لتجنب ما حدث مع كلينتون.. هاريس تركز على ولايات الجدار الأزرق
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لحملتها الانتخابية الرئاسية، تقضي نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس معظم أيامها في محاولة لتعزيز الدعم في ولايات "الجدار الأزرق" مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، في سعيها لتجنب تكرار خسارة هيلاري كلينتون هناك قبل ثماني سنوات.
وتلعب الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" دورا محوريا، إذ تُعتبر معاقل تاريخية للحزب الديمقراطي، وتركز الحملة الانتخابية لهاريس في الأسابيع الأخيرة على هذه الولايات، مما يعكس استراتيجيتها في تعزيز فرصها في الفوز.
وقادت هاريس أنشط انتخابية الاثنين في بنسلفانيا، حيث وصفت المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بأنه "غير متزن"، لتعود، الأربعاء، إلى بنسلفانيا وتؤكد ولاءها للدستور وهي تقف على بُعد خطوات من ضفاف نهر ديلاوير، حيث عبر جورج واشنطن مع قواته في لحظة حاسمة من الثورة الأميركية.
وتكمن أهمية ولايات "الجدار الأزرق" في تماسكها الانتخابي، حيث غالبًا ما تصوت لصالح الديمقراطيين، والحفاظ على هذه الولايات يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج النهائية.
وأي خسارة في أي مكان من "الجدار الأزرق"، الذي يعكس التوجه الديمقراطي التقليدي للمنطقة، قد تهدد مسار هاريس نحو الرئاسة.
ويقول محلل الاستطلاعات الديمقراطي، جويل بيننسون، إنه "لا ينبغي أن تؤخذ تلك الولايات كأمر مسلم به. وهي لا تفعل ذلك." على حد قوله.
كان بيننسون سابقًا الاستراتيجي الرئيسي لهيلاري كلينتون، التي كانت حملتها واثقة جدًا لدرجة أنها توقفت عن إجراء استطلاعات الرأي الخاصة بها في الغرب الأوسط مع اقتراب الانتخابات.
وأضاف قوله: "لقد تعلمنا درسًا مؤلمًا عام 2016 عندما لم نذهب إلى ولايات 'الجدار الأزرق'، وخسرنا."
وركزت حملة هاريس على أنها لن تتخلى عن "ساحات المعارك" في ولايات نورث كارولينا وجورجيا وأريزونا ونيفادا. وكانت نائبة الرئيس في نورث كارولينا خلال عطلة نهاية الأسبوع ومن المتوقع أن تعود إلى جورجيا يوم الأحد.
تقول محللة استطلاعات الرأي الديمقراطية سيليندا ليك "ليست هذه الطريقة الوحيدة، لكنها الأسهل للفوز." وأضافات "إذا لم تتمكن من الفوز في بنسلفانيا أو ميشيغان، هل تعتقد حقًا أنه يمكنك الفوز في جورجيا أو نورث كارولينا؟"
تُعتبر بنسلفانيا وميشيغان الوجهتين الأكثر شعبية لهاريس، حيث توقفت في كل ولاية ثمان مرات، بحسب وكالة أسوشييتد برس.
وقالت ميلاني وودز، مديرة مدرسة متقاعدة جاءت من بروكلين "في عام 2016، كنا نعتقد أننا قد حققنا الفوز، كنا نعتقد أننا بخير. وأعتقد أنه لا يمكنك أن تأخذ أي شيء كأمر مسلم به بعد الآن".
دان كانينن، مدير حملة هاريس الانتخابية في الولايات المتأرجحة في حملة هاريس قال من جهته إن "جميع الولايات السبع المتأرجحة في اللعبة، ونعلم أن كل منها سيكون قريبًا للغاية. ولهذا السبب سنواصل التفاعل مع الناخبين وتحفيزهم بشكل نشط عبر جميع هذه الولايات حتى يوم الانتخابات" بحسب تعبيره.
وخلال سفرها في الحملة الانتخابية، تحاول هاريس اختيار مناطق استراتيجية للحديث عن السياسات الرئيسية، مثل تعزيز الوظائف في صناعة السيارات وعضوية النقابات في ديترويت، والتوجه إلى أريزونا، للإعلان عن خطط لتشديد القواعد الخاصة باللاجئين الذين يسعون للحصول على اللجوء عند الحدود الأميركية-المكسيكية.
وتعتمد الحملة بشكل متزايد على الشبكات التنظيمية الكبيرة في الولايات الرئيسية، بما في ذلك مكاتب التنسيق للحزب الديمقراطي في تلك الولايات، لملء الفجوات عندما لا تكون هاريس موجودة. وتقوم الحملة أيضا بتوظيف وكلاء رئيسيين، أبرزهم شريك هاريس في الحملة، حاكم مينيسوتا تيم والز، المرشح لمنصب نائب الرئيس.
ولدى الديمقراطيين مزايا أخرى أيضًا بحسب الوكالة، فهناك مجموعة واسعة من السياسيين البارزين الذين يقفون خلف هاريس، بما في ذلك الرئيس السابق باراك أوباما، الذي يقوم بزيارات انتخابية لدعمها، كما أن هناك صندوق حملات أكبر من صندوق ترامب، مما يسمح لهاريس بمواصلة الضغط من خلال الإعلانات وجهود تحفيز الناخبين.
تراجعت فرص الديمقراطيين في الانتخابات وتذبذبت خلال هذا العام الانتخابي المضطرب. وواجه بايدن صعوبة لإعادة انتخابه لتنزلق بعض الولايات المتأرجحة بعيدًا عن متناول اليد، لكن عندما انسحب الرئيس من السباق في يوليو، عادت حملة الديمقراطيين جاذبيتها في تلك الرقعة الجغرافية.
وكتبت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون في مذكرة في أواخر يوليو "تدخل نائبة الرئيس هاريس سباقًا ضيقًا، ولكن من الواضح أنها تستطيع جمع تحالف من الناخبين للحفاظ على مجموعة واسعة من الولايات في اللعبة." بحسب تعبيرها
لكن هذا لا يعني أن بعض الولايات ليست أكثر أهمية من غيرها وقال السيناتور جون فيترمان في تجمع للناخبين الديمقراطيين "إذا فزت في بنسلفانيا، ستكون الرئيس المقبل." على حد قوله.
رحلات ترامب أقل تركيزًا من رحلات هاريس هذا الأسبوع. كان في بنسلفانيا يوم الاثنين، وإلينوي وجورجيا يوم الثلاثاء، وفلوريدا يوم الأربعاء، ويحضر عشاء خيري في نيويورك يوم الخميس ويعود إلى ديترويت يوم الجمعة.
وكانت زيارته السابقة إلى ديترويت أثارت ردود فعل سلبية لأنه انتقد المدينة التي تتعافى بعد سنوات من المشاكل المالية، إذ قال ترامب خلال خطاب في نادي ديترويت الاقتصادي "ستنتهي بلادنا بأكملها مثل ديترويت إذا كانت هي رئيستكم."
على النقيض من ذلك، تحدثت هاريس عن المدينة بنبرة موقرة. واستذكرت كيف كونت صداقات مع طلاب من ديترويت أثناء دراستها في جامعة هوارد.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نائبة الرئیس فی بنسلفانیا کامالا هاریس
إقرأ أيضاً:
السياح يتجنبون السفر إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب
في غضون أسابيع قليلة خيم الغموض على آفاق السياحة الأميركية نتيجة لبعض قرارات الرئيس دونالد ترامب السياسية التي أثارت غضب بعض الزوار الأجانب عدا عن مخاوف من ازدياد الأسعار وارتفاع قيمة الدولار.
ومن المتوقع أن ينخفض عدد الأجانب الوافدين إلى الولايات المتحدة بنسبة 5,1 % في 2025 مقارنة بالعام الماضي، مقابل زيادة متوقعة سابقا بنسبة 8,8 %، وفقا لتقرير في نشرة « اقتصاديات السياحة » أواخر الشهر الماضي. ويتوقع أن يتراجع إنفاقهم بنسبة 10,9 في المئة.
منذ نشر التقرير « تدهور الوضع بشكل أكبر » وستكون النتيجة أسوأ على الأرجح، بحسب رئيس النشرة آدم ساكس، مشيرا إلى « تأثير مشاعر النفور تجاه الولايات المتحدة ».
في الأسابيع الأخيرة فرضت إدارة ترامب رسوما على كندا والمكسيك والصين وهددت بفرضها على الاتحاد الأوروبي. وتكثفت حملة واسعة ضد الهجرة.
وألغيت برامج عدد كبير من الهيئات الحكومية، مثل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وس ر ح آلاف الموظفين المدنيين من محامين إلى حراس حدائق، ووضع ترامب خططا مثيرة للجدل للحربين في أوكرانيا وغزة.
وقالت نشرة « اقتصاديات السياحة » التابعة لمؤسسة « أكسفورد إيكونوميكس » إن « وضعا تتسم فيه سياسات وخطابات إدارة ترامب بالاستقطاب… سيثني الناس عن السفر إلى الولايات المتحدة ».
وأضافت « ستشعر بعض المؤسسات بضغوط لتجنب استضافة فعاليات في الولايات المتحدة أو إرسال موظفيها إليه ما سيقلل عدد رحلات العمل ».
وقال معهد منتدى السياحة العالمي، إن مزيجا من سياسات الهجرة الصارمة وقوة الدولار والتوترات السياسية العالمية « قد يؤثر بشكل كبير » على الوافدين الدوليين، « ما قد يعيد تشكيل قطاع السياحة في البلاد لسنوات ».
