سلطان: كلما ازداد العلم تطوراً ازدادت فرص التواصل والانتفاع والنهضة
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
افتتح صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح أمس الخميس، مؤتمر الشارقة الدولي للذكاء الاصطناعي واللغويات (SICAL 2024)، الذي يقام بتنظيم من الجامعة الأمريكية في الشارقة، وتستضيفه في مقرها.
وكان في استقبال سموّه، فور وصوله الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الجامعة، وأحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة في جمهورية مصر العربية، والدكتور عبد الله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، وعبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة، ومحمد الزعابي، رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وعدد من المسؤولين وممثلي السلك الدبلوماسي.
حدث عظيم
ألقى صاحب السموّ حاكم الشارقة كلمة وصف فيها المؤتمر بأنه حدث عظيم ينتظره الجميع منذ زمن بعيد، متناولاً التقاء جهود البحث العلمي اللغوي بجهود البحث الحاسوبي والتكنولوجي، بحضور المهتمين بالشأن اللغوي من أصحاب القرار لتدارس الموضوعات التي رآها سموّه، أحد أهم موضوعات العصر الراهن.
وتناول التحديات والتطورات التي تطرأ على مجال الذكاء الاصطناعي، قائلاً «إن عالم الذكاء الاصطناعي اليوم عالم كبير مفتوح على كل الاحتمالات، وتواجهنا فيه كثير من التحديات في كل يوم، بل في كل ساعة نشهد تطوراً علمياً جديداً في العالم، بفضل الأبحاث الإبداعية الكبيرة في ميدان الذكاء الاصطناعي، فتوحات علمية واكتشافات كبيرة قربت البعيد، وسهلت العسير، وجعلتنا اليوم نستفيد من كل المخترعات الحديثة في جميع أنحاء المعمورة. والانفجار المعلوماتي الحاسوبي ليس في الجانب المادي فقط، وإنما علاقة هذا الذكاء الاصطناعي باللغات العالمية شيءٌ عظيم، وكلما ازداد العلم تطوراً ازدادت فرص التواصل والانتفاع والنهضة والازدهار عند المجتمعات والشعوب».
الصورةقلوب مفتوحة
أشار سموّه إلى الخطوات التي أجرتها الشارقة في دعم الذكاء الاصطناعي وتفعيله في خدمة اللغة، قائلاً «فتحنا صدورنا وقلوبنا ومؤسساتنا لكم جميعاً في شارقة العلم والثقافة، لتنظروا في شأن العلاقات التي تربط بين الذكاء الاصطناعي واللغات جميعاً، ولأن قطار المعرفة والحاسوبيات قد انطلق، فإننا قررنا أن نكون أول الراكبين في هذا القطار، ونمدّ أيدينا إليكم ونساعدكم بقدر ما نستطيع لتسهيل البحث الحاسوبي باللغة العربية».
وتحدث عن المعجم التاريخي للغة العربية وأبرز الجهود والتحديات التي تمت خلال السنوات الماضية حتى اكتماله، قائلاً «الحمد لله، لقد وفقنا في الشارقة، ووفق فريق الباحثين من جميع المجامع اللغوية في شتى البلاد العربية، وانتهينا قبل أيام معدودات من المعجم التاريخيّ للغة العربية الذي بلغت أجزاؤه 127 مجلداً، وهذا فتح عظيم في ميدان الصناعة المعجمية، كلفنا كثيراً من الجهد والوقت والمال، ولكن قلنا ونقول: كل شيءٍ في سبيل العربية يسهل ويهون. وها نحن ندخل ميدان تطوير العمل المعجمي عبر الذكاء الاصطناعي، ونضع جميع المعجم التاريخي الذي أنجزناه في خدمة الدراسات الحاسوبية ليعمّ النفع وتنتشر المعرفة ويسود الأمن والأمان في جميع أقطار الكرة الأرضية».
الصورةالمستقبل الحاسوبي
واختتم سموّه كلمته قائلاً «أوصي أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات الباحثين في كل الجامعات وفي مجمع اللغة العربية بالشارقة وغيرها، بأن يجتهدوا في التوفيق بين الدراسات اللغوية والدراسات الحاسوبية، لأنني مؤمن بأن المستقبل للعلم الحاسوبي، وأُريدهم أيضاً أن يجتهدوا لعرض كل ما هو نافع ومفيد على مواقع الشبكة العالمية، لأن العلم يجب أن يكون موجهاً بمعايير الأخلاق ومبادئ السلام والقيم الوطنية وثوابت أمتنا ومقومات ثقافتنا وعاداتنا الأصيلة».
