مقتل السنوار.. ضربة لحماس ونتائج غير مضمونة لإسرائيل
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
وجّه مقتل زعيم حماس يحيى السنوار الذي أعلنت إسرائيل الخميس، أنّها قضت عليه ضربة قوية للحركة الفلسطينية التي أضعفتها أساساً الحرب المستمرة منذ عام في قطاع غزة.
وبرأي محلّلين فإنّ هذه الضربة يمكن أن تعزّز فرص استئناف المفاوضات الرامية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في القطاع.
يُعتبر السنوار من قبل إسرائيل العقل المدبّر للهجوم غير المسبوق الذي شنّته حماس على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وأشعل فتيل حرب امتدّت نيرانها إلى المنطقة بأسرها.
وبالنسبة للعديد من الإسرائيليين، وفي مقدّمهم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الذي جعل من القضاء على حماس أحد أهداف الحرب التي يخوضها جيشه، فإنّ مقتل السنوار يُعتبر "قضية شخصية"، كما يقول مايكل هورويتز، الخبير في مؤسسة "لو بيك" للاستشارات الأمنية. بمقتل السنوار.. إسرائيل تحقق أكبر انتصار لها في حرب غزة - موقع 24حققت إسرائيل، الخميس، أكبر انتصار لها منذ أكثر من عام في الحرب في قطاع غزة، بمقتل زعيم حركة حماس والعقل المدبر لهجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) يحيى السنوار، في عملية عسكرية، الأربعاء، في منطقة رفح، جنوب القطاع.
والسنوار، القائد العسكري القوي ثم الزعيم السياسي لحماس إثر اغتيال إسماعيل هنية في طهران في يوليو (تمموز) بضربة نُسبت إلى إسرائيل، شكّل مقتله "انفجاراً نفسيًا" للحركة، على حدّ وصف دافيد خلفا، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط ومؤلف كتاب "إسرائيل-فلسطين، سنة الصفر".
ويقول هورويتز "لقد تمّ إضعاف حماس إلى حدّ كبير. إنّ مقتل السنوار، ومقتل محمد الضيف رئيس الجناح المسلّح لحماس الذي أعلنت إسرائيل أنها قتلته في يوليو (تموز)، يمثلان ضربات متراكمة".
لكنّ الباحث يؤكّد أنّ حماس "لن تختفي ببساطة هكذا".
بدوره يقول خلفا أنّه "حتى لو أنها ضعفت كثيراً، فإنّ الحركة أعادت تشكيل وحداتها، كما رأينا في جباليا الواقعة شمالي قطاع غزة والتي تحاصرها إسرائيل وتقصفها، وتأثيرها لا يزال كبيرا على غزة، ولا سيّما من خلال سيطرتها على المساعدات الإنسانية".
لكنّ المحلّلة المستقلة إيفا كولوريوتيس ترى من جهتها في مقتل السنوار "الصفحة تطوى".
وتقول كولوريوتيس إنّ السنوار، مهندس تعزيز العلاقات مع طهران والذي ركّز على القضايا العسكرية، "لم يكن رجلاً سياسياً ولم يؤمن بالحلول السياسية".
وتضيف أنّ حماس "ستضطر إلى تغيير سياستها سواء أكان الأمر يتعلق بالمفاوضات أو بالحرب أو بالرهائن".
بالنسبة للمحلّلين، فإنّ النتيجة الرئيسية لمقتل السنوار يمكن أن تتجلى باستئناف المفاوضات الرامية لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
وهذه المفاوضات التي جرت على مدى عام برعاية ثلاثية أمريكية-قطرية-مصرية أثمرت هدنة استمرت أسبوعاً واحداً فقط في نهاية 2023 والإفراج عن عدد من الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين.
ومذاك، فشلت المفاوضات في التوصل إلى أيّ اتفاق جديد وظلت تصطدم بعقبات في ظلّ تعنّت طرفي النزاع.
