لماذا يُكافئ بايدن نتانياهو رغم تخطيه "الخطوط الحمراء"؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
يرى أستاذ الصحافة في جامعة نيويورك محمد بزي، أنه على الرغم من الوعود الكثيرة التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس الأمريكي بشأن كبح جماح الهجمات الإسرائيلية على غزة، إلا أنه تخطاها جميعها خلال الأيام الأخيرة الماضية، ما يؤكد أن "بايدن متواطئ في إفلات إسرائيل من العقاب".
خلال العام الماضي، عندما تخطى بنيامين نتانياهو "الخط الأحمر" الذي فرضته الولايات المتحدة واحداً تلو الآخر في حرب إسرائيل الوحشية على غزة، أصر جو بايدن وإدارته العاجزة على أنهم لا يريدون أن يمتد الصراع إلى لبنان المجاور وما وراءه.
وتم تهجير أكثر من مليون شخص، حيث توسع إسرائيل هجومها على ما تدعي أنه "معاقل" لحزب الله.
Netanyahu crosses every red-line and yet is rewarded with more weapons. Why? | Mohamad Bazzi https://t.co/yzovkddtNb
— The Guardian (@guardian) October 17, 2024 مكافئة نتانياهووتساءل بزي، وهو مدير مركز هاكوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، في تقريره في صحيفة "غارديان" البريطانية: كيف رد بايدن على عناد نتانياهو الأخير والإذلال المستمر للإدارة الأمريكية؟ قبل أن يجيب ساخراً "يواصل بايدن إرسال المزيد من الأسلحة الأمريكية والدعم العسكري لإسرائيل".
أعلن البنتاغون، الأحد، أنه ينشر أحد أنظمة الدفاع الصاروخي الأكثر تقدماً في إسرائيل، إلى جانب حوالي 100 جندي أمريكي لتشغيله. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها واشنطن علناً قوات أمريكية في إسرائيل منذ أن شنت حكومة نتانياهو حربها على غزة بعد هجوم حماس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التي تشارك فيها نائبه يرسل بايدن كامالا هاريس في مواجهة الجمهوري دونالد ترامب، الذي حقق مكاسب مع الناخبين المتأرجحين من خلال التعهد بتقليص التدخل العسكري الأمريكي في الخارج. لا يزال بايدن يتورط بشكل أعمق في صراع إقليمي حرض عليه نتانياهو إلى حد كبير خلال العام الماضي.
ويقول بزي إن هذا هو أحدث مثال على فشل بايدن في فرض أي عواقب على نتانياهو بينما يوسع حرب غزة إلى حرب إقليمية مع غزو لبنان ومواجهة جديدة مع إيران.
People in Lebanon are enduring the worst humanitarian crisis in decades.
With Israeli airstrikes intensifying and expanding, essential services in the south are close to collapse.
Ceasefire + diplomacy now.https://t.co/sVc2laaXsh
في 1 أكتوبر (تشرين الأول)، أطلقت إيران وابلاً من أكثر من 180 صاروخاً باليستياً ضد إسرائيل، حيث قالت طهران إنها كانت تنتقم من سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المدمرة على حزب الله، أساس ما يسمى بـ "محور المقاومة" الإيراني وأقوى ميليشيا وحزب سياسي في لبنان.
وكانت إسرائيل، قتلت أيضاً زعيم حزب الله حسن نصر الله، في غارة جوية على جنوب بيروت في 27 سبتمبر (أيلول).
وتعهدت كذلك بالرد على الضربة الصاروخية الإيرانية الأخيرة، مخاطرة بحرب إقليمية أوسع يمكن أن تجر الولايات المتحدة إلى صراع مباشر مع إيران وشبكتها من الميليشيات المتحالفة معها في لبنان واليمن وسوريا والعراق.
ومع كل هذا، حاولت إدارة بايدن فرض "خطوط حمراء" جديدة على نتانياهو وحكومته اليمينية، وحثت إسرائيل على عدم مهاجمة إنتاج النفط الإيراني أو مواقع التخصيب النووي، مما قد يؤدي إلى رد إيراني قاس ويدور في مواجهة أكبر.
