الشارقة (الاتحاد)
في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز التعاون الثقافي والمعرفي بين الشارقة والمدن الصينية، استقبلت دائرة العلاقات الحكومية، بحضور الشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير الدائرة، وفداً رفيع المستوى من أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية (CASS) في «بيت الحكمة» بالشارقة، برئاسة معالي البروفيسور غاو شيانغ، رئيس الأكاديمية وأحد أبرز المؤرخين في التاريخ الصيني القديم.


رافق الشيخ ماجد القاسمي الوفد الزائر، بحضور أو بوكيان، القنصل العام لجمهورية الصين الشعبية في دبي والإمارات الشمالية، في زيارات منفصلة إلى خمس جهات حكومية في الشارقة، بدءاً بمعهد الشارقة للتراث، ثم هيئة الإنماء التجاري والسياحي، وهيئة الشارقة للآثار، وهيئة الشارقة للمتاحف، وصولاً إلى دائرة الثقافة، بهدف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، من بينها الدراسات التاريخية والثقافية والتنموية، والاطلاع على جهود مؤسسات الشارقة المعنية بحفظ التراث الثقافي المادي وغير المادي، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في المجالات الثقافية والعلمية، بما يساهم في بناء شراكة استراتيجية بين الجانبين.

علاقات تاريخية 
في تعليقه على زيارة الوفد الصيني، قال الشيخ ماجد بن عبد الله القاسمي، مدير دائرة العلاقات الحكومية: « تمثل زيارة وفد أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية إلى الشارقة فصلاً جديداً في سجل العلاقات التاريخية العريقة التي تربط الإمارات والصين، حيث كانت الإمارات جزءاً حيوياً من طريق الحرير القديم الذي شق طريقه إلى الصين. من هنا، فإن هذه الزيارة تتميز بأنها تجمع بين بعدين: البعد الثقافي التاريخي المتمثل في أكاديمية عريقة لها مكانة بارزة في تدوين التاريخ الصيني، إلى جانب أبرز المؤسسات الثقافية في إمارة الشارقة، والبعد التنموي والاقتصادي القائم على مكانة دولة الإمارات والصين كنموذجين عالميين في التنمية المستدامة والابتكار».
وأضاف: «تأتي زيارة الوفد الصيني تتويجاً لجهود دائرة العلاقات الحكومية في ترسيخ علاقات التواصل مع الجانب الصيني، والتي كان آخرها تنظيم زيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية، ضمت 18 جهة حكومية من الإمارة، والتي نشهد اليوم نتائجها تتمثل في تعاون استراتيجي بين الجانبين يعزز مكانة الشارقة كمحور عالمي للتبادل الثقافي والاقتصادي، ويؤكد نجاح الدبلوماسية الإماراتية في بناء جسور التواصل بين الحضارات والشعوب، وتحقيق التكامل الاقتصادي والمعرفي بين مختلف دول العالم».
علاقات سياحية 
بدوره، رحب خالد جاسم المدفع، رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي، بزيارة الوفد الصيني، مؤكداً أنها تتوّج علاقات صداقة وتعاون تاريخية بين دولة الإمارات والصين، وتعكس عمق الروابط التي تجمع الشعبين الصديقين.
وأشار المدفع إلى أن السياحة تُعد من أهم القطاعات الرئيسية في العلاقات الاقتصادية المشتركة، حيث بلغ عدد السياح الصينيين الزائرين للإمارات أكثر من مليون في عام 2023، فيما تجاوز عدد رحلات الطيران بين البلدين 210 رحلات شهرياً عبر شركات الطيران الإماراتية.
وقال: «العلاقات التجارية والثقافية بين الشارقة والصين تمتد لعقود، وتجددت في العصر الحديث لتشكل شراكة استراتيجية قوية، وإن زيادة عدد السياح القادمين إلى الشارقة بنسبة 8% في 2023 مقارنة بالعام السابق، تبرز وفرة الفرص الاقتصادية والروابط الثقافية التي تسهم في تعزيز التعاون بين الجانبين في مختلف المجالات».

