بوابة الوفد:
2024-10-17@21:45:00 GMT

العبادات والعادات

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

من الخطأ الفادح الخلط بين العبادات والعادات، والأخطر هو إلباس بعض العادات ثوب العبادات أو إنزالها منزلتها والإصرار غير المبرر على ذلك.
ففى مجال العبادات ينبغى التفرقة أولا بين أداء الفرائض وأداء السنن، فقد سأل رجل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الإسلام، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «خَمْسُ صَلَواتٍ فى اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ»، فَقَالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : «وَصِيامُ شَهْرِ رَمَضَانَ»، قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ«  قَالَ : وَذَكَرَ لَهُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ» فَأدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أنْقُصُ، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أفْلَحَ إنْ صَدَقَ».


ثم يجب أن نفرق بوضوح  بين ما هو من سنن العبادات وما هو من   العادات، فحثه (صلى الله عليه وسلم) على صيام عرفة أو عاشوراء أمر تعبدى يدخل فى سنن العبادات، أما ما يتصل باللباس ووسائل السفر ونحو ذلك، فمن باب العادات.
وكما لا يمكن لعاقل أن يقول : لن أركب السيارة أو الطائرة اليوم وسأسافر بالجمل كما كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يفعل، فإنه ليس من المعقول أيضًا أن يقول أحد: لا تلبسوا هذا اللباس لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يلبسه، فقد لبس النبى صلى الله عليه وسلم من جنس ما لبس منه قومه وما كان متاحا فى عهده صلى الله عليه وسلم.
فمرجع الأمور الحياتية العصرية المستجدة إلى العرف والعادة وما يراه أصحاب الذوق السليم ملائمًا لعصرهم وبيئاتهم، ما لم يخالف ثابت الشرع الشريف.
ويجب أن نفهم ما ورد من آراء بعض العلماء فى ضوء عادات قومهم  وزمانهم ومكانهم، فإذا كان الإمام الشافعى (رحمه الله) قد عدَّ غطاء الرأس من لوازم المروءة فإنه راعى ظروف بيئته وعصره، وقد رأينا فى بعض البيئات من يعُد عدم غطاء الرأس مخلاًّ بالمروءة، لأن عادة القوم جرت به، أما أن نجعل ذلك دينًا وعلامة من علامات الصلاح والتقوى ومن يخالف ذلك يتهم فى دينه، أو أن نلزم به الناس باعتباره دينًا أو سنة أو كلام فقيه واجب الاتباع فهذا عين الجمود وعدم الفهم.

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر النبي صلى الله عليه وسلم الإمام الشافعي صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

عبادات مهجورة سبب السعادة في الدنيا والآخرة.. احرص عليها

أكد الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أن هناك عددا من العبادات التي يقوم بها المسلم فتكون سبب له في السعادة ف الدنيا والآخرة.

جبر الخواطر

وأشار أستاذ الفقه في تصريحات لـ«الوطن»، إلى أن تلك العبادات منسية مهجورة وهي من أساس الدين وهي:  

الرضا بالقضاء: قبول ما قسمه الله تعالى، إيمانًا بأن فيه الخير.

جبر الخواطر: قول كلمات طيبة تسعد الآخرين وتكسب القلوب.

قضاء حوائج الناس: مساعدة المحتاجين والوقوف بجانبهم.

الكلمة الطيبة: صدقة جارية تسجل في ميزان الحسنات.

حسن الظن بالله والناس: تجنب سوء الظن والشكوك.

صلة الأرحام

زكاة العلم: نشر العلم والمعرفة وتبسيطها للجميع.

التفاؤل والأمل: الإيمان بأن الله مع عبده.

ترك ما لا يعنيك: تجنب التدخل في شؤون الآخرين.

التغافل عن عيوب الناس: العفو والصفح عن الزلات.

صلة الأرحام: تعزيز الروابط العائلية.

الإمهال والصبر: منح الفرصة للآخرين للتوبة والإصلاح.

وقف الشائعات: منع انتشار الأكاذيب والنميمة.

الابتسام: صدقة سهلة وبسيطة.

إدخال السرور على قلوب الناس: بأي وسيلة كانت.

 

مقالات مشابهة

  • حكم زيارة الحائض لقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة المنورة
  • عبادات مهجورة سبب السعادة في الدنيا والآخرة.. احرص عليها
  • فضل إدراك تكبيرة الإحرام مع الإمام.. أمين الفتوى يوضح
  • هل الصدق أحد أسباب دخول الجنة؟
  • "برنامج مودة ودعم عناصر ومقومات الأسرة الناجحة".. ندوة بإعلام الخارجة
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دعاء النشاط.. ردد 3 كلمات كل يوم وسترى العجب والقوة في بدنك
  • دعاء ردده عند سماع الأذان يغفر جميع الذنوب.. احرص عليه
  • ماذا يحدث عندما تنام على وضوء؟.. 8 أمور اغتنمها في دقيقتين