والخميس، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنّ "القضاء على السنوار يمثّل فرصة للإفراج فوراً عن الرهائن ويفتح الطريق أمام تغيير عميق في غزة: بدون حماس وبدون سيطرة إيران".
وبالنسبة إلى إليوت أبرامز، الباحث في مجلس العلاقات الخارجية فإنّ مقتل السنوار يمكن أن "يغيّر الوضع" و"يجعل التوصل إلى اتفاق أمراً أسهل".
بدوره يقول هورويتز "كان يُنظر إلى السنوار على أنّه إحدى العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق، رغم أنه لم يكن العقبة الوحيدة. يمكن أن يمثّل مقتله فرصة لتغيير الديناميكية" إذا ما "اغتنمت الحكومة الإسرائيلية الفرصة" وإذا ما "خلف السنوار شخص لديه وجهات نظر مختلفة".
ومن المحتمل أن يخلف يحيى السنوار شقيقُه محمد، هذا إذا لم يكن قد قُتل بدوره، لكنّ نهج محمد لا يقل تطرّفا عن نهج شقيقه يحيى، بحسب هورويتز.
ويُجمع المحلّلون الثلاثة على أنّ مقتل السنوار سيزيد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق هدنة.
وحتى قبل أن يؤكّد الجيش الإسرائيلي مقتل السنوار، سارع منتدى "أعيدوهم إلى الوطن الآن" الذي يمثّل عائلات الرهائن المحتجزين في غزة إلى الترحيب بـ"القضاء على زعيم حماس في غزة".
وقال المنتدى في بيان إنّ "عائلات الرهائن تحضّ على استخدام هذا الاختراق الكبير للتوصل إلى اتفاق فوري لتأمين عودة الرهائن. نحن ندعو الحكومة الإسرائيلية وزعماء العالم والدول الوسيطة إلى تحويل هذا الإنجاز العسكري إلى إنجاز دبلوماسي فذ".
بدا المحلّلون الثلاثة حذرين في مقاربة هذه المسألة.
يقول خلفا "إنها فرضية ذات مصداقية"، موضحاً أنّه "يمكن لنتانياهو أن يعلن هزيمة حماس وأن يهدّئ قاعدته وحلفاءه اليمينيين المتطرفين من خلال تقديم هذه الجائزة لهم".
لكنّه يستدرك قائلاً "يجب أن لا نقلّل من تعصّب بعض حلفاء نتانياهو الذين يحلمون بإعادة استيطان شمال قطاع غزة وربما يريدون زيادة مكاسبهم".
من يخلف السنّوار في قيادة حركة حماس؟ - موقع 24أكدت وسائل إعلام إسرائيلية عدة، مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أنه يفحص إمكانية مقتله خلال اشتباكات وقعت جنوب قطاع غزة.
كما يلفت المحلّلون إلى افتقار إسرائيل إلى هدف استراتيجي غير تحقيق "النصر الكامل" ورفض الحكومة الإسرائيلية إجراء أي حوار مع السلطة الفلسطينية، ناهيك عن رفضها أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية.
ويقول إليوت أبرامز "هناك مشكلة موجودة في غزة ولبنان في آن معاً ألا وهي: ما الذي سيحصل بعد ذلك؟ من سيحكم غزة، ومن سيتولى الأمن في غزة؟ إذا تم التوصّل لوقف لإطلاق النار، سيصبح هذا السؤال أكثر نية وأكثر إلحاحاً".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية القطاع السنوار حماس السنوار غزة وإسرائيل حماس الحکومة الإسرائیلیة یحیى السنوار مقتل السنوار إلى اتفاق السنوار ی قطاع غزة یمکن أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: استئناف الحرب لن يغير مواقف حماس
أبرزت وسائل إعلام إسرائيلية تأكيد عدد من الخبراء والمحللين العسكريين الإسرائيليين أن استئناف الحرب على قطاع غزة لن يغير من مواقف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فيما يتعلق بالمفاوضات بشأن ملف الأسرى.
