القبائل العربية المصرية هى جزء لا يتجزأ ومكون أساسى من نسيج المجتمع المصرى وقد شكلت عبر التاريخ هوية خاصة للشعوب العربية حيث تربط القبيلة أفرادها بصلة قرابة وتجمعهم عادات وتقاليد مشتركة وتشكل لهم هويّة اجتماعية وثقافية مميزة.
وهى رمز للهوية والانتماء حيث يشعر الفرد بالانتماء إلى مجموعة أكبر من عائلته.
وتقوم القبيلة على مبدأ التعاون والتكاتف بين أفرادها حيث يتبادلون المساعدة، كما تلعب القبيلة دورًا هامًا فى الحفاظ على العادات والتقاليد المتوارثة وستكون لنا سلسلة من المقالات للتعريف بهذه القبائل وأماكن تواجدها وأبرز رجالها والحروب التى خاضتها وصفات كل قبيلة ومنطقة نفوذها وحديثنا دائما وأبدا عن المواقف المضيئة فى تاريخ القبائل المصرية ومرشدى ودليلى فى ذلك كونى أحد أبناء القبائل العربية ومن مؤسسى أسرة البادية فى الجامعات المصرية وأهم رافدين استرشد بهما كتاب تاريخ القبائل المصرية لمؤلفه خالى اللواء صلاح التايب وكنت شاهدا لمخاض هذا الكتاب الذى استغرق فى كتابته خمس سنوات فلقد كان عاشقا للبادية وأهلها وللعروبة والثانى عمى جمعة رسلان فلقد كان شاعرا وكاتبا ومؤرخا يعرف للقبائل بطونها وتاريخها، ومبتغاى فى هذا كله أن ألقى الضوء على تاريخ مضىء ومشرف لقبائلنا المصرية حيث تتميز القبائل العربية المصرية بمزيج فريد من الصفات التى تشكلت عبر آلاف السنين من التفاعل مع البيئة الصحراوية القاسية والتاريخ العريق الممتد من جيل إلى جيل والتأثيرات الثقافية المتعددة والعادات والتقاليد المتوارثة، فارتبطت القبائل العربية المصرية تاريخياً بالشجاعة والفروسية وحب المغامرة وهو ما انعكس فى مشاركتهم فى العديد من الحروب والمعارك فى حروب الشام والسودان.
ويعتبر الكرم من أبرز صفات العرب الأصيلة، ويتميز العرب بوفائهم للعهد والشرف.
والحياة فى الصحراء القاسية صقلت لدى العرب صفات الصبر والتحمل وقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة وجعلت منهم قادة أفذاذا وفرسانا شجعانا لا يهابون الموت.
وتتمسك القبائل العربية بحريتها واستقلالها وتقاوم أى محاولة للتدخل فى شئونها، كما تحرص القبائل العربية المصرية على الحفاظ على تراثها وتقاليدها، وتنقلها إلى الأجيال المتعاقبة ومع ذلك كله تمتلك القدرة على التكيف مع كافة الظروف والأجواء.
وجدير بالذكر الإشارة إلى أن هناك تنوعاً كبيراً بين القبائل العربية المصرية فكل قبيلة لها خصوصيتها وعاداتها وتقاليدها الخاصة وقبل الحديث عن القبائل المصرية هناك توطئة لابد منها أننا جميعا فى هذا الكون أبناء لسيدنا آدم عليه السلام وأننا من أصل واحد فلا فضل لعربى على أعجمى ولا لأعجمى على عربى إلا بالتقوى وقال جل فى علاه إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم، فالمكون الاجتماعى قبائل لا يحمل دلالات تمايز فالناس سواسية ومن يذهب إلى هذا المنحى شخص فيه جاهلية مقيتة نهى عنها الإسلام، وقال على بن أبى طالب رضى الله عنه أن العربية عربية اللسان فمن كان لسانه عربيا فهو عربى وهذا من تمام المعرفة، والحديث عن عروبة مصر كما قال العلماء الجد فرعونى والأب مصرى وهاجر أم العرب أم إسماعيل أبو العرب مصرية وتذكر كتب التاريخ أن العرب استوطنوا مصر قبل الميلاد فى هجرات عديدة، ويذكر هيرودوت الذى زار مصر فى ٤٤٥ قبل الميلاد أن هناك قبائل عربية كانت تسكن ما بين النيل والبحر الأحمر وأن طور سيناء كانت مأهولة بقبائل عربية وكانت قبائل معين اليمنية قبل ألف من الميلاد فى مصر وكذلك العمالقة، وتوالت القباىل العربية على مصر من جزيرة العرب قبل الفتح الإسلامى لمصر وتبقى خصيصة لمصر وهى كنانة الله فى أرضه كبوتقة ينصهر بداخلها كل من يأتى إليها.
وذكر جمال حمدان فى كتابه «مصر عبقرية الزمان والمكان» أن علاقة القبائل المصرية ومصر لم تكن علاقة الفاعل والمفعول به بل كانت علاقة المضاف والمضاف إليه والراصد للتاريخ يرى أن القبائل المصرية كانت الدرع الواقى لمصر، ومصر كانت لهم الحضن الدافئ فلم تأتِ القبائل العربية لمصر فى يوم غازية ولا يخفى على أحد أن غالبية المصريين ينتمون إلى قبائل عربية لكنها اندثرت بداخل المدن بحكم التطور وطبيعة مجتمعات المدن والقرى الكبرى وبقيت القبائل التى تسكن الصحارى أو المناطق الحدودية محافظة على عاداتها وتقاليدها وأزيائها وتراثها المعرفى والثقافى وسوف نتطرق إلى كل هذه الأحداث فى سلسلة مقالات عن تاريخ القبائل المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القبائل القبائل العربية المصرية القبائل العربیة المصریة
إقرأ أيضاً:
مستشار بالأكاديمية العسكرية: حرب أكتوبر كانت ثمرة سنوات من الكفاح العسكري والعلمي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال اللواء طيار دكتور هشام الحلبي، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية، إن حرب أكتوبر 1973 لم تكن مجرد لحظة انتصار مفاجئة، بل كانت نتيجة لجهد عسكري ضخم بدأ منذ عام 1967، حيث خاضت القوات المسلحة المصرية حرب الاستنزاف التي شهدت العديد من المعارك البطولية مثل معركة رأس العش، إغراق المدمرة إيلات، ومعركة المنصورة الجوية.
وأضاف "الحلبي" في حواره لفضائية "مصر الأولى" اليوم الاثنين، أن هزيمة حرب 1967 لم تكسر إرادة القتال لدى الجندي المصري ولا عزيمة الشعب المصري، بل كانت بداية لاستراتيجية جديدة تبنتها القيادة العسكرية، حيث تم بناء الجيش بأساليب علمية حديثة.
وأوضح، أن أحد أهم دروس حرب أكتوبر هو مواجهة التحديات بأساليب غير تقليدية، وهو نهج لا يقتصر فقط على المجال العسكري، بل يمتد إلى الحياة اليومية للمصريين، حيث اعتادوا إيجاد حلول مبتكرة لمشاكلهم.
وأشار إلى أن من أهم إنجازاتها تأسيس سلاح الدفاع الجوي عام 1970، وبناء حائط الصواريخ، ما شكل تحولًا استراتيجيًا في ميزان القوى ضد إسرائيل، مؤكدًا أن الحرب الحديثة لا تهدف فقط إلى التفوق العسكري، بل تسعى أيضًا إلى كسر إرادة القتال لدى الشعوب، وهو ما أثبت المصريون عبر التاريخ قدرتهم على التصدي له.