دبي: «الخليج»
اختتمت حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي، الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024، الذي عقد في دبي خلال الفترة من 15 إلى 17 أكتوبر الجاري، بمشاركة واسعة ل 500 شخصية عالمية، تضم نخبة من مستشرفي المستقبل والخبراء والمتخصصين والمفكرين ورواد الأعمال، من الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والبحثية والمنظمات الدولية، ومؤسسات المجتمع، من 80 دولة، عملوا معاً على ترسيخ فهم مشترك للتحولات المستقبلية، وتحقيق توافق لسبل مواكبتها، وبحثوا الآليات التي يمكن للحكومات تبنيها لتعزيز قدرات وإمكانات مواطنيها ومجتمعاتها وإعداد الاقتصادات والموارد للاستفادة من فرص المستقبل.


أكد محمد عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، إن دولة الإمارات رسخت ريادتها مركزاً عالمياً لصناعة المستقبل، إذ جعلت قيادتها الرشيدة صناعة المستقبل مهمة أولى ونموذجاً تشاركه مع دول العالم، لتصبح شريكاً عالمياً موثوقاً في تصميم وصناعة فرصه، وتطوير وابتكار أفضل الحلول التي تدعم النمو الاقتصادي، وتمكّن الحكومات من إشراك مختلف القطاعات والفئات المجتمعية في بناء غد أفضل.
وقال: «ميدان تصميم المستقبل ليس مكاناً للسياسات الانعزالية، بل منصة عالمية مفتوحة لمشاركة المعرفة التي تشكل ضمانة للمستقبل، وهذا محور رؤية دولة الإمارات وتوجهاتها وفلسفة قيادتها التي تتبنى نهج الشراكات والتعاون الدولي في التزام لتوسيع أثر الابتكار في تعزيز مسيرة صناعة المستقبل عالمياً».
وأضاف «الجاهزية للمستقبل هي طموح تترجمه رؤية، وتنفذه ممارسة مدروسة تتشارك في تطويرها كل الأطراف والقطاعات والفئات، وتضمن نتائجه الإيجابية الملموسة آليات التقييم وإعادة التقييم المستمرة».
وقال القرقاوي: «نلمس الآن أثر التعاون بين حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي الممتد لأكثر من عقدين، الذي أصبح نموذجاً تنموياً دولياً ريادياً نشهد نتائجه النوعية على المستوى العالمي في فضاءات متعددة أبرزها تبنّي منظومات استشراف المستقبل، وتطوّر نماذج العمل الحكومي الاستباقي، والتركيز على السياسات والرؤى الاستراتيجية».
وأضاف: «نتطلّع لمزيد من إنجازات هذا التعاون النموذجي المستمر، وملتزمون باستمرار وتعزيز هذه الشراكة التي تشكل قصة نجاح لتضافر الجهود وتكامل الأفكار وتبادل التجارب والخبرات العابرة للتخصصات والجغرافيات».
منصة عالمية
شكّل الاجتماع السنوي لمجالس المستقبل، منصة عالمية لتصميم الحلول الاستباقية للتحديات، وحدثاً عالمياً هادفاً للبناء على إمكانات التكنولوجيا وتوظيفها في خدمة الإنسان، وناقش 30 مجلساً فرص المستقبل في 5 مجالات هي التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، والبيئة والمناخ، والحوكمة، والاقتصاد والمالية، والمجتمع.
وتضطلع مجالس المستقبل العالمية بدورين أساسيين، أولهما، استكشاف الفرص المستقبلية والإمكانات التحوّلية في موضوعات حيوية لمستقبل الاقتصاد العالمي والعمل الحكومي والكوكب، عبر تشارك أدوات الذكاء الاستراتيجي وطرح الأفكار الجديدة المبتكرة، وربط المفكرين بآلية عمل عابرة للتخصصات والقطاعات والجغرافيات، وثانيهما، توفير منصات ريادية لاختبار المسارات المستقبلية وإعادة تصميم النظم بشكل أفضل وأكثر مرونة واستجابة وتفاعلاً لمقاربة القضايا العالمية المعقدة بحلول فاعلة تحقق التحولات المنهجية الإيجابية مستقبلاً.
مخرجات مهمة
