صحيفة الخليج:
2025-10-16@04:30:11 GMT

مجالس المستقبل: البشرية دخلت حقبة «عصر الذكاء»

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

مجالس المستقبل: البشرية دخلت حقبة «عصر الذكاء»

دبي: «الخليج»
أكد المتحدثون في الجلسة الختامية للاجتماع السنوي لمجالس المستقبل العالمية 2024، أن البشرية دخلت حقبة جديدة هي حقبة «عصر الذكاء» الذي يصنع الفرص ويعزز الترابط ويصمم غداً أفضل للإنسان.
ورسم مسؤولون وخبراء وباحثون صورة إيجابية لمستقبل تنموي تستفيد فيه الاقتصادات والمجتمعات من تطبيقات التكنولوجيا والشراكات وآفاق التعاون لتعزيز الفرص المستقبلية الواعدة، التي شكلت العنوان الرئيسي لاجتماع مجالس المستقبل العالمية.


شارك في الجلسة الختامية إيما فيتزجيرالد المدير المستقل لـ«سيبلات للطاقة»، والبروفيسور إريك براينلوفوسون مدير مختبر الاقتصاد الرقمي في جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية، وخلفان بلهول الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وميجان بالمر مديرة المؤسسة الدولية للآلات المهندسة جينياً، وسمير ساران رئيس مؤسسة أوبزيرفر للأبحاث. وأدار الجلسة ميريك دوشيك، المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي.
إنتاجية ذكية
لفت إريك براينلوفوسون، إلى أن التقاطع بين التكنولوجيا والإنتاجية هو تقاطع مهم لمستقبل العمل والابتكار في أنماطه المستقبلية، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي ليس شيئاً جامداً نستثمر فيه ثم نطالب بالنتائج الفورية، وأن العمل على تطوير وتبني الذكاء الاصطناعي هو منظومة حيوية تكاملية بين مختلف القطاعات.
وقال إن الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لتعزيز قدرات القوى العاملة على أن تكون في المكان المناسب لمهاراتها وقدراتها وإمكاناتها الواعدة، داعياً الشركات وقطاعات الأعمال لمقاربة شمولية لتوظيف الذكاء الاصطناعي بشكل بنّاء في عملياتها.
تحوّل الطاقة
من جهتها، اعتبرت إيما فيتزجيرالد أنَّ تحوّل الطاقة شهد تحولات جذرية خلال العامين الماضيين، ويمكنه لعب دور في تعزيز التوازن والشمول في التنمية بين الشمال والجنوب العالمي، داعيةً إلى منظور جديد للعمل مستقبلاً يعتمد على تسريع هذا التحول وتنسيق الجهود على المستويات الوطنية والدولية من حيث الأهداف والتمويلات وخطط التنفيذ.
وقالت إن المطلوب هو التخطيط بشكل مشترك، والتعاون لتشكيل صناديق تمويل فاعلة، بالتركيز على القيمة التي يصل أثرها إلى جميع الفئات مع الاستفادة من رؤى صناع القرار والمسؤولين والخبراء لإيجاد لغة مشتركة في مقاربة مسألة تسريع تحوّل الطاقة بشكل شمولي.
مؤتمر للتكنولوجيا
دعا سمير ساران، لمواصلة الحوارات المستقبلية العالمية حتى في حالات عدم التوافق من أجل الوصول إلى أرضية مشتركة ينطلق منها الجميع، متحدثاً عن أهمية التعامل مع التحديات بمرونة في ظل تعدد الأقطاب وصعود القوى الدولية الوسيطة القادرة على أن تختار مواقف متوازنة في قطاعات مستقبلية حيوية مثل العمل المناخي، والتمويل الأخضر، وتحييد المخاطر.
وأكد أهمية الإصغاء لأصوات الدول كافة والتوافق على إطار عمل دولي مشترك في العمل المناخي، مشيداً بما حققته دولة الإمارات في مؤتمر الأطراف COP28 على مستوى وضع أطر عمل تحقق الإجماع وتشجع الجميع على المشاركة في الجهود المناخية.
أحياء تصنع الفرص
من جهتها، أشارت ميجان بالمر، إلى أن علوم الأحياء التركيبية ستستفيد من التكنولوجيا الحيوية في المستقبل القريب، لأنها تطور الأدوات القادرة على تصميم النظم المتكاملة المستدامة، وتستفيد من الذكاء الاصطناعي القادر اليوم على قراءة البيانات وتصنيفها وتركيبها وتحليلها، من أجل تطوير علاجات مبتكرة، ومواد جديدة، ولقاحات فاعلة، وزراعات ذكية، ومنتجات غذائية، ومواد بناء مستدامة.
وأكدت أن بإمكان 60% من المنتجات الموجودة اليوم أن تستفيد من أبحاث الأحياء التركيبية، قائلة إن جوائز نوبل لهذا العام شكلت تكريماً لقطاع الأحياء التركيبية والحيوية.
استشراف المستقبل
لفت خلفان بلهول، إلى أن مؤسسة دبي للمستقبل هي مختبر دبي ودولة الإمارات، وتعكس رؤية قيادة الدولة وتترجم دعوة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من منصة القمة العالمية للحكومات قبل سنوات لمأسسة استشراف المستقبل وتوفير منصة عالمية لأدواته ومنظومته المتكاملة.
وأكد أهمية الاستشراف المشترك العابر للقطاعات والتخصصات في تصور وتصميم وتنفيذ المستقبل، بالاستفادة من برامج المسرعات وجذب المواهب وتمكين الكفاءات وتوسيع القدرات وبناء أطر تنظيمية مرنة.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل إن العلاقة التي بنتها مؤسسة دبي للمستقبل مع مجالس المستقبل العالمية، لاسيما في تخصصات الميتافيرس والذكاء الاصطناعي واستشراف مستقبل القطاعات الحيوية، هي علاقة ممتدة ستستمر وتنمو.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات الذکاء الاصطناعی دبی للمستقبل

