محمد الموشكي
استطاع الكيان الصهيوني المؤقَّت قتل أغلب قيادات الصف الأول لحزب الله حتى وصل الأمر إلى قتل الرجل الأول وقائد هذا الحزب وهو السيد حسن نصر الله. وقتها، أُصيب الحزب بضربة وصدمة عالية جِـدًّا لم يتعرض لها منذ إنشائه.
ولم يتوقف الكيان عند هذا المستوى، بل كثّـف عملياته الجوية الوحشية التدميرية وبدأ الحرب النفسية والإلكترونية بشتى الوسائل الخبيثة، ونشر الشائعات عبر الإعلام العربي المطبِّع، وافتعل الفتن وحرك عناصره الفتنوية في كُـلّ مكان لإرباك الوضع، ولإيصال معلومة لكل الناس ولكل محور المقاومة، ولكل اللبنانيين بالخصوص بأن حزب الله انتهى وبدون رجعة.
وذهب البعضُ من خونة الأُمَّــة لوضع خطط لكيفية إدارة المرحلة المستقبلية للبنان بدون حزب الله.
أكيد، وأمام كُـلّ هذه المعطيات وما يجري من جنون العظمة الذي أصاب هذا الكيان، اتخذ هذا الكيان قرارَ الزحف على لبنانَ؛ بحجّـة تنفيذ عملية محدودة. هنا، كُـلّ الأنظار اتجهت نحو الجنوب لمشاهدة هذا الزحف الصهيوني.
مر اليوم الأول ولم نشاهد شيئاً غيرَ خبر ينقله إعلام العدوّ يتحدث عن مقتل وإصابة أكثر من 25 صهيونيًّا في حدث أمني صعب.
يمر اليوم الثاني وتنشر وسائل إعلام العدوّ خبرًا عن حدث أمني أصعب من حادث اليوم الأول، وهكذا تتواصل الحوادث الأمنية الصعبة للكيان حتى يومنا هذا الخامس عشر، ولم نشاهد أي تقدم لجيش الكيان، غير أسراب من الطائرات المروحية التي تنقل قتلى العدوّ يومين.
هنا، حزب الله لم يكتفِ بالتصدي لهذا العدوان بل استعاد نشاطه الصاروخي بقوة، وفاجأ الأصدقاء قبل الأعداء، حَيثُ قصف مستوطنات جديدة بشكل مكثّـف وغير مسبوق، قصف من نقطة الصفر حتى ما بعد تل أبيب، وأعلن عن حظر دخول أكبر مدن الكيان في الشمال مثل حيفا والجليل وغيرها، وأعلنها مناطق عسكرية، وهو الأمر الذي استوجب على المستوطنين النزوح والهروب من هذه المناطق، ليضاف هؤلاء النازحون عبئًا كَبيراً على دولة الكيان التي وعدت بإعادة سكان الشمال إلى شمالهم بعد مقتل الأمين العام لحزب الله.
وهذا هو التحدي الذي طرحه السيد حسن نصر الله، والذي لا يزال قائمًا بقوة بل ويتوسع هذا التحدي من خلال توسيع دائرة الاستهداف لصواريخ ومسيرات الحزب التي وصلت في اليومين الآخرين إلى وسط تل أبيب، وجعلت من تل أبيب مستوطنة من مستوطنات الجليل الأعلى. وكذا دخول هذه الضربات منعطفًا جديدًا ومسارًا جديدًا يستهدف بشكل مباشر كُـلّ التجمعات العسكرية ومعسكرات التدريب والتأهيل لجيش الكيان والذي كان آخرها ضربة قاعدة “بنيامينا” العسكرية المسددة التي حصدت أكثر من 100 جندي صهيوني ما بين مصاب وقتيل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
ما نوعية الصاروخ الذي ضرب تل أبيب؟ وما أسباب الفشل باعتراضه؟
رجح الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن يكون الاستهداف الصاروخي الذي نفذه حزب الله صوب تل أبيب -مساء أمس الاثنين- من طراز "ملاك" ذي القوة التدميرية الكبيرة، مبينا أسباب الفشل الإسرائيلي في اعتراض الصاروخ.
وأوضح الدويري -خلال تحليله العسكري للجزيرة- أن صاروخ ملاك يزن رأسه المتفجر 250 كيلوغراما، ويصل مداه إلى 250 كيلومترا، ويعتبر دقيقا مقياسا مع صواريخ "نصر" و"فادي".
وتقدر درجة الخطأ لصاروخ ملاك بـ5 أمتار، وفق الدويري، الذي لم يستبعد انهيار المبنى الذي أصابه صاروخ حزب الله.
لكن وسائل إعلام لبنانية نقلت عن منصة إعلامية إسرائيلية تقديرها أن يكون الصاروخ الذي أطلق من لبنان وسقط في تل أبيب من نوع "فاتح 110".
وكانت القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن الشرطة أن الصاروخ الذي سقط في بني براك شرقي تل أبيب كبير الحجم، وذلك بعد الفشل في اعتراضه متسببا بإصابات مباشرة.
ولفتت الشرطة إلى وجود مخاوف من انهيار مبنى في رمات غان في تل أبيب بسبب الصاروخ، وكشفت في الوقت نفسه عن إصابة 6 بجروح بين خطيرة ومتوسطة إثر سقوط الصاروخ.
وبشأن الفشل باعتراض الصاروخ، قال الخبير العسكري إن القبة الحديدية تتكون من 3 منظومات هي: الرادار، ووحدتا المتابعة والإطلاق.
ويبين الدويري أن وحدة المتابعة منوط بها تحديد المكان الذي سيسقط فيه الصاروخ، ولا تصدر إنذارا في حال كان تقديرها أنه سيسقط في مكان مفتوح.
وقد يكون الفشل نابعا من وحدة الإطلاق التابعة للقبة الحديدية، حيث لا يتم وقتها إصابة الصاروخ، وفق الخبير العسكري.
وبيّن أن القبة الحديدية تعمل وفق آلية اعتراض يصطدم بموجبها صاروخ المنظومة الدفاعية برأس الصاروخ القادم، ويفجره في الجو فتسقط الشظايا، مشيرا إلى أنه "كلما كان الاعتراض في نقطة مرتفعة سقطت الشظايا على مساحة أوسع ولكن مع ضرر أقل".
وفي حالة ثانية، قد يصيب الصاروخ الاعتراضي الجزء الخلفي من الصاروخ القادم، حيث يسقط الجزء الأمامي الذي يحتوي المتفجرات، وتكون احتمالية انفجاره عالية حال اصطدامه بجسم صلب بسطح الأرض، وفق الدويري.
وخلص إلى أن منظومة القبة الحديدية -التي تتعامل مع القذائف والصواريخ ضمن نطاق جغرافي يتراوح بين 4 كيلومترات و70 كيلومترا- لا تقدم اعتراضا وضمانا دفاعيا بنسبة 100%.
وقدر نسبة فعالية القبة الحديدية بين 60% و65%، مشيرا إلى وجود فرصة بنسبة بين 35% و40% لكي يصل الصاروخ إلى هدفه.