قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، المٌتخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إن التصعيد المٌستمر بين إسرائيل وحركة حماس أسفر عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، خلال اشتباكات بين قوات مٌدرعة إسرائيلية وعناصر من الفصائل الفلسطينية في منطقة تل السلطان برفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.

السنوار كان يرتدي الزي العسكري لحركة حماس

وأضاف «عبد المحسن»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن الدلائل كانت تشير إلى أن يحى السنوار كان يرتدي الزي العسكري لحركة حماس، وأصيب بقذيفة دبابات، مُؤكدًا أن اغتيال السنوار لم يكن مُخططًا من قبل الاحتلال، وجاء خلال الاشتباكات التي تمت في قطاع غزة.

وتابع: «السنوار كان يتبع استراتيجية توازن بين مواجهة الجيش الإسرائيلي والحفاظ على العلاقات مع بعض الأطراف الإقليمية خاصًة إيران».

نتنياهو يسعى دائمًا إلى تحقيق نصر ليصدر المشهد للداخل الإسرائيلي

وأشار إلى أن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى دائمًا إلى تحقيق نصر يُصدره للداخل الإسرائيلي، مؤكدا أن حماس تعتمد على نظام هرمي مرن يُمكنها من تولي القيادات الجُدد المسؤولية بشكل سريع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال القاهرة الإخبارية حماس السنوار کان

إقرأ أيضاً:

معركة الكرامة من استراتيجية الصمود نحو استراتيجية النصر الشامل

كانت في البداية استراتيجية مليشيا الدعم السريع هجوما كاسحا سريع الحركة من أجل السيطرة، ومع وصول هذا الهجوم لنقطة الصد والمقاومة التي لم تمكنه من تحقيق الهدف، تحولت الحرب عندهم لاستراتيجية سيطرة وانتشار واسع والضغط لاستلام السلطة، ومع الفشل في تحقيق الهدف تحولوا لحرب عصابات واسعة مدفوعة برغبة في السرقة وحيازة ثروات المواطنين، فتحولت حرب عصابتهم لنمط إجرامي وتهديد أمني دون غاية سياسية. واستخدمت المليشيا ترسانة عقيدة عرقية وعنصرية وكراهية من أجل منح قواتهم التماسك وساعدتهم في ذلك الآيدلوجيا الرثة للسودان الجديد.

مع تلك المراحل كان الجيش السوداني وبداية من نقطة الصد والمقاومة الأساسية والتي كانت أشبه لاستجابة تلقائية غير شاملة، فتطورت تكتيكاته للدفاع التام والحفاظ على التماسك والعمل للاستنزاف وتأمين خطوط الإمداد وإعادة هيكلة وضعية القوات وتمركزها وتسليحها، هذه مهام كثيرة كانت تتم في وضع صعب من كافة النواحي ومع ما ظهر أنه تقدم للمليشيا كانت لاستجابة الصبر والتماسك ميزة استراتيجية كبيرة ظهرت لاحقا.

لكن الاستجابة الحقيقية كانت استجابة تشبه (تشاركية أمنية) بين الجيش والشعب، فتحول الحرب لحرب على الشعب استنفر المجتمع، ووطد العلاقة مع الجيش ليبدأ شكل تعاونيات أمنية في الحرب لتأمين المناطق، والتنظيم المشترك تحت استراتيجية الجيش للتحرير، كل ذلك دون تهديد وجود مؤسسة الجيش وتنظيمه خصوصا أن عقيدة الجيش تختلف في كل قيمها عن المليشيا، عقيدة وطنية استيعابية مع تقاليد قوية راسخة.

بتلك الاستراتيجية والعمل المستمر تمكن السودانيون وجيشهم من حسم الجزء الأول من الحرب، وهو جزء بقاء الدولة وكسر شوكة التمرد، وبقاء الدولة يستدعي على الأقل تحرير مركزها وقلب سلطتها. لكن المرحلة الثانية من الحرب تحتاج لاستراتيجيات تستوعب طبيعة التحول القادم.

