تواصل دولة الإمارات دورها الإنساني العالمي الرائد نحو الاستجابة العاجلة لدعم الأشقاء اللبنانيين في الأزمة الحالية، بإرسالها 3 طائرات إلى كل من لبنان وسوريا خلال هذا الأسبوع، مُحمَّلة بنحو 120 طناً من المساعدات الإغاثية الضرورية المشتملة على المواد الطبية والغذائية وسيارات الإسعاف ومستلزمات الإيواء، ضمن الحملة الإغاثية الوطنية «الإمارات معك يا لبنان»، بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية مثل منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

تأتي هذه المساعدات الإغاثية الإضافية، تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، وإشراف سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، حيث تواصل دولة الإمارات الجسر الجوي الإغاثي عبر إرسال طائرتين إلى جمهورية لبنان الشقيقة وإرسال طائرة إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة دعماً للأشقاء اللبنانيين اللاجئين في سوريا.

الصورة

وأكد سلطان محمد الشامسي، مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والمنظمات الدولية، أن استمرار تدفق المساعدات الإماراتية إلى الأشقاء اللبنانيين يَعْكِسُ الالتزام الإنساني لدولة الإمارات بالوقوف مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات، ويُعَبِّرُ عن النَّهج الإماراتي الراسخ نحو تقديم المساعدة ومد يد العون للمتأثرين والجرحى والمصابين، ويأتي ضمن القيم الراسخة نحو إغاثة ومساعدة المنكوبين والمتضررين في مثل هذه الظروف الطارئة والتحديات المُلحة، تَرْجمةً لتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة واهتمامها البالغ ودعمها اللامحدود للعمل الإنساني.

الصورة

وأضاف أن دولة الإمارات تعد من الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة المتضررين، سعياً للتعافي المبكر، وتحقيقاً للأمن والاستقرار في جميع مناطق الصراعات والأزمات في العالم.

وأوضح أن الإمارات أرسلت حتى الآن 12 طائرة حملت على متنها 515 طناً من المساعدات الإغاثية المتنوعة دعماً للأشقاء اللبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها.

الصورة

وانطلقت الحملة الوطنية «الإمارات معك يا لبنان» بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، مطلع الشهر الجاري، ويتم تجميع المساعدات الإغاثية بإشراف مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، بالتنسيق مع كافة المؤسسات المانحة والجمعيات الخيرية ورجال الأعمال ومختلف أفراد المجتمع من جميع الجنسيات والفئات، خلال الفترة من 8 إلى 21 أكتوبر 2024.

على صعيد متصل، شكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الخميس، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على المساعدات الإماراتية المتواصلة، لدعم الشعب اللبناني في محنته، جراء الحرب.

وقال غيبريسوس في تغريدة عبر منصة «إكس»: طائرة خامسة من الإمدادات الطبية وصلت إلى بيروت اليوم، تكفي لعلاج 200 ألف شخص، يعانون الصدمات والأمراض المزمنة، فضلاً عن أمراض الطفولة وسوء التغذية الحاد الوخيم.

ووجه مدير منظمة الصحة العالمية الشكر لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، قائلاً: «نشكر سموّ الشيخ محمد بن زايد لمساعدتنا على تحقيق ذلك».

وأكد غيبريسوس في رسالة إلى العالم «أن المساعدات لا تكفي لتلبية كافة الاحتياجات الصحية.. وأن شعب لبنان يحتاج إلى السلام».

(وام)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات لبنان مساعدات محمد بن زاید آل نهیان المساعدات الإغاثیة الشیخ محمد بن زاید رئیس الدولة

إقرأ أيضاً:

بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين

عندما عاد فؤاد أبو مراد، البالغ من العمر 19 عامًا، ووالده إلى منزلهما في الضاحية الجنوبية لبيروت، استقبلتهما رائحة كريهة للطعام الفاسد والأثاث المحترق، ذكرتهما تلك الرائحة بالمعاناة التي قلبت بها الهجمات الإسرائيلية حياتهما رأسًا على عقب.

كان الطالب في جامعة "سيدة اللويزة" (جامعة كاثوليكية خاصة لبنانية تقع في كسروان بجبل لبنان) وعائلته قد غادروا منزلهم في الضاحية خلال حملة القصف الإسرائيلية في سبتمبر/أيلول.

يقول أبو مراد واصفًا المشهد "رؤية المكان الذي نشأت فيه في تلك الحالة كانت صادمة للغاية. لم أمرّ بمثل هذا الشيء في حياتي من قبل. كان كأنه مشهد خرج من فيلم رعب"، وأضاف أن منزله "كان تنبعث منه رائحة الموتى".

بحث أبو مراد في منزله المدمر في أوائل أكتوبر/تشرين الأول عن أدواته الدراسية -جهاز الكمبيوتر المحمول ولوازم أخرى- لأن جامعته الواقعة في مدينة زوق مصبح الساحلية (قرية لبنانية من قرى قضاء كسروان) في الشمال كانت تستعد لاستئناف الدراسة.

