لجريدة عمان:
2024-09-19@06:22:56 GMT

عُمان ومرحلة الإصلاحات الاقتصادية الجديدة

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

عُمان ومرحلة الإصلاحات الاقتصادية الجديدة

كيف يمكن أن نقيس مدى نجاح أي إصلاح اقتصادي تقوم به دولة من الدول؟

هذا سؤال في غاية الأهمية لفهم حقيقة وعمق الحركة الإصلاحية في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، بشكل خاص، التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، وما إذا كانت قد حققت أهدافها، وما إذا كنا نسير في الاتجاه الصحيح في لحظة فاصلة من عمر الزمن العماني.

يعتمد قياس أي إصلاح اقتصادي في العالم على قياس أهم أربعة مؤشرات وهي المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية والمؤشرات المؤسسية وكذلك المؤشرات المالية. وكلها مؤشرات تسجل فيها سلطنة عمان تقدما متسارعا وعلى نحو مُرضٍ رغم التحديات التي يمر بها العالم أجمع.

وإذا كان أهم مؤشر ضمن المؤشرات الاقتصادية هو مؤشر الناتج المحلي فإن سلطنة عمان ما زالت تتقدم بشكل جيد في هذا المؤشر، وكذلك مؤشر معدل نمو الناتج المحلي، أما معدل التضخم فقد شهد تراجعا ملحوظا بالنظر إلى مستوى التضخم المرتفع الذي تشهده دول العالم متأثرة بالأحداث السياسية والعسكرية الجارية في بعض بقاع العالم.

وأعلنت سلطنة عمان أمس أنها سجلت فائضا ماليا قدره 656 مليون ريال عماني رغم أنها سددت خلال النصف الأول من هذا العام ما يقدر بملياري ريال عماني «5.2 مليار دولار أمريكي» منها 1.5 مليار ريال عماني قروض حكومية الأمر الذي جعل الدين العام يتراجع إلى 16.3 مليار ريال عماني بعد أن تجاوز 22 مليار ريال عماني في عام2021. وهذا مؤشر مهم جدا سواء على المستوى الوطني أو حتى في نظرة المؤسسات العالمية لقدرة سلطنة عمان في التعامل مع ديونها المستحقة.

أما المؤشرات الاجتماعية فإن مشروع حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم لبناء نظام حماية اجتماعي يشمل جميع أفراد المجتمع والذي أعلنت تفاصيله الشهر الماضي يعد من بين أفضل أنظمة الحماية الاجتماعية وأشملها، ومن شأنه مع بدء تطبيقه في يناير القادم أن يغير في جوهر فكرة الحماية الاجتماعية التي كانت معروفة في عمان ويدفع بالحراك الاقتصادي إلى أبعد مدى.

أما المؤشرات المؤسسية فقد شهد مؤشر سهولة ممارسة الأعمال التجارية في سلطنة عمان الكثير من القفزات مع صدور بعض القوانين والإجراءات التي سهلت ممارسة الأعمال التجارية في عُمان، وكان آخر تلك الإجراءات وجود المحطة الواحدة التي يستطيع عبرها أي مستثمر أن ينهي كل إجراءاته في وقت قياسي، وسلطنة عمان من بين أفضل الدول العربية في مؤشر بيئة وجاذبية الاستثمارات. وفي ما يخص مؤشر التنافسية العالمية فإن سلطنة عمان تسعى لتكون من بين أفضل دول العالم في هذا المؤشر وقد قطعت شوطا مهما في هذا المسار. كما أن سلطنة عمان في مركز متقدم عالميا في مؤشر مدركات الفساد.

وبالنسبة للمؤشرات المالية فإن سلطنة عمان استطاعت خلال السنوات الثلاث الماضية أن تحقق تقدما ملحوظا في مؤشر الاستثمار الأجنبي، وارتفعت نسبة الاستثمار الأجنبي في سلطنة عمان مع نهاية العام الماضي بنسبة 19% رغم التحديات الكبيرة التي كانت تواجه العالم بسبب جائحة كورونا وبسبب الأزمة الاقتصادية التي صاحبت تلك الجائحة.

وفي جانب آخر لم يتأثر سوق الأسهم في سلطنة عمان رغم كل التحديات التي شهدتها أسواق الأسهم في العالم وهذا أحد المؤشرات التي يمكن أن يقرأ من خلالها مدى نجاح أي إصلاح اقتصادي في أي دولة من الدول.

وفي حين أعلنت سلطنة عمان أمس أن النسبة الآمنة للدين العام مقارنة بالناتج المحلي يجب أن تكون في حدود 30% استطاعت أن تخفض مستوى الدين العام خلال عامين فقط من 22 مليارا بنهاية عام2021 إلى 16.3 مليار في منتصف العام الجاري.

