الأسبوع:
2024-10-16@15:28:35 GMT

انتصار السودان

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

انتصار السودان

اقتربت الحرب التي أشعلها تمرد الدعم السريع على الانتهاء، وظهرت في الأفق القريب ملامح انتصار الجيش السوداني، بعد مرور أربعة أشهر من حرب ضروس، دمرت عاصمة البلاد بأضلاع مثلثها الثلاثة: الخرطوم، والخرطوم بحري، وأم درمان.

كانت هذه هي الحرب الأولى التي هددت بفناء السودان، وشكله من الخريطة الكونية، لولا يقظة الجيش، والتحام شعبه بوقف أكبر مؤامرة دولية وإقليمية، وبمشاركة أطراف داخلية أحاطت بالبلاد خلال السنوات الأربع الماضية، التي اختتمت بتمرد جزء من الجيش السوداني على البلاد.

وكنا نظن أن انتصار الجيش السوداني على تمرد الدعم السريع سينهي هذه المؤامرة، ويطبق على أطرافها، ولكن اتضح أن أطراف المؤامرة لا زالوا يخططون ويكيدون بكل قوة، لتدمير انتصار السودان، ودهس ثماره، والعودة من جديد لمحاولة ابتلاع البلاد عبر تقسيمها إثنيًا، وجغرافيًا، وسياسيًا، وهو ما ظهر جليًا في تلك التحركات المريبة والمنتظمة التي اشتدت هذه الأيام، وتسارعت مع تسارع انتصارات الجيش السوداني.. تحرك السفير الأمريكي لدى السودان جون جودفري ما بين القاهرة وأديس أبابا، وهو يصرح أنه يسعى لاتفاق سياسي جديد يضم شرائح متعددة من المجتمع السوداني، إذًا، هذا التدخل الدولي بقيادة الإمبراطورية العظمى إلى البلاد من جديد واختطاف انتصار الجيش هو محاولة صناعة مستقبل البلاد وفق رؤية أمريكية أوروبية، وكأن الشعب السوداني غير موجود، أو غير مؤهل لصناعة مستقبله بنفسه، إنهم يتحدثون عن صناعة الاتفاقات في السودان، وقدرتهم عليها أكثر من صناعة سياساتهم في بلادهم، وقدرتهم على تنفيذها.

وفي خط موازٍ ومشبوه، تحركت نفس القوى السياسية، التي تطلق على نفسها قوى الحرية والتغيير، متنقلة بين العواصم، وبين صفحات الصحف، والمواقع الإلكترونية، والقنوات الفضائية، لتملأ الدنيا ضجيجًا مرة أخرى، حول قدراتها السياسية، وبغرور فائق النظير وتعالٍ يستند إلى الأجنبي، أنهم أيضًا يصنعون مستقبل السودان، ويعتقدون أن الشعب قد نسي أنهم هم من صنعوا الحرب، وخططوا لها، وساندوا قوات التمرد على ذبح شباب ورجال ونساء السودان، واختطاف واغتصاب الحرائر في البلاد، ونهب البيوت، وتدمير مؤسسات الدولة وخدماتها، هو جزء لا يتجزأ من التمرد، وهو تحالف ثلاثي بين قوى الحرية والتغيير والدعم السريع، والتحالف الأمريكي الغربي الذي خطط ودبر مؤامرة القرن على السودان.

لا يمكن أن تذهب الدماء التي أغرقت شوارع الخرطوم هباءً، ولا يمكن أن يبتلع أبناء الشعب مرارة القتل والتشريد والذل والمهانة تيهًا في الصحراء، ولجوءًا على حدود الدول المجاورة، من أجل سواد عيون هذا الثلاثي الذي جاء مرة أخرى ليحتل السودان تحت يافطات التسوية السياسية تارة، والإصلاح السياسي وخطط الخروج الآمن للدعم السريع، والاتفاق الشامل تارة أخرى، إنها الثغرات البراقة التي تدخل منها الثعابين إلى السودان مرة أخرى.

مستقبل السودان إذا، لا يمكن أن يصنع مع وجود تلك الثعابين السامة في البلاد، لا يمكن أن يصنع خارج الخرطوم في العواصم الغربية والإقليمية، لأن التحدي الحقيقي للشعب السوداني هو أن يصنع مستقبله وهو ممسك بانتصاره في قلب عاصمته التي أرادوا تدميرها، وأن يتحدى كل هؤلاء بكل قوة وحزم، وأن يتذكر طوال الوقت تلك الرؤوس التي تفجرت من شبابه وأطفاله ورجاله، ونسائه، والشرف الذي أهدر بحرائره على أيدي هذا التحالف السياسي المقيت، والحروب إما أن تدمر الدول وإما أن تدفعها لكي تنطلق أكثر قوة وحزمًا ووعيا دون أن تقع مرة أخرى في شراك هذه الثعابين القاتلة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجیش السودانی لا یمکن أن مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

كونفدرالية منظمات المجتمع السوداني: لا للحرب نعم للسلام .. نعم لحماية المدنيين

شهد السودان تصعيدا عنيفا للحرب في الفترة الماضية، فقد حدثت انتهاكات جسيمة للمدنيين وفقد لاعداد كبيرة من مواطنين عزل بالاسلحة المختلفة واصابات وجوع ومرض واغتصاب ونهب وغيرها من الانتهاكات، بالإضافة لاستهداف طرفي النزاع للمدنيين في ولايات ومدن السودان المختلفة باتهامات

بيان

لا للحرب نعم للسلام.
نعم لحماية المدنيين.