تأثير مدمر على التعليم

تأثرت مسيرة الطلاب اللبنانيين ومستقبلهم نتيجة القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى نزوح ما يقرب من نصف عدد الطلاب البالغ 1.25 مليون، وفقًا لوزارة التربية اللبنانية.

إعلان

ورغم تنفيذ هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحزب الله اللبناني في 27 نوفمبر/تشرين الثاني، فإنها جاءت بعد شهور من القصف الذي ترك آثارًا نفسية عميقة على الشباب مثل أبو مراد.

الآن، يحاول أبو مراد وغيره من الطلاب العودة إلى حياتهم الدراسية الطبيعية والتركيز على اجتياز امتحاناتهم.

أبو مراد، الطالب في إدارة الضيافة والسياحة، ليس سوى واحد من مئات الآلاف من الشباب في لبنان الذين تغيرت حياتهم ومسيرتهم التعليمية بشكل جذري بفعل الصراع.

أبو مراد كان يشعر بالخوف لدى حضور الدروس أثناء الحرب خاصة بعد رؤية كل الدمار الذي لحق بمنزله وما حوله (بإذن من فؤاد أبو مراد) "ليال من الجحيم"

لن ينسى ساجد سالم يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني أبدًا.

الشاب اللبناني البالغ من العمر 23 عامًا، والمقيم في جنوب لبنان، كان يعيش وحيدًا داخل الحرم الجامعي أثناء دراسته في جامعة القديس يوسف في بيروت، الواقعة في منطقة الأشرفية بالعاصمة.

في ذلك الأسبوع، كانت القوات الإسرائيلية تقصف بيروت بشكل متواصل وصفه سالم بأنه "ليالٍ من الجحيم".

ورغم شدة القصف، استؤنفت الحصص الدراسية حضوريا. وفي ذلك الاثنين، كان سالم جالسًا في صف إدارة فنون الطهي، عندما وقعت انفجارات قريبة. اهتز المبنى والمقاعد داخل الفصل من شدة الانفجارات.

قال سالم للجزيرة الإنجليزية "كنت مرعوبًا تمامًا، أبكي وأصرخ"، وتحدث بتأثر عن تفاصيل شعوره بالرعب والخوف.

سالم يدرس إدارة الطهي وحضر الدروس وجاهيا أثناء الحرب (بإذن من ساجد سالم) "عبء نفسي هائل"

وفقًا لمورين فيليبون، مديرة المجلس النرويجي للاجئين (NRC) في لبنان، فإن المرور بتجارب صراع مماثلة يعوق التقدم الأكاديمي ويشكل عبئًا نفسيًا على الطلاب.

وقالت فيليبون للجزيرة إن "التعرض المستمر للعنف والنزوح والخسارة يجعل (الطلاب) في حالة من التوتر والقلق الشديد، تؤثر على قدرتهم على التركيز، والتعلم، والاحتفاظ بالمعلومات"، مضيفة أن "العبء النفسي هائل".

وتابعت مؤكدة أن هذه الآثار تستمر حتى بعد انتهاء النزاع؛ "في صور، رأيت أطفالًا يدخلون في حالة من الهلع عندما يسمعون صوت طائرة، يضعون أيديهم على آذانهم وينظرون حولهم بخوف"، مشيرة إلى المدينة الواقعة في جنوب لبنان التي تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف.

الامتحانات في زمن الحرب

بعد أن اهتزت جدران فصله الدراسي إثر الانفجارات، فرّ ساجد سالم في اليوم نفسه إلى الشوف، وسط لبنان، حيث كان بعض أقاربه قد لجؤوا.

إعلان

قال سالم "اتصلت بابن عمي وطلبت منه أن يأتي على الفور ليأخذني من هنا".

كانت قرية سالم، الدوير، الواقعة في جنوب لبنان، من أوائل المناطق التي تعرضت للقصف عندما صعّدت إسرائيل الحرب في 23 سبتمبر/أيلول. وأضاف سالم أن والدته وإخوته علقوا في منزلهم بسبب الضربات.

وبينما كان سالم وحيدًا في بيروت، لم يتمكن من التواصل معهم عبر الهاتف حتى اليوم التالي، وهي تجربة وصفها بأنها "معاناة لا أتمناها لعدوي".

 

استمرار المعاناة

لكن حتى بعد مغادرته إلى الشوف، لم تنته مشاكل سالم. فقد استمرت الدراسة رغم القصف، مما أجبره على السفر إلى بيروت مرة أو مرتين أسبوعيا لتقديم الامتحانات.

قال سالم إنه خلال القصف المستمر، أصرّ أستاذه على عقد امتحان رغم طلب الطلاب تأجيله. وقد فشل هو والعديد من زملائه في الامتحان.

