقية والانتقال السياسي من قبل العديد من وسائل الإعلام.

ووصي أنطونيو غويتريش، مجلس الأمن بتمديد ولاية مينوسما، لمدة عام، بينما يجب إجراء التصويت في 29 يونيو.

أعرب ماثيو ميللر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، عن آسفه من طلب السلطات المالية بسحب مينوسما من البلاد، مضيفًا أن تلك القرار ينعكس علي الأزمات الأمنية والإنسانية التي تؤثر علي الشعب.

 ماثيو ميللر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية

وأكد ميللر، أن واشنطن تحافظ علي دعمها الكامل لرئيس القاسم وان بعثة "مينوسما"، موضحًا أن انسحاب البعثة يجب أن يكون منظمًا ومسؤولًا مع إعطاء الأولوية لأمن قوات حفظ السلام والماليين، داعيًا السلطات الانتقالية إلى احترام التزاماته بالانتقال الديمقراطي بحلول مارس 2024.

أثار قرار دولة مالي، عبر صوت، عبدالله ديوب مندوب الأمم المتحدة، بـ" أنسحاب"، بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار، جدلًا في شتي أنحاء البلاد.

تعليق مينوسما

كشف القاسم وان، رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي "مينوسما"، عن الخلافات المتزايدة في البلاد، بشأن مدى مراعاة نص مسودة الدستور لاتفاق السلام والمصالحة، بين الحكومة والجماعات المسلحة وفريق الوساطة الدولي.

وأكد وان، أن بعثة الأمم المتحدة، تسعي لمساعدة الأطراف علي تجاوز تلك الخلافات، مشيرًا إلي أن البعثة تتميز بمزايا نسبية لا يمكن إنكارها، والتنسيق الفعال بين السلطات المالية والبعثة يعتمد علي الثقة بين الطرفان، ويتطلب توسيع الإمكانات واستغلال الفرص الكثيرة القائمة لمصلحة السكان.

منذ عام 2013م، تواجدت بعثة الأمم المتحدة بقرار من مجلس الأمن الدولي، في مالى "مينوسما"، هي قوات حفظ سلام.

وتهدف البعثة إلي دعم مالي في تحقيق الاستقرار وتنفيذ خارطة الطريق الانتقالية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بوابة الوفد الأمین العام للأمم المتحدة البعثة الأممیة مجلس الأمن فی البلاد فی مالی

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: 2024 الأكثر دموية للعاملين الإغاثيين جراء حرب غزة

غزة - صفا

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 2024 هو "العام الأكثر دموية" للعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، وذلك بسبب الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة منذ أكثر من عام.

وأشار المكتب في بيان، يوم الجمعة، إلى أن "280 من موظفي الإغاثة قتلوا في 33 دولة عام 2023"، وأن عدد هذا العام تجاوز "الأرقام القياسية" السابقة.

ولفت إلى أن "2024 هو العام الأكثر دموية لمنظمات الإغاثة الإنسانية، بتأثير الحرب في غزة".

وذكر أن "مقتل أكثر من 320 من العاملين في مجال المساعدات الإنسانية منذ بدء الإبادة الإسرائيلية في غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان له دور كبير في زيادة أرقام قتلى موظفي الإغاثة إجمالا".

وأضاف أن "أغلبية القتلى (في القطاع) كانوا على رأس عملهم لحظة قتلهم، وأنهم عموما من موظفي وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)".

وأكد على أن المنظمات الإنسانية واصلت تقديم المساعدات الحيوية على الرغم من المخاطر.

وأوضح أنه في العام الماضي، تم الوصول إلى نحو من 144 مليون شخص محتاج، في حين تم الوصول إلى أكثر من 116 مليون شخص حول العالم حتى نوفمبر 2024.

مقالات مشابهة

  • عضوة بعثة تقصي الحقائق بالأمم المتحدة: النساء يجب أن يشاركن في رسم مستقبل السودان وألا يترك فقط للرجال المتحاربين
  • نادي الديوانية ينسحب من الدوري العراقي الممتاز بسبب الديون وانعدام الدعم الحكومي
  • «الأمم المتحدة»: 2024 الأكثر دموية للعاملين الإغاثيين جراء العدوان على غزة
  • الأمم المتحدة: 2024 الأكثر دموية للعاملين الإغاثيين جراء حرب غزة
  • وزير الخارجية يستقبل قائد بعثة الأمم المتحدة المؤقتة في أبيي (يونسفا) ووفده المرافق
  • الأمم المتحدة: غارات الاحتلال على تدمر هي “على الأرجح” الأسوأ في سوريا
  • الأمم المتحدة: غارات إسرائيل على تدمر "الأكثر فتكاً"
  • جوتيريش يحث زعماء العشرين على إقرار أهداف تعود بالنفع ماليًا لصالح الدول المشاركة في مؤتمر الأطراف
  • الأمم المتحدة تحذر من قرب إغلاق المخابز في غزة لنقص الوقود والدقيق
  • «بعثة الأمم المتحدة» تبحث جهود نزع السلاح ودعم عملية السلام في ليبيا