شهد السودان تصعيدا عنيفا للحرب في الفترة الماضية، فقد حدثت انتهاكات جسيمة للمدنيين وفقد لاعداد كبيرة من مواطنين عزل بالاسلحة المختلفة واصابات وجوع ومرض واغتصاب ونهب وغيرها من الانتهاكات، بالإضافة لاستهداف طرفي النزاع للمدنيين في ولايات ومدن السودان المختلفة باتهامات انتمائهم للطرف الاخر شملت الموت والاعتقال والتعذيب والإخفاء، ذنب المدنيين الوحيد انهم لا زالوا بالسودان.

وفي اطار تهديد حياة المدنيين توعد محاربو الحركة الاسلامية بالويل والثبور وعظائم الامور لكل من لم يقم بدعم جيشهم ولم ينخرط في القتال، و أعلنوا عن حصولهم علي معدات عسكرية جديدة وبحرب ستستمر حتي القضاء علي آخر جنجويدي، كما توعد بذلك الفريق العطا في احدي خطبه، كما روجوا لحكم عسكري لا تسمع فيه كلمه مدنية ولا تغيير ولا ثورة ولم يغفلوا عما سيتم من تأديب وقهر للنساء.

في نفس اتجاه رصد اوضاع المدنيين خاطب قائد الدعم السريع منذرا بحرب لا هوادة فيها ستستمر لسنوات ومنع جنوده من التصوير وهدّد باجتياح مناطق جديدة وباستعمال اسلحة جديدة وبحشد مليون جندي.

كونفدرالية منظمات المجتمع المدني السوداني كتجمع للمنظمات السودانية هدفها تحقيق السلام والحوكمة الرشيدة في السودان ترفض استمرار هذه الحرب، وتري ان لا منتصر في هذه الحرب والخاسر هو شعب السودان.

المواطنون السودانيون داخل وخارج السودان لا قدرة لهم علي استمرار هذه الحرب، فقد نضبت الموارد ومات الاحباب وكثر المصابون وفقدت الممتلكات والمدخرات وفقد العمل والانتاج والدخل، وتوقف التعليم للاطفال للعام الثاني. تحطم الوطن وبنيّاته التحتية وتعطل شبابه.

*نطلق صرخة عالية ان اوقفوا الحرب الان.*

في اطار سعينا ككونفدرالية مجتمع مدني لحماية المدنيين نطالب طرفي الحرب بوقف الحرب الان.

نطالب المجتمع الدولي بالقيام بدوره بدعم مسالة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ووقف الحرب ومن ثم مواصلة عمليات الانتقال الديمقراطي.

نطالب القوي المدنية السودانية بان آن الاوان للجلوس معا ونبذ خطاب التخوين وعدم الثقة واستشعار خطورة تدويل هذه الحرب وخطر التفتت الذي يواجه السودان كبلد، ندعوهم للجلوس معا بالتنسيق مع المبادرات المدنية والسياسية ومنها مبادرة الكونفدرالية ومنسم والتي تهدف للتنسيق بين القوي المدنية باسم الالية المدنية لوقف الحرب وبناء السودان الحديث وللحوار حول اولويات الشعب السوداني لتحقيق السلام المستدام والتحول الديمقراطي وتحقيق العدالة وبناء السودان.

كونفدرالية منظمات المجتمع السوداني
الجمعة ١١ اكتوبر ٢٠٢٤  

مقالات مشابهة

  • تقرير للخارجية الأمريكية يظهر دعم الإمارات لقوات الدعم السريع وشراء الجيش السوداني مسيرات من إيران
  • بعد تسجيل إصابة بالوباء.. لبنان يفعّل الخطة الوطنية للكوليرا
  • الأمم المتحدة تحذر من تفاقم أزمة اللاجئين السودانيين
  • خطوات تفصل السودان عن العودة إلى البيت الأفريقي
  • الجيش الإسرائيلي يعترض مسيّرة اقتربت قبل دخولها البلاد
  • رئيس دفاع النواب: تخطيط الجيش وتلاحم الشعب سبب انتصار حرب أكتوبر
  • علام يتحدث عن الطريقة التي يمكن أن يتعافى المنتخب من خلالها .. فيديو
  • قصف جوي للجيش السوداني ومعارك ضارية وسط الخرطوم
  • حرب السودان المريعة التي لن تنهيها القنابل الأمريكية
  • كونفدرالية منظمات المجتمع السوداني: لا للحرب نعم للسلام .. نعم لحماية المدنيين