وحسبما ورد قال مسؤولون إسرائيليون للولايات المتحدة إنهم سيتجنبون استهداف النفط والبنية التحتية والمواقع النووية الإيرانية.
Pres. Biden authorizes sending an anti-missile system and 100 more troops to Israel amid fallout from Iran missile attack. @mattgutmanabc reports. pic.twitter.com/dIiwx8fp7p
— Good Morning America (@GMA) October 14, 2024 انتهاك الوعودكما انتهك نتانياهو العديد من الوعود لبايدن بكبح الهجمات الإسرائيلية على غزة، ومؤخراً في لبنان. وخرب مراراً المفاوضات لوقف إطلاق النار واتفاق الرهائن مع حماس في غزة، وتراجع عن اتفاق الشهر الماضي مع الولايات المتحدة وفرنسا لوقف إطلاق نار مؤقت مع حزب الله في لبنان.
ويرى الكاتب أن قرار البنتاغون بنشر نظام الدفاع الصاروخي ثاد، جنباً إلى جنب مع القوات الأمريكية، في إسرائيل، يمكن أن يشجع نتانياهو على تقويض إدارة بايدن مرة أخرى بهجوم واسع النطاق على إيران.
على الرغم من إصراره على أنه لا يريد حرباً أوسع، إلا أن بايدن يواصل مكافأة نتانياهو على توسيع الصراع، ويؤكد له أن الولايات المتحدة ستنقذ إسرائيل بغض النظر عما تفعله.
ويشير الكاتب إلى أن تكاليف الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مذهلة، وقد تم حمايتها إلى حد كبير من التدقيق العام حيث استخدمت إدارة بايدن أساليب مختلفة لتسريع شحنات الأسلحة وتجنب المراجعة من قبل أعضاء الكونغرس.
Trump Has Clear Edge on Handling Israel, Ukraine Wars, WSJ Poll Shows https://t.co/7gi4FTgcTd via @WSJ
— Nino Brodin (@Orgetorix) October 13, 2024 إنفاق سخيوأرسلت واشنطن إلى إسرائيل ما يقرب من 18 مليار دولار من الأسلحة والمساعدات الأخرى خلال العام الماضي، وفقاً لتقرير أعده مشروع "تكاليف الحرب" التابع لجامعة براون. علاوة على المساعدات المباشرة لإسرائيل، تكبدت الولايات المتحدة 4.8 مليار دولار من الإنفاق العسكري الإضافي في الشرق الأوسط بسبب الصراع.
ويقول بزي إن إنفاق إدارة بايدن ما لا يقل عن 22.7 مليار دولار في جهودها لدعم حكومة نتانياهو يفاجئ العديد من دافعي الضرائب الأمريكيين الذين يدفعون الفاتورة في وقت تكافح فيه واشنطن لتقليص التضخم.
????????????????????Israeli officials say Israel will launch a "significant retaliation" to Tuesday's massive missile attack within days that could target oil production facilities inside Iran and other strategic sites. My story on @axios https://t.co/lPDFNPenfm
— Barak Ravid (@BarakRavid) October 2, 2024تعد واشنطن أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، حيث تقدم ما لا يقل عن 3.8 مليار دولار مساعدات عسكرية سنوياً. إسرائيل هي أكبر متلقي تراكمي للمساعدات الخارجية الأمريكية في العالم، حيث تلقت حوالي 310 مليار دولار (معدلة للتضخم) منذ تأسيس الدولة اليهودية في عام 1948.
وبعد هجوم حماس العام الماضي، أعلن بايدن دعمه المطلق لإسرائيل وقادتها.
