الأمن الغذائى وتحديات تأثير التغيرات المناخية على الزراعة
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أصبحت التغيرات المناخية تمثل تحدياً كبيراً أمام الدول فى مختلف المجالات، لا سيما فى مجال الزراعة والتى تعد أهم المجالات وترتبط ارتباطا مباشراً وأصيلا بالأمن الغذائى والذى باتت تعانى العديد من دول العالم من نقصه وتأثره سلباً بالتغيرات المناخية؛ ومصر شأنها شأن غيرها من الدول تتأثر الزراعة فيها بالتغيرات المناخية وما ينتج عنها من تقلبات الطقس وارتفاع درجات الحرارة والمياه وغيرها.
تحديات التغيرات المناخية فى الزراعة تعتبر من أبرز القضايا التى تواجه قطاع الزراعة اليوم، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق فى فصل الصيف، والتغير فى أنماط هطول الأمطار، وزيادة تواتر الظواهر الجوية القاسية، ويترتب على ذلك أنه تتأثر إنتاجية المحاصيل واستدامة الأنظمة الزراعية بشكل كبير، مما يهدد الأمن الغذائى فى البلاد وزيادة الاعتماد على الاستيراد.
وفقا للمتخصصين، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر على توقيت وحجم إنتاج المحاصيل الزراعية، مما يؤدى إلى تقليل الإنتاجية، خاصة فى المناطق ذات المناخ الحار، والمحاصيل التى تحتاج إلى درجات حرارة معتدلة مثل القمح والذرة، كما أن التغيرات فى نمط هطول الأمطار تؤدى إلى فترات جفاف طويلة تؤثر على الزراعة التى تعتمد على الأمطار أو على الري، مما يؤثر على الرى وتوافر المياه للزراعة، فضلاً عن الظواهر الجوية القاسية ومنها الفيضانات، العواصف، والصقيع، يمكن أن يتسبب فى تلف بعض المحاصيل أو تأخير الزراعة.
كما أن التغيرات المناخية تساهم فى توسيع انتشار الآفات الزراعية والأمراض التى تؤثر على صحة النباتات، وتهدد الأنواع الزراعية المحلية وتزيد من مخاطر فقدان التنوع البيولوجي، حيث إنه مع تغير المناخ، قد تظهر أنواع جديدة من الآفات والأمراض الزراعية التى لم تكن موجودة من قبل، مما يزيد من تكاليف المكافحة ويؤثر على المحاصيل.
ويحذر بعض المتخصصين من أن زيادة مستوى سطح البحر تؤدى إلى تسرب المياه المالحة إلى الأراضى الزراعية، خاصة فى دلتا النيل، وهذا يزيد من ملوحة التربة ويