تحول استراتيجي أمريكي في اليمن : أسباب اللجوء إلى قاذفات بي-52
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
يمانيون – متابعات
شهد الصراع في المنطقة، واليمن على وجه التحديد، تحولاً ملحوظاً في التكتيكات العسكرية الأمريكية، حيث لجأت إلى استخدام القاذفات الاستراتيجية من طراز بي-52 في ضرب أهدافها. يعود هذا التحول إلى عدة عوامل رئيسية:
تحديات اللوجستية: تواجه الولايات المتحدة صعوبات متزايدة في تنفيذ عملياتها الجوية التقليدية في سماء اليمن، وذلك بسبب التهديدات المتصاعدة من أنظمة الدفاع الجوية اليمنية، والتي نجحت في إسقاط العديد من الطائرات المسيرة والمقاتلة.
الضغوط الدبلوماسية: تواجه الولايات المتحدة ضغوطاً متزايدة من بعض الدول في المنطقة التي تستضيف قواعدها العسكرية، والتي ترفض السماح باستخدام هذه القواعد لشن غارات على اليمن خوفاً من ردود فعل انتقامية.
الفاعلية العسكرية: تتميز قاذفات بي-52 بمداها الكبير وقدرتها على حمل حمولات ضخمة من الأسلحة، مما يجعلها قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة من مسافات بعيدة، بعيداً عن متناول أنظمة الدفاع الجوية اليمنية. كما أنها أقل عرضة للاستهداف مقارنة بالطائرات المقاتلة.
ردود الفعل اليمنية:
أثارت هذه الخطوة الأمريكية ردود فعل غاضبة من صنعاء، التي اعتبرتها مؤشراً على فشل التكتيكات العسكرية الأمريكية السابقة. فقد أكدت مصادر عسكرية يمنية أن الأسلحة اليمنية قادرة على تهديد أي أهداف في المنطقة، وأن الضربات الأمريكية الأخيرة لن تؤثر على قدرة اليمن على مواصلة الصراع.
الأبعاد الاستراتيجية:
يشير هذا التحول في التكتيكات الأمريكية إلى تزايد تعقيد الصراع في اليمن، وتصاعد التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة. كما يعكس هذا التحول الرغبة الأمريكية في الحفاظ على وجود عسكري قوي في المنطقة، مع الحد من الخسائر البشرية والمادية.
ختاماً:
يمكن القول إن اللجوء إلى قاذفات بي-52 في اليمن يعكس تغييراً في استراتيجية الولايات المتحدة في التعامل مع هذا الصراع المعقد. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يؤدي هذا التحول إلى تغيير جذري في ميزان القوى على الأرض، حيث يستمر الصراع في اليمن في اتخاذ أبعاد إقليمية ودولية متشابكة.
عبدالرزاق علي / عرب جورنال –
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المنطقة هذا التحول فی الیمن
إقرأ أيضاً:
توصيات ندوة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين حول بؤر الصراع الإقليمي
ننشر توصيات ندوة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين حول بؤر الصراع الإقليميالتي انتهت منذ قليل، والمقامة في معرض الكتاب.
قال الدكتور أيمن عبد المحسن، المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إن إسرائيل لا تقف موقف الشاهد فيما يحدث في سوريا ولكنها تتحرك وتستولي على المناطق وتنشر تواجدها على الأراضي السورية لتكون فاعلا رئيسيا في رسم خريطة سوريا.
وتابع: هنا نشير إلى أنه لايجب أن تخدعنا المظاهر فالجماعات التي لها تاريخ من الإرهاب والدم لايمكن أن تكون جماعات سلام، ومصر لم تزر سوريا منذ الأزمة وتدرس موقفها وتستخدم القوى الناعمة في القضية ولن تترك الساحة لدول أخرى في التحكم في سوريا أو لبنان.
ومن جانبه، قال اللواء الدكتور وائل ربيع، إن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الصراعات خاصة وأن إسرائيل لا تستطيع العيش في سلام، ونتنياهو يريد السيطرة على الضفة الغربية بالكامل وهي حرب استنزاف طويلة، ونتنياهو فتح عدة ملفات في وقت واحد بين فلسطين ولبنان وسوريا بما يشير إلى استمرار التوتر في المنطقة، مع ضرورة الحفاظ على الجبهة الداخلية المصرية في ظل ما تواجهه الدولة من شائعات وتحديات، مؤكدا أن الجيش المصري له طبيعة خاصة عن أي جيش في المنطقة ولابد من الحفاظ على الدولة.
وأكد النائب طارق الخولي، أن مصر مارست الصبر الاستراتيجي في التعامل مع حرب غزة، وتعرضت لخسائر مالية بسبب سياستها الاستراتيجية تجاه دورها في إفشال المخططات الإسرائيلية حول القضاء على القضية الفلسطينية وتهجير الشعب الفلسطيني إلى أراضي سيناء، ومن ثم تحدث مقاومة فلسطينية من أرض سيناء مما يفتح المجال أمام إسرائيل للتعامل العسكري مع قوى عربية على الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن أحمد الشرع نموذج يتم تصديره للمنطقة بشكل معين وكأنه الحكم الديني المعتدل على الرغم من تاريخه في العمل الإرهابي، لافتا إلى أن مايحدث في سوريا ليس نهايتها، ولكن هناك تطورات في ظل وجود الكثير من الاتجاهات التي ترفض الحكم تحت الستار الديني، لافتًا إلى أن مصر لديها خطط وآليات للتعامل مع مختلف الدول ولا تندفع في أي مواقف دولية دون دراسات واستراتيجيات سياسية قائمة على مكانتها ووزنها.
وأضاف: أمريكا لا يمكن أن تستغني عن الدور المصري في المنطقة، لافتا إلى أن الوجود العسكري البحري الأمريكي في المنطقة يتم بموافقة وتسهيل من مصر للعبور من قناة السويس، بما يؤكد أن مصر هي الحصن المنيع في المنطقة وستظل هي محور السلام الداعم للدول العربية.
وأشار السفير حازم خيرت مساعد وزير الخارجية السابق، إلى أنه لابد أن تكون استراتيجية عربية لمواجهة خطط الغرب في المنطقة خاصة مع ظهور ترامب الذي يفكر بنظرية الصفقات ورجال الأعمال وليس السياسة، مما يتطلب أن تتوحد الدول العربية في وجهة نظر واحدة.
جاء ذلك خلال كلمته في ندوة تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المقامة في معرض القاهرة الدولي للكتاب تحت عنوان "بؤر الصراع الإقليمي ومخاطر الأمن القومي المصري"، بمشاركة كل من اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية المصرية، واللواء الدكتور أيمن عبد المحسن المتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، والسفير حازم خيرت مساعد وزير الخارجية السابق وسفير مصر في سوريا واسرائيل سابقًا، والنائب طارق الخولي وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن التنسيقية.