ولكن سرعان ما أصبح واضحاً أن استراتيجية بايدن وهي ما أطلق عليها "عناق الدب"، ستفشل بشكل مذهل، حيث قام الزعيم الإسرائيلي بتقويض وإهانة بايدن في كل فرصة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية نتانياهو لبنان الانتخابات كامالا هاريس حزب الله الضربة الصاروخية الهجمات الإسرائيلية إطلاق نار مؤقت هجوم واسع النطاق إدارة بايدن دافعي الضرائب هجوم حماس عام على حرب غزة غزة وإسرائيل بايدن كامالا هاريس ترامب نتانياهو إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة العام الماضی إدارة بایدن ملیار دولار فی لبنان على غزة
إقرأ أيضاً:
لماذا يحاول بايدن استفزاز بوتين قبل مغادرته البيت الأبيض؟
واشنطن- بعد أكثر من عامين ونصف من الحرب الروسية الأوكرانية، وافقت إدارة الرئيس جو بايدن على منح أوكرانيا الضوء الأخضر لاستخدام الصواريخ التكتيكية الأميركية الصنع من طراز "أتاكمز" (ATACMS)، لشن ضربات داخل العمق الروسي.
ورفض البيت الأبيض على مدار أكثر من 30 شهرا الموافقة على طلب أوكرانيا شن ضربات داخل العمق الروسي بأسلحة أميركية، خشية أن يكون ذلك تصعيدا.
جدير بالذكر أن أوكرانيا قدمت طلبات لاستخدام نظم المدفعية من طراز "هيمارس" (HIMARS)، ودبابات أبرامز، ومقاتلات "إف 16″، ورفضت إدارة بايدن وراوغت، ثم وافقت في وقت لاحق.
View this post on InstagramA post shared by الجزيرة (@aljazeera)
وفي حديث للجزيرة نت، أكد خبير السياسة الخارجية الأميركية بجامعة "دارتموث" البروفيسور وليام وولفورث أن "قرار الإدارة يبدو معقولا بالنظر إلى أن روسيا تتقدم في العديد من جبهات القتال الرئيسية، ويقال إنها تستعد لهجوم مضاد في مناطق كورسك أوبلاست. وما لم تتمكن أوكرانيا على الأقل من الوصول إلى نقطة تعادل في القتال من خلال وقف الهجمات الروسية، فإن الدخول في مفاوضات من أي نوع سيكون كارثيا على كييف".
وأشار وولفورث إلى أن "مسؤولي إدارة بايدن رأوا تخفيف قيود استخدام أوكرانيا لصواريخ أتاكمز كرد على انتشار قوات كوريا الشمالية في ساحة القتال بمنطقة كورسك".
وأضاف أن التحليلات العسكرية الواردة من أوكرانيا تشير إلى أن "الوضع ليس جيدا، وأنه إذا أرادت الولايات المتحدة الحدّ من الخطر الحقيقي المتمثل في حدوث تحول دراماتيكي نحو الأسوأ، فقد تحتاج إلى بذل مزيد من الجهد قبل يناير/كانون الثاني المقبل، ويبدو أنها فعلت ذلك الآن".
ترحيب مبكر من الكونغرسفي مقابلة مع وسائل إعلام أوكرانية يوم الجمعة الماضي، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي إن كييف ترغب في إنهاء الحرب مع روسيا العام المقبل من خلال "الوسائل الدبلوماسية".
وتابع أنه متأكد من أن الحرب ستنتهي "في وقت أقرب" مما كانت ستنتهي عليه بمجرد أن يصبح دونالد ترامب رئيسا، "من المؤكد أن الحرب ستنتهي عاجلا مع سياسات الفريق الذي سيقود البيت الأبيض الآن. هذا هو نهجهم، ووعدهم لمواطنيهم".
وطالما حث أعضاء من كلا الحزبين في الكونغرس بايدن على تخفيف القواعد المتعلقة بكيفية استخدام أوكرانيا للأسلحة التي توفرها الولايات المتحدة.
Ukraine can’t properly defend itself if one hand is tied behind its back. Today’s news that the Biden Administration is finally allowing Ukraine to use some U.S.-provided ATACMS to strike limited targets within Russian territory is long overdue. For months, I have called on… https://t.co/Ld5SdbmYPE
— US Rep. Mike Turner (@RepMikeTurner) November 17, 2024
ورحب مايك تيرنر، النائب الجمهوري من ولاية أوهايو، ورئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب بهذه الأنباء.