وعقب مقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين في اشتباكات بحي الشجاعية، قال رئيس الموساد السابق داني ياتوم إن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تواصل دفع البلاد نحو مزيد من التدهور.
وأضاف أن الحكومة استأنفت الحرب بذريعة أن ذلك سيضغط على حماس ويؤدي إلى تليين موقفها فيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى، وهذا لم يحدث أبداً، وحماس تواصل التصلب في مواقفها، وتساءل: "كم مرة دخلنا الشجاعية، وكم من الدماء سُفكت هناك؟".
من جانبه، قال اللواء احتياط جدعون شيفر العضو في حركة "قادة من أجل أمن إسرائيل": تحولت إسرائيل من صياد إلى طريدة، مؤكداً أن عناصر حماس موجودون بانتشار واسع، ولذلك فإنهم يتمكنون من توجيه ضربات للجيش، وهذه الحرب لا تخدم أي هدف.
وعزز خبير عسكري إسرائيلي آخر هذا الرأي قائلاً: كلما أدخل الجيش المزيد من القوات واحتل المزيد من المساحات، فإن ذلك لن يغير من مقاومة حماس، وستواصل العمل بالطريقة ذاتها، لكن الجيش سيوفر لها المزيد من الأهداف.
إعلانوأضاف أن تصريحات الجيش أو الحكومة بتصعيد القتال وزيادة القوات هي نوع من الأفخاخ تزيد الجيش غوصا أكثر في الطين الذي يسعى إلى تجنبه.
كما تساءل محلل الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد عن جدوى العمليات العسكرية، مشيراً إلى أن الجيش نشر معطيات عن قصف 1800 هدف خلال شهر وأسبوع منذ بداية العملية، لكنه شكك في ما إذا كان كل هذا يخدم هدف إسرائيل في تحرير الأسرى وهزيمة حماس، مضيفاً: "لست متأكداً من ذلك، فأنا لا أرى صلة هنا".
معركة الشجاعية
وتأتي هذه التعليقات بعد حادثة استهدفت وحدة المستعربين التابعة لحرس الحدود في حي الشجاعية بغزة، حيث سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشر خبر مقتل جنديين إسرائيليين أمس.
وأوضحت القناة 13 الإسرائيلية أن الجنديين قتلا في معركة طويلة بحي الشجاعية، وهي المرة الثالثة هذا الأسبوع التي يسمح فيها بنشر أخبار عن قتلى إسرائيليين.
وحسب مراسل الشؤون العسكرية في قناة كان 11 إيتاي بلومنتال، فإن "حدثاً صعباً" وقع في حي الشجاعية عندما وصل "مخربون" إلى مبنى يتمركز فيه مقاتلون من وحدة المستعربين في حرس الحدود.
وأوضح أن مقاتلاً من المستعربين قُتل في هذا الاشتباك، وبعد نحو ساعة تمكن "المخربون" من إطلاق قذيفة آر بي جي على دبابة إسرائيلية، مما أدى إلى مقتل ضابط من سلاح المدرعات.
وكشف مراسل القناة 12 نيتسان شابيرا عن تفاصيل إضافية بشأن الحادثة، مشيراً إلى أن قوة من وحدة المستعربين دخلت إلى مبنى في حي الشجاعية لنصب كمين، لكن "المخربين" دخلوا عليهم البيت ووقع اشتباك.
وأضاف أنه بعد هذا الحدث وقعت سلسلة من الاشتباكات الأخرى في منطقة الشجاعية، شملت خمسة اشتباكات أخرى مع إطلاق صواريخ مضادة للدروع ونيران من أسلحة خفيفة باتجاه الجنود، مما أدى إلى مقتل جندي من الكتيبة 46 وإصابة 8 آخرين.
إعلان