«لمنع توسع الحرب وتعزيز استقرار المنطقة».. سياسيون يكشفون دلالات زيارة وزير الخارجية الإيراني لمصر
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لاستعراض التطورات الجارية بالمنطقة، واستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين، والتأكيد على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة.
اللواء محمد الغباشي
وفي هذا الصدد، أكد اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، أهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر في ظل تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد مرور 12 عام من التوتر في العلاقات ومواقف كثيرة متضاربة بين الجانبين المصري والإيراني نتيجة الأحلام الإيرانية بالتوسع والأعمال التي كانت تقوم بها في عدد من الدول العربية والأنشطة غير مرغوبة، والتي كان آخرها زيارة لمسؤول إيراني رسميًا في عام 2012 مع حكم الإخوان المسلمين.
تعزيز الاستقرار في المنطقة
وأشار "الغباشي" في تصريح لـ "الفجر السياسي"، إلى أن الفترة الأخيرة ومع أحداث حرب غزة في 7 أكتوبر العام الماضي بدأت تحدث الكثير من الاتصالات بين الجانبين المصري والإيراني لتعزيز الاستقرار في المنطقة، نظرًا للدور المصري الكبير الذي تقوم به لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف عملية الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أشقاءنا في غزة.
وأوضح الخبير السياسي، أن هناك تطور كبير في الصراع الإسرائيلي، من حيث تدخل عناصر الأذرع الإيرانية في أعمال القتال ضد إسرائيل والتي تمثلت في أعمال جماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في جنوب لبنان، وأيضا بعض العناصر من العراق وسوريا ضد إسرائيل، مما جعل إسرائيل تقوم بعمليات عسكرية شديدة في جنوب لبنان ردًا على حزب الله، وأيضًا ما حدث من أعمال عسكرية وأعمال خيانة مخابراتية ضد عناصر حزب الله في لبنان بما سُمي بـ "تفجيرات البيجر" التي أدت إلى مقتل أكثر من 1800 شخص وأكثر من 3 آلاف جريح ومصاب، وكذلك العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضد عناصر إيرانية في مكتبها في دمشق، وأيضًا قصف وقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس في طهران.
منع توسع الحرب وإنجرار الأطراف الإقليمية الأخرى
ولفت اللواء محمد الغباشي، إلى أن كل ذلك استلزم ردود فعل من إيران والتي قصفت في إسرائيل بعدد من الصواريخ والمسيرات، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية، مؤكدًا أن مصر تبذل كافة الجهود لمنع توسع الحرب وعدم إنجرار الأطراف الإقليمية الأخرى إلى العمليات العسكرية، مضيفًا: مصر بذلت جهودًا كبيرة مع أشقاءنا في قطاع غزة لإمدادهم بالمواد الغذائية والأدوية وكافة الاحتياجات من خلال معابر التي كانت مفتوحة بين مصر وقطاع غزة.
وأكد أن مصر تقوم بجهد كبير لوقف إطلاق النار عقب العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في جنوب لبنان ومنع التوسع القتال، ومن هنا كان التحرك الإيراني وقيام وزير الخارجية بزيارة عدد من الدول العربية ومنها قطر ولبنان والأردن والسعودية ثم مصر، وتم عقد اجتماعات مع المسؤولين في هذه الدول للتنسيق واحتمالات توسعة الحرب والعمليات العسكرية في المنطقة.
تطوير العلاقات المصرية الإيرانية
وأوضح أن الاهتمام الإيراني بالدور المصري لتطوير العلاقات المصرية الإيرانية خاصةً بعد حضور وزير الخارجية المصري لاحتفال تنصيب رئيس جمهورية إيران الشهر الماضي، مؤكدًا على تنامي الدور المصري الحيوي والمحوري في العملية السياسية في الإقليم وأن مصر تسعى دائمًا لمساعدة الأشقاء وإمدادهم بكافة الاحتياجات، ووقف إطلاق النار والحل العادل للقضية الفلسطينية، وعدم توسعة الحرب وتأجيج الصراع ما بين كافة الأطراف في الإقليم.
اللواء رضا فرحات
تعكس تحولًا مهمًا في العلاقات الإقليمية
وفي السياق ذاته، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ 12 عاما لمصر بمثابة بداية جديدة للعلاقات بين مصر وإيران وتعكس رغبة واضحة من الطرفين لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وأكد أستاذ العلوم السياسية أن موقف مصر ثابت وواضح تجاه الأحداث المتصاعدة بضرورة وقف التصعيد في المنطقة ومنع انزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، محذرا من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار شعوب ودول المنطقة لافتا إلى ضرورة استمرار الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية، مع تسريع إيصال المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة المدنيين المتفاقمة.
