المملكة تعقد اجتماعًا وزاريًا للدول العربية لتعزيز جهود مواجهة الجفاف
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
دعت المملكة العربية السعودية الدول العربية إلى تكثيف مبادراتها لاستصلاح الأراضي ومواجهة الجفاف، وذلك خلال أسبوع من الاجتماعات الوزارية التي استضافتها جدة بمشاركة عدد من الدول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, وتزامن هذا الحدث مع الجهود التي تبذلها رئاسة مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” القادم، ومساعيها الرامية لتكثيف المشاركة الدولية في جهود مواجهة تدهور الأراضي والتصحر والجفاف، وذلك قبل انطلاق فعاليات هذا الحدث العالمي الكبير الذي ستستضيفه العاصمة الرياض في ديسمبر القادم.
وقال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة، مستشار رئيس “كوب 16” الرياض الدكتور أسامة فقيها : “سيكون “كوب 16″ الرياض أكبر مؤتمر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر منذ توقيعها قبل 30 عامًا، والمؤتمر الأول الذي يُعقد في منطقة الشرق الأوسط, إننا نرى فيه منصة مثالية وفرصة سانحة لسماع أصوات الدول العربية، ومناقشة المسائل الملحّة بشأن تدهور الأراضي والتصحر والجفاف”.
وأضاف “إن منطقتنا العربية تشهد تحديات بيئية شديدة، ومن أخطرها الجفاف والعواصف الرملية والترابية، وأدت هذه العوامل إلى وقوع الكثيرين من سكانها تحت طائلة المعاناة من انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية ومشاكل ندرة المياه وفقدان التنوع البيولوجي، وسنوجّه نداءً إلى جميع الأطراف في “كوب 16″ الرياض، للتكاتف في سياق موحّد من العمل الدولي الجاد للتعامل مع هذه القضايا الملحة التي تؤثر على منطقتنا والعالم أجمع”.
وعقدت مجموعة من الاجتماعات الرئيسة هذا الأسبوع في جدة لمناقشة التحديات البيئية الإقليمية، بما في ذلك الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء البيئة العرب، بحضور وفود حكومية تمثّل 22 دولة في المنطقة.
واستضافت المملكة أيضًا الاجتماع الوزاري الأول لمبادرة الشرق الأوسط الأخضر، مع التعهد بزراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء المنطقة، وسيتم زراعة 10 مليارات منها في المملكة.
ويهدف هذا المشروع إلى استصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، لتسهم المنطقة لوحدها في تحقيق 5% من أهداف التشجير العالمية.
وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى رئاسة مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر “كوب 16” القادم، ألقى الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، كلمة أمام الحضور، تناول فيها فداحة تعرّض المنطقة للجفاف وتدهور الأراضي، داعيًا الحكومات والشركات والمجتمعات لضخ المزيد من الاستثمارات لدعم مبادرات استصلاح الأراضي ومقاومة الجفاف.
تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن 3.2 مليارات شخص حول العالم يتأثرون بتدهور الأراضي، في حين تشير الدراسات التي أجرتها اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى أن الغلاف الجوي يستقبل كل عام ملياري طن من الرمال والغبار، أي ما يعادل 350 هرمًا بحجم أهرام الجيزة. ويسهم النشاط البشري بنسبة كبيرة تبلغ 25% في هذه المشكلة. ويهدف “كوب 16” الرياض إلى حشد الحكومات والشركات والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات المالية لتسريع وتيرة العمل وتضافر الجهود من أجل إطلاق المبادرات الهادفة إلى استصلاح الأراضي ومواجهة الجفاف والعواصف الرملية والترابية وحقوق ملكية الأراضي.
