هجوم رواد مواقع التواصل الاجتماعي على هيثم مصطفى جاء بعد تشجيعه السافر للجيش السوداني على الاستمرار في الحرب وإقحام ذلك في الرياضة.

الخرطوم: التغيير

يواجه نجم الكرة السودانية السابق، المحلل الرياضي حالياً هيثم مصطفى، حمله إسفيرية واسعة وانتقادات لاذعة لخلطه بين السياسة والرياضة والابتعاد عن أهداف كرة القدم- حسب مهاجميه.

وقوبل محلل قنوات (بي إن سبورت) الرياضية، بنقد واسع ولاذع في منصات التواصل الاجتماعي، عقب وقوفه الواضح مع أحد طرفي الحرب الدائرة في البلاد، واستخدامه ألفاظاً سوقية، وإقحام الأحداث الرياضية في الصراع السياسي، واتهمه كثيرون بضعف القدرات التحليلية والبعد عن الاحترافية.

عدم احترافية

وعلى صفحته الرسمية بمنصة (فيسبوك) تتنوع موضوعات هيثم مصطفى لاعب منتخب السودان وناديي القمة الهلال والمريخ السابق، ولا تقتصر على كرة القدم فقط.

ووجه متداخلون على صفحته صوت لوم كبير لهيثم مصطفى، وطالبوه بالتركيز على كرة القدم حسب تعريف الصفحة بأنها رياضية وتهتم بكرة القدم.

وعاب عليه هؤلاء عدم الاحترافية واستخدام عبارات سوقية من قاموس الحرب الدائرة في السودان مثل (فتك) و(متك) و(واي) وغيرها.

وكان اللاعب الدولي السابق الملقب بـ(سيدا)، قد كتب منشوراً على صفحته هنأ فيه منتخب أوزباكستان بالفوز على دولة الإمارات العربية المتحدة قائلاً: “تتواصل الافراح بإنتصار المنتخب الاوزبكستاني الشقيق عاطر التحايا للأهل في اوزبكستان ومزيدا من الانتصارات.. #مبسوطين_اووي_اووي”.. مما جعل آلاف المعلقين يبدون استياءهم من انحدار مستوى التفكير- حسب تعبيرهم.

وطالب المتداخلون قائد منتخب السودان الأسبق بتعيين مشرفين على صفحته الرسمية لتواكب الاحترافية.

ديديه دروجبا تشجيع الحرب

ولا تخلو صفحة هيثم مصطفى من الخلط بين الرياضة والسياسة وهو ذات ما يفعله في استديوهات (بي إن سبورت)، حيث يحاول دائما الزج بانتصارات الجيش السوداني خلال المعارك وأخباره في الرياضة وكرة القدم، وفي تحليله عقب فوز منتخب السودان على غانا أشار إلى جنود الجيش المقاتلين في ميدان الحرب وقال إنهم فرحين وسيستمرون في الانتصارات لمزيد من الأفراح.

وتعليقاً على أحد المتداخلين في صفحته كتب هيثم: “مبروووك لكل أبناء الوطن بإستثناء عملاء السفارات والبرغش”.

وعقدت بعض الصفحات على (فيسبوك) مقارنة بين دور هيثم مصطفى وسلوكه، وموقف العاجي الدولي السابق ديديه دروجبا الذي كان ضد الحرب في ساحل العاج وقاد زملاءه في مبادرات لإيقاف الحرب وخاطب أهل بلاده بأن يتوحدوا، وخلال أسابيع انقلبت الأوضاع تماماً، ووقع جانبا الصراع على اتفاق لوقف إطلاق النار في ذلك الوقت.

واستنكر بعض السودانيين مناداة هيثم باستمرار الحرب بدلاً عن دعم مبادرات إيقافها، وعابوا عليه إقحامها في استوديوهات التحليل الرياضي.

