الجزيرة:
2025-04-10@07:00:46 GMT

لماذا قتل السنوار ليس نصراً لنتنياهو؟

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

لماذا قتل السنوار ليس نصراً لنتنياهو؟

حقَّقتْ إسرائيلُ للتوّ هدفًا كبيرًا آخرَ في الحرب بإعلانها قتلَ يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة. حقيقة أن السنوار هو مهندس عملية "طوفان الأقصى" والشخصية القوية، التي تزعّمت الحركة بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي الراحل إسماعيل هنية في طهران، تجعل من استهدافه نُقطة تحول كبيرة في مسار الحرب بين إسرائيل وحماس.

وسيكون بمقدور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الادعاء بأن إسرائيل تمضي قدمًا في تحقيق نصر في غزة. مع ذلك، فإن الآثار الهائلة، التي خلّفتها الحرب على إسرائيل نفسها، وعلى القضية الفلسطينية والشرق الأوسط عمومًا، لن تنتهي بنهاية السنوار. لا يزال نحو مائة رهينة إسرائيلية محتجزين في غزة، ولم تتمكن إسرائيل بعد من استعادتِهم على الأقل. ويُمكن أن نتوقع أن فرص استعادة هؤلاء الرهائن أحياء عبر إبرام صفقة أصبحت أكثر تعقيدًا بعد اغتيال السنوار. كما أنه من الصعب التكهن بالكيفية التي ستمضي بها الحرب على غزة بعد هذا التطور.

ولا تقل طريقة اغتيال السنوار في أهميتها عن حدث اغتياله نفسه، فمن جانب، فإن الرواية الإسرائيلية التي تقول إن اغتياله كان محض صدفة، دون تخطيط مسبق من المخابرات والجيش الإسرائيليين، تحمل في طياتها محاولة لتبرير السياسة الإسرائيلية في استهداف بنية أنفاق حماس. إذ لولا تلك السياسة لما اضطر أن يخرج من النفق، فيقتل. وهي بهذا المعنى تسعى لتغطية الفشل في قتل الرجل على مدار عام من الحرب.
ولكن إقرار إسرائيل، من جانب آخر، بوجود السنوار وسط مقاتليه خلال عملية قتله يدحض ادعاءاتها السابقة بأنه كان يتحصن في الأنفاق ويحتمي بالرهائن الإسرائيليين لديه؛ للحفاظ على حياته وللبحث عن خروج آمن له من غزة.

وينبغي التأكيد على أن الاعتقاد بأن رحيل السنوار سيؤدي على الفور إلى انهيار كامل للمقاومة الفلسطينية يتعارض مع ثلاثة مُعطيات مُهمة:

الأول: أن استمرارية النشاط المسلح للمقاومة في هذه الحرب لم يتأثر بشكل كامل باغتيال بعض القادة البارزين لحماس مع الأخذ بعين الاعتبار أن قتل السنوار سيكون أكثر تأثيرًا على الحركة، مقارنة باغتيال قادة في كتائب القسام، وباغتيال هنية، بالنظر إلى دوره الكبير في إدارة الحرب. والثاني: أن الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون بحوزة المقاومة الفلسطينية يُشكلون ورقة ضغط قوية على خيارات إسرائيل. والثالث: أن نجاحًا مُحتملًا لإسرائيل في القضاء على نشاط المقاومة بشكل كامل، لن يعني بأي حال أنها حسمت الحرب لصالحها. إن مُعضلة اليوم التالي لنهاية الحرب لا تقل تعقيدًا عن الحرب نفسها. كما أن الأهداف الأكثر أهمية لإسرائيل في الحرب والمتمثلة في تهجير سكان غزة وإخراج القطاع من معادلة الصراع لا تزال تصطدم بصمود الفلسطينيين، رغم ويلات الحرب، وبرفض المجتمع الدولي؛ لتفريغ غزة من سكانها.

علاوة على ذلك، فإن حماس لا تزال قادرة على الاحتفاظ بهيكلها التنظيمي على المستوى السياسي على الأقل حتى بعد اغتيال زعيمَين لها في هذه الحرب.