إقرأ أيضاً:

بين الحقيقة والتحيز.. كيف أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في صناعة الأخبار؟

يبدو أن الذكاء الاصطناعي أصبح الكهرباء الجديدة لعالم الصحافة والإعلام، فكما غيرت الكهرباء وجه الحياة قبل قرن، يغير الذكاء الاصطناعي اليوم ملامح الصحافة الحديثة، فهو يوظف الخوارزميات والبرامج الذكية لأداء مهام كانت تتطلب ذكاء بشريًا، بدءًا من أتمتة العمليات الروتينية كتحرير النصوص وتنسيق البيانات، وصولا إلى المساعدة في البحث والتحقق من الحقائق بسرعة ودقة غير مسبوقين.

ومع ذلك، لا يسعى الذكاء الاصطناعي إلى إقصاء الصحفي البشري، بل إلى تمكينه، إذ يتيح له وقتًا أكبر للتركيز على القصص التحليلية العميقة وصناعة محتوى أكثر تأثيرا.

وبينما يسرّع هذا التحول إنتاج الأخبار ويعمّق أساليب معالجتها، فإنه يفتح في المقابل نقاشًا واسعًا حول المصداقية، والأخلاقيات، وحدود الاعتماد على الآلة في سرد الحقيقة.

هناك تحديات مهمة تتعلق بدقة المعلومات وموثوقيّتها وإمكانية ظهور تحيّزات خفية بالمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي (شترستوك)كيف يعيد الذكاء الاصطناعي صياغة العمل الصحفي؟

بعد أن أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا حيويًا للصحفيين، بَدأ يغيّر طريقة إعداد الأخبار بشكل ملموس. وأحد أهم عناصره هو معالجة اللغة الطبيعية "إن إل بي" (NLP) التي تمكن الحواسيب من فهم لغة البشر، مما يساعد الصحفيين على تحليل كميات ضخمة من البيانات بسرعة، واكتشاف الاتجاهات، وإعداد تقارير دقيقة.

كما يساهم التعلم الآلي (Machine Learning) في تعزيز هذه المهام، إذ يسمح للخوارزميات بالتعلم من المعلومات السابقة والتنبؤ بالنتائج المستقبلية، وهذا مفيد بشكل خاص في الصحافة الاستقصائية، حيث يكشف عن قصص خفية ضمن بيانات معقدة.

ولِفهم هذا التأثير بشكل أوضح، يمكن النظر في أبرز الطرق التي ساعد بها الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الصحفي:

تبسيط العمل بالأتمتة

غيّرت أدوات الذكاء الاصطناعي طريقة عمل غرف الأخبار، إذ تسمح أتمتة المهام البسيطة مثل جمع المعلومات وإعداد التقارير الأساسية للصحفيين بالتركيز على القصص الأكثر تعقيدًا التي تتطلب مهارات التفكير النقدي وفهم السياق.