الصورةإثراء التنوع الثقافي
وكان حفل افتتاح المؤتمر قد استهل بالسلام الوطني لدولة الإمارات، ألقت عقبه الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي كلمة رحبت في مستهلها بالحضور، مشيرة إلى أن التجمع اليوم في إمارة الشارقة يأتي بفضل رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وجهوده الكبيرة كي تكون الشارقة مركزاً عالمياً رائداً في الحفاظ على اللغة العربية وتطويرها، وتعزيز مكانتها في إثراء التنوع الثقافي العالمي.
تأثير عميق
وتطرقت إلى أبرز موضوعات المؤتمر وتأثيره والتحديات الناتجة عنه قائلةً «نحن هنا اليوم لمناقشة موضوع بالغ الأهمية، ليس لحاضرنا فقط، بل لمستقبل أجيالنا القادمة، أيضاً. الذكاء الاصطناعي واستخداماته وتأثيره عميق في اللغة والهُوية الثقافية، إن هذه التقنية التي تتطور بوتيرة متسارعة تفتح أمامنا آفاقاً وفرصاً لا محدودة، لكنها في المقابل تحمل معها تحديات تتطلب منا مواجهتها بعقلانية واستباقية. ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد مسؤوليتنا في ضمان أن تسهم هذه الابتكارات في تعزيز هُويتنا اللغوية والثقافية، وتتحول إلى أداة فعالة لحمايتها من تيارات العولمة الرقمية. علينا أن نحرص على أن تكون هذه التكنولوجيا في خدمة لغتنا وتراثنا، لا أن تصبح سبباً في اندثار هُويتنا أو فقدان خصوصيتنا الثقافية».
وقالت الشيخة بدور«إن مسؤولية الحفاظ على الهُوية اللغوية للمجتمعات، في سياق التطور السريع لبرامج الذكاء الاصطناعي، لا تقع على عاتق الأكاديميين وحدهم، ولا على المؤسسات الحكومية أو المتخصصين في التكنولوجيا فقط، بل هي مسؤولية جماعية يتحملها كل فرد من أفراد المجتمع».
علامة فارقة
ووجهت رئيسة الجامعة الأمريكية التهنئة والشكر لصاحب السموّ حاكم الشارقة، على الإنجاز المحقق في إصدار المعجم التاريخي للغة العربية، مشيرةً إلى أنه علامة فارقة في مسيرة الحفاظ على لغتنا العريقة. وهذا العمل الضخم لا يسهم في توثيق اللغة العربية فقط، بل يؤكد أهميتها جسراً يصل بين حضارتِنا وتراثنا ومستقبلنا.
وأضافت «أودّ الإشارة إلى جهودنا في الجامعة الأمريكية لتعزيز دور اللغة العربية ودمجها في العالم الرقمي، فقد أطلقنا مركز الدراسات العربية والحضارات الإسلامية الذي نسعى عبره إِلى تسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي في الدراسات العربية ومفرداتها، وتعزيز الأبحاث في الذكاء اللغوي؛ هذه المبادرات وغيرها تؤكد التزامنا الجماعي في إمارة الشارقة بالحفاظ على لغتنا وهُويتنا، وتعزيز قدرتها على التكيف مع تقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المتقدمة في المستقبل».
حلول وأفكار
واختتمت الشيخة بدور قائلةً «نأمل بأن يسهم هذا المؤتمر في إيجاد حلول وأفكار عملية لتحقيق اندماجٍ عادلٍ ومتوازنٍ لجميع اللغات والثقافات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتجنّب أي انحياز أو تهميش لأي لغة أو ثقافة، نسعى إلى مستقبل يخدم الجميع، ونتطلع إلى أن تكون نقاشات هذا المؤتمر خطوة مهمة نحو توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية وضمان مستقبل أكثر عدالة وتوازنا للجميع».