إنّ الهدف، الذي أعلنه نتنياهو في بداية الحرب، وهو القضاء على حماس، لم يكن واقعيًا أصلًا؛ لأن الحركة تستمدّ قوتها أولًا من قدرتِها على التكيّف مع التكاليف الكبيرة التي تكبّدتها على مستوى القادة منذ تأسيسها وحتى اليوم. وثانيًا من كونها حركة تحرر وطني تستمد شرعيتها الفلسطينية من مقاومة الاحتلال. وقد أثبتت تجارب العقود الطويلة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن جميع الحركات الفلسطينية لم تنتهِ رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها على المستوى التنظيمي. وثالثًا من حقيقة أن حركة حماس تحظى بحيثية فلسطينية واسعة، وستبقى كذلك. وحتى مع التقديرات الإسرائيلية، التي تتحدث عن قتل أكثر من خمسة عشر ألف مقاتل من حماس خلال العام الماضي من الحرب، فإن الحركة لا تزال تحتفظ على الأقل بما يقرب من ضُعف هذا العدد من المقاتلين.

من المرجح أن تظل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في غزة قادرة على مواصلة القتال على الأرض لفترة طويلة حتى مع اغتيال شخصية قوية ومؤثرة مثل السنوار.  وأي رهان إسرائيلي على أن تصفية السنوار ستؤدي إلى انهيار القدرة القتالية للمقاومة الفلسطينية، لن يؤدي سوى إلى تعقيد التصورات الإسرائيلية لليوم التالي في غزة بعد نهاية الحرب.

لا شك أن تصفية السنوار تمنح نتنياهو نصرًا معنويًا جديدًا في الحرب بعد اغتيال هنية والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وجيل كامل من القادة الكبار في الحزب، لكنّ ترجمة هذا النصر إلى نصر إسرائيلي إستراتيجي في الحرب سواء على جبهة غزة أو على جبهة لبنان أكثر صعوبة.

كما أن هذه الاغتيالات، وإن تُساعد إسرائيل في احتواء التداعيات الكبيرة لحرب السابع من أكتوبر/تشرين الأول عليها، لن تُغير من حقيقة أن الوضع الجديد، الذي أفرزته الحرب على مستوى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وعلى مستوى الشرق الأوسط، يجعل من الصعب على إسرائيل تجاهل هذه الإفرازات وكأن شيئًا لم يحدث، أو اعتبار حدث مثل اغتيال السنوار نصرًا، هو أبعد عن ذلك بكثير.

وفي المحصلة، توضح المكاسب التي حققتها إسرائيل في الحرب بعد مرور أكثر من عام عليها الهوة بين النصر التكتيكي والنصر الإستراتيجي. ولا تزال إسرائيل بعيدة عن النصر الإستراتيجي، ليس فقط بسبب استحالة القضاء على حماس كتنظيم فلسطيني، وعلى حزب الله كتنظيم لبناني، بل أيضًا بسبب أنها تُدير الحرب من منظور اعتقادها بأنها قادرة على تغيير الشرق الأوسط، وتصفية القضية الفلسطينية.

وما يُعمّق من هذه الهوّة أن إسرائيل لم تستفد من واقع ثابت تكرس في تجربة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المُمتد لعقود طويلة، وهو أنّ غطرستها في إدارة الصراع لم تجلب لها قطُّ استقرارًا أمنيًا طويل الأمد، ولم تُحوّلها إلى دولة طبيعية في محيطها.

وفي هذه الحرب، فإنَّ الغطرسة لم تؤدِ في الواقع سوى إلى تعميق صورتها كدولة متمردة على القانون الإنساني والدولي، ومُهددة للاستقرار الإقليميّ.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بعد اغتیال إسرائیل فی فی الحرب لا تزال فی غزة

إقرأ أيضاً:

لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد

لم يكن المسعف الفلسطيني رفعت رضوان يعلم، حين ارتدى بزته الطبية وحمل حقيبته الإسعافية فجرًا، أن هذه المهمة ستكون الأخيرة في حياته، برفقة زملائه، لإنقاذ عددٍ من المواطنين الفلسطينيين الذين تعرضوا للقصف الإسرائيلي في حيّ تلّ السلطان، غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة فجر يوم 23 مارس/آذار الماضي.