السخط على مصطفى، جعل كثيراً من منتقديه يتحدثون عن تجربته الفاشلة في التدريب، وتجربة انتقاله للمريخ الند التقليدي للهلال بعد سنوات طويلة قضاها في القلعة الزرقاء، معتبرين ذلك مؤشراً لعدم وفائه واحترامه لتاريخه الطويل الذي جعله نغمة في أفواه المشجعين الذين هتفوا له مراراً (برنس) أو (سيدا).

هيثم

وإبان ثورة ديسمبر المجيدة التي جاءت بحكومة مدنية قدم هيثم الملقب أيضاً بـ(البرنس) برنامجاً على (يوتيوب) خصصه للهجوم على السياسيين في الفترة الانتقالية والشكوى من ضنك العيش.

وعقب انقلاب 25 اكتوبر الذي نفذه قائد الجيش عبد الفتاح البرهان على الحكومة المدنية، لم يتحدث هيثم مطلقاً ولزم الصمت وهو ذات ما فعله حيال مجزرة فض الاعتصام، الأمر الذي جلب عليه الكثير من السخط والانتقادات، باعتباره موالياً للعسكر وضد القوى المدنية.

ودفعت مواقف هيثم كثيرين للتركيز على أدائه التحليلي وتصيد أخطائه، ليصفوه بأنه بعيد عن الاحترافية في التحليل الرياضي ولا يمتلك المؤهلات المناسبة ويردد عبارات معينة، ولا يضيف جديداً، وطالبه معلقون على (فيسبوك) بالتركيز على مواضيع الرياضة وكرة القدم والتعلم من بقية محللي (بي إن سبورت) مثل محمد أبو تريكة ووائل جمعة وغيرهم إذا ما أراد التطور في مشواره المهني.

الوسومالجيش الحرب الدعم السريع السودان المريخ الهلال بي إن سبورت ثورة ديسمبر ديدييه دروجبا ساحل العاج غانا محمد أبو تريكة هيثم مصطفى وائل جمعة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحرب الدعم السريع السودان المريخ الهلال بي إن سبورت ثورة ديسمبر ساحل العاج غانا محمد أبو تريكة هيثم مصطفى وائل جمعة بی إن سبورت هیثم مصطفى على صفحته

إقرأ أيضاً:

فاتورة التشخيص الخاطئ للحرب علي الأبواب – إحنا فرحانين أوي أوي

فاتورة التشخيص الخاطئ للحرب علي الأبواب – إحنا فرحانين أوي أوي:
معتصم أقرع
مع بداية الحرب ظهرت أربع مواقف منها من أربع معسكرات هي:
1. معسكر الجنجويد وأنصارهم بالعلني أو العرفي.
2. معسكر داعم للجيش بلا شروط ولا تهمه قضايا الديمقراطية ومدنية الحكم.
3. معسكر معروف بمناصرة الديمقراطية في عشرات السنين وقف بحزم ضد الجنجويد ويري أنهم ليسوا بديلا مناسبا لجيش أو دولة مهما كانت عيوبهما . وقال هذا المعسكر أن من أهم أبعاد هذه الحرب إنها حرب الجنجويد ضد الدولة السودانية وضد المواطن السوداني المدني. ويري هذا المعسكر أن أولوية هذه اللحظة الحرجة هي التصدي لعنف الجنجويد وهذا لا يعني أي تغيير في مواقف هذا المعسكر المعروفة عن ضرورة المدنية والديمقراطية بعد صد الغزو الجنجويدي.
4. معسكر رابع جادل بان هذه حرب بين طرفين متساويين في السوء يصح الحياد فيها إذ إنها حرب بين جنجويد وكيزان أو جيش كيزان أو جيش خطفه الكيزان. وفي كل الأحوال هي حرب بين طرفي نزاع إجراميين بنفس درجة أو بفرق مقدار لا يهم. ولم يلاحظ هذا المعسكر وقع الحرب علي أكثر من أربعين مليون سوداني واكتفي بتشخيصه بانها حرب بين جنجا وكيزان أو جيشهم وكان الحرب تدور في صحراء بيوضة لا في بيوت الشعب وملابسه الداخلية.
يهمني هنا التعليق علي ما يترتب علي موقف آخر معسكرين.
مع إنتصارات الجيش، والفرحة العارمة التي عمت الشعب السوداني بالعودة إلي مدنه وقراه بعد طرد الجنجويد، لم ير معسكر الوقوف مع الدولة غضاضة في الإحتفال مع الشعب السوداني ولم يصبه أي حرج فرحي لان تشخيصه كان أنها حرب الشعب والدولة ضد غزو أجنبي علي يد ميليشا إقطاعية تملكها أسرة. وبالتالي فإن الإنتصار هو هو إنتصار الدولة والشعب وليس إنتصارا لكيزان أو دكتاتورية عسكرية وبالتالي فان الفرح حلال.
ويري هذا المعسكر أن النصر تم بفضل مقاومة واسعة من الشعب السوداني تكاملت مساهماتها في ميدان القتال وميادين السياسة والإعلام والتضامن الإجتماعي والتكايا. فهو ليس نصر المؤسسة العسكرية وحدها ولا نصر كيزان – مع وجود الإسهام الواضح والهام لهذين الكيانين، كيزان وجيش، كجزء من إسهام قطاعات الشعب الأخري.
إذن معسكر الوقوف مع الدولة السودانية ضد الغزو الأجنبي الهمجي يفرح ويحتفل مع الشعب السوداني بلا عقد ويري في فرحه إمتدادا لدفاعه عن سلامة الشعب والدولة بدون أي تماهي مع كيزان. ولا يعطي فرحه الجيش شيك علي بياض ولايتنازل قيد شعرة عن مواقف تاريخية داعية للديمقراطية والحكم الرشيد.
ولكن معسكر الحياد الذي قال أنها حرب بين جنجويد وجيش كيزان موجبة للحياد والتعويل علي توازن ضعف بين الطرفين (نظرية الدرون) يجد نفسه في ضيق هذه الأيام. فهو لا يستطيع أن يفرح بفرح الشعب لان كل نظريته عن الحرب يترتب عليها أن هذا النصر نصر الكيزان أو نصر جيش الكيزان.
ويترتب علي نظريته إن إحتفال الشعب بما أنجزه الجيش هو إحتفال بالكيزان وبالحكم العسكري. وهذا إستنتاج خاطئ بني علي تشخيص خاطئ، فهذا الشعب يحتفل بوجود جيش ومؤسسات دولته وهي تقوم بواجبها الدستوري ويحتفل بحقه في الحياة الامنة ولا يحتفل بدكتاتورية أو كيزان قال رايه فيهما في ١١ أبريل ٢٠١٩ . التحليل الخاطئ لطبيعة الحرب في النهاية يهدي هذا النصر للكيزان والجيش وهذا ربما هو أشهر هدف يحرزه فريق سياسي في مرماه.