وشاهد بعدها صاحب السموّ حاكم الشارقة والحضور، مادة فلمية تناولت أبرز موضوعات المؤتمر والجلسات الحوارية، وما ستناقشه لتسخير الذكاء الاصطناعي وممارسته في تعزيز عمليات البحث وتوثيق لغات العالم.
شركة «غوغل»
وقدم عماد زيتوني، مدير قسم الهندسة في شركة «غوغل»، عرضاً مرئياً تحدّث فيه عن تأثير العلوم العربية في أنظمة غوغل «جيميناي Gemini» المساعد المستند إلى الذكاء الاصطناعي من غوغل، مضيئاً على ضرورة تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تدمج المساهمات الثقافية المتنوعة.
وأوضح أهم ميزات الأداة باللغة العربية، مشيرًا إلى أن «جيميناي» تعتمد على النماذج اللغوية الكبيرة، التي صممت خصيصاً لتلبية احتياجات المتحدثين بالعربية بمختلف لهجاتهم، مؤكداً أن هذه النماذج قادرة على التفاعل مع المستخدمين بطريقة أكثر طبيعية وفهم السياقات المختلفة، ما يسهم في تحسين تجربة التواصل الرقمي باللغة العربية.
وكشفت شركة غوغل عن أداة «جيميناي Gemini» لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي المدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي عام 2023، وتمثل طفرة في معالجة اللغة الطبيعية، خصوصاً ما يتعلق بدعم مختلف اللهجات العربية وتوفير تجربة استخدام مرنة لمتحدثي اللغة العربية، تتيح «جيميناي» للمستخدمين التفاعل بالعربية الفصحى، وقدرتها على فهم الطلبات المكتوبة بلغات أخرى ولهجات عربية أخرى وتحتوي على التناوب اللغوي، ما يضمن استجابة دقيقة للمستخدمين، بغضّ النظر عن مستوى إتقانهم اللغوي. وتعد خطوة مهمة نحو تعزيز حضور الذكاء الاصطناعي في العالم العربي، إذ تسهم في تسهيل استخدام التقنيات الحديثة وفهم أعمق لاحتياجات المستخدمين من الناحية اللغوية.
«بارجيل للفنون»
وتحت عنوان «استراتيجية الحكومة للذكاء اللغوي والثقافة» تضمن المؤتمر جلسة استضيف خلالها أحمد فؤاد هنّو، وزير الثقافة المصري، والدكتور أشرف الشيحي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق في مصر، وأدارها الشيخ سلطان سعود القاسمي، عضو مجلس أُمناء الجامعة الأمريكية في الشارقة، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، وتناولت دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز تعليم اللغات وتطوير التعددية اللغوية، مع التركيز على دعم اللغات المحلية وحماية الهوية الثقافية.
وأضاءت الجلسة على التحديات ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التعددية اللغوية والحفاظ على التراث الثقافي الخاص بالعالم العربي، إذ يمثل قفزة تكنولوجية كبرى مهيأة لإعادة تشكيل جوانب مختلفة من حياتنا اليومية، من كيفية إنتاج المعرفة إلى الحياة العملية اليومية.
وتطرقت الجلسة إلى فعالية أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تعتمد بشكل كبير على جودة وتنوع المعلومات التي تستمد منها، والتي يتم الحصول على الكثير منها من الشبكة العنكبوتية، ووفقاً لإحصاءات مواقع الشبكة العنكبوتية العالمية، يمثل المحتوى العربي 5% فقط من إجمالي المواد الموجودة على الشبكة، وبعضها معلومات غير موثقة بالكامل، ويثير هذا التفاوت مخاوف كبيرة بشأن دقة المعلومات التي يستخدمها الذكاء الاصطناعي، ما قد يؤثر في فعاليته، وقد تكون له نتائج غير متوقعة على اللغة وإنتاج المعرفة.
كما استعرض الضيفان، خلال الجلسة، السياسات المبتكرة التي تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتجاوز الحواجز اللغوية، وتعزيز التفاهم بين الثقافات، ودعم التواصل المجتمعي في العالم الرقمي. وتطرقا إلى كيفية تحقيق التوازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على التراث اللغوي والثقافي.