فعند الساعة 05:20 صباحًا، تحرك فريقٌ مشترك من الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني وإحدى الوكالات الأممية، استجابةً لنداءات استغاثة أطلقها جرحى فلسطينيون كانوا محاصرين.

انطلقوا بنية إنسانية خالصة، لا يحملون سوى الضمادات وقلوبٍ مخلصة، لكنهم -دون أن يعلموا- كانوا الهدفَ القادم لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

ولكن ما بدأ كمهمة إنقاذ انتهى بمجزرة دامية، فبعد وقت قصير من انطلاق الفريق انقطع الاتصال به، وبعد ساعات أعلنت قوات الاحتلال أن المنطقة أصبحت منطقة عسكرية مغلقة.

المسعف رفعت رضوان كان يوثق تفاصيل المهمة بهاتفه النقال دون أن يدرك أنه سيوثق أيضًا الجريمة النكراء التي هزت العالم، تلك كانت اللحظات الأخيرة في حياة مجموعة من المسعفين الفلسطينيين الذين قُتلوا على يد جنود الاحتلال الإسرائيلي بدم بارد.

الهاتف الذي كان بحوزة رفعت رضوان عُثر عليه مع جثمانه، موثقًا المشاهد الأخيرة التي تكشف أبعاد المجزرة، وكان رفعت في سيارة الإسعاف الثالثة ضمن قافلة ضمت سيارة إطفاء انطلقت للبحث عن سيارة إسعاف أخرى تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني فقدت الاتصال بقاعدتها، وضُعت علامات واضحة على جميع المركبات في القافلة، مع وميض أضواء الطوارئ.

إعلان

وفي عملية البحث، رصد الطاقم السيارة المفقودة على جانب الطريق. قال أحد المسعفين في الفيديو الذي وثقه رفعت: "إنهم مبعثرون على الأرض! انظروا، انظروا!" نزل رفعت مع مسعفين آخرين من سيارتهم للاطمئنان على زملائهم الذين سقطوا، ولكن حين يتحول المنقذ إلى هدف، انطلق صوت الرصاص من رشاشات وبنادق جنود الاحتلال الذين نفذوا المجزرة بحق المسعفين.

أصيب رفعت، وفي لحظاته الأخيرة صلى ودعا الله مرارًا وتكرارًا ليغفر له وطلب المسامحة من والدته لاختياره طريق الإسعاف الذي وضعه في طريق الأذى. توقفت بعدها صلواته مع توقف نبض حياته، وبعد العثور على جثامين الضحايا، تبين أن قوات الاحتلال قتلت 8 من عمال الهلال الأحمر الفلسطيني في تلك الليلة، إضافة إلى 6 من العاملين في الدفاع المدني الفلسطيني كانوا في المهمة نفسها. وتم القبض على مسعف تاسع يُدعى أسعد النصاصرة.

هؤلاء المسعفون لم يكونوا مجرد أرقام، بل كانوا أشخاصًا لهم حياة وعائلات وأحلام، ولكل منهم صفات مميزة أحبها من حوله، وفي هذا التقرير نسلط الضوء على الجانب الإنساني لهؤلاء الشهداء من خلال شهادات معارفهم وزملائهم الذين عاشروهم وأحبوهم. المسعف إبراهيم أبو الكاس، الذي رافق الشهداء خلال سنوات خدمتهم، تحدث للجزيرة نت عن حياتهم وعملهم الإنساني ضمن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرًا إلى 16 شهرًا من حرب الإبادة المستمرة على غزة.

رفعت رضوان: الحفيد الطيب الذي وثق الجريمة بهاتفه

فرفعت، ابن الـ24، كان روحًا لطيفة. "لقد حرص على مساعدة أي امرأة مسنة يصادفها"، يقول أبو الكاس. "كان يسعى للحصول على دعواتهن الصادقة عندما يقدم لهن المساعدة، ثم يودعهن برقة تجعلك تعتقد أنها جدته".