إعلان

وهذا لا يجعل العمل أسهل فحسب، بل يساعد المؤسسات الإعلامية على تلبية الطلب المتزايد على المحتوى.

إنتاج أسرع وتغطية أوسع

يتيح الذكاء الاصطناعي معالجة كمّ هائل من المعلومات بسرعة، مما يجعل كتابة المقالات أسرع من البشر، خصوصا في الأخبار المتسارعة مثل التقارير المالية أو التحديثات الرياضية.

كما يمكنه مراجعة مصادر متعددة في وقت واحد، مما يسمح بتقديم محتوى أكثر تنوعا وتغطية مواضيع أوسع للقراء.

تنويع المصادر وتقليل التحيز

تعتمد الصحافة الجيدة على مصادر متنوعة لتقديم رؤية متوازنة. وفي هذا السياق، تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي في تقليل التحيز من خلال التعامل مع مصادر متعددة و"إنصاف المعلومات".

بين الحقيقة والتحيّز

مع كل هذه القدرات في تسريع العمل وتحسين التغطية، تبرز أيضًا تحديات مهمة تتعلق بدقة المعلومات وموثوقيّتها، وكذلك إمكانية ظهور تحيّزات خفية في المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي.

لقد غيّر الذكاء الاصطناعي طريقة عمل الصحفيين، بل وحتى كيفية حصول الجمهور على الأخبار، كما ساعدت النماذج التنبؤية على تحليل اهتمامات الجمهور وتوقّع ميولهم، مما مكن المؤسسات الإعلامية من إنتاج معلومات أكثر ملاءمة وارتباطًا باهتمامات القرّاء.

ولعلّ أبرز الأمثلة على ذلك استخدام أدوات مثل "بلو دوت" (BlueDot) التي تمكنت من توقع انتشار أمراض مثل "كوفيد-19" من خلال تحليل البيانات المستخلصة من التقارير الإخبارية وأنماط السفر.

كما تُستخدم أدوات التنبؤ بالمخاطر في التغطية الصحية لتقدير احتمالات تفشي الأمراض بالاعتماد على عوامل مثل تغيّر المناخ والكثافة السكانية.

وإضافة إلى ذلك، ساهمت تقنية معالجة اللغة الطبيعية "إن إل بي" في إنتاج أخبار دقيقة وسريعة تتعلق بالمواضيع الصحية، إذ تمكن الصحفيين من تبسيط نتائج الدراسات الطبية المعقدة وتحديث التوجيهات الصحية العامة بلغة مفهومة وسريعة الانتشار.

وتسرّع هذه التطورات بلا شك العمل وتزيد من دقته، لكنها في الوقت نفسه تعيد تشكيل المفاهيم التقليدية حول كيفية إنتاج الأخبار ونشرها، لتطرح أمام الصحافة أسئلة جديدة عن المصداقية، والتحقق، وحدود تدخل الآلة في صياغة الحقيقة.

فرغم ما يقدمه الذكاء الاصطناعي من إمكانات مذهلة، فإن القلق يزداد بشأن الدقة والموثوقية، والتحيّز في الأخبار المنتجة بواسطته.

ويتمثل القلق الأول في الدقة في الكتابة بالذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد أدوات الكتابة الذكية بشكل كبير على البيانات التي تحصل عليها وطريقة تصميمها، لذلك قد تفشل أحيانا في فهم المعاني الضمنية أو الأفكار العميقة، مما يجعل المحتوى أقل دقة.

وعلى سبيل المثال، قد يجد الذكاء الاصطناعي صعوبة في فهم السخرية أو التهكم، وهو ما قد يسبب أخطاءً في نقل المعنى المقصود أو في تفسير تصريحات حساسة.

أما القلق الثاني، فهو أن موثوقية الأخبار المنتجة بالذكاء الاصطناعي تعتمد على جودة وخلفية البيانات التي تمّ تدريب النموذج عليها. فإذا كانت البيانات منحازة أو غير متوازنة، فستظهر هذه الانحيازات في النتائج، مما يجعل المحتوى أقل موثوقية.

