بوابة الوفد:
2024-10-17@21:38:47 GMT

«يا خبر»

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

أذكر فى تسجيل مصور للفريق أركان حرب سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية فى حرب أكتوبر 1973، كان يتحدث فيه عن نقطتى ضعف بارزتين فى الجيش الإسرائيلي، الأولى أن الجندى الإسرائيلى ليس لديه نفس طويل بمعنى أنه لم يقو على مواصلة الحرب لفترة طويلة، أما النقطة الثانية فكانت أن حجم أى خسائر فى عديد وعتاد الجيش الإسرائيلى تؤثر بقوة على مسار الحرب، وبناء على هذه القراءة نستطيع أن نعرف لماذا تمارس إسرائيل التعتيم الإعلامى فى الداخل الإسرائيلى أو فى الأخبار الخارجة من إسرائيل إلى العالم منذ اندلاع عملية «طوفان الأقصى»، ومرورا بحربها فى جنوب لبنان إلى الآن، فمما لا شك فيه أن هناك تسريبات حول أرقام كبيرة للخسائر فى صفوف الجيش الإسرائيلى والتى ستصبح مفزعة لو أعلن عنها فى ظل موقف نتنياهو المتعنت و رغبته فى التصعيد واستمرار الحرب مهما كانت الكلفة، فبحسب تلك التسريبات تم تضيق الخناق على الإعلام، واستبعاد المعارضين عنوة، والحشد لخطاب إعلامى موجه عبر عناوين رنانة من عينة أن إسرائيل تواجه «خطرا وجوديا»، ولا مكان للديمقراطية المزعومة التى لطالما تشدق بها قادة إسرائيل، فالكذب الرسمى فى أسرائيل يتفوق على أى شيء آخر.


هناك رواية واحدة كاتبها واحد يرددها كل المحليين الإسرائيليين، فى القنوات الفضائية، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل مارس نتنياهو و رجاله قمعا حتى على المواطنين الإسرائيليين العاديين الذين يفكرون فى قول رأيهم على مواقع التواصل الاجتماعى ففرضت الرقابة حتى على من يرفعون بهواتفهم مقاطع على شبكة الإنترنت، يصحبها أحيانًا تعليق أو تعبير صوتى عن أى خسائر تقع داخل إسرائيل.
سياسة إخفاء الحقائق حول الخسائر البشرية وقت الحرب ليست جديدة على إسرائيل، فسبق وفعلتها فى حرب الاستنزاف بين مصر و إسرائيل، ففى حى كان عشرات القتلى يسقطون فى الجيش الإسرائيلى كان إعلامهم يخفى و ينكر، وها هو يفعلها الآن فى المواجهة مع حماس و حزب الله، صحيح أن التعتيم الإعلامى شديد هذه المرة مقارنة  بالحرب على غزة عام 2021 أوعلى حزب الله عام 2006، لكن فى العموم تعتبر إسرائيل ملف الخسائر البشرية سر حربى بهدف تقليل الانتقادات الداخلية، سواء تجاه الجيش أو الحكومة التى تدير الحرب، خاصة مع استمرارها فى العمليات العسكرية رغم الأصوات الداخلية والخارجية التى تحذر من هذا، وتدعو إلى عدم توسيع رقعة المعركة.
أتصور أن لدى قادة إسرائيل عقدتين إحداهما تاريخية متمثلة فى الشعور المستحيل بالاستقرار لدى القادمين من الشتات والعقدة الثانية حديثة نسبيا وهى أنهم كلما روجوا لشيء جاءت الأقدار لتنسفه، فقبل حرب أكتوبر روجوا لصورة «الجيش الذى لا يقهر» وما كان فى حرب أكتوبر 1973 من إذلال وفضيحة لهذا الجيش كفيل بمحو هذه المقولة, ومرت عشرات السنين وحاولت إسرائيل محو هذا العار حتى جاء القدر وفى شهر أكتوبر أيضا ولكن بعد خمسين عاما جاءت حماس لتلحق بنفس الجيش «الذى لا يقهر» فضيحة ثانية، وهنا كان العالم ينظر إلى أن جماعة مسلحة وجهت ضربة قاصمة لجيش إسرائيل الذى يباهى بالتسليح و التكنولوجيا المتقدمة، لذلك تريد إسرائيل بحجب المعلومات عن خسائر جيشها أن تحافظ على ما تبقى من صورته المزعومة ولو فى نظر حلفائها وداعميها 
وفقا لما ذكره الفريق سعد الدين الشازلى فلو تسرب مثلا لجنود إسرائيليين خبر مقتل زملائهم فى وحدة أو كتيبة مجاورة فهذا وحده كفيل بنشر الهلع فى نفوسهم و فى المجتمع الإسرائيلي، الذى يعانى الآن من نزوح المستوطنين من الأماكن الواقعة فى مرمى الصواريخ القادمة من غزة أو جنوب لبنان، ما سيشكل ضغطًا متزايدًا على حكومة نتنياهو
أخيرا.. دائما تتأكد مقولة «فى الحروب الكل خاسر» وحاولت هنا ولو على سبيل رفع الروح المعنوية لمن يقاتل دفاعا عن وطنه وأرضه المحتلة دحض فكرة الانتصار الكاسح التى يروج لها نتنياهو ويواف جالانت واليمين المتطرف داخل إسرائيل، فإسرائيل من الداخل تنزف لكن إعلامها «سكتم بكتم».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: يا خبر د حسام فاروق رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية حرب اكتوبر

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تناقش «دور الفن في العبور إلى نصر أكتوبر»| صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، ندوة بعنوان «دور الفن في العبور إلى نصر أكتوبر»، بقاعة صلاح عبد الصبور، بكورنيش النيل، رملة بولاق، شارك فيها الدكتور هاني كمال، وأدارها الدكتور رضا عطية.

في البداية أشار عطية إلى أهمية دور الفن في معركة مصر في مواجهة العدو الصهيوني، مؤكدًا أن الفن والأدب لعبا دورًا مهمًا في التعاطي مع نكسة يونيو 1967 وامتصاص صدمة هذه النكبة، وإعادة لبناء الوعي القومي، واستعادة الروح الوطنية، وصولًا إلى العبور بانتصار أكتوبر المجيد.

وأضاف، أننا نجد أنه لم تمر أيام قلائل على نكسة يونيو حتى قدم لنا عبد الحليم حافظ من أشعار عبد الرحمن الأبنودي وتلحين بليغ حمدي أغنية النهار التي تعبر عن مرارة الإحساس بالهزيمة واستشراف النصر لأن بلدنا تحب موال النهار، كما نجد المسرحي السوري سعد الله ونوس يقدم بيانات لمسرح عربي جديد، وكذا مسرحيته الشهيرة «حفلة سمر من أجل 5 حزيران» التي قدم فيها ونوس المسرح البريختي الملحمي وأسلوب كسر الحاجز الرابع باشتباك الخشبة مع الجمهور في دعوة جديدة إلى الجمهور بعدم الاكتفاء بدور المتفرج وإنما المشاركة الإيجابية في صنع الحدث وتقرير مصير الجماعة.

واستشهد الدكتور رضا عطية بقصيدة الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي حول معركة شدوان كإحدى عيون الشعر العربي التي أبرزت بوعي فني بطولات المقاتل المصري الباسل في حرب الاستنزاف، وتجاوز الخطاب الشعري في هذه القصيدة مسألة العمل العسكري البطولي في معركة شدوان إلى تشريح الذات الجمعية استجلاء لأسباب الهزيمة في يونيو 67 وطرحا لما يمكن أن يكون سبيلًا لانتفاضة الأمة تحقيقا للنصر.

وطرح عطية بعض المحاور على الدكتور هاني كمال للنقاش مثل دور الفن في التعبير عن بطولات الشعب المصري والعسكرية المصرية في حرب الاستنزاف وصولًا إلى انتصار أكتوبر، كما دعا الفنان الدكتور هاني كمال إلى الحديث عن مشاركته في فيلم الطريق إلى إيلات، وطرح تساؤلًا عليه حول مدى كفاية ما قدم من أعمال فنية تاريخيًا لانتصارات مصر المجيدة في حروبها ضد العدو الصهيوني.

ومن جانبه قال الفنان الدكتور هاني كمال، إن الفن لعب دورًا كبيرًا في توثيق كل البطولات التي يجب أن تفتخر بها، وأن نسردها ونقصها لأبنائنا والأجيال القادمة التي تواجه حروبا شرسة من خلال التطور التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

وأضاف، علينا مسئولية كبيرة نحو فتح آفاق للحوار مع أبنائنا ولا نتركهم فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي، فلم تعد الحرب التقليدية هي القائمة حاليًا، إنما الحرب الإلكترونية هي المنتشرة الآن.

وتابع، أن من ضمن خطة الخداع الاستراتيجي التي وضعتها الدولة المصرية في انتصار أكتوبر المجيد، كان للفن دورًا كبيرًا فيها، فتم تغذية الشارع المصري بفكرة عدم الحرب، وفي السينما تم عمل مجموعة من الأعمال الفنية التي تشغل الشارع بعيد عن الحرب مثل فيلم خلي بالك من زوزو،  ونجحت الدولة في استخدام السينما بتأدية دور أوهم العدو أن هذا البلد لا يفكر في الحرب.

وأوضح، أنه عقب نصر أكتوبر قامت السينما بتوثيق كافة البطولات التي خاضتها مصر منذ نكسة 1967 حتى انتصار أكتوبر العظيم 1973، تم إنتاج مجموعة كبيرة من الأفلام لتوثيق الانتصار، من بينهم فيلم الطريق إلى إيلات الذي تناول عملية عسكرية من الألف إلى الياء، وهذه العملية حدث قبل نصر أكتوبر، أي بعد النكسة بعامين وتم تنفيذ العملية في 7 أشهر، وهي كانت عبارة عن ثلاث عمليات وليست عملية واحدة، وهذه العمليات هي ما أعطت دافعا للانتصار في 1973، مؤكدًا أن العدو الصهيوني عكس ما تم الترويج له من خلال قنوات، وهو في الحقيقة «أجبن من الجبن نفسه».

وتطرق هاني كمال في حديثه إلى محاولات العدو الصهيوني في الوقت الحالي تدمير الشباب المصري والعربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وما يتم بثه من خلال برامج وفيديوهات تشغل الشباب، مناشدًا الأسر المصرية بمتابعة أبنائهم والاطلاع على ما يتصفحونه من خلال الهواتف المحمولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • الصحة اللبنانية: 2367 شهيدًا وأكثر من 11 ألف مصاب جراء العدوان الإسرائيلى
  • أوستن يحث إسرائيل على ضمان سلامة الجيش اللبناني واليونيفيل
  • الاقتصاد الذى نريده!
  • وزير الدفاع الإسرائيلى: فرنسا تنفذ سياسة معادية تجاه الشعب اليهودى
  • حزب الله يقصف تجمعا لجنود الاحتلال.. وإصابة 4895 بين صفوف الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب على غزة
  • هيئة الكتاب تناقش «دور الفن في العبور إلى نصر أكتوبر»| صور
  • لا قيادات الجيش ولا الدعم السريع ولا الكيزان مؤهلون أخلاقياً ليحاكموا مواقفنا من هذه الحرب
  • ‏إذاعة الجيش الإسرائيلي: إسرائيل تواجه نقصا في صواريخ الاعتراض
  • رئيس دفاع النواب: تخطيط الجيش وتلاحم الشعب سبب انتصار حرب أكتوبر