في الأسابيع الثلاثة الأخيرة لحملتها الانتخابية الرئاسية، تقضي نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس معظم أيامها في محاولة لتعزيز الدعم في ولايات "الجدار الأزرق" مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، في سعيها لتجنب تكرار خسارة هيلاري كلينتون هناك قبل ثماني سنوات.

وتلعب الولايات المعروفة باسم "الجدار الأزرق" دورا محوريا، إذ تُعتبر معاقل تاريخية للحزب الديمقراطي، وتركز الحملة الانتخابية لهاريس في الأسابيع الأخيرة على هذه الولايات، مما يعكس استراتيجيتها في تعزيز فرصها في الفوز.

الانتخابات الرئاسية.. هاريس تستخدم "أسلوب ترامب" ضده في أجواء مشحونة قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجلى بوضوح الأجواء المشحونة بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس وخصمها الجمهوري دونالد ترامب، في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين المرشحين.

وقادت هاريس أنشط انتخابية الاثنين في بنسلفانيا، حيث وصفت المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بأنه "غير متزن"، لتعود، الأربعاء، إلى بنسلفانيا وتؤكد ولاءها للدستور وهي تقف على بُعد خطوات من ضفاف نهر ديلاوير، حيث عبر جورج واشنطن مع قواته في لحظة حاسمة من الثورة الأميركية.

وتكمن أهمية ولايات "الجدار الأزرق" في تماسكها الانتخابي، حيث غالبًا ما تصوت لصالح الديمقراطيين، والحفاظ على هذه الولايات يمكن أن يكون له تأثير كبير على النتائج النهائية.

وأي خسارة في أي مكان من "الجدار الأزرق"، الذي يعكس التوجه الديمقراطي التقليدي للمنطقة، قد تهدد مسار هاريس نحو الرئاسة.

ويقول محلل الاستطلاعات الديمقراطي، جويل بيننسون، إنه "لا ينبغي أن تؤخذ تلك الولايات كأمر مسلم به. وهي لا تفعل ذلك." على حد قوله.

كان بيننسون سابقًا الاستراتيجي الرئيسي لهيلاري  كلينتون، التي كانت حملتها واثقة جدًا لدرجة أنها توقفت عن إجراء استطلاعات الرأي الخاصة بها في الغرب الأوسط مع اقتراب الانتخابات.

وأضاف قوله: "لقد تعلمنا درسًا مؤلمًا عام 2016 عندما لم نذهب إلى ولايات 'الجدار الأزرق'، وخسرنا."

وركزت حملة هاريس على أنها لن تتخلى عن "ساحات المعارك" في ولايات نورث كارولينا وجورجيا وأريزونا ونيفادا. وكانت نائبة الرئيس في نورث كارولينا خلال عطلة نهاية الأسبوع ومن المتوقع أن تعود إلى جورجيا يوم الأحد.

تقول محللة استطلاعات الرأي الديمقراطية سيليندا ليك "ليست هذه الطريقة الوحيدة، لكنها الأسهل للفوز." وأضافات "إذا لم تتمكن من الفوز في بنسلفانيا أو ميشيغان، هل تعتقد حقًا أنه يمكنك الفوز في جورجيا أو نورث كارولينا؟"

جورجيا "المتأرجحة" تعلن عن مشاركة "قياسية" في التصويت المبكر بانتخابات أميركا أعلنت ولاية جورجيا، الثلاثاء، عن عدد قياسي من المشاركين في التصويت المبكر بالانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ونائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

تُعتبر بنسلفانيا وميشيغان الوجهتين الأكثر شعبية لهاريس، حيث توقفت في كل ولاية ثمان مرات، بحسب وكالة أسوشييتد برس.

وقالت ميلاني وودز، مديرة مدرسة متقاعدة جاءت من بروكلين "في عام 2016، كنا نعتقد أننا قد حققنا الفوز، كنا نعتقد أننا بخير. وأعتقد أنه لا يمكنك أن تأخذ أي شيء كأمر مسلم به بعد الآن".

دان كانينن، مدير حملة هاريس الانتخابية في الولايات المتأرجحة في حملة هاريس قال من جهته إن "جميع الولايات السبع المتأرجحة في اللعبة، ونعلم أن كل منها سيكون قريبًا للغاية. ولهذا السبب سنواصل التفاعل مع الناخبين وتحفيزهم بشكل نشط عبر جميع هذه الولايات حتى يوم الانتخابات" بحسب تعبيره.

