لجريدة عمان:
2024-07-05@22:41:19 GMT

دخل المواطنة بين إيطاليا والأحزاب

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

ما زالت الحكومات عالميا تمارس دورها في محاولة امتصاص صدمة الأوضاع الاقتصادية العامة سعيا لضمانات مستقبل أفضل، وما زال الشباب هم ميدان أوراق الضغط متى ما قدّرت الحكومات ترشيد الإنفاق أو دفع ضرائب انهيار الاقتصاد أو ضعفه، ولا بدّ هنا من تدخلات سياسية اجتماعية لصنع مبررات تبدو في ظاهرها نبيلة للعموم درءا لأي احتجاج أو امتصاصا لأي غضب شعبي محتمل.

إحدى أوراق الضغط الاقتصادي الاجتماعي ما أعلنت عنه حكومة إيطاليا في مايو الماضي إذ تقرر إلغاء دخل المواطنة، وهو شكل من أشكال الدعم الاقتصادي للأسر والأفراد في إيطاليا، دخل المواطنة هو الإجراء الأكثر أهمية بالنسبة للإيطاليين خصوصا العائلات الفقيرة، وهو الدعم الذي اقترحته «حركة 5 نجوم» خلال الحملة الانتخابية لعام 2018، وبدأ فعليا في 2019، وكما جاء في العقد الحكومي «فإن مبلغ دخل المواطنة هو 780 يورو للشخص الواحد» بشرط أن لا يكون الشخص عاملا أو أن يكون دخله الشهري أقل من هذا المبلغ بحيث يكون هذا الدخل هو الحد الأدنى لمعيشة الفرد في إيطاليا، ويزيد هذا المبلغ إن تضمنت الأسرة أشخاصا غير عاملين، أو أطفالا بحاجة إلى رعاية، أو أفرادا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

وفقا لموقع ميديا بارت الفرنسي فإن الرسائل النصية التي بعثها المعهد الوطني للرعاية الاجتماعية أخبرت الأسر أنها لن تحصل بعد الآن على «دخل المواطنة» وسيبقى الدعم لمن يتمكنون من إثبات «حالة ضائقة اجتماعية قوية» وحتى هؤلاء سيحصلون على تمديد استثنائي حتى نهاية العام فقط، في حين أن 88 ألف عائلة مكونة من أفراد يعدّون «قادرين على العمل» لن يتمكنوا من تلقي هذه المساعدة بعد الآن، والنتيجة أن دخل المواطنة سيتوقف نهائيا في يناير 2024، وسيُستبدل «ببدل التضمين» الذي سيكون الحصول عليه أكثر صعوبة، ولن يشمل الأشخاص الذين يعدّون «قابلين للتوظيف، ويرى الموقع أن هذا الإجراء يشبه ما جرى تنفيذه في فرنسا، من أجل ممارسة ضغط إضافي على الفئات الأكثر هشاشة لإجبارهم على قبول الوظائف التي يوفرها السوق مهما كانت ظروفهم ومهما كانت الوظائف.

لم تصمت المعارضة الإيطالية طبعا عن الاعتراض على هذا القرار الذي وجدته حربا على الفقراء، وكانت في أقوى أشكالها من قبل حزب «إم 5 إس» الذي ندّد زعيمه جوزيبي كونتي -الذي كان رئيس الوزراء الذي قدم برنامج دخل المواطنة- بشدة بإجراءات الحكومة. وشدد كونتي على أن «قرار قطع الدعم عن الجزء الأكثر فقرا من السكان بين عشية وضحاها يثير كارثة معلنة» قبل أن يثير «حربا على الفقراء بدلا من الفقر الذي يسبب أيضا ضررا لاقتصاد البلاد».

في حين يرى حزب الرابطة المشارك في الائتلاف الحاكم على لسان رئيسه ماتيو سالفيني إن «كل من لا يستطيع العمل يجب أن يستمر في الحصول على المساعدة، ولكن من يبلغ من العمر 30 عاما وليس لديه معاقون أو قاصرون معالون ويرفض العمل؛ فمن الصواب ألا يدعمه دافعو الضرائب الإيطاليون».

وبين هؤلاء وأولئك والمستفيدين من دخل المواطنة، أو بين المخادعين الكسالى أو الفقراء المحتاجين فإن الهدف المعلن من هذا الإجراء هو توفير 3 من أصل 8 مليارات يورو يكفلها دخل المواطنة للدولة، وليس لمحاربة أزمة الاتكالية والخمول كما بررت بعض الأحزاب، وإلا لكان الأولى هو العمل على اقتراح برنامج لخلق البدائل الوظيفية الإلزامية للقادرين على العمل دون إعلان وقف البرنامج الداعم.

مع كل ما نتابعه لا في إيطاليا وحسب، بل في مختلف دول العالم من إجراءات تقليص الإنفاق وترشيد الاستهلاك- سعيا لتوفير ضمانات اقتصادية واجتماعية مستقبلية أفضل للشعوب- فإن المؤمل في هذا السياق هو وضع الإنسان محورا رئيسا لكل ذلك، دون قتل إنتاجيته بأشكال من الدعم تسلمه للدعة والكسل، ولا قتل روحه ووأد طموحه بالتضييق في الحصول على تعليم يضمن له وعيا نقديا ومعرفة تخصصية، أو وظيفة تشعره بالأمان الاقتصادي والتقدير الاجتماعي كما ينبغي له، وهذه هي المواطنة الحقة وفقا لخطط رئيسة تدعي مصلحة مواطنيها، ويجدر بها اعتماد إنسانها في التطوير، شريكا في التنمية شريكا في المسؤولية، دون أن اقتصار وتقييد مشاركته ومساهمته في المغرم دون المغنم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

"بي واي دي" الصينية تقلص الفارق مع "تسلا" بقفزة في مبيعات سياراتها الكهربائية

الاقتصاد نيوز - متابعة

رفعت شركة "بي واي دي" الصينية مبيعاتها من السيارات الكهربائية في الربع الثاني من العام بـ21%، ما ساهم في تقليص الفجوة مع "تسلا" بعد أن أعادت الشركة الصينية لقب أفضل شركة للسيارات الكهربائية في العالم لمنافستها الأميركية في الربع الأول.

وباعت "بي واي دي" 42 مليونا و6039 سيارة كهربائية في الفترة من نيسان إلى حزيران الماضيين، وفق حسابات رويترز بناء على تقارير المبيعات الشهرية، ما يُعد أقل بحوالي 12 ألف سيارة من تسليمات "تسلا" المقدرة للربع الثاني.

وقال الأمين العام لجمعية سيارات الركاب الصينية تسوي دونغشو إن تخفيضات الأسعار والتحول المتزايد في طلب المستهلكين تجاه السيارات الكهربائية والهجينة، بعيدا عن السيارات التقليدية من الأسباب الرئيسية وراء المبيعات القوية لصناع السيارات الكهربائية الصينيين في الشهور القليلة الماضية.

وشكّلت مبيعات السيارات، التي تعمل بأنظمة الطاقة الجديدة بما في ذلك السيارات الكهربائية والهجينة بالصين، 46.7% من إجمالي مبيعات السيارات في مايو/أيار الماضي، وهو أعلى مستوى شهري على الإطلاق، وفقا لبيانات جمعية سيارات الركاب الصينية.

وتواجه السيارات الكهربائية الصينية عقبات تنظيمية من الولايات المتحدة وأوروبا وسط خشية الدول من أن يضر الإنتاج الصيني قطاع السيارات الكهربائية المحلي في هذه الدول، ويعزز تفوق ثاني أكبر اقتصادات العالم.

قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، خلال الشهر الماضي، إن مفوض الاتحاد الأوروبيفالديس دومبروفسكيس أبلغه بأنه ستكون هناك محادثات ملموسة بشأن الرسوم الجمركية مع الصين.

جاء هذا التأكيد بعد أن قالت وزارة التجارة الصينية إن الوزير وانغ ون تاو اتفق مع دومبروفسكيس، الذي يشغل منصب نائب الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، على بدء مشاورات بشأن رسوم الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية المستوردة صينية الصنع، ويعتبر الاتحاد الدعم الذي تقدمه الحكومة الصينية لهذه السيارات مفرطا.

وقال هابيك في شنغهاي إن الهدف هو تحقيق تكافؤ الفرص أمام مختلف الدول، وأضاف أن التوجه نحو التصدير أمر مستحسن، لكن يجب ألا نستخدم الدعم لتحقيق هذا الهدف.

مقالات مشابهة

  • اضطراب حركة الطيران في إيطاليا بسبب بركان إتنا
  • العبداللات: تعديل قانون الانتخاب والأحزاب عزز منظومة حقوق الإنسان في الأردن
  • بايدن برر بؤس أدائه في المناظرة بكثرة الأسفار التي هدت حيله وكادت ترميه من طوله !!..
  • أشبه بالحلم..أبقار بيضاء اللون تغزو هذا الشاطئ البكر في إيطاليا
  • سينر ينجو من لقاء «المواطنة»!
  • 11,4 مليون درهم للارتقاء بالأسر المتعففة
  • "بي واي دي" الصينية تقلص الفارق مع "تسلا" بقفزة في مبيعات سياراتها الكهربائية
  • وزير التموين يعلنها صراحة: شعارنا “خدمة المواطن قدر المستطاع”
  • خاص.. وزير الشباب بعد حلف اليمين: استمرار خطة التطوير وتغييرات جديدة داخل الوزارة
  • سيحاصرك الموت غدا !!