أخبار ذات صلة سلطان القاسمي يتسلم جائزة النيل للمبدعين العرب 2024 كوزمين: الانضباط والتوازن سلاح الشارقة لـ «النصر»

أساس التواصل
وأكد الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن زيارة وفد من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية إلى معهد الشارقة للتراث، بالتعاون مع دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، تأتي في إطار تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين المعهد والمؤسسات الأكاديمية الدولية العريقة، وتساهم في ترسيخ مكانة الشارقة كمنارة ثقافية عالمية، بما يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، في جعل التراث ركيزة أساسية لتواصل الثقافات.
وقال: «تدعم هذه الزيارات الدراسات والأبحاث المشتركة، وتطور استراتيجيات مبتكرة لحفظ التراث الثقافي وتوثيقه، مما يسهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات الإنسانية، ويعزز التبادل الثقافي والمعرفي والتعاون في مجالات البحث والتوثيق والحفاظ على التراث».
فرص للتبادل المعرفي 
أكدت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، أن الشراكات التي تعقدها الهيئة مع المؤسسات الثقافية والأكاديمية تلعب دوراً محورياً في خلق فرص لتبادل المعرفة والاحتفاء بالإرث الثقافي على مستوى عالمي، وبناء جسور وطيدة بين المجتمعات، معربة عن امتنانها لزيارة الوفد رفيع المستوى من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية (CASS) لمتحف الشارقة للحضارة الإسلامية، والتي تعكس عمق العلاقات الثقافية والأكاديمية المتنامية بين دولة الإمارات والصين.
وقالت: «تعزز هذه الزيارة رسالتنا المشتركة في تعزيز التفاهم والتعاون الثقافي بين دولة الإمارات والصين، انطلاقاً من قناعتنا بأهمية تبادل الأفكار والخبرات في مجالات الثقافة والفنون والتراث والبحث لضمان استمرار إرثنا الثقافي في إلهام وتعليم الأجيال القادمة».

ميدان غني
بدوره، قال عيسى يوسف، المدير العام لهيئة الشارقة للآثار: «تأتي هذه الزيارة في إطار سعي هيئة الشارقة للآثار لتعزيز العلاقات الثقافية والعلمية مع الجهات الأكاديمية والبحثية حول العالم، حيث نحرص على تبادل الخبرات والمعرفة مع المؤسسات الدولية المتخصصة في مجال الآثار، بهدف دعم البحث العلمي وتعزيز التعاون المشترك الذي يخدم الحضارة الإنسانية. وقد كانت إمارة الشارقة وما زالت ميداناً غنيّاً بالمكتشفات الأثرية التي تسلط الضوء على حقب تاريخية مهمة، ويسعدنا اليوم أن نشارككم بعضاً من مكتشفاتنا الفريدة التي تعكس عمق التواصل الحضاري بين منطقتنا ودول العالم، بما في ذلك الصين».

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: دائرة العلاقات الحكومية الشارقة الصين شراكة دائرة العلاقات الحکومیة دولة الإمارات والصین تعزیز التعاون هیئة الشارقة زیارة الوفد

إقرأ أيضاً:

أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية في “الشارقة الدولي للكتاب 2024”

 