وخلال سفرها في الحملة الانتخابية، تحاول هاريس اختيار مناطق استراتيجية للحديث عن السياسات الرئيسية، مثل تعزيز الوظائف في صناعة السيارات وعضوية النقابات في ديترويت، والتوجه إلى أريزونا، للإعلان عن خطط لتشديد القواعد الخاصة باللاجئين الذين يسعون للحصول على اللجوء عند الحدود الأميركية-المكسيكية.

وتعتمد الحملة بشكل متزايد على الشبكات التنظيمية الكبيرة في الولايات الرئيسية، بما في ذلك مكاتب التنسيق للحزب الديمقراطي في تلك الولايات، لملء الفجوات عندما لا تكون هاريس موجودة. وتقوم الحملة أيضا بتوظيف وكلاء رئيسيين، أبرزهم شريك هاريس في الحملة، حاكم مينيسوتا تيم والز، المرشح لمنصب نائب الرئيس.

ولدى الديمقراطيين مزايا أخرى أيضًا بحسب الوكالة، فهناك مجموعة واسعة من السياسيين البارزين الذين يقفون خلف هاريس، بما في ذلك الرئيس السابق باراك أوباما، الذي يقوم بزيارات انتخابية لدعمها، كما أن هناك صندوق حملات أكبر من صندوق ترامب، مما يسمح لهاريس بمواصلة الضغط من خلال الإعلانات وجهود تحفيز الناخبين.

هاريس تحت الضغط في مواجهة ساخنة على فوكس نيوز تعرضت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، لسيل من الانتقادات التي وجهتها قناة فوكس نيوز، الأربعاء، بشأن مواضيع كثيرة منها صحة بايدن العقلية، وجهود إدارته لمواجهة الهجرة غير الشرعية. وجاءت المقابلة في وقت حساس حيث تسعى المرشحة الديمقراطية للرئاسة من أجل جذب الناخبين الجمهوريين.

تراجعت فرص الديمقراطيين في الانتخابات وتذبذبت خلال هذا العام الانتخابي المضطرب. وواجه بايدن صعوبة لإعادة انتخابه لتنزلق بعض الولايات المتأرجحة بعيدًا عن متناول اليد، لكن عندما انسحب الرئيس من السباق في يوليو، عادت حملة الديمقراطيين جاذبيتها في تلك الرقعة الجغرافية.

وكتبت رئيسة الحملة جين أومالي ديلون في مذكرة في أواخر يوليو "تدخل نائبة الرئيس هاريس سباقًا ضيقًا، ولكن من الواضح أنها تستطيع جمع تحالف من الناخبين للحفاظ على مجموعة واسعة من الولايات في اللعبة." بحسب تعبيرها

لكن هذا لا يعني أن بعض الولايات ليست أكثر أهمية من غيرها وقال السيناتور جون فيترمان في تجمع للناخبين الديمقراطيين "إذا فزت في بنسلفانيا، ستكون الرئيس المقبل." على حد قوله.

رحلات ترامب أقل تركيزًا من رحلات هاريس هذا الأسبوع. كان في بنسلفانيا يوم الاثنين، وإلينوي وجورجيا يوم الثلاثاء، وفلوريدا يوم الأربعاء، ويحضر عشاء خيري في نيويورك يوم الخميس ويعود إلى ديترويت يوم الجمعة.

وكانت زيارته السابقة إلى ديترويت أثارت ردود فعل سلبية لأنه انتقد المدينة التي تتعافى بعد سنوات من المشاكل المالية، إذ قال ترامب خلال خطاب في نادي ديترويت الاقتصادي "ستنتهي بلادنا بأكملها مثل ديترويت إذا كانت هي رئيستكم."

على النقيض من ذلك، تحدثت هاريس عن المدينة بنبرة موقرة. واستذكرت كيف كونت صداقات مع طلاب من ديترويت أثناء دراستها في جامعة هوارد.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: نائبة الرئیس فی بنسلفانیا کامالا هاریس

إقرأ أيضاً:

كوكب الرئيس ترامب

استبق دونالد ترامب ثاني تتويج له يوم الاثنين المقبل، بإطلاق بضع قنابل سياسية كان لضجيج الزوابع التي أثارت صدى عالمياً. معروف أن تصريحات السياسيين تثير ردود فعل متباينة، لكن تأثير معظمها يتوارى سريعاً خلف سحب التطورات المتوالية.

في المقابل، واضح أن تأثير أي تصريح يصدر عن ترامب يتجاوز في العادة حدود أمريكا، والدول الحليفة لها في أوروبا، ليشمل القارات الخمس، ثم إن التفاعل مع آراء الرجل المثير للجدل، سلبياً أو إيجابياً، يستمر بضعة أسابيع، وربما لأشهر، أو أكثر. ضمن هذا الإطار، ربما يجوز إدراج قنابل ترامب التالية: التحكم في قناة بنما، وتغيير اسم «خليج المكسيك» إلى «خليج أمريكا»، واحتمال ضم كندا، والسيطرة على غرينلاند التابعة للدنمارك.

