استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، لاستعراض التطورات الجارية بالمنطقة، واستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين، والتأكيد على ضرورة وقف التصعيد في المنطقة للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة.

 

اللواء محمد الغباشي


وفي هذا الصدد، أكد اللواء محمد الغباشي، أمين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية، أهمية زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر في ظل تصاعد الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وذلك بعد مرور 12 عام من التوتر في العلاقات ومواقف كثيرة متضاربة بين الجانبين المصري والإيراني نتيجة الأحلام الإيرانية بالتوسع والأعمال التي كانت تقوم بها في عدد من الدول العربية والأنشطة غير مرغوبة، والتي كان آخرها زيارة لمسؤول إيراني رسميًا في عام 2012 مع حكم الإخوان المسلمين.


تعزيز الاستقرار في المنطقة


وأشار "الغباشي" في تصريح لـ "الفجر السياسي"، إلى أن الفترة الأخيرة ومع أحداث حرب غزة في 7 أكتوبر العام الماضي بدأت تحدث الكثير من الاتصالات بين الجانبين المصري والإيراني لتعزيز الاستقرار في المنطقة، نظرًا للدور المصري الكبير الذي تقوم به لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ووقف عملية الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد أشقاءنا في غزة.

 

وأوضح الخبير السياسي، أن هناك تطور كبير في الصراع الإسرائيلي، من حيث تدخل عناصر الأذرع الإيرانية في أعمال القتال ضد إسرائيل والتي تمثلت في أعمال جماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في جنوب لبنان، وأيضا بعض العناصر من العراق وسوريا ضد إسرائيل، مما جعل إسرائيل تقوم بعمليات عسكرية شديدة في جنوب لبنان ردًا على حزب الله، وأيضًا ما حدث من أعمال عسكرية وأعمال خيانة مخابراتية ضد عناصر حزب الله في لبنان بما سُمي بـ "تفجيرات البيجر" التي أدت إلى مقتل أكثر من 1800 شخص وأكثر من 3 آلاف جريح ومصاب، وكذلك العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل ضد عناصر إيرانية في مكتبها في دمشق، وأيضًا قصف وقتل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس في طهران.


منع توسع الحرب وإنجرار الأطراف الإقليمية الأخرى


ولفت اللواء محمد الغباشي، إلى أن كل ذلك استلزم ردود فعل من إيران والتي قصفت في إسرائيل بعدد من الصواريخ والمسيرات، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى حرب إقليمية، مؤكدًا أن مصر تبذل كافة الجهود لمنع توسع الحرب وعدم إنجرار الأطراف الإقليمية الأخرى إلى العمليات العسكرية، مضيفًا: مصر بذلت جهودًا كبيرة مع أشقاءنا في قطاع غزة لإمدادهم بالمواد الغذائية والأدوية وكافة الاحتياجات من خلال معابر التي كانت مفتوحة بين مصر وقطاع غزة.


وأكد أن مصر تقوم بجهد كبير لوقف إطلاق النار عقب العمليات العسكرية التي تقوم بها إسرائيل في جنوب لبنان ومنع التوسع القتال، ومن هنا كان التحرك الإيراني وقيام وزير الخارجية بزيارة عدد من الدول العربية ومنها قطر ولبنان والأردن والسعودية ثم مصر، وتم عقد اجتماعات مع المسؤولين في هذه الدول للتنسيق واحتمالات توسعة الحرب والعمليات العسكرية في المنطقة.


تطوير العلاقات المصرية الإيرانية


وأوضح  أن الاهتمام الإيراني بالدور المصري لتطوير العلاقات المصرية الإيرانية خاصةً بعد حضور وزير الخارجية المصري لاحتفال تنصيب رئيس جمهورية إيران الشهر الماضي، مؤكدًا على تنامي الدور المصري الحيوي والمحوري في العملية السياسية في الإقليم وأن مصر تسعى دائمًا لمساعدة الأشقاء وإمدادهم بكافة الاحتياجات، ووقف إطلاق النار والحل العادل للقضية الفلسطينية، وعدم توسعة الحرب وتأجيج الصراع ما بين كافة الأطراف في الإقليم.

 

اللواء رضا فرحات
تعكس تحولًا مهمًا في العلاقات الإقليمية


وفي السياق ذاته، قال اللواء الدكتور رضا فرحات، أستاذ العلوم السياسية، إن زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة خطوة هامة نحو تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتأتي في توقيت بالغ الأهمية في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة مشيرا إلى أن هذه الزيارة هي الأولى لمسؤول إيراني منذ 12 عاما لمصر بمثابة بداية جديدة للعلاقات بين مصر وإيران وتعكس رغبة واضحة من الطرفين لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون وتحقيق الاستقرار في المنطقة.