وعلى سبيل المثال، يمكن أن تقدم أدوات مثل "شات جي بي تي" و"كلود" و"جيميناي" معلومات متحيزة إذا كانت بيانات تدريبها متحيزة. وكذلك الحال مع أدوات أخرى مثل "بارد" (Bard) و"دال إي" (Dall-E) و"لاما 2″ إذ تعتمد دقتها وموضوعيّتها على جودة البيانات التي تعلمت منها.

مع كثرة الاعتماد على النماذج الذكية بجمع الأخبار وصياغتها تزداد الحاجة لنقاشات مستمرة حول أخلاقيات المهنة الصحفية وحدود المسؤولية التحريرية (غيتي إيميجز)نحو صحافة أكثر وعيًا بالآلة

رغم هذه التحديات يمكن اتخاذ خطوات للتقليل من الأخطاء والتحيزات في الكتابة بالذكاء الاصطناعي، مثل:

إعلان

المراجعة البشرية للمحتوى: مراجعة الصحفيين للنصوص التي ينتجها الذكاء الاصطناعي قبل النشر تساعد في كشف الأخطاء أو التحيزات الواضحة، وتعيد للمحتوى حسّه الإنساني.

رصد التحيّز في الذكاء الاصطناعي: استخدام أدوات ذكية لكشف وتصحيح التحيّز في بيانات التدريب يقلل من إنتاج تقارير منحازة.

وعلى سبيل المثال، بعض النماذج الحديثة مثل "شات جي بي تي 5″ و"كلود 4 سونيت" (Claude 4 Sonnet) تمتلك خصائص متقدمة في اكتشاف هذا النوع من التحيز.

استخدام أدوات متعددة للتحقق من الحقائق: مراجعة المعلومات عبر أكثر من نموذج ذكاء اصطناعي تسمح بالمقارنة بين مصادر مختلفة، مما يزيد الموثوقية. ومن الأفضل الاعتماد على الإصدارات الأحدث مثل "شات جي بي تي 5" لضمان تحقُّق شامل من الحقائق.

جدل واقعي حول الذكاء الاصطناعي بالصحافة

لا تقتصر تساؤلات الدقة والموثوقية على الجوانب النظرية فحسب، بل تجسدت في حالات واقعية أثارت نقاشًا عالميًا واسعًا حول حدود الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي.

ومن أبرز هذه الحالات قرار شركة "أوبن إيه آي" تقييد إصدار نموذجها اللغوي المتقدم "جي بي تي 2" في البداية، خشية استخدامه في نشر معلومات مضللة أو أخبار زائفة، ثم المواقف المشابهة التي صاحبت تطوير النماذج الأحدث مثل "شات جي بي تي 5" التي وُصفت بأنها قادرة على إنتاج نصوص مقنعة يصعب تمييزها عن الكتابة البشرية.

وبينما رأى البعض أن تقييد النشر خطوة مسؤولة لتجنب إساءة الاستخدام، اعتبر آخرون ذلك شكلا من الرقابة الذاتية التي قد تبطئ التقدم في هذا المجال.

ولم يتوقف الجدل عند هذه الشركات، إذ أثار ظهور المذيع الإخباري الذي طورته وكالة شينخوا (Xinhua) الصينية نقاشًا واسعا حول ما إذا كان حقيقيًا أم مجرد محاكاة رقمية بالكامل.

فقد رأى البعض فيه ثورة تقنية في تقديم الأخبار، بينما عبّر آخرون عن قلقهم من أن يؤدي إلى تراجع الثقة بالمصادر الإخبارية أو استبدال المذيعين البشر تدريجيًا.

أما في العالم الصحفي الغربي، فقد تصاعد الجدل بعد حادثة أثارتها أداة الكتابة الآلية "رايت سونيك" (WriteSonic). فبعد فوز الفيلم الوثائقي "نافالني" (Navalny) بجائزةِ الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، نشر موقع "ذا غرايزون" (The Grayzone) مقالا للصحفية لوسي كوميزار ينتقد الفيلم بشدّة.

لكن سرعان ما اكتُشف أن المقال احتوى على روابط ومراجع غير صحيحة، ليتبيّن لاحقًا أنه كُتب بالكامل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وقد أعاد هذا الحادث النقاش حول مسؤولية التحقق والمراجعة التحريرية عند استخدام أدوات الكتابة الذكية في إعداد المحتوى الصحفي.

وردّا على ذلك، أوضحت كوميزار أنها استعانت بمعلومات من أداة "شات سونيك" (Chatsonic) وهي منصة تتبع "رايت سونيك" تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإنشاء المحتوى بالاعتماد على نتائج بحث غوغل المحدثة.