شكّلت مخرجات اجتماع أعضاء مجالس المستقبل، والذين يمثلون مختلف القطاعات والتخصصات، مادة داعمة لمحتوى التقرير السنوي الذي يعكس زخم الأفكار والاقتراحات والتصورات التي يتوصل إليها المشاركون، وتستشرف معالم التوجهات المستقبلية المرتقبة على مستوى العالم، والتي تشكل معالم أجندة المنتدى الاقتصادي العالمي 2025 في دافوس.
ومن المخرجات البارزة، عمل مصممي السياسات والحكومات وقطاعات الأعمال والشركات العالمية على إعداد المواهب المستقبلية، وتمكين القوى العاملة الحالية للتحوّل الجذري الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي في مستقبل الوظائف والأعمال، والتركيز على وضع مؤشرات أداء قياسية واضحة من أجل التقييم المستمر لمسارات تبنّي الذكاء الاصطناعي وتحدياته وفرصه ونتائجه في مختلف القطاعات الحيوية لاقتصادات ومجتمعات المستقبل.
التفكير المبتكر
استند الاجتماع السنوي إلى ركائز ثلاث، شملت التعاون على توليد وتطوير أفكار جديدة وتفكير مبتكر لتحديد التحديات المستقبلية واستشراف حلول نوعية لها، إلى جانب ترسيخ الخبرات المبنية على المعرفة والتجارب والمعلومات والبيانات والدراسات والأبحاث بما يوفر أساساً للتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، بالإضافة لتكريس اعتماد النهج متعدد التخصصات والنظم، والذي يتميز بكونه عابراً للقطاعات والجغرافيات.
وغطّت الجلسات تحديات ملحّة عالمية شملت مستقبل الذكاء الاصطناعي، ومعالجة مقاومة مضادات الميكروبات، واقتصاد الرعاية، والأمن السيبراني، والأمن الغذائي والمائي، والميتافيرس، والتنقل ذاتي القيادة، واقتصادات الانتقال العادل، والمستقبل الجيوسياسي، والاستثمار المسؤول، والفضاء، والسياحة المستدامة، ونظافة الهواء، والمخاطر المركّبة، والبيانات العادلة، وتحوّل الطاقة، والعيش المحايد مناخياً، والأحياء التركيبية، ومستقبل المدن، والحوكمة الرشيدة، ومستقبل النمو، والأمن والطبيعة، والعمل الإنساني المناخي، واقتصاد الكم، والتصنيع المتقدم وسلاسل القيمة، وخلق فرص العمل، والنظم المالية المرنة، والاستخدام المسؤول للموارد، وسياسات التكنولوجيا، ومستقبل التجارة والاستثمار، والحفاظ على المسار في الذكاء الاصطناعي، وإعادة تصور النمو، والصحة النفسية في العمل، والاقتصاد الأخضر العادل.
وركزت المجالس على ملفات رئيسية شملت الابتكار من أجل نمو شامل، والعمل من أجل المناخ، وصون الطبيعة، وتحوّل الطاقة، وبناء الثقة لتعزيز التعاون العالمي.
شبكة عالمية
تواصل مجالس المستقبل منذ إطلاقها عام 2008، استشراف مستقبل القطاعات الأكثر ارتباطاً بحياة المجتمعات البشرية، فيما استضافت أكثر من 12 ألف مشارك من 100 دولة ضمن ما يزيد على 900 من مجالسها التي نظمتها على مدى 16 عاماً. وتشكل شبكة رائدة على مستوى العالم تشجع تنوع الرؤى وتدعم نشر الأفكار الاستراتيجية المبتكرة والإبداعية ذات الإمكانات الواعدة في تحقيق تحولات إيجابية عالمية. وهي تجمع قادة الفكر من الأوساط الأكاديمية وقطاعات الأعمال والحكومات والمنظمات الدولية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المنتدى الاقتصادي العالمي الذکاء الاصطناعی مجالس المستقبل

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت

كشفت دراسة حديثة، نُشرت على خادم الأبحاث الأولية arXiv التابع لجامعة كورنيل، عن الانتشار الواسع للمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت، مما يثير مخاوف بشأن تأثيره على جودة المعلومات التي نتعرض لها يوميًا.

ووفقًا للتحليل الذي شمل أكثر من 300 مليون وثيقة، بما في ذلك شكاوى المستهلكين، البيانات الصحفية للشركات، إعلانات الوظائف، والبيانات الإعلامية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى شهد قفزة كبيرة منذ إطلاق ChatGPT .

 


ووفقاً لموقع "FASTCOMPANY" أوضح الباحث ياوهوي زانغ، من جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن الفريق أراد قياس مدى استخدام الأفراد لهذه الأدوات، وكانت النتيجة مفاجئة. فقبل إطلاق ChatGPT، كانت نسبة المحتوى الذي يُشتبه في أنه أُنشئ بمساعدة الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز 1.5%، لكنها ارتفعت بسرعة بعشرة أضعاف بعد انتشار الأداة، خاصة في شكاوى المستهلكين والبيانات الصحفية.

اقرأ أيضاً.. كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها

 

استخدمت الدراسة بيانات من شكاوى المستهلكين المقدمة إلى مكتب حماية المستهلك المالي CFPB قبل حله من قبل إدارة ترامب، لتحليل انتشار المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي في مختلف الولايات الأميركية.

 

أخبار ذات صلة "ميتا" تختبر شريحة مطورة لتدريب الذكاء الاصطناعي دبي تستضيف أول مجمع دولي للرياضة داخل منطقة حرة

وأظهرت النتائج أن ولايات أركنساس، ميزوري، وداكوتا الشمالية كانت الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي، حيث تم رصد أدلة على ذلك في ربع الشكاوى تقريبًا. في المقابل، كانت ولايات فيرمونت، أيداهو، وويست فرجينيا الأقل اعتمادًا عليه، حيث أظهرت البيانات أن ما بين 5% إلى 2.5% فقط من الشكاوى تضمنت إشارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

على عكس أدوات الكشف التقليدية، طور فريق البحث نموذجًا إحصائيًا جديدًا لتحديد المحتوى الذي يُرجح أنه أُنشئ بالذكاء الاصطناعي. اعتمد هذا النموذج على تحليل أنماط اللغة، وتوزيع الكلمات، والبنية النصية، حيث تمت مقارنة النصوص المكتوبة قبل ظهور ChatGPT مع تلك المعروفة بأنها مُعدلة أو منشأة بواسطة النماذج اللغوية الضخمة. وكانت نسبة الخطأ في التنبؤ أقل من 3.3%، مما يعزز دقة النتائج.

 

في ظل هذا الانتشار الواسع، يعبر زانغ وفريقه عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يُقيد الإبداع البشري، حيث أصبحت العديد من أنواع المحتوى - من الشكاوى الاستهلاكية إلى البيانات الصحفية - تعتمد بشكل متزايد على النماذج التوليدية بدلًا من الأسلوب البشري التقليدي.


اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟


ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتزايد الجدل حول مدى تأثيرها على جودة المعلومات، ومدى قدرتها على استبدال الإبداع البشري بنصوص مصممة وفق خوارزميات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المحتوى على الإنترنت.

 

إسلام العبادي(الاتحاد)

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي و المستقبل.. ابتكارات ثورية في تحليل المشاعر ورعاية المسنين والطب
  • عمان الأهليّة تتألّق بتصنيف QS العالمي للتخصصات 2025
  • جامعة الأمير محمد بن فهد تحقق إنجازًا نوعيًا في تصنيف QS العالمي للتخصصات لعام 2025
  • بكين تدرج الذكاء الاصطناعي للطلاب من المرحلة الابتدائية
  • الذكاء الاصطناعي.. معركة عالمية تعيد تشكيل خارطة القوى السياسية والاقتصادية «جيوبولتيكال فيوتشرز»: النخبة الأمريكية أدركت أن التفوق في الذكاء الاصطناعي سيحدد موازين القوى العالمية مستقبلاً
  • دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟
  • «الذكاء الاصطناعي» في خدمة المسنين
  • أول رد من سيلين ديون بعد وقوعها ضحية الذكاء الاصطناعي