الدور المحوري في إدارة الأزمات الإقليمية
وأوضح الدكتور فرحات أن الرسائل التي وجهها الرئيس السيسي خلال لقاؤه وزير الخارجية الإيراني تؤكد الدور المصري المحوري في إدارة الأزمات الإقليمية، حيث تسعى مصر دائما إلى الحفاظ على استقرار المنطقة، والعمل على تجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تداعيات كارثية ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار عبر الوسائل الدبلوماسية، ما يعزز مكانتها كوسيط رئيسي في الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الجانب الإيراني يدرك جيدا أهمية الدور المصري في ضمان أمن المنطقة من خلال التعاون بين مصر وإيران في المرحلة المقبلة مشددا على ضرورة استمرار الحوار البناء بين القاهرة وطهران لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة داعيا إلى استثمار هذه الزيارة كفرصة لتعزيز الحوار بين مصر وإيران وبناء جسور التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، خصوصا في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تتطلب تنسيقا أكبر بين القوى الإقليمية، مما يعزز من استقرار المنطقة ويسهم في تحسين الظروف المعيشية لشعوبها والتي تصب في مصلحة الأمن القومي العربي والإقليمي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الاحتلال الاسرائيلي حرب غزة احداث لبنان الاستقرار فى المنطقة سياسيون الفجر السياسي
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية المصري: تقسيم السودان “خط أحمر”
السودان – أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، إن بلاده تعتبر مسألة تقسيم السودان “خطاً أحمر”، مشيرا إلى أن مؤتمر إعمار قطاع غزة الذي تستضيفه القاهرة “مخطط له في أواخر شهر أبريل (نيسان) المقبل”.
جاء ذلك خلال مقابلة متلفزة أجراها الوزير المصري مساء الجمعة، مع قناة الشرق للأخبار السعودية، وسط تطورات حرب بين قوات الجيش السوداني والدعم السريع تقترب من عامين في السودان، وترقب لمفاوضات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضاف عبد العاطي خلال المقابلة “نحن ندعم الدولة الوطنية ومؤسساتها في السودان وهذا أمر شديد الأهمية”.
وتابع: “لدينا قلق بالغ بشأن مسألة وحدة السودان واستقراره وسلامة أراضيه وعدم تقسيمه، وهذا خط أحمر بالنسبة لنا ولا يمكن أن نقبل بحدوثه تحت أي ظرف من الظروف”.
وأكد أن بلاده “ضد أي أفكار وطروحات خاصة بأطر موازية تتعلق بالسودان”، مشددا على وقوفها مع السودان وشعبه.
في 20 فبراير/ شباط الماضي استدعى السودان سفيره لدى نيروبي كمال جبارة، احتجاجا على استضافة كينيا اجتماعات ضمت قوى سياسية وقيادات من “قوات الدعم السريع”، بهدف إقامة “حكومة موازية”، وتنفي كينيا.
ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ أبريل/ نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.
وفيما يتعلق بقطاع غزة ومخططات واشنطن لتهجير الفلسطينيين منه، قال عبد العاطي إن الموقف الأمريكي متطور خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، التي قال فيها “لا حاجة ولا ضرورة لطرد سكان القطاع من أراضيهم”.
وتابع في حديثه عن ذلك: “هذا تطور شديد الأهمية، ونحن نقدر أهمية هذا التصريح في هذا التوقيت”.
وذكر أن مؤتمر إعمار قطاع غزة “مخطط له في أواخر شهر أبريل المقبل”.
وبشأن وجود وعود من الدول المانحة بتقديم منح مالية لبدء مسار إعادة إعمار غزة، قال الوزير المصري: “نأمل بطبيعة الحال أن تبدأ الدول العربية، ونتواصل مع الجميع، ونتواصل أيضاً مع الأطراف الإقليمية والدولية الأخرى غير العربية للتشجيع على البدء في الإعلان عن تعهدات مالية”.
وأضاف: “بالتأكيد لدينا قدر من الوقت لتكثيف الاتصالات والجهود، ولكن الآن الجهود منصبة على الانتهاء من الورقة المفاهيمية ومن الجلسات الخاصة بالمؤتمر، لأن هذا المؤتمر سيتضمن أفكاراً غير تقليدية، أفكاراً خلاقة، فيما يتعلق بورش عمل تتناول ملفات بعينها”.
وفي عملية الإعمار، أوضح عبد العاطي وجود “دور للقطاع الخاص، خاصة القطاع الخاص الفلسطيني، والشركات العربية، والشركات الإقليمية مثل تركيا، والشركات الدولية مثل الشركات الأميركية والأوروبية”.
وأشار إلى أن “هذه الأفكار الكثيرة مطروحة، حيث يجري الانتهاء منها، وبالتوازي يتم مخاطبة الدول والأطراف المانحة لتشجيعها على أن يكون هناك تعهدات مالية”.
ومنذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي يروج ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية وأوروبية أخرى، ومنظمات إقليمية ودولية.
وفي المقابل، اتفقت الدول العربية في قمة طارئة عقدت بالقاهرة في 4 مارس الجاري، على رفض أي محاولات من شأنها إعادة إعمار قطاع غزة من خلال تهجير سكانه تحت أي مسمى أو ظروف.
كما أقرت القمة العربية الطارئة خطة جامعة لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار أمريكي.
وتتضمن الخطة العربية تشكيل لجنة “إدارة غزة” لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية “تكنوقراط” تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
الأناضول
Previous ماكرون يبحث مع سلام هاتفيا جهود الإعمار والإصلاحات بلبنان Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results