بوابة الوفد:
2025-01-17@15:17:09 GMT

العبادات والعادات

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

من الخطأ الفادح الخلط بين العبادات والعادات، والأخطر هو إلباس بعض العادات ثوب العبادات أو إنزالها منزلتها والإصرار غير المبرر على ذلك.
ففى مجال العبادات ينبغى التفرقة أولا بين أداء الفرائض وأداء السنن، فقد سأل رجل النبى (صلى الله عليه وسلم) عن الإسلام، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : «خَمْسُ صَلَواتٍ فى اليَوْمِ وَاللَّيْلَةِ» قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ»، فَقَالَ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) : «وَصِيامُ شَهْرِ رَمَضَانَ»، قَالَ : هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ«  قَالَ : وَذَكَرَ لَهُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا ؟ قَالَ : «لاَ، إِلاَّ أنْ تَطَّوَّعَ» فَأدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : وَاللهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أنْقُصُ، فَقَالَ رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «أفْلَحَ إنْ صَدَقَ».


ثم يجب أن نفرق بوضوح  بين ما هو من سنن العبادات وما هو من   العادات، فحثه (صلى الله عليه وسلم) على صيام عرفة أو عاشوراء أمر تعبدى يدخل فى سنن العبادات، أما ما يتصل باللباس ووسائل السفر ونحو ذلك، فمن باب العادات.
وكما لا يمكن لعاقل أن يقول : لن أركب السيارة أو الطائرة اليوم وسأسافر بالجمل كما كان النبى (صلى الله عليه وسلم) يفعل، فإنه ليس من المعقول أيضًا أن يقول أحد: لا تلبسوا هذا اللباس لأن النبى صلى الله عليه وسلم لم يلبسه، فقد لبس النبى صلى الله عليه وسلم من جنس ما لبس منه قومه وما كان متاحا فى عهده صلى الله عليه وسلم.
فمرجع الأمور الحياتية العصرية المستجدة إلى العرف والعادة وما يراه أصحاب الذوق السليم ملائمًا لعصرهم وبيئاتهم، ما لم يخالف ثابت الشرع الشريف.
ويجب أن نفهم ما ورد من آراء بعض العلماء فى ضوء عادات قومهم  وزمانهم ومكانهم، فإذا كان الإمام الشافعى (رحمه الله) قد عدَّ غطاء الرأس من لوازم المروءة فإنه راعى ظروف بيئته وعصره، وقد رأينا فى بعض البيئات من يعُد عدم غطاء الرأس مخلاًّ بالمروءة، لأن عادة القوم جرت به، أما أن نجعل ذلك دينًا وعلامة من علامات الصلاح والتقوى ومن يخالف ذلك يتهم فى دينه، أو أن نلزم به الناس باعتباره دينًا أو سنة أو كلام فقيه واجب الاتباع فهذا عين الجمود وعدم الفهم.

الأستاذ بجامعة الأزهر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أ د محمد مختار جمعة الأستاذ بجامعة الأزهر النبي صلى الله عليه وسلم الإمام الشافعي صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

رجب.. بوابة الروحانية لرمضان وفرصة لتقوية العلاقة بالله

يحمل شهر رجب مكانة خاصة في الإسلام، حيث تتضاعف فيه الحسنات ويُنهى فيه عن الظلم والمعاصي، وقد وصلنا إلى النصف من رجب مما يجعلنا على مشارف رمضان، فيأتي هذا الشهر المبارك كفرصة عظيمة للمسلمين للاستعداد النفسي والروحي لاستقبال شهر رمضان الكريم، فهو بوابة الروحانية التي تُمهد الطريق لبلوغ نفحات الشهر الفضيل.

الفوائد النفسية لصيام شهر رجب فضائل شهر رجب وفوائده الصحية شهر رجب.. فرصة لتقوية العلاقة بالله


شهر رجب يُعتبر وقتًا مثاليًا لتجديد العهد مع الله، والاقتراب منه عبر الطاعات والعبادات، يمكن استغلاله للتوبة عن الذنوب الماضية والتفكير في تصحيح المسار، حيث قال الله تعالى: "فلا تظلموا فيهن أنفسكم" (سورة التوبة: 36)، في إشارة إلى ضرورة الابتعاد عن المعاصي في الأشهر الحرم.

الصلاة في أوقاتها، الإكثار من الاستغفار، والتسبيح من العبادات التي تفتح أبواب القرب من الله، كما أن الصيام في شهر رجب، سواء أكان يومي الاثنين والخميس أو الأيام البيض، يُعد تدريبًا عمليًا للصيام في رمضان، ويغرس في النفس شعورًا بالروحانية والهدوء.

أثر المواظبة على العبادات في رجب للاستعداد لرمضان
 

المواظبة على العبادات في شهر رجب تُساهم في بناء عادات يومية تعين المسلم على استقبال رمضان بنفس مستعدة وقلب مهيأ للعبادة. قراءة القرآن بشكل منتظم في رجب تُسهل الاستمرار عليه في رمضان، كما أن الصدقة ومساعدة المحتاجين تُنمي في النفس شعور الرحمة والتكافل الاجتماعي، وهو من أبرز معاني رمضان.

التهيئة الروحية تبدأ بالتدريج، وشهر رجب هو أول خطوة. فعندما يعتاد المسلم على صلاة القيام أو التهجد في هذا الشهر، يصبح ذلك جزءًا من حياته اليومية، مما يعزز رغبته في مواصلة هذه العبادات في رمضان.

اغتنم الفرصة


شهر رجب هو تذكير بضرورة الاستعداد للقاء رمضان بقلوب طاهرة ونفوس مشتاقة، إنه محطة للتوقف والتأمل، للتخلص من العادات السيئة والبدء في عادات جديدة تُقربنا من الله، فاجعل من هذا الشهر فرصة لبداية جديدة، ونافذة تُطل بها على أعظم شهور العام، شهر الرحمة والمغفرة.

 

 

أدعية مستحبة في رجب 
 

"اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك، وأعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
 

"اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهتم له، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، واجعل لي من كل كرب فرجًا ومن كل هم مخرجًا."

"اللهم اكفني بحلالك عن حرامك وأغنني بفضلك عمن سواك."

"اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال."

مقالات مشابهة

  • سنن يوم الجمعة وأفضل الأعمال فيه.. تعرف عليها
  • دعاء يوم الجمعة الثالثة من رجب.. مكتوب وقصير
  • تحذير النبي صلى الله عليه وآله وسلم من التخلف عن صلاة الجمعة كسلًا وتهاونًا
  • عالم أزهري: الأوراد في التصوف طريق للتقرب إلى الله
  • رجب.. بوابة الروحانية لرمضان وفرصة لتقوية العلاقة بالله
  • في النصف الثاني من شهر رجب.. أفضل العبادات
  • 3 أدعية لا تفارق لسانك فى النصف من رجب.. رددها حتى يطمئن قلبك
  • هل يجوز التسبيح أثناء مشاهدة التلفزيون والانشغال مع الآخرين؟
  • من أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم
  • الدعاء للميت على القبر بعد الدفن .. تعرف عليه