أهم متغير جديد هو فهم وتوقع التحول الذي سيطرأ على مليشيا التمرد نفسها، فالمرجح أنها ستتحول لحركة تمرد مناطقي في هامش واسع غرب البلاد، تحاول أن تمنح نفسها مشروعية لحرب الدولة، وبالتالي تستمر في توظيف الدعم الخارجي من أجل تمرد طويل مثل الحركة الشعبية قديما العام ١٩٨٣م، هذه هي الاستراتيجية التي بدأت عمليا من خلال تحالف نيروبي مع حركة الحلو.
إذن من المهم لتحقيق النصر في المرحلة القادمة فهم التحول الذي سيحدث في المليشيا وبالتالي فإن العمل سيمضي نحو الاتجاهات التالية:
أولا: تأمين المناطق التي تحررت بشكل تام.

ثانيا: تواصل مباشر وآمن وربما سري مع المجتمعات التي توجد في دارفور فعليا، فهم مخاوفها وإيجاد وكلاء جدد عنها، وكلاء ذوو شوكة وحضور وليس مستبعدا أن يكونوا ممن كان من ضمن تشكيلات الدعم السريع، نموذج (كيكل) يجب أن يوجد هناك من جديد وعلى عدة أصعدة، هذه المهمة ممكنة التحقق فهناك فرق بنيوي بين طبيعة تمرد الحركة الشعبية قديما وصلتها بمحتمعات الجنوب وبين هذه المليشيا الجديدة، حتى في طبيعة الانحياز الخارجي هناك فرق كبير يطول شرحه.
ثالثا: التركيز في خطاب الحرب الذي يحكي عن عقيدة الجيش على البعد القومي والوطني، هذه مهمة للدولة وقياداتها لكنها أيضا معركة أساسية في الرأي العام وأوساط المثقفين والنخب، مع التركيز على (تصفية الحساب التام) وبلا مساومة مع القوى السياسية التي دعمت التمرد وتسببت في الحرب.

رابعا: خلق صيغة لإدارة الاقتصاد السياسي الكلي للدولة في اتجاه يدعم استعادة التوازن والاستقرار، وهذه مهمة صعبة حاليا بالمؤشرات الاقتصادية البحتة لكنها ممكنة من خلال مفاهيم الاقتصاد السياسي، بما يؤثر على سوق الحرب وإدارة الأعمال السياسية أثناء الحرب. هذه المسألة هدفها ببساطة ربط المجتمعات ووكلاؤها بالسلطة من خلال صيغة تشاركية أمنية وطنية على رأسها الجيش الوطني، وهدفها إنهاء حالة التمرد وربط المصير (الخاص) بالدولة (العام).

خامسا: التقدم العسكري تدريجيا نحو التحرير بكل طاقة البلاد، وتوظيف هذه الهبة للتأمين والتقدم لكن بإدارة سليمة واستراتيجية، ودون استعجال لأن نتائج إيجابية متوقعة إذا أحسن السودانيون تحقيق النقاط الأربع الأولى.

هذه الاتجاهات تعمل متوازية ولا تتعارض فيما بينها ولا تترتب بالتقديم والتأخير، لكن من المهم التفكير والتخطيط قبل المرحلة الثانية لتحرير البلاد، وهذا ما نتوقعه من نتائج تخلق الوعي الجمعي شديد الوطنية.

هشام عثمان الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رغم الاحتجاجات ضده.. نتنياهو يزعم أن الضغط العسكري على “حماس” هو الأسلوب الناجح لتحرير الرهائن
  • لإنهاء الحرب.. نتنياهو يشترط إلقاء حماس سلاحها وخروج قادتها من غزة
  • ماكرون يدعو نتنياهو الي وضع حد للضربات في غزة والعودة إلى وقف إطلاق النار
  • نتنياهو يطرح شرطين أساسيين لإنهاء الحرب في غزة
  • استراتيجية تفاوضية.. باحثة في الشأن الافريقي تستبعد اندلاع حرب بين إثيوبيا وإريتريا
  • نتنياهو: قررنا زيادة الضغط على غزة ومستعدون لمناقشة نهاية الحرب
  • معركة الكرامة من استراتيجية الصمود نحو استراتيجية النصر الشامل
  • يديعوت أحرونوت: هناك خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف قبل السابع من أكتوبر
  • خبير: إسرائيل تريد إرساء حرية العمل العسكري لها بلبنان
  • معابر كوردستان خلال العيد.. إغلاق مؤقت لحركة التجارة والسياحة مستمرة