«علاقات الشارقة» تبحث الشراكة الثقافية مع أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية
تاريخ النشر: 18th, October 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الثقافي والمعرفي بين الشارقة والمدن الصينية، استقبلت دائرة العلاقات الحكومية، بحضور الشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير الدائرة، وفداً رفيع المستوى من أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية (CASS) في «بيت الحكمة» بالشارقة، برئاسة معالي البروفيسور غاو شيانغ، رئيس الأكاديمية وأحد أبرز المؤرخين في التاريخ الصيني القديم.
رافق الشيخ ماجد القاسمي الوفد الزائر، بحضور أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي والإمارات الشمالية، في زيارات منفصلة إلى خمس جهات حكومية في الشارقة، بدءاً بمعهد الشارقة للتراث، ثم هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وهيئة الشارقة للآثار، وهيئة الشارقة للمتاحف، وصولاً إلى دائرة الثقافة، بهدف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، من بينها الدراسات التاريخية والثقافية والتنموية، والاطلاع على جهود مؤسسات الشارقة المعنية بحفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الثقافية والعلمية، بما يساهم في بناء شراكة استراتيجية بين الجانبين.
علاقات تاريخية
في تعليقه على زيارة الوفد الصيني، قال الشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير دائرة العلاقات الحكومية: « تمثل زيارة وفد أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية إلى الشارقة فصلاً جديداً في سجل العلاقات التاريخية العريقة التي تربط الإمارات والصين، حيث كانت الإمارات جزءاً حيوياً من طريق الحرير القديم الذي شق طريقه إلى الصين. من هنا، فإن هذه الزيارة تتميز بأنها تجمع بين بعدين: البعد الثقافي التاريخي المتمثل في أكاديمية عريقة لها مكانة بارزة في تدوين التاريخ الصيني، إلى جانب أبرز المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة، والبعد التنموي والاقتصادي القائم على مكانة دولة الإمارات والصين كنموذجين عالميين في التنمية المستدامة والابتكار».
وأضاف: «تأتي زيارة الوفد الصيني تتويجاً لجهود دائرة العلاقات الحكومية في ترسيخ علاقات التواصل مع الجانب الصيني، والتي كان آخرها تنظيم زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، ضمت 18 جهة حكومية من الإمارة، والتي نشهد اليوم نتائجها تتمثل في تعاون استراتيجي بين الجانبين يعزز مكانة الشارقة كمحور عالمي للتبادل الثقافي والاقتصادي، ويؤكد نجاح الدبلوماسية الإماراتية في بناء جسور التواصل بين الحضارات والشعوب، وتحقيق التكامل الاقتصادي والمعرفي بين مختلف دول العالم».
علاقات سياحية
بدوره، رحب خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، بزيارة الوفد الصيني، مؤكداً أنها تتوّج علاقات صداقة وتعاون تاريخية بين دولة الإمارات والصين، وتعكس عمق الروابط التي تجمع الشعبين الصديقين.
وأشار المدفع إلى أن السياحة تُعد من أهم القطاعات الرئيسية في العلاقات الاقتصادية المشتركة، حيث بلغ عدد السياح الصينيين الزائرين للإمارات أكثر من مليون في عام 2023، فيما تجاوز عدد رحلات الطيران بين البلدين 210 رحلات شهرياً عبر شركات الطيران الإماراتية.
وقال: «العلاقات التجارية والثقافية بين الشارقة والصين تمتد لعقود، وتجددت في العصر الحديث لتشكل شراكة استراتيجية قوية، وإن زيادة عدد السياح القادمين إلى الشارقة بنسبة 8% في 2023 مقارنة بالعام السابق، تبرز وفرة الفرص الاقتصادية والروابط الثقافية التي تسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات».
أساس التواصل
وأكد الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن زيارة وفد من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى معهد الشارقة للتراث، بالتعاون مع دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، تأتي في إطار تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين المعهد والمؤسسات الأكاديمية الدولية العريقة، وتساهم في ترسيخ مكانة الشارقة كمنارة ثقافية عالمية، بما يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في جعل التراث ركيزة أساسية لتواصل الثقافات.
وقال: «تدعم هذه الزيارات الدراسات والأبحاث المشتركة، وتطور استراتيجيات مبتكرة لحفظ التراث الثقافي وتوثيقه، مما يسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات الإنسانية، ويعزز التبادل الثقافي والمعرفي والتعاون في مجالات البحث والتوثيق والحفاظ على التراث».
فرص للتبادل المعرفي
أكدت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أن الشراكات التي تعقدها الهيئة مع المؤسسات الثقافية والأكاديمية تلعب دوراً محورياً في خلق فرص لتبادل المعرفة والاحتفاء بالإرث الثقافي على مستوى عالمي، وبناء جسور وطيدة بين المجتمعات، معربة عن امتنانها لزيارة الوفد رفيع المستوى من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (CASS) لمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، والتي تعكس عمق العلاقات الثقافية والأكاديمية المتنامية بين دولة الإمارات والصين.
وقالت: «تعزز هذه الزيارة رسالتنا المشتركة في تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين دولة الإمارات والصين، انطلاقاً من قناعتنا بأهمية تبادل الأفكار والخبرات في مجالات الثقافة والفنون والتراث والبحث لضمان استمرار إرثنا الثقافي في إلهام وتعليم الأجيال القادمة».