وغرد تيرنر على منصة إكس قائلا "لا تستطيع أوكرانيا الدفاع عن نفسها بشكل صحيح إذا كانت إحدى يديها مقيدة خلف ظهرها. إن أخبار اليوم بأن إدارة بايدن تسمح أخيرا لأوكرانيا باستخدام بعض صواريخ أتاكمز التي توفرها الولايات المتحدة لضرب أهداف محدودة داخل الأراضي الروسية طال انتظارها، فمنذ أشهر اتصلت بالرئيس بايدن في محاولة لإزالة هذه القيود. كان على الرئيس بايدن الاستماع إلى مناشدات الرئيس زيلينسكي قبل ذلك بكثير".
وأضاف النائب الجمهوري "يواصل الرئيس بايدن فرض قيود على أوكرانيا تمنع الأوكرانيين من الدفاع عن أنفسهم، ويمنع ذلك الصراع من الانتهاء. هذه الخطوة الأولى ستضغط على فلاديمير بوتين مع عودة الرئيس المنتخب ترامب إلى البيت الأبيض للعمل على إنهاء هذه الحرب".
Biden’s decision to lift restrictions on Ukraine’s use of ATACMS in Russia is long-awaited progress. But it’s critical that authorized targets include Russian oil refineries, which pump out the lifeblood of the Kremlin’s war machine. pic.twitter.com/PufO7CF1a4
— Rep. Jake Auchincloss ???? (@RepAuchincloss) November 17, 2024
أما النائب الديمقراطي من ولاية ماساتشوستس جيك أوشينكلوس فقد طالب بضرب مصافي النفط الروسية، وغرد قائلا "قرار بايدن برفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا صواريخ أتاكمز في روسيا هو تقدم طال انتظاره. لكن من الأهمية بمكان أن تشمل الأهداف المصرح بها مصافي النفط الروسية التي تضخ الأموال والموارد لآلة حرب الكرملين".
جدير بالذكر أن إجمالي المساعدات الأميركية لأوكرانيا منذ بداية الحرب في فبراير/شباط 2022 بلغ أكثر من 60 مليار دولار، وتواصل الولايات المتحدة توفير التدريب والدعم اللوجستي والاستخباراتي لأوكرانيا.
ووفقا لوزارة الدفاع، ومنذ عام 2022، دربت واشنطن والدول الحليفة لها أكثر من 123 ألف جندي من القوات الأوكرانية، ولكن قيمة تلك العملية لم تظهر في ساحات القتال مع استمرار التقدم الروسي.
تعقيد مهمة ترامبومع فوز ترامب بالانتخاب الرئاسية، سارعت إدارة بايدن لتقديم مزيد من حزم أسلحة لأوكرانيا، وجاءت خطوة إعطاء الضوء الأخضر لضرب أهداف في العمق الروسي معرقلة لتصور الرئيس المنتخب ترامب لحل الصراع.
وكان نائب ترامب جيه دي فانس قد طرح رؤية تتضمن تجميد الصراع عند الحدود والخطوط الحالية، وإجبار أوكرانيا على أن تتحول إلى دولة محايدة مع تعهدها بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
في الوقت ذاته، يكرر ترامب، الذي تجمعه علاقات جيدة بالرئيس الروسي، انتقاد طلبات الرئيس زيلينسكي للحصول على مساعدات أميركية إضافية، قائلا "إنها لا تنتهي أبدا".
وخلال حملته الانتخابية، وعد ترامب بإنهاء الحرب "في غضون 24 ساعة"، ولم يوفر أي إشارات عن تفاصيل خطته للسلام، إلا أن خطوة إدارة بايدن تعقد ما تصوره ترامب من مهمة في متناول يديه، ويبدو الآن أنه سيرث وضعا أكثر تعقيدا مما يتصور.