وتلت الجلسة كلمة ألقاها لورينزو فانارا، سفير جمهورية إيطاليا لدى الإمارات، حيث شارك رؤى قيّمة عن تأثير اللغة العربية في اللغات والثقافات في جزيرة صقلية الإيطالية، مؤكداً وجود عدد كبير من الكلمات ذات الجذور العربية في اللغة الإيطالية، ويعود كثير منها إلى مرحلة الحكم الإسلامي في صقلية، وقال «إن الكلمات الإيطالية ذات الأصل العربي تشهد في مجملها تقريباً على تطور الصناعة والثقافة العلمية للعرب».
وعلى هامش المؤتمر تجول صاحب السموّ حاكم الشارقة في المعرض المصاحب الذي يضم عدداً من الجهات الحكومية والخاصة التي تدعم الذكاء الاصطناعي والتطور الحاسوبي، مطلعاً على أبرز خطوات الجهات في دعم اللغات وترسيخها وتطويرها. وتوقف عند جناح مركز اللغة العربية والحضارات الإسلامية التابع للجامعة الأمريكية في الشارقة، متعرفاً إلى أبرز الأنشطة والفعاليات والكتب المنشورة في المركز، ملتقياً سموّه العاملين في المركز والمختصين. كما عرج سموّه على جناح مجمع الشارقة للغة العربية مستمعاً لأبرز ما يقدمه المجمع لزوار المؤتمر.
تحسين الترجمة الآلية
وشهد اليوم الأول للمؤتمر جلسات تناولت أحدث الابتكارات في الذكاء الاصطناعي وكيفية تأثيرها في المجتمعات المتعددة اللغات، والتحديات التي تواجه تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على التعامل مع تنوع اللغات، والفرص التي توفرها تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين الترجمة الآلية وتيسير التواصل بين الأفراد وأهمية التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والتكنولوجية لتعزيز تطورات الذكاء الاصطناعي والتطورات في الذكاء الاصطناعي وأدوات التواصل.
وتنظم الجامعة الأمريكية في الشارقة المؤتمر على مدار يومين، بالتعاون مع مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات، التابع لمؤسسة الإمارات للعلوم والبحوث.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة تقنیات الذکاء الاصطناعی الأمریکیة فی الشارقة الذکاء الاصطناعی فی الجامعة الأمریکیة المعجم التاریخی اللغة العربیة حاکم الشارقة للغة العربیة الشیخة بدور صاحب السمو فی العالم فی تعزیز إلى أن
إقرأ أيضاً:
سلطان يشهد افتتاح الدورة الـ 34 من أيام الشارقة المسرحية
شهد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مساء أمس، افتتاح الدورة الرابعة والثلاثين من أيام الشارقة المسرحية، والتي تنظمها دائرة الثقافة، وذلك في قصر الثقافة بالشارقة.
وتتنافس ستة عروض مسرحية على جوائز الأيام لهذه الدورة والتي تختتم في 26 فبراير الجاري، ويشارك فيها 15 عرضاً مسرحياً تقدمه مجموعة من الفرق والجماعات المسرحية بالدولة، إلى جانب مشاركة واسعة من المسرحيين والباحثين من مختلف الدول العربية ضمن البرامج التي تقدمها الأيام، وتتضمن الندوات الفكرية وورش العمل التدريبية المصاحبة للعروض.
وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بتكريم الفنانة الإماراتية مريم سلطان بـ «جائزة الشخصية المحلية المكرمة» لهذه الدورة، والفنان السوري أسعد فضة الفائز بـ «جائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي» في دورتها الثامنة عشرة، كما كرّم سموه فرقة مسرح الأوبرا من جمهورية تونس الفائزة بـ «جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي 2024 عن عرضها«البخارة» وتسلم الجائزة الفنان صادق طرابلسي مخرج العرض.
وتابع صاحب السمو حاكم الشارقة، والحضور خلال الحفل، عرضين مرئيين تضمن الأول سيرة الفنانة مريم سلطان التي قدمت جهوداً كبيرة في المسرح المحلي في دولة الإمارات، وأبرز العرض مسيرة الفنانة التي التحقت بالمسرح في بداياتها منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية التي وثّقت تجربتها الرائدة. وتناول العرض الثاني محطات من مسيرة الفنان أسعد فضة، وما قدّمه من أعمال خالدة عبر شغفه الكبير بالمسرح، وحرصه على تقديم مختلف الأعمال المسرحية ودوره في إرساء المسرح العربي عبر عمله في التمثيل والإخراج والإدارة.