أشرف أبو لبدة: الهادئ كما كان يطلق عليه رفاقه

بوجهه الجاد ونظارته، كان حضور أشرف، ذو الـ32 عامًا، مطمئنًا لزملائه، بدأ التطوع عام 2021 ومنذ ذلك الحين كان يحرص على تقديم وجبات الإفطار لزملائه في رمضان، سواء بإعدادها بمركز الهلال الأحمر أو بجلب الطعام من منزله.

عز الدين شعت الأب الجميل كما يلقبه زملاؤه

عُرف عز الدين (51 عامًا) بهدوء النفس المطمئنة وروح الدعابة، وكان شعاره: "سنعود إن كُتب لنا، وإن لم نعد فهي أقدارنا".

إعلان

ويقول أبو كاس إن عزالدين كان أبا جميلا.. وأخا عزيزا.. هدوء النفس المطمئنة.. كان يمازح الجميع.. وكان شعاره.. سنعود إن كتب لنا.. وإن لم نعد فهي أقدارنا..

قبل أن ينتقل إلى مركز إسعاف رفح بعد أن كان يعمل في مركز إسعاف خانيونس.. يقوم خلال الليل بعمل ساعة راحة لكل طاقم.. ويطمئن أن جميعها قد تناول العشاء.. حتى كان يكتب أسماء العاملين خوفا من أن ينسى أحدهم.

محمد بهلول: صانع المعجزة

كان محمد (36 عامًا) شغوفًا بمساعدة الناس، ويُعرف بقدرته على إيجاد الحلول للنازحين، رغم التحديات.

مصطفى خفاجة: أبو النور

أب لطفل يبلغ 15 عامًا، مكث في المقر أيامًا متتالية، يتفانى في عمله، ابنه هو النور الذي يضيء له الطريق.

محمد الحيلة شاب في الـ 23 من عمره كان يمتلك حس الدعابة وروح التعاون

ويروي عنه أبو كاس إحدى القصص بالقول ذات يوم ماطر.. كانت هناك سيدة طاعنة في السن تريد قطع الطريق، ولا تستطيع.. حديث الشركاء قد دار بين محمد ومصطفى.. هل نحن شركاء بالطبع.. مهما كانت المهمة؟ بالتأكيد.. قم ننقذ تلك السيدة وننقلها للجانب الآخر من الطريق.. وبالفعل يضعون لها كرسيا ومن ثم يجلسونها.. ويحملونها إلى الجانب الآخر من الطريق.. وسط ابتسامات جميلة وهم يزفون العجوز وكأنها عروس.. وتقوم هي بالزغاريد والدعاء لهم..

رائد الشريف: المصور الحالم

قال أبو كاس أحب رائد الذي كان بلغ من العمر، 25 عاما ، وكان يحب التقاط الصور، سخيفة، جادة، غير رسمية، وكان رائد أعرب عن أمله في أن يرى العالم صوره يوما ما وأن يتمكن من نقل معاناة شعبه من خلال عمله.

بدأ التطوع مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عام 2018، عندما كان عمره 18 عاما، خلال احتجاجات مسيرة العودة الكبرى.

قتلت إسرائيل 214 متظاهرا، بينهم 46 طفلا، خلال هذه المظاهرات، وأصابت 36 ألفا و100، بينهم نحو 8,800 طفل.

إعلان

رائد هو الأصغر من بين 5 أشقاء، ولم يتزوج بعد، على الرغم من أن عائلته كانت تأمل في أن يتزوج بعد الحرب. لكن هذا لم يحدث، ويروي والد رائد انتظارا مروعا لمدة 9 أيام لمعرفة ما حدث لطفله الأصغر، ويكافح من أجل كبح اليقين بأنه قد أعدم مع زملائه.

الجريء صالح معمر

رغم إصابته في مهمة سابقة، أصر صالح (42 عامًا) على العودة للعمل لإنقاذ الأرواح.