وكل هذا لا يعني أن مستقبل السودان قد تم حسمه. إذ يظل المستقبل مفتوحا علي إحتمالات مرعبة مثل مضاعفة التدخل الخارجي ووصول جماعات جهادية أجنبية وإنهيار شامل لما تبقي من أجهزة الدولة. هذه إحتمالات تظل موجودة ولكنها لا تغير في مغزي هذا المقال ولا تطعن فيه وإنما تشير لاهمية العودة للتموقع الصحيح في هذه الحرب، قبل فوات الأوان، والكف عن القبول بدمار الوطن نكاية بكيزان أصابوا عقل صفوة معتوهة بالهوس وشيئ من الكبسة.
ومن هنا يتضح أن النجاح السياسي التاريخي للكيزان لم يكن نتيجة لعبقرية خاصة وإنما لضعف خصومهم النظري والحركي. يكفي الكيزان الجلوس في بروش صلاتهم ليتلذذوا بمنظر خصومهم يحرقون أنفسهم كموكب جثث هندوسى عزل نفسه من شعب واطلق النار علي أنصاره الحقيقيين.
ولو سكت معسكر الحياد وفقد الشغف كما يفعل الآن، تتضح له ولخصومه عزلته عن الشعب في أهم واصعب تجربة في تاريخه. وهذه العزلة عن الشعب في خضم محنة تاريخية ستترتب عليها فواتير سياسية صعبة في مستقبل الأيام.
نلاحظ أن أعدادا كبيرة من هذا المعسكر تنازلت وافتت بجواز الفرح بخروج الجنجويد من مدني وسنجة وغيرهما (ثانك يو، لقد كان الشعب حقا في حوجة لهذه الرخصة) .
بدا خيار الحياد أسهل واكثر أمنا وحفظا للطهارة السياسية في البداية مع ما به من خذلان لشعب تم إغتصابه حرفيا ومجازا ولكنه يبدو مكلفا الآن وربما أرتفعت تكاليفه مع مستقبل الأيام لانه – إضافة للعزلة عن فرح الشعب فان هذا الموقف- وفر حبلا غليظا لشنق هذا المعسكر علي مقصلة خصومه ومنافسيه في الساحة السياسية. وسيسأل كثيرون في المستقبل عمن أحرز هذا الهدف في مرماهم إذ هو هدف ذاتي لم يحرزه لا كيزان ولا جيش.
أعتقد أن الفتوي بجواز الفرح بخروج الجنجويد لا تكفي. لان قانون الذكاء الأول يقول بأن تتوقف عن الحفر لو وجدت نفسك مزنوق في بئر. أو إذا أكتشفت أنك في القطار الخطأ عليك النزول في أول محطة لان تاخير النزول سيضاعف مسافة وكلفة العودة.
العبرة هي أن ما يبدو خيارا سهلا في بداية قد يكون الأكثر كلفة في قادم الأيام. وان هناك لحظات تاريخية لا تتوفر فيها خيارات سهلة أو كاملة النظافة. واهم من ذلك أن أسس بيع المخدرات ألا يتعاطي التاجر من البضاعة التي يبيعها لان في ذلك تدميره. كذلك في السياسة، لا تصدق دعايتك عن نفسك ولا عن أعداءك حتي لو كانوا كيزان. بل شيد مواقفك علي التحليل العلمي لا علي أساس دعاية مريحة كالأفيون.
المهم، إحنا فرحانين أوي أوي لا حرج فيها بفرحة الشعب وهزيمة الجنجويد ولا نري في ذلك تماهيا مع كوز أو حكم عسكري وسنظل ندعو للديمقراطية والمدنية وحقوق الإنسان.
ولا نري أن الدفاع عن حق الدولة في الوجود وحق المواطن في السلامة ورفض الغزو الأجنبي – لا نري في أي من ذلك دليلا علي تورط في إبادات حدثت في رواندا في عام ١٩٩٤ أو في أم برمبيطة السودانية في عام ٢٠٢٦.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [141]
  • لاعب الأهلي السابق يشتكي مودرن سبورن بعد فسخ عقده
  • مصطفى بكري: الجيش السوداني سيقضي على ميليشيا الدعم السريع
  • فاتورة التشخيص الخاطئ للحرب علي الأبواب – إحنا فرحانين أوي أوي
  • التبرع بالأجزاء !!
  • «غزة لأهلها ويجب حل الدولتين».. هجوم دولي واسع على ترامب بسبب مخطط تهجير الفلسطينين
  • الجيش السوداني: قواتنا تحرز تقدما كبيرا بالخرطوم وسيطرنا على منطقة الرميلة
  • غضب في الزمالك بسبب تصريحات هيثم فاروق.. تفاصيل
  • وزير الخارجية السوداني: نقترب من إنهاء الحرب واستعادة السيادة الكاملة
  • رهف القحطاني تخوض تجرب السقوط الحر بمساعدة مختص وتواجه هجومًا قويًا .. فيديو