بوابة الوفد:
2025-02-16@22:46:15 GMT

الاستخفاف بالعقول

تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT

في عصرنا الحديث، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، صارت نافذتنا المفتوحة على العالم ومنصة للتفاعل الاجتماعي والمعرفي، لكنها فى الوقت ذاته أصبحت ساحة خصبة للعبث بالعقول، حيث تقوم بعض الشركات والصفحات وحتى رجال الأعمال باستخدام أساليب دعائية رخيصة تعتمد على الوهم والخداع لجذب انتباه الجمهور.


القصص الوهمية التي تُنشر على هذه المنصات أصبحت لا تُعد ولا تُحصى، مرة يروي أحدهم قصة «نجاح ساحق» لمشروع كان مجرد حلم، وأخرى يتباهى رجل أعمال بأنه بدأ من الصفر إلى أن أصبح مليارديرًا فى وقت قياسي، دون أن يقدم أى تفاصيل أو حقائق حقيقية تدعم كلامه، وبين الحين والآخر نجد شركات تدعى أنها تقدم حلولاً سحرية للمشاكل اليومية، سواء كانت تجميلية أو صحية أو مالية، فقط لتكتشف لاحقًا أنها منتجات وهمية أو لا تقدم أى فائدة تُذكر.
ما يزيد من خطورة هذا الأسلوب الدعائى هو أنه يستهدف العقول الساذجة، أو أولئك الذين يبحثون عن الأمل في تحقيق أحلامهم، حيث يتم استغلال حاجات الناس وطموحاتهم، وللأسف يجد هؤلاء المخدوعون أنفسهم ضحية لحملات دعائية لا تستند إلى أى واقع أو مصداقية.
المشكلة تكمن فى أن هذه الأساليب لا تقتصر على الصفحات الصغيرة أو الأفراد المجهولين، بل إن بعض رجال الأعمال المعروفين يلجأون إلى هذه الأساليب، مغلفين بضاعتهم بالكثير من الضجيج والصخب الإعلامى لجذب الأنظار، متجاهلين تمامًا قيم النزاهة والشفافية.
وعندما نتحدث عن الدعاية الرخيصة، فإننا نشير إلى الحملات التي تعتمد على إثارة المشاعر بدلاً من الحقائق، فكم مرة رأينا قصصًا «مؤثرة» تم بثها على السوشيال ميديا تهدف إلى بيع منتج أو خدمة، لتكتشف في النهاية أن القصة مُفبركة بالكامل، وأن الهدف الوحيد منها هو جذب اللايكات والمشاركات والمبيعات، هذا النوع من الدعاية لا يخدم الجمهور بقدر ما يخدم مصلحة المعلنين والشركات على حساب المصداقية.
الإعلام اليوم في مواجهة تحديات كبيرة، لكن إحدى أكبر هذه التحديات هي ضرورة فضح هذه الأساليب الرخيصة والمضللة، وتسليط الضوء على تلك الحملات التي تستخف بالعقول، فمن واجب الإعلاميين والصحفيين التنبيه إلى هذه الظاهرة وكشف زيفها، وحث الجمهور على التحقق من المعلومات قبل أن يصدقوا كل ما يرونه أو يسمعونه.
إن الحل يكمن في تعزيز ثقافة الوعي الرقمي، وتثقيف المستخدمين حول كيفية التمييز بين الحقيقة والزيف في المحتوى الرقمي. لأن العالم الرقمي، وإن كان يحمل إمكانيات هائلة، إلا أنه مليء بالألغام التى قد تُفجر ثقة الجمهور في كل ما يُنشر إذا لم نتوخ الحذر.
في النهاية، لن يتوقف هذا الاستخفاف بالعقول إلا عندما يتوقف الجمهور عن الانجراف وراء الوهم، ويتبنى نظرة ناقدة لكل ما يراه على هذه المنصات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وسائل التواصل الاجتماعي

إقرأ أيضاً:

مفكر: الاقتصاد الرقمي طوق النجاة لمستقبل مصر وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور منجي علي بدر، المفكر الاقتصادي، أن الاقتصاد الرقمي يمثل طوق النجاة للدول في العصر الحديث، لكنه في الوقت ذاته يحمل فرصًا وتحديات، مشيرًا إلى ضرورة الاستعداد الجيد لضمان تحقيق أقصى استفادة منه.
وأوضح "بدر" أن العالم يشهد تحولًا من اقتصاد الموارد الطبيعية إلى اقتصاد المعرفة، حيث لم تعد الثروات الطبيعية وحدها كافية لتحقيق الازدهار، بل أصبحت الدول الغنية هي التي تمتلك شبابًا قادرًا على التعامل مع الذكاء الاقتصادي والشمول المالي. 
ونوه بأن مصر تمتلك ميزة ديموغرافية كبيرة، حيث يشكل الشباب 65% من إجمالي السكان، مما يمنحها فرصة تاريخية غير مسبوقة لتحقيق التقدم الاقتصادي.
وأشار إلى أن مصر استثمرت بشكل كبير في البنية التحتية الرقمية، مشددًا على ضرورة مواصلة الاستثمار في البنية التحتية الرقمية وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى إطلاق مبادرات جديدة وتحسين الأطر التشريعية لمواكبة التطورات العالمية.
 

مقالات مشابهة

  • أحمد سيد زيزو: زوجتي تحولت لمشجعة كروية بسبب حبي للزمالك
  • أستاذ بالجامعة الأمريكية: التحول الرقمي ضرورة لمصر.. ولا بديل عن القطاع الخاص
  • مفكر: الاقتصاد الرقمي طوق النجاة لمستقبل مصر وتحقيق التحول نحو اقتصاد المعرفة
  • تعزيز للسلامة.. ”هيئة الطرق“ تبدأ استخدام المسح التصويري الرقمي المتحرك
  • أستاذ تخطيط: البنية التحتية بكافة أنواعها أصبحت متوفرة لخدمة المواطن
  • قيادي بـ"فتح": الوحدة الوطنية الفلسطينية أصبحت ضرورة لصد محاولات التهجير
  • أستاذ علوم سياسية: القضية الفلسطينية أصبحت محورا رئيسيا في الأجندة الدولية
  • وزارة الانتقال الرقمي تعدل توقيت العمل في رمضان لتسهيل صلاة الجمعة
  • برلماني: المحتوى الرقمي عنصر أساسي في خطط الترويج السياحي
  • صور| "الجدل السلوكي".. أحدث الأساليب لردع ظاهرة التنمر في المدارس