ميدان غني
بدوره، قال عيسى يوسف، المدير العام لهيئة الشارقة للآثار: «تأتي هذه الزيارة في إطار سعي هيئة الشارقة للآثار لتعزيز العلاقات الثقافية والعلمية مع الجهات الأكاديمية والبحثية حول العالم، حيث نحرص على تبادل الخبرات والمعرفة مع المؤسسات الدولية المتخصصة في مجال الآثار، بهدف دعم البحث العلمي وتعزيز التعاون المشترك الذي يخدم الحضارة الإنسانية. وقد كانت إمارة الشارقة وما زالت ميداناً غنيّاً بالمكتشفات الأثرية التي تسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويسعدنا اليوم أن نشارككم بعضاً من مكتشفاتنا الفريدة التي تعكس عمق التواصل الحضاري بين منطقتنا ودول العالم، بما في ذلك الصين».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دائرة العلاقات الحكومية الشارقة الصين شراكة دائرة العلاقات الحکومیة دولة الإمارات والصین تعزیز التعاون هیئة الشارقة زیارة الوفد
إقرأ أيضاً:
عُمان وقطر.. علاقات متينة وطموحات مشروعة
لا يختلف اثنان على عمق العلاقات والروابط السياسية والاجتماعية بين سلطنة عُمان ودولة قطر، فهي علاقات قوية محمية بالإرادة السياسية والشعبية في البلدين الشقيقين. وفي كل زيارة يقوم بها أمير قطر لسلطنة عُمان يجد حفاوة الاستقبال تعبر عن حقيقة العلاقة وعمقها، وأبعادها التي لم تتأسس في اللحظة الراهنة ولكن الجانب الاجتماعي فيها - بشكل خاص له جذور قديمة فرضته الامتدادات القبلية وخطوط التجارة منذ سنوات بعيدة جدا، ولقد أثبتت التجارب والمواقف التي مرت بها المنطقة ونوعية العلاقة بين البلدين وصلابتها ومبادئها المستمدة من إيمان سلطنة عُمان بالسلام والحوار الذي يفضي دائما إلى تجاوز كل التحديات والصعاب خاصة تلك التي قد تعتري علاقة الأخوة والأشقاء.
وعندما حلّ اليوم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ضيفًا كبيرًا على سلطنة عُمان، سلطنة وسلطانًا، وجد ذلك الترحاب الذي يليق بالشقيق، والاحتفاء الذي يتناسب وعمق العلاقات بين البلدين. وهذا الشعور ليس غريبا على أبناء الخليج الذين تربطهم علاقات قوية وهوية إسلامية واحدة وتحيط بهم نفس التحديات ويؤمنون أن مصيرهم مشترك.
ولا شك أن القمة التي عقدها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مع أمير قطر والتي تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وتناولت الشأن العربي والإقليمي تحمل أهمية وخصوصية تنطلق من الفكر الذي يحمله القائدان ورؤيتهم للمنطقة ولقضاياها.
وإذا كانت العلاقات بين البلدين في جانبها السياسي والاجتماعي متينة وراسخة فإن طموحات الشعبين: العماني والقطري تتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية وبشكل خاص الجانب الاستثماري فهي حتى الآن دون طموحات الشعبين اللذين يدركان متانة العلاقات السياسية والاجتماعية ولذلك فإن الطموح أن يخطو البلدان نحو مرحلة جديدة من العلاقات يتم خلالها بناء استثمارات مشتركة ضخمة تعزز التقارب بين البلدين وتنطلق من الإرادة السياسية الثابتة.
وهذا الأمر ليس صعبًا؛ فلدى البلدين نفس الطموحات في تعزيز الاستثمارات الخارجية وتنويعها بعيدا عن النفط والغاز. ومجال الاستثمار مفتوح وميسر خاصة في مجالات الطاقة الخضراء وفي اللوجستيات وفي مشاريع الأمن الغذائي.
كما أن التشاور مهم بين البلدين فيما يخص القضايا الإقليمية والتحديات التي تحيط بالمنطقة من أجل توحيد المواقف وبلورة رؤى مشتركة منطلقة من فهم عميق لما يجري من تحولات عالمية.
وتبذل دولة قطر جهودا كبيرة فيما يخص القضية الفلسطينية وكانت طوال الحرب أحد أهم أطراف الوساطة بين الجانبين في سبيل الوصول إلى وقف كامل لإطلاق النار يفضي إلى نهاية الحرب وبدء مرحلة جديدة يستطيع فيها الشعب الفلسطيني أن ينال حقوقه التي تقرها القوانين والأنظمة الدولية.
وهذه القضايا جميعها ليست غائبة عن اشتغالات القائدين سواء في هذه القمة أو في غيرها من القمم، فسلطنة عُمان تؤمن بحق الشعب الفلسطيني أن يعيش على أرضه في أمن وأمان وفي كرامة إنسانية.
إن النتائج المنتظرة من المباحثات الرسمية التي عقدها جلالة السلطان المعظم مع ضيفه أمير قطر ستفضي بإذن الله لما فيه خير ومصلحة الشعبين الصديقين والأمة العربية وتعزز التقارب السياسي والاجتماعي بعلاقات اقتصادية واستثمارات تليق بالطموحات الشعبية في البلدين.