في تحليلها لتصريحات ترامب، أجادت سارة سميث، محررة تلفزيون «بي بي سي» للشؤون الأمريكية، بقولها إن الرئيس الأمريكي يريد إعادة تشكيل العالم «RESHAPING THE WORLD» على نحو يتوافق مع مبدأ «أمريكا أولاً».

إلى ذلك، لعل من الجائز القول إن عالم الرئيس ترامب سوف يتشكّل كأنه كوكب خاص به، ليس بصفته شخصاً، وإنما بوصفه سياسياً ولج عالم السياسة، آتياً إليه من عوالم المال، وأبراج «البيزنس»، ودهاليز إبرام عقود غامض الصفقات، فما الذي يحول، إذَنْ، بينه وبين وضع أسس جديدة لمبادئ علاقات أمريكا مع العالم كما يراها هو، بمعنى أنها ستشكل مضمون «TRUMP’S DOCTRINE»، ومن ثم تركته السياسية التي تبقى لعقود طويلة مِن بعده؟

واقعياً، وكذلك موضوعياً، ليس ثمة ما يجب أن يحول دون ذلك. على أرض الواقع، يدرك كل متابع للعلاقات الدولية أن سيد البيت الأبيض، جمهورياً كان أو ديمقراطياً، يمتلك من إمكانات التحكم ما يتيح فرض الموقف الأمريكي على معظم دول العالم. أما موضوعياً، فتبدو الفرص أفضل فيما يخص وضع الرئيس دونالد ترامب، لجهة إمكانية النجاح في إعادة تشكيل ملامح العالم، وفق أسس علاقات واشنطن الجديدة مع غيرها من العواصم. يكفي تدقيق النظر في إمكانات، إلى جانب مؤهلات، وأيضاً خِبرات ومواقف أشخاص الفريق الذي سيعمل ضمن إدارة ترامب، لاستخلاص احتمال أن العالم مقبل فعلاً على دخول حقبة تختلف تماماً عن سابقاتها من حِقب التعامل الأمريكي على الصعيد الدولي.

بالطبع، هذا لا يعني بالضرورة أن الرئيس ترامب سوف يستخدم قوة أمريكا العسكرية بشأن تغيير خرائط العالم. إنما يستطيع ترامب إملاء شروط اقتصادية على أطراف عدة ليس بوسعها أن ترفضها، وإذا رضخت لها فسوف يتحقّق له العالم الذي يتطلع إليه.

عَبّرَ عن هذا الواقع، بشكل دقيق، جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا المستقيل، الأسبوع الماضي، حين قال إن «كلام ترامب عن ضم كندا يهدف إلى صرف الأنظار عن الرسوم الجمركية التي يخطط لفرضها»، وفق تقرير موسع لفريق التحرير في صحيفة «إيلاف» الإلكترونية نشرته يوم الجمعة الماضي.

على أي حال، ليس من المستغرب أن يتصوّر رجل يملك إمكانات ترامب، أن بوسعه امتلاك كوكب سياسي يديره هو، وأن يسعى لاستقطاب غيره للدوران في فلكه، إما أن ينجح وإما أن يفشل، فهذا أمر يبقى برسم المستقبل.

الشرق الأوسط

مقالات مشابهة

  • رئيس «تيك توك» يشكر ترامب على التزامه بدعم استمرار التطبيق داخل الولايات المتحدة
  • أستاذ علوم سياسية: الولايات المتحدة الأمريكية تشهد توجها ضد النخب
  • شي جين بينغ: الولايات المتحدة والصين تستطيعان كسفينتين عملاقتين الإبحار على طريق الاستقرار والتنمية
  • استطلاع رأي يكشف تأثير غزة على حظوظ هاريس وخسارتها الانتخابات
  • الولايات المتحدة.. قرار قضائي مرتقب بحق "تيك توك"
  • جمال الوصيف: الصحف السعودية تركز على وقف إطلاق النار في غزة ودعوات للسلام
  • جدل في الولايات المتحدة حول مصير تيك توك وبايدن يترك مصير التطبيق بيد ترامب
  • هاريس: الولايات المتحدة تتوقع تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة بالكامل
  • نشرية خاصة.. ثلوج تتعدى 15 سم على 10 ولايات
  • كوكب الرئيس ترامب