وعبر النظر في هذه المؤشرات المهمة فإن القارئ والمتأمل فيها يستطيع أن يطمئن على المسار الاقتصادي والمالي الذي يحققه الإصلاح الاقتصادي الذي يقوده عاهل البلاد المفدى. والذي يحقق الآن توازنا معقولا بين الجوانب الاقتصادية والجوانب الاجتماعية.

إن المرحلة القادمة من الزمن العماني مرحلة مهمة ستحصد فيها سلطنة عمان نتائج الفكر العميق الذي يدير به جلالة السلطان المعظم مسارات التنمية في البلاد سواء فيما يتعلق بالهيكلة الإدارية للدولة أو هيكلة الاقتصاد أو عموم البنى الأفقية والعمودية التي تقوم عليها الدولة في سلطنة عمان.. والمستقبل حافل بالكثير من الإنجازات والنقلات النوعية الاستثنائية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی سلطنة عمان ریال عمانی

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تشيد بتقرير الأونكتاد عن المساعدة المقدمة للشعب الفلسطيني

أشادت سلطنة عُمان، اليوم الأربعاء، بالتقرير الذي أعده مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) عن المساعدة المقدمة للشعب الفلسطيني، مؤكدة دعمها الثابث والمستمر لحقوق الشعب الفلسطيني.

حماس: الاحتلال لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني

وذكرت وكالة الأنباء العمانية أن ذلك جاء في الكلمة التي ألقاها السفير إدريس بن عبد الرحمن الخنجري المندوب الدائم لسلطنة عُمان لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف، حيث دعت سلطنة عُمان إلى تنفيذ الفقرة (127 ب ب) من عهد بريدجتاون المنبثق عن مؤتمر الأونكتاد الـ15، والتي تؤكد أهمية تعزيز عمل المنظمة وحساب التكلفة الاقتصادية للاحتلال الإسرائيلي على الاقتصاد والتنمية في فلسطين المحتلة، وإعداد البحوث والدراسات اللازمة لفهم التجارة والتنمية في فلسطين، كما حثَّ الأونكتاد على تعزيز عمل وحدته المعنية بمساعدة الشعب الفلسطيني من خلال الدعم المالي وتوفير الكوادر الفنية.

وأشارت الوكالة إلى أن تقرير (الأونكتاد) أبرز الوضع المرير على الأرض الفلسطينية المحتلة وظروف الحياة الصعبة التي يعانيها السكان، وكيف ألحقت الحرب الإسرائيلية المكثفة في قطاع غزة والقيود المفروضة على الضفة الغربية أكبر ضرر بالاقتصاد الفلسطيني في التاريخ الحديث، حيث دُمِّرت البنية التحتية بالكامل في القطاع، وزادت نسبة الفقر والبطالة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية والبيئية بشكل غير مسبوق.

وأوضح التقرير أن كل هذه العوامل أفضت إلى إضعاف قدرة الحكومة الفلسطينية على أداء وظائفها وتوفير الخدمات الأساسية بسبب نقص الموارد والأزمات المتكررة، وساهم احتجاز واقتطاع إسرائيل للإيرادات الفلسطينية وتسرب الموارد المالية والانخفاض الحاد في مساعدات المانحين في حدوث أزمة مالية حادة شكّلت تهديدا مباشرا للاستقرار الاجتماعي والسياسي والنظام المصرفي.

وأضافت أن سلطنة عُمان أيدت ما تضمنه تقرير من ضرورة تدخل فوري وملموس من جانب المجتمع الدولي لوقف التدهور الاقتصادي في الأرض الفلسطينية المحتلة، ومعالجة الأزمة الإنسانية، وإرساء الأساس للسلام والتنمية الدائمين، بما يشمل ذلك النظر في خطة شاملة للتعافي وزيادة المساعدات والدعم الدوليين، والإفراج عن الإيرادات المحتجزة، ورفع الحصار عن غزة.

مقالات مشابهة

  • افتتاح معرض الفنون التشكيلية العمانية البحرينية
  • رابط منفعة الأيتام والأرامل سلطنة عمان 2024 والشروط اللازمة
  • عبر منصة الجزيرة 360.. رحلة يخاطب الحواس بجولة فريدة في سلطنة عمان
  • سلطنة عمان تشيد بتقرير الأونكتاد عن المساعدة المقدمة للشعب الفلسطيني
  • عمان تتقدم 9 مراكز في التصنيف  العالمي بمؤشر الحكومة الإلكترونية
  • عمان تستضيف "الملتقى العربي الثاني لإحصاءات السياحة".. 14 أكتوبر
  • السفير عبد الله الرحبي: التمور والعسل روافد داعمة لدبلوماسية عُمان الاقتصادية ورؤية 2040
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة يؤكد الاهتمام الكبير بالملف الاقتصادي بين البلدين
  • أكتوبر المقبل.. انطلاق فعاليات المعرض الدولي للتمور والعسل بسلطنة عمان
  • أسبوع عمان للمناخ ينطلق فبراير المقبل