وأوضح "لم يكن الامتحان سهلًا. جعله (الأستاذ) صعبًا". وأضاف "لا أعرف لماذا. أخبرناه أن الوضع صعب، وطلبنا منه أن يخفف علينا".

الحق في التعليم

رغم عدم رضا سالم عن تصرف أستاذه، أكد خبراء أن المعلمين يلعبون دورًا أساسيا في مساعدة الطلاب على التأقلم مع تحديات الحرب.

ومع ذلك، أشارت مورين فيليبون، مديرة المجلس النرويجي للاجئين في لبنان، إلى أن النزاعات تؤثر أيضًا على المعلمين، مما يجعل من الضروري أن تقدم الحكومات والمنظمات الإنسانية الدعم والموارد اللازمة لهم.

ووفقًا لأحمد التليلي، أستاذ التكنولوجيا التعليمية المساعد في جامعة بكين للمعلمين، الذي يركز بحثه على التعليم في مناطق النزاع، فإن القانون الدولي لا يحمي التعليم بشكل كافٍ خلال الحروب.

وقال التليلي إن القانون الإنساني الدولي يضمن حق الأطفال في التعليم أثناء النزاعات المسلحة، لكن هذه القوانين غالبًا لا تُنفذ.

وأوضح "هذا يؤكد الحاجة إلى جهود متضافرة لضمان أن القوانين الدولية التي تحمي التعليم، خصوصًا في مناطق النزاعات، لا تبقى مجرد شعارات بل يتم تفعيلها، مما يتيح وصولًا عادلًا للتعليم للجميع حتى في ظل الصراعات".

وأضاف الخبراء أن القانون الإنساني الدولي يحظر أيضًا الهجمات على المدارس والجامعات، ويصنف هذه الأفعال جرائم حرب وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكد التليلي أن ضمان توفير التعليم خلال الحروب هو مسؤولية تقع على عاتق من هم خارج مناطق النزاع، مشيرًا إلى أمثلة على الفرص التي أُتيحت لبعض الطلاب من غزة.

إعلان

وقال "نرى في حالة غزة أن العديد من الجامعات العربية فتحت أبوابها لتسجيل الطلاب الفلسطينيين من دون أي قيود".

وأضاف "كما رأينا أن العديد من مقدمي الدورات الدولية أعفوا الفلسطينيين من رسوم الوصول إلى الدورات، مما أتاح لهم الوصول المجاني إلى الموارد التعليمية ومواد التدريس".

الآثار التي شهدتها مدينة سالم خلال حرب إسرائيل على لبنان (بإذن من ساجد سالم) "الفن، الدراسة، مستقبلنا"

يرى فؤاد أبو مراد أن النضال من أجل التعلم خلال النزاع كان "ظلمًا" له ولزملائه.

وأوضح "قضينا ليالينا في خوف، نتساءل إذا كنا سنرى بعضنا بعضا أو أسرنا مرة أخرى، في وقت كان يجب أن نركز فيه على الفن والدراسة ومستقبلنا".

وأضاف أنه يأمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في لبنان، وقال أبو مراد "لا نعلم ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك… لكن علينا أن نحاول التقدم بشكل طبيعي".

من جهة أخرى، أشار سالم إلى أن الحياة في جنوب لبنان لم تكن "طبيعية" منذ بدأت إسرائيل حربها على غزة. وحتى مع الهدنة، لم يتوقف العنف، وإسرائيل متهمة بانتهاك الاتفاق مئات المرات.

وفي ظل الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول في سوريا المجاورة، أصبح سالم أكثر قلقًا بشأن ما سيأتي.

وقال سالم "أنا سعيد لأجل إخواننا السوريين الذين حصلوا على حريتهم من نظام الأسد وكل شيء"، لكنه أضاف "علينا أن ننتبه لما سيأتي بعد ذلك… هذا (سيؤثر) علينا نحن اللبنانيين".

مقالات مشابهة

  • سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ونائباه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة يبعثون برقية تهنئة إلى رئيس الجمهورية العر
  • حمدان بن محمد يلتقي هزاع بن زايد في مدينة العين
  • وزير الأوقاف يستقبل "مدير جامعة بن زايد، ورئيس مركز جامع الشيخ زايد"
  • وزير الأوقاف يستقبل مدير جامعة بن زايد ورئيس مركز جامع الشيخ زايد في إندونيسيا
  • حمدان بن محمد: إنجازات جديدة تتبع مهمة إطلاق "محمد بن زايد سات"
  • بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
  • نيابة عن محمد بن زايد.. شخبوط بن نهيان يترأس وفد الدولة في القمة الإفريقية للطاقة
  • محمد بن زايد: خالص التهاني للمحتفلين بالسنة القمرية الجديدة في الإمارات والعالم
  • الليلة.. عرض خاص لفيلم "لأول مرة" في الشيخ زايد
  • حقوق الإنسان: يجب السماح للمدنيين اللبنانيين بالعودة إلى قراهم