وقال شقيقه حسين للجزيرة إن صالح أحب عمله أيضا، وعاد بمجرد تعافيه من الجراحة في عام 2024.

وأوضح حسين أنه في شباط/فبراير الماضي، كان صالح في مهمة لمساعدة الجرحى عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على المسعفين، على الرغم من إبلاغه بأنهم سيكونون هناك.

أصيب صالح بجروح بالغة في الكتف والصدر، وانتهى به الأمر إلى قضاء بعض الوقت في المستشفى لإجراء عملية جراحية، وبعد ذلك عاد مباشرة إلى العمل.

أبو الكاس تحدث عن شجاعته: "لقد كان مكرسا للمساعدة، وكان يقول إنه أينما كان الناس يصرخون طلبا للمساعدة، فهذا هو المكان الذي يجب أن نكون فيه، للرد عليهم".

أسعد النصاصرة: الطفل الهمس

قال أبو الكاس إن أسعد البالغ من العمر 47 عاما كان أبا لـ6 أولاد كما أنه أبدى دائما صبرا لا نهاية له للتفاوض مع الأطفال. كلما رأى أطفالا يلعبون في الشارع، كان يذهب إلى القيادة والتعامل معهم، ويقدم لهم الحلوى للخروج من الطريق والذهاب للعب في مكان آمن، سرعان ما اكتشفه الأطفال، وسيلعبون في الشارع مرة أخرى في المرة القادمة، يضحكون ويقولون: "لقد خدعناك!"، لكن أسعد لم يمانع قط، واستمر ببساطة في تسليم الحلويات.

لم تكن جثته من بين أولئك الذين تم العثور عليهم عندما ذهبت بعثة دولية للبحث عن عمال الطوارئ المفقودين، تم القبض عليه وتقييده وأخذه بعيدا، وفقا للشاهد الوحيد الناجي، منذر عابد.

تحدث الأب البالغ من العمر 47 عاما إلى عائلته آخر مرة في المساء الذي اختفى فيه، وأخبرهم أنه في طريقه إلى مقر جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتناول الإفطار مع زملائه، وفقا لابنه محمد.

إعلان

عندما حاولوا الاتصال به في وقت قريب من السحور، لم يستجب واكتشفوا من المقر الرئيسي أنه لا أحد يستطيع الوصول إليه أو إلى عمال الطوارئ الآخرين.

وقال ابنه إنه كان دائما يحذر عائلته من أنه كلما توجه في مهمة قد لا يعود، لكن مع استمرار أسعد في أعمال الإنقاذ لصالح جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، حاولوا دائما تجنب التفكير في ذلك.

هذا التقرير، الذي أعده فريق الجزيرة نت، سلط الضوء على الجانب الإنساني لبعض الشهداء الأبطال من فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني، الذين قدموا أرواحهم في سبيل مساعدة أهالي غزة الذين يتعرضون للقصف والقتل الممنهج من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ 18 شهرًا، من خلال كلمات المسعف إبراهيم أبو الكاس، الذي عاشر هؤلاء الأبطال وعايش تفاصيل حياتهم.

مقالات مشابهة

  • شاهد | اليمنيون أحرزوا نصرا استراتيجيا على الولايات المتحدة
  • ضمن سياسة تفكيك الجغرافيا الفلسطينية وضغطًا على «حماس».. إسرائيل تمحو رفح من الخريطة وتحولها لمنطقة عازلة
  • لكل مسعف قصة.. قافلة رفح التي قتلتها إسرائيل بدم بارد
  • المقاومة العمياء التي أخذت غزة إلى الجحيم
  • لماذا لا تُقاتل المقاومة؟
  • البيت الأبيض: ترامب تعهد لنتنياهو بإزالة القيود الجمركية مع إسرائيل
  • لماذا نحن؟ وعلى أيّ شيء نحافظ؟!
  • صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة
  • ترامب يجدد رغبته في السيطرة على قطاع غزة: لماذا تخلت إسرائيل عنه؟
  • لماذا ترفض إسرائيل أي دور عسكري لتركيا في سوريا؟