وشهد الحفل التعريف بأعضاء لجنة التحكيم لهذه الدورة والتي تضم كلاً من: الممثل والكاتب الإماراتي عبدالله راشد، والمخرج التونسي غازي زغباني، والمخرج الجزائري الدكتور لخضر منصوري، والناقدة المصرية الدكتورة ياسمين فراج، والكاتب والمخرج المغربي الدكتور عبدالمجيد شكير.
وتأهلت مجموعة من العروض للمشاركة في المسابقة هذا العام والتي تم اختيارها عبر لجنة المشاهدة والتصنيف، والعروض هي:«علكة صالح»لفرقة المسرح الحديث بالشارقة، و«صرخات من الهاوية»لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و«عرائس النار»لمسرح خورفكان للفنون، و«كعب ونصف حذاء»لمسرح ياس، و«جر محراثك»لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، و«بابا»لفرقة مسرح الشارقة الوطني.
وتُقدّم ستة عروض خارج المسابقة وهي:»في انتظار العائلة« لمسرح الفجيرة، و»اليوم التالي للحب« لجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، و»يانصيب« لمسرح العين الشعبي، و»عرج السواحل« لمسرح أم القيوين الوطني، و»دق خشوم« لمسرح دبي الوطني، و»فئران القطن« لمسرح دبي الأهلي.
كما يشهد برنامج العروض تقديم عملين من الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وهما: العرض الحائز جائزة أفضل عرض، وهو»أغنية الوداع« للمخرج طلال البلوشي، والعمل الحائز جائزة أفضل سينوغرافيا، وهو»الملاذ« للمخرج جاسم غريب.
كما تستضيف الأيام ملتقى الشارقة الثالث عشر لأوائل المسرح العربي، الذي يحتفي سنوياً بمتفوقي كليات ومعاهد المسرح في الوطن العربي، حيث تتاح لهم الفرصة لمتابعة أنشطة أيام الشارقة المسرحية والمشاركة فيها، والتعرف إلى المشهد الثقافي المحلي، كما يتضمن الملتقى مجموعة من المحاضرات النظرية والأدائية حول السينوغرافيا، والإخراج، والتمثيل، بالإضافة إلى جولات ثقافية في معالم إمارة الشارقة. ويشارك في الملتقى هذا العام عدد من الطلبة من الكويت، ومصر، والمغرب، والأردن، وسوريا، ولبنان، وتونس.
ويُنظّم الملتقى الفكري المصاحب لهذه الدورة تحت عنوان«النقد.. ذاكرة المسرح العربي» بمشاركة عدد من الباحثين والمسرحيين من عدد من الدول العربية. كما تشهد الأيام عدداً من الندوات الثقافية لمقاربة علاقة المسرح بالتاريخ والتراث العربيين، وهي: ندوة بعنوان:«الأندلس في المسرح العربي» تناقش توجهات المسرحيين العرب في مقاربة حكاية«الفردوس المفقود»، وندوة«المسرح وفن المقامة.. الكائن والممكن»التي تستقصي جهود الاستلهام من ذلك الفن العربي القديم في مسرح اليوم، بالإضافة إلى ندوة«المسرح والتنوير» والتي تناقش دور المسرح العربي في جهود نشر التعليم، وتحصيل المعارف الجديدة، والانفتاح على الآخر، ودفع مسيرة النهوض في المجتمع، وصناعة المستقبل.
ويتضمن البرنامج الثقافي المصاحب للدورة الـ 34 من أيام الشارقة المسرحية لقاءً حوارياً مع الفنان أسعد فضة بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي، ولقاء آخر مع الفنانة مريم سلطان بمناسبة اختيارها وتكريمها في هذه الدورة.
حضر حفل الافتتاح بجانب صاحب السمو حاكم الشارقة كل من: الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي، رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ المهندس محمد بن عبد الله بن ماجد القاسمي، مدير دائرة شؤون البلديات، وعدد من كبار المسؤولين والفنانين والمثقفين والإعلاميين ومحبّي وهواة المسرح.
(وام)