وأكد أستاذ العلوم السياسية أن موقف مصر ثابت وواضح تجاه الأحداث المتصاعدة بضرورة وقف التصعيد في المنطقة ومنع انزلاقها إلى حرب إقليمية شاملة، محذرا من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار شعوب ودول المنطقة لافتا إلى ضرورة استمرار الجهود الدولية الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ووقف الاعتداءات في الضفة الغربية، مع تسريع إيصال المساعدات الإنسانية لإنهاء معاناة المدنيين المتفاقمة.


الدور المحوري في إدارة الأزمات الإقليمية


وأوضح الدكتور فرحات أن الرسائل التي وجهها الرئيس السيسي خلال لقاؤه وزير الخارجية الإيراني تؤكد الدور المصري المحوري في إدارة الأزمات الإقليمية، حيث تسعى مصر دائما إلى الحفاظ على استقرار المنطقة، والعمل على تجنب التصعيد العسكري الذي قد يؤدي إلى تداعيات كارثية ودعم جهود تحقيق السلام والاستقرار عبر الوسائل الدبلوماسية، ما يعزز مكانتها كوسيط رئيسي في الأزمات التي تشهدها المنطقة.

 

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن الجانب الإيراني يدرك جيدا أهمية الدور المصري في ضمان أمن المنطقة من خلال التعاون بين مصر وإيران في المرحلة المقبلة مشددا على ضرورة استمرار الحوار البناء بين القاهرة وطهران لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة داعيا إلى استثمار هذه الزيارة كفرصة لتعزيز الحوار بين مصر وإيران وبناء جسور التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، خصوصا في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة التي تتطلب تنسيقا أكبر بين القوى الإقليمية، مما يعزز من استقرار المنطقة ويسهم في تحسين الظروف المعيشية لشعوبها والتي تصب في مصلحة الأمن القومي العربي والإقليمي.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مصر الرئيس عبدالفتاح السيسي الاحتلال الاسرائيلي حرب غزة احداث لبنان الاستقرار فى المنطقة سياسيون الفجر السياسي

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران

تركيا – صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأنه لا يستبعد نشوب صراع عسكري بين إسرائيل وإيران، مشيرا إلى أن طهران لا ترغب بالحرب مع تل أبيب.

وقال فيدان في مقابلة مع قناة “فرانس 24”: “هناك احتمال نشوب صراع (بين إيران وإسرائيل)”.

وأضاف: “الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أن الإيرانيين لا يريدون هذه الحرب، ولا يريدون صراعا كبيرا”.

وتابع قائلا: “نحن نجتمع مع أصدقائنا الإيرانيين، ونتلقى منهم هذه المعلومات بشكل مباشر”.

وبخصوص مستجدات الملف السوري، أكد فيدان على أهمية لقاء الوفد الأمريكي الرفيع المستوى مع الإدارة السورية الجديدة في دمشق، لافتا إلى استقبال الأخيرة أيضا وفودا من بعض الدول الأوروبية والمنظمات الدولية خلال الأيام الأخيرة.

وأضاف فيدان أن “أنقرة لم ترصد انخراط “هيئة تحرير الشام” في أي أنشطة إرهابية خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، مردفا: “هذا ليس تقييمنا نحن فحسب، بل هذا ما خلصت إليه أجهزة الاستخبارات الغربية أيضا”.

وحول سبب عدم إزالة “هيئة تحرير الشام” من قوائم الإرهاب التركية، قال فيدان: “إدراجنا إياها على قوائم الإرهاب مرتبط بقرارات الأمم المتحدة، نحن بالطبع نلتزم بقرارات مجلس الأمن، ولكن هناك الآن وضع مختلف يتعارض فيه البعد القانوني مع البعد الواقعي للأمر”.

وردا على سؤال حول عما إذا كانت “هيئة تحرير الشام” قد لعبت دورا في مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل “داعش” و”القاعدة”، قال فيدان إن الهيئة “أظهرت تعاونا جيدا خاصة في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بمكافحة داعش، وساهمت بشكل كبير في هذا الصدد”.

 

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية التركي لا يستبعد نشوب صراع بين إسرائيل وإيران
  • وزير الخارجية والهجرة يستقبل المرشح المصري لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو
  • وزير الخارجية يستقبل المرشح المصري لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو
  • وزير الخارجية يستقبل المصري المرشح لمنصب مدير عام اليونسكو
  • مساعدة وزير الخارجية الأمريكي تعتزم زيارة دمشق
  • سياسيون: قمة الدول الثماني النامية تؤكد دور مصر في تعزيز الحوار الإقليمي والدولي
  • السفير المصري في جوبا يلتقي نائب وزير الخارجية بجنوب السودان
  • السفير المصري في جوبا يلتقي مع نائب وزير الخارجية والتعاون الدولي
  • التكويع يصل بيروت.. ماذا فعل سياسيون لبنانيون مؤيدون للأسد بعد سقوطه؟
  • مصر ولبنان تؤكدان حرصهما على استقرار سوريا وتحذران من توسع دائرة الصراع