وتعمل "شات سونيك" على توليد نصوص تساعد الكتّاب على جمع وتحليل المعلومات بسرعة، لكنّها في الوقت نفسه تفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى دقة هذه المعلومات ومصادرها، خاصة عندما تستخدم في مواد صحفية حساسة.

أدوات الذكاء الاصطناعي غيّرت طريقة عمل غرف الأخبار (مولدة بالذكاء الاصطناعي)الصحافة أمام سؤال الضمير

يثير استخدام الصحفية كوميزار لأداة "شات سونيك" تساؤلات جوهرية حول حدود التعاون بين الصحافة والذكاء الاصطناعي، وتأثير هذه الأدوات على عملية الكتابة ذاتها.

فمن جهة، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يوفر للصحفيين والكُتّاب وسيلة سريعة لجمع وتحليل المعلومات، مما يختصر الوقت ويسهل الوصول إلى بيانات دقيقة في وقت قصير.

لكن من جهة أخرى، يبرز القلق الأخلاقي المتعلق بمدى التحقق من الحقائق والشفافية في الإفصاح عن استخدام هذه الأدوات في إعداد المحتوى.

وتسلط هذه الحالة الضوء على التحول الكبير الذي يشهده الإعلام المعاصر، إذ لم يعد التحدي في استخدام الذكاء الاصطناعي فحسب، بل في كيفية استخدامه بطريقة تحافظ على الثقة والمصداقية.

إعلان

ومع تزايد الاعتماد على النماذج الذكية في جمع الأخبار وصياغتها، تزداد الحاجة إلى نقاشات مستمرة حول أخلاقيات المهنة الصحفية وحدود المسؤولية التحريرية، لضمان بقاء الحقيقة في صميم العمل الإعلامي رغم سرعة التطور التقني.

العقل البشري لا يُستبدل

في نهاية المطاف، يظل العقل الإبداعي البشري حجر الزاوية في الصحافة، فهو القادر على التفسير، والتحليل، وربط الأحداث ببصيرة واسعة المدى، وهو الذي يمتلك القدرة على استيعاب السياق الاجتماعي والثقافي والسياسي لكل قصة.

ولا يمكن لأي خوارزمية أو نموذج ذكاء اصطناعي أن يضاهي قدرة الصحفي على التعلم من البيئة والتفاعل الواقعي مع الأحداث، أو الإحساس بالفروق الدقيقة بين الحقيقة والرأي، وبين السخرية والتلميح، وبين الظاهر والمضمون.

وفي عالم تتزايد فيه التحيزات والمصالح المتشابكة، تتأكد الحاجة إلى هذا الحس الإنساني أكثر من أي وقت مضى. فقد ذكر موقع "ريسبنسوبل ستيت كرافت" الأميركي أن الحكومة الإسرائيلية أبرمت عقدا بقيمة 6 ملايين دولار مع شركة "كلوك تاور" الأميركية لإنتاج محتوى إعلامي يهدف إلى التأثير على نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" لتبني روايات أكثر انحيازا لإسرائيل.

وهو مثال حيّ على الكيفية التي يمكن أن تُستغل بها هذه التقنيات لتوجيه السرد الإعلامي العالمي، لذلك تظل المهارة البشرية في كشف الأجندات الخفية وفهم السياقات المعقدة وإعطاء الصوت للحقائق المهمة هي ما يميّز العمل الصحفي الحقيقي عن مجرد إنتاج معلومات آلية.

مقالات مشابهة

  • مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025 ترسم مسارات مستقبل التطور التكنولوجي
  • انطلاق اجتماعات «مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني» في دبي
  • «مجالس المستقبل العالمية».. منصة دولية لتطوير الحلول المستقبلية
  • المستقبل الوظيفي في ظل الذكاء الاصطناعي.. ندوة بآداب بنها
  • بين الحقيقة والتحيز.. كيف أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في صناعة الأخبار؟
  • «السواحه» يجتمع مع مارك زوكربيرغ لتعزيز الشراكات التقنية في الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • وزير التعليم: بدأنا تدريس مناهج الذكاء الاصطناعي لخلق جيلٍ رقميٍّ مؤهلٍ للمستقبل
  • هواوي: الذكاء الاصطناعي سيرفع الناتج المحلي ومصر تتحرك في 6 محاور لبناء المستقبل
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي