بوابة الوفد:
2025-02-19@21:13:25 GMT

العبادات والعادات

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

من الخطأ الفادح الخلط بين العبادات والعادات، والأخطر هو إلباس بعض العادات ثوب العبادات أو إنزالها منزلتها والإصرار غير المبرر على ذلك.
ففى مجال العبادات ينبغى التفرقة أولا بين أداء الفرائض وأداء السنن، فقد سأل رجل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الإسلام، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «خَمْسُ صَلَواتٍ فى اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ»، فَقَالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : «وَصِيامُ شَهْرِ رَمَضَانَ»، قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ«  قَالَ : وَذَكَرَ لَهُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ» فَأدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أنْقُصُ، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أفْلَحَ إنْ صَدَقَ».


ثم يجب أن نفرق بوضوح  بين ما هو من سنن العبادات وما هو من   العادات، فحثه (صلى الله عليه وسلم) على صيام عرفة أو عاشوراء أمر تعبدى يدخل فى سنن العبادات، أما ما يتصل باللباس ووسائل السفر ونحو ذلك، فمن باب العادات.
وكما لا يمكن لعاقل أن يقول : لن أركب السيارة أو الطائرة اليوم وسأسافر بالجمل كما كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يفعل، فإنه ليس من المعقول أيضًا أن يقول أحد: لا تلبسوا هذا اللباس لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يلبسه، فقد لبس النبى صلى الله عليه وسلم من جنس ما لبس منه قومه وما كان متاحا فى عهده صلى الله عليه وسلم.
فمرجع الأمور الحياتية العصرية المستجدة إلى العرف والعادة وما يراه أصحاب الذوق السليم ملائمًا لعصرهم وبيئاتهم، ما لم يخالف ثابت الشرع الشريف.
ويجب أن نفهم ما ورد من آراء بعض العلماء فى ضوء عادات قومهم  وزمانهم ومكانهم، فإذا كان الإمام الشافعى (رحمه الله) قد عدَّ غطاء الرأس من لوازم المروءة فإنه راعى ظروف بيئته وعصره، وقد رأينا فى بعض البيئات من يعُد عدم غطاء الرأس مخلاًّ بالمروءة، لأن عادة القوم جرت به، أما أن نجعل ذلك دينًا وعلامة من علامات الصلاح والتقوى ومن يخالف ذلك يتهم فى دينه، أو أن نلزم به الناس باعتباره دينًا أو سنة أو كلام فقيه واجب الاتباع فهذا عين الجمود وعدم الفهم.

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر النبي صلى الله عليه وسلم الإمام الشافعي صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

أدعية تفتح باب الرزق من القرآن والسنة.. رددها في كل وقت

الرزق هو من النعم التي ينعم بها الله على عباده، وهو لا يقتصر على المال فقط، بل يشمل الصحة، والذرية الصالحة، والتوفيق في العمل، والنجاح في الدراسة، والسعادة في الحياة. ولأن الله هو الرزاق، فقد شرع لعباده أن يسألوه من فضله بالدعاء، فهو أقرب طريق لجلب الخير ودفع الشر.

ولكي يكون الدعاء مستجابًا، لا بد من الإخلاص لله، والإلحاح في الدعاء، واليقين بالإجابة، وتحري أوقات الاستجابة مثل الثلث الأخير من الليل، وبين الأذان والإقامة، وفي السجود، ويوم الجمعة. ومن الأدعية الواردة في السنة النبوية والقرآن الكريم والتي توسّع الرزق وتباركه ما يلي:

أدعية تفتح باب الرزق من القرآن الكريم 

دعاء سيدنا نوح عليه السلام للاستغفار الذي يجلب الرزق:
قال الله تعالى في كتابه الكريم:
"فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا، يرسل السماء عليكم مدرارًا، ويمددكم بأموال وبنين، ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا" (نوح: 10-12).
فهذه الآية تدل على أن الاستغفار سبب في نزول الرزق وزيادته، سواء كان مالًا، أو أبناء، أو خيرات أخرى.

دعاء سيدنا موسى عليه السلام عند الحاجة:
عندما كان سيدنا موسى في أشد الحاجة إلى الرزق والمأوى، دعا الله قائلًا:
"رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" (القصص: 24).
فجاءه الرزق على الفور، وأكرمه الله بالمأوى والعمل والزواج.

عيد الحب.. دعاء للزوج بالرزق الواسع والتوفيق فى العمل وتفريج الهم

دعاء جامع لسؤال الخير كله:
قال الله تعالى:
"وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا" (الإسراء: 80).
فهذا الدعاء يشمل التوفيق في كل مجالات الحياة، سواء في العمل، أو السفر، أو العلاقات، أو غيرها.

أدعية تفتح باب الرزق من السنة النبوية

دعاء النبي ﷺ لكفاية الدين والرزق الواسع:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك، وأغنني بفضلك عمن سواك" (رواه الترمذي).
فهذا الدعاء يعين العبد على الاعتماد على الرزق الحلال، والابتعاد عن أي مصدر مشبوه.

دعاء النبي ﷺ لرفع الهم وسعة الرزق


قال رسول الله ﷺ:
"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال" (رواه البخاري).
فمن أكثر من هذا الدعاء، أزال الله عنه الهموم، ووسع له في رزقه، وقضى عنه ديونه.

دعاء النبي ﷺ عند الضيق وقلة الرزق
كان النبي ﷺ يقول:
"يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين" (رواه النسائي).
فمن دعا بهذا الدعاء، يفتح الله له أبواب الخير، وييسر له أموره كلها.

أذكار وأدعية عامة لجلب الرزق والبركة

كثرة الاستغفار:
فقد قال النبي ﷺ:
"من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجًا، ومن كل هم فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب" (رواه أبو داود).
فمن داوم على الاستغفار، نال الرزق الوفير والراحة في حياته.

قول: لا حول ولا قوة إلا بالله:
قال رسول الله ﷺ:
"أكثروا من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة" (رواه البخاري).
وهي من الأذكار التي تجلب البركة في المال والصحة والعمل.

التوكل على الله:
قال النبي ﷺ:
"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله، لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا" (رواه الترمذي).
فالتوكل على الله سبب رئيسي في زيادة الرزق وتيسير الأمور.

أعمال تبارك في الرزق وتزيده

صلة الرحم:
قال رسول الله ﷺ:
"من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" (رواه البخاري).
أي أن من يصل رحمه، يبارك الله له في عمره ورزقه.

الصدقة:
قال النبي ﷺ:
"ما نقص مال من صدقة" (رواه مسلم).
فالصدقة سبب لزيادة المال والبركة فيه.

بر الوالدين:
فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ وقال:
"يا رسول الله، إني أريد الغزو، فقال له النبي ﷺ: أحيٌّ والدك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد" (رواه البخاري).
فبر الوالدين سبب للبركة في العمر والرزق.

 

إن الرزق بيد الله وحده، ولا يُطلب إلا منه، ولا يأتي إلا بالاعتماد عليه والتوكل الصادق، مع الأخذ بالأسباب المشروعة. وعلى المسلم أن يُكثر من الدعاء، ويستغفر الله، ويتحرى الحلال في كل شيء، ويبتعد عن الحرام، فإن الله سبحانه وتعالى قد وعد عباده بقوله:
"ومن يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب" (الطلاق: 2-3).

نسأل الله أن يرزقنا جميعًا من واسع فضله، ويبارك لنا في أرزاقنا، ويجعلنا من الشاكرين.

مقالات مشابهة

  • اعطوا الطريق حقه
  • ضمن فعاليات وزارة الثقافة.. روحانيات الإنشاد الديني على مسرح الجمهورية
  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز عمل العقيقة فى بلد آخر فقير؟.. أمين الفتوى يحسم الجدل
  • محمود التهامي يرد على فتوى عبد الله رشدي بتحريم الإنشاد المصحوب بالموسيقى
  • اللهمّ بلّغنا شهر رمضان المبارك
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • أدعية تفتح باب الرزق من القرآن والسنة.. رددها في كل وقت
  • شيء واحد يزيل همومك ويزيد فرحك ويكفر ذنوبك.. يغفل عنه كثيرون
  • سورة تحيي القلب .. اسمها وفضل التعبد بها