يغفل الكثيرون عن فضل الصلاة على النبي عليه السلام خاصة يوم الجمعة وليلتها، حيث الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أقرب القربات، وأعظم الطاعات، فمَن تمسّك بها فاز بالسعادة في الدنيا، وغُفر ذنبه في الآخرة، وهي جالبة للخيرات، قاضية للحاجات، دافعة للنقمات، بابٌ لرضاء الله، وجزيل ثوابه ومحبته لعباده؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل كل خير في الدارين، وهو شفيع الخلائق في الآخرة، والصلاة على جنابه الشريف شفيع الدعاء في الدنيا؛ لذلك جاء الأمر الشرعي بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنص الكتاب والسنة.

فضل الصلاة على النبي

دل القرآن الكريم على فضل الصلاة على النبي؛ في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].

وبحسب دار الإفتاء فإن الصلاة على النبي من باب التحية له؛ يقول الإمام فخر الدين الرازي في "مفاتيح الغيب" (3/ 500، ط. دار إحياء التراث العربي): [فالله تعالى أمر الكل بأنهم إذا حيَّاهم أحدٌ بتحية أن يقابلوا تلك التحية بأحسن منها أو بأن يردوها، ثم أمرنا بتحية محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾] اهـ.

أما السنة: فقد تواترت الأحاديث النبوية التي تبيّن فضل الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ؛ فعن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ربع الليل -وفي رواية: ثلثا الليل- قام فقال: «أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا الله، اذْكُرُوا الله، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ»، قلت: الرُّبُعَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت النِّصْفَ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ»، قلت فالثُّلُثَيْنِ؟ قَالَ: «مَا شِئْتَ، فإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لك»، قلت: أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قَالَ: «إِذًا تُكْفَى هَمُّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ» أخرجه الترمذيُّ في "سننه" وحسَّنه، والحاكمُ في "المستدرك على الصحيحين" وصحَّحه، والبيهقي في "شُعب الإيمان"، وفي رواية للإمام أحمد في "المُسند" قَالَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ».

وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أنه سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ؛ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم في "صحيحه".

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا، وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا، وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ» رواه أبو داود في "السنن".

البخل والشح.. عقوبة ترك الصلاة على النبي محمد حكم الصلاة على النبي ليلة الجمعة.. هل يجوز قول سيدنا وسيدي في الصيغة الإبراهيمية؟ صيغ الصلاة على النبياللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد كمال الله وكما يليق بكماله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله عدد إنعام الله وإفضاله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد صلاة تليق بجماله وجلاله وكماله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وأذقنا بالصلاة عليه لذة قربه ووصاله ، وصلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه واجعلنا من الفائزين بمحبته وقربه ونواله وسلم تسليماً كثيراً.اللهم صَلِّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها، ونور الأبصار وضيائها، وروح الأرواح وحياتها.. اللهم صَلِّ عليه صلاة وسلامًا دائمين أبدين إلى يوم الدين، تغفر لنا بها ذنوبنا وتكفر بها عنا سيئاتنا، وتحشرنا بها معه يوم القيامة تحت لوائه، وتسقينا من يده الشريفة شربة ماء؛ لا نظمأ بعدها أبدًا.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سيدنا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سيدنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سيدنا إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى سيدنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سيدنا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سيدنا إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ سيدنا إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» وصل اللهم وسلم وبارك على أزواجه وصحبه أجمعين وسلام على المرسلين ونسلم تسليما عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك.اللهم صلِّ على سيدنا محمد أفضل صلاة وأتمها، وأدومها وأعمها، صلاة تعادلُ جميع الصلوات التي صليتها عليه في الأزل والأبد وما بين ذلك، وتماثل ما صلى ويصلي عليه جميع خلقك الإنس والجن والملائك، صلاة تفوق الحد والعدَّ فلا يبلغ حدّها وعدّها جميع الألفاظ والأعداد ، تجعلنا بها من أسعد المؤمنين الفائزين برضاك ورضاه في المعاش والمعاد، وعلى آله وأزواجه وأصحابه الذين تشرفوا برؤية ذاته الشريفة ومشاهدة معجزاتهِ وسلم تسليمًا.اللهم صلِّ وسلم على سيدنا محمد خير البرية، صلاة تبارك فيها بالذرية، وتحفظنا واياهم من كل أذيه، وتصرف بها عنا وعنهم كل فتنةٍ وبليّه، وتجعلنا بها واياهم عندك من السابقين أهل الأوليه ،وعلى آله وصحبه .اللهم صلِّ على سيِّدنا محمدَ عبدكَ ورسولكَ النبيِّ الأُميِّ وعلى آله وصحبه وسلم. كلما ذكرَك الذاكرون، وغفل عن ذكرهِ الغافلون، عددَ ما أحاطَ به علمُ الله، وجرى به قلم الله، ونفذَ به حكم اللهِ، ووسعه علم الله، عددَ كل شيء، وأضعافَ كل شيء، وملءَ كل شيء، عددَ خلق الله، وزنة عرش الله، ورضا نفس الله، ومِدادَ كلمات الله، عددَ ما كانَ وما يكون وما هو كائن في علم الله، صلاةً تستغرق العدَ ، وتحيط بالحدِّ، صلاة دائمة بدَوَام ملكِ الله، باقيةَ ببقاء الله.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الصلاة على النبي فضل الصلاة على النبي أفضل صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة إحسان الصلاة على النبي صلى الله علیه وآله وسلم فضل الصلاة على النبی ع ل ى سیدنا سیدنا م ح م ى سیدنا م ع ل ى آل وعلى آله اللهم صل ى الله ع ه وآله اللهم ص وا ع ل ی النبی ص

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: محبة سيدنا النبي ﷺ من أصول الإيمان

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن محبة سيدنا النبي ﷺ أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه ﷺ أنه قال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين» (صحيح البخاري) وقال ابن رجب الحنبلي: محبة ﷺ من أصول الإيمان وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها الله بها, وتوعد من قدم عليهما محبة شيء من الأمور المحببة طبعا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك.. ( فتح الباري لابن رجب).

وأضاف: "لا يتحقق كمال الإيمان لعبد حتى تبلغ محبته لسيدنا النبي ﷺ ذلك القدر الذي أراده ﷺ من سيدنا عمر رضي الله عنه, وتلك هي الدرجة التي ينبغي لكل مسلم أن يتطلع إليها، وهذا لا تعارض بينه وبين حب الله، فالمرء يحب سيدنا رسول الله ﷺ لأنه من جهة الله، فأساس حبنا لسيدنا رسول الله ﷺ هو حب الله، وليس هناك مخلوق تجلي الله بصفات جماله وكماله عليه كسيدنا رسول الله ﷺ، والإنسان يحب التجليات الإلهية التي كان سيدنا رسول الله ﷺ هو المرآة التي تعكسها لنا، فالحب لله وحده، وحب سيدنا رسول الله ﷺ بكل قلوبنا هو حب لله ولا تنافي بينهما.

وأشار إلى أن التابعين وسلف الأمة كان لهم مظاهر تؤكد وصولهم إلى درجة كمال محبة سيدنا رسول الله ﷺ, فهذا عبيدة بن عمرو السلماني كان يقول: لأن يكون عندي منه شعرة -أي من شعر سيدنا النبي ﷺ - أحب إلي من كل صفراء وبيضاء أصبحت على وجه الأرض وفي بطنها».

وقال الإمام الذهبي معقبا: «هذا القول من عبيدة هو معيار كمال الحب, وهو أن يؤثر شعرة نبوية على كل ذهب وفضة بأيدي الناس». ومثل هذا يقوله الإمام بعد النبي ﷺ بخمسين سنة, فما الذي نقوله نحن في وقتنا لو وجدنا بعض شعره ﷺ بإسناد ثابت, أو شسع نعل كان له. أو قلامة ظفر, أو شقفة من إناء شرب فيه! فلو بذل الغني معظم أمواله في تحصيل شيء من ذلك عنده لكنا نعده مبذرا أو سفيها؟ كلا، وقد كان ثابت البناني إذا رأى أنس بن مالك أخد يده فقبلها, ويقول: «يد مست يد رسول الله ﷺ ». فنقول نحن إذ فاتنا ذلك : حجر - الحجر الأسعد - معظم بمنزله يمين الله في الأرض مسته شفتا نبينا ﷺ لاثمًا له. (سير أعلام النبلاء).

إذن لقد حق لنا أن نفرح بسيدنا رسول الله ﷺ, ونحب سيدنا رسول الله ﷺ, ونعلم أبناءنا حب سيدنا رسول الله ﷺ, فما لنا نجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن إلا بسيدنا رسول الله ﷺ.

مقالات مشابهة

  • سنن النبي يوم الجمعة .. 7 أمور اغتنمها قبل الصلاة وبعدها
  • صيغ الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة
  • هل من قال وحياة سيدنا النبي يدخل في الشرك ؟.. الإفتاء توضح
  • حكم زيارة الحائض لقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة
  • فضل الدعاء بعد صلاة الظهر وأدئها في جماعة.. احرص عليها قدر الإمكان
  • عمرو الورداني: سيدنا النبي استخدم فن الرسم ليوضح بعض المفاهيم للصحابة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • علي جمعة: محبة سيدنا النبي ﷺ من أصول الإيمان
  • دعاء ردده عند سماع الأذان يغفر جميع الذنوب.. احرص عليه