وفي ختام الجلسة، تمت دعوة الأمانة الفنية والدول العربية إلى تعزيز التعاون مع مكتب تنسيق مبادرة مجموعة العشرين العالمية للحد من تدهور الأراضي والحفاظ على الموائل البرية، الذي تستضيفه أمانة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وكانت هناك دعوة أخرى للدول والمنظمات ذات العلاقة للمشاركة في فعالية الاستثمار والمدرجة ضمن جدول أعمال “كوب 16″، ضمن فعاليات النظم البيئية في 5 ديسمبر 2024، وسيتم تسليط الضوء على إطار استثماري إقليمي يدمج استعادة النظم البيئية للأراضي مع الحلول ذات العلاقة بالتنمية المستدامة.
وتم الطلب من الدول والمنظمات العربية المشاركة الفعالة في “كوب 16” الرياض الذي تستضيفه المملكة، ودعوة الدول العربية لتقديم كافة سبل الدعم اللازم لإنجاح هذه الدورة، مع ضرورة المشاركة الفعالة في اجتماعات المجموعة العربية التي تعقد يوميًا خلال المؤتمر. وتمت التوصية بالمشاركة الفعالة أيضًا في المسار التفاوضي والاجتماعات رفيعة المستوى والفعاليات والأحداث الجانبية التي تقام في المنطقتين الزرقاء والخضراء، وتقديم الدعم للمخرجات التي ستقدمها المملكة، كدولة مستضيفة للمؤتمر وتتولى رئاسته. وأوصت اللجنة الفنية في اجتماعها الخامس والعشرين بإعلان مدينة الرياض عاصمة للبيئة العربية لمدة عامين، ابتداءً من صدور القرار.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية لاتفاقیة الأمم المتحدة لمکافحة التصحر الدول العربیة
إقرأ أيضاً:
اجتماع وزاري عربي بالقاهرة يناقش الحرب على غزة وملفات أخرى
بدأ وزراء الخارجية العرب، اليوم الأربعاء، اجتماعا في القاهرة قبل أسابيع من القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة العراقية بغداد، وشهد الاجتماع أول مشاركة لوزير خارجية سوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لاجتماع الدورة العادية 163 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري كلمات للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط وللرئيسين السابق والحالي، وزيري خارجية اليمن والأردن شائع الزنداني وأيمن الصفدي.
ودعا أبو الغيط إلى وقف فوري لحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
وندد الأمين العام للجامعة العربية باستمرار القتل والحصار والتجويع في غزة، وقال إن ما يجري تطهير عرقي معلن، منتقدا ما وصفه بالصمت المخزي للمجتمع الدولي على ما يحدث.
وقال أبو الغيط إن القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين التي عُقدت بالقاهرة في 4 مارس/آذار الماضي قدمت ما سماه طرحا بديلا واقعيا وقابلا للتطبيق يشمل التعافي المبكر وإعادة الإعمار وإدارة غزة.
وندد أبو الغيط باعتداءات إسرائيل المتكررة على سوريا، كما ندد بخروقاتها المتواصلة في لبنان.
من جانبه، طالب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بالوقف الفوري للعدوان على غزة، وشدد على دعم جهود مصر وقطر مع الولايات المتحدة لتحقيق ذلك.
إعلانورحّب الصفدي بـالحضور الأول لوزير خارجية سوريا، أسعد الشيباني، لدورة عادية، وشدد على دعم بلاده لجهود بناء سوريا.
وعقب الجلسة الافتتاحية، بدأ وزراء الخارجية العرب جلسة أخرى مغلقة لمناقشة البنود المطروحة على جدول الأعمال.
ويتوقع أن يشهد الاجتماع نقاشا حول ترتيبات القمة العربية المقرر عقدها ببغداد في 17 مايو/أيار المقبل.
وينتظر أن يناقش أيضا القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وسبل وقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
كما يناقش المجتمعون الأوضاع في كل من ليبيا واليمن والسودان وسوريا والصومال ولبنان، ومستجدات ملف سد النهضة الإثيوبي وتأثيراته على الأمن المائي لدولتي المصب مصر والسودان.