ومن بين سكان 16 دولة أوروبية وآسيوية شملهم استطلاع أجرته شركة « يوغوف » في ديسمبر، قال 35 في المئة من المشاركين إنهم أقل ميولا للقدوم إلى الولايات المتحدة في عهد ترامب، مقابل 22 في المئة عبروا عن رأي مغاير.
بالنسبة إلى سياح من فرنسا وأوزبكستان والأرجنتين الذين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم في ساحة تايمز سكوير بنيويورك، لم تغير مواقف ترامب خططهم بشكل جذري.
مع ذلك استخدمت كل من ماريانيلا لوبيز وأيلين هادجيكوفاكيس، وكلاهما تبلغان 33 عاما، جواز سفرها الأوروبي بدلا من الأرجنتيني لتجنب أي مشاكل على الحدود.
وقالت لوبيز « كنا خائفين بعض الشيء بشأن الوضع لكننا لم نغير خططنا ».
وأكدت عائلة لاغاردير القادمة من فرنسا أن الوضع لم يؤثر على خططها أيضا.
وقال لوران لاغاردير البالغ 54 عاما إن « الأميركيين انتخبوا هذا الرئيس. إنها الديموقراطية. إذا لم يكونوا راضين، فسيغيرونها في غضون أربع سنوات ».
وأضاف لاغاردير « هو (ترامب) كما هو » وتجنب الولايات المتحدة « لن ي غي ر شيئا ».
وأشارت التوقعات إلى وصول عدد السياح الأجانب إلى 77,7 مليونا في 2024، بزيادة 17 في المئة على أساس سنوي، وفقا للمكتب الوطني للسفر والسياحة الذي لم تتوافر لديه بعد أرقام نهائية للعام الماضي.
يعد السياح القادمون من أوروبا الغربية، والذين شك لوا 37 في المئة من الزوار في 2024، الأكثر ميولا لاختيار وجهات أخرى إلى جانب الكنديين والمكسيكيين.
وحذرت جمعية السفر الأميركية في أوائل فبراير، من أن الرسوم الجمركية ستثني الكنديين الذين ي شك لون أكبر شريحة من السياح الأجانب في الولايات المتحدة والذين وصل عددهم إلى 20,4 مليون سائح في 2024، عن السفر.
ووفقا لهيئة الإحصاء الكندية انخفض عدد الكنديين العائدين من الولايات المتحدة بنسبة 23 في المئة في فبراير على أساس سنوي، في انخفاض شهري هو الثاني على التوالي.
وفي نيويورك التي استقبلت 12,9 مليون مسافر أجنبي في 2024، أصبح التأثير ملحوظا، فقد ألغى كنديون حجوزات جولات سياحية وانخفضت عمليات البحث على الإنترنت عن فنادق أو عروض برودواي، حسبما ذكرته رئيسة هيئة السياحة في مدينة نيويورك جولي كوكر لوكالة فرانس برس.
وخف ضت كوكر توقعاتها لهذا العام في فبراير لكنها قالت إنه حتى الآن، الكنديون فقط هم من يتجنبون الولايات المتحدة في عهد ترامب.
وقالت « لا نرى حاليا أي مستجدات من المملكة المتحدة أو أوروبا لأن الوقت لا يزال مبكرا جدا. نحن بالتأكيد نراقب الوضع عن كثب ».
لكن السلطات البريطانية والألمانية دعت مواطنيها أخيرا إلى توخي الحذر الشديد بشأن وثائق سفرهم، مشيرة إلى مخاطر توقيفهم.
ورصدت شركة يونايتد إيرلاينز « انخفاضا كبيرا » في السفر من كندا إلى الولايات المتحدة إضافة إلى تراجع الطلب على السفر الداخلي، كما حدث مع العديد من الشركات المنافسة.
ووفقا لتقرير « اقتصاديات السياحة » قد يخسر قطاع السياحة حوالى 64 مليار دولار من الإيرادات في 2025 بسبب انخفاض السفر الدولي والمحلي.
والأميركيون قلقون على ما يبدو في ظل التوقعات الاقتصادية، كما أن مصطلحات مثل الركود والتضخم ت خيف السياح إلى جانب احتمال ارتفاع قيمة الدولار، كما يشير الخبراء.
وأشارت « اقتصاديات السياحة » إلى أن « هذا سيجعل الولايات المتحدة أكثر كلفة للمسافرين الوافدين، ما ي ضعف عدد الزوار ومتوسط فترة الإقامة ».
ويخشى المهنيون أيضا من تداعيات تشديد سياسة الهجرة على الأحداث الرياضية الكبرى التي تستضيفها الولايات المتحدة، مثل كأس رايدر (2025)، وكأس العالم لكرة القدم (2026)، ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية 2026 في لوس أنجليس.
(وكالات)
كلمات دلالية السياحة امريكا تراجع ترامب