أعلنت هيئة الشارقة للكتاب اختيار الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية للدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وذلك تقديراً لجهودها ومنجزاتها في مجال الرواية العربية، حيث احتلت رواياتها قائمة الأكثر مبيعاً في الوطن العربي.
ويترجم اختيار هيئة الشارقة للكتاب شخصية ثقافية لكل عام خلال المعرض، رؤية الهيئة حول تقديم النماذج الثقافية المبدعة للجمهور، وتكريم جهودها وإسهاماتها في إثراء المشهد الثقافي عربياً وعالمياً، حيث تحرص الهيئة في اختيار الشخصيات الثقافية على تغطية كافة مجالات الثقافة من رواية وشعر وفكر، ما يشكل مصدر إلهام ومعرفة للأجيال الشابة في مجال الثقافة، ويعزز الهوية الإبداعية لشعوب المنطقة.
وحول اختيار مستغانمي شخصية العام الثقافية، قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب: “إن اختيار شخصية ثقافية لمعرض الشارقة الدولي كل عام، يجسد حكمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تؤكد أن الإنسان هو الأساس في كل إنجاز وإبداع، وهو كذلك أيضاً في مجال المعرفة والثقافة والفكر، هذا المجال الذي شكل حاضنةً لوعي وتجارب الأمم ووجدانها، بفضل أشخاص أبدعوا في التعبير عن هذا الوجدان وترجمة التجارب عبر إنتاجات أدبية دخلت كل بيت ومكتبة”.
وأضاف العامري: “تشكل الروائية أحلام مستغانمي تجربة استثنائية في فضاء الرواية العربية، وصلت رواياتها إلى كل بيت وفرد في كل بلد عربي، ونجحت في استقطاب مختلف الاتجاهات الفكرية ومختلف الفئات العمرية، ومن النادر أن نجد هذا النطاق الواسع الذي تصل إليه رواية عربية واحدة. ومن خلال تسليط الضوء على تجربة مستغانمي والتجارب الاستثنائية الأخرى نحقق العديد من الأهداف، منها فتح آفاق جديدة للرواية والإنتاج الفكري العربي بشكل العام، وتعزيز علاقة المجتمعات برموزهم المبدعة، إلى جانب دعم قطاع النشر والارتقاء بجودة المحتوى”.
حضور واعٍ في خضم أحداث كبرى
وتعد أحلام مستغانمي، أحد أبرز رواد الأدب العربي المعاصر، وتميزت في رواياتها بالجمع بين العمق الاجتماعي والبعد القومي العربي، والنظرة الفلسفية للعلاقة بين المجتمع والمرأة من ناحية، والعلاقة بين الثقافة العربية المعاصرة والأحداث التاريخية العظمى التي أسست لها، مترجمةً بذلك تجربتها الشخصية وحضورها النقدي الواعي في خضم أحداث كبرى غيّرت ملامح الوطن العربي حتى اليوم. وقد وصفها الرئيس الجزائري الراحل أحمد بن بلة أنها شمس جزائرية أضاءت الأدب العربي، ورفعت بنتاجها الأدب الجزائري إلى قامة تليق بتاريخ نضال الجزائر، وأعرب عن فخره بقلمها العربي والتزامها القومي افتخار الجزائريّين بعروبتهم.
وعلى مدى أكثر من نصف قرن من الإبداع والعطاء، مذ كتابها الأول “على مرفأ الأيام” (1971)، إلى كتابها الأخير “أصبحت أنت”، منحت مستغانمي الجمهور العربي روائع فنية في قالب أدبي غير تقليدي، وذلك من خلال ثُلاثيّتها “ذاكرة الجسد” (1993) و”فوضى الحواس” (1997) و”عابر سرير” (2003). وفي عام 2009 أصدرت كتابيها “نسيان com” و” قلوبهم معنا وقنابلهم علينا” الذي يتناول الاجتياح الأمريكي للعراق، لتعود بعد 9 سنوات في العام 2012، في روايتها “الأسودُ يليقُ بكِ”، وشكلت ظاهرة أدبية من خلال أعمال لامست وجدان القارئ العربي الذي تبنى قلمها كصوت عربي حر.
وشهدت مسيرة أحلام مستغانمي محطات حافة بالجوائز والتكريم، من أبرزها جائزة نجيب محفوظ للرواية، وجائزة مهرجانات بيروت الدولية للإبداع، كما تم اختيارها من قبل مجلتي “أرابيان بيزنس” و”فوربس” ضمن أكثر النساء العربيات تأثيراً في مجالات الأدب والثقافة.
بالإضافة إلى ذلك، تولت مستغانمي منصب سفيرة اليونسكو لمدة 8 سنوات، وفازت بجائزة المرأة العربية الرائدة لعام 2015 في لندن برعاية عمدة لندن وجامعة ريجنتس. كما حصلت في عام 2009 على درع بيروت، ونالت جائزة BIAF بيروت العالمية عام 2014.
حصلت مستغانمي على الدكتوراه في علم الاجتماع من “جامعة السوربون” عام 1982، وانتقلت للعيش في لبنان بداية تسعينيات القرن الماضي، حيث أصدرت رواية “ذاكرة الجسد” التي شكّلت زلزالاً أدبياً فاجأ الساحة الثقافية، والتي حصدت “جائزة نجيب محفوظ” لعام 1998، وحققت مبيعات تجاوزت 3 ملايين نسخة، وفقاً لمجلة “فوربس”، وتم اختيارها ضمن أهم 100 رواية عربية في القرن العشرين.


مقالات مشابهة

  • أمانة جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة والصين تعلن فتح باب الترشيح لدورتها الأولى
  • أنشطة مختلفة.. توقيع برنامج العام الثقافي السعودي الصيني 2025
  • وزير الثقافة ونظيره الصيني يوقعان البرنامج التنفيذي لإقامة العام الثقافي السعودي الصيني 2025
  • بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي.. جامعة حلوان تبحث سُبل دعم النوابغ و المبتكرين
  • أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية في «الشارقة للكتاب»
  • أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية في معرض الشارقة للكتاب
  • سلطان القاسمي يتفقد عدداً من المشروعات الثقافية في منطقة قلب الشارقة
  • أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية في “الشارقة الدولي للكتاب 2024”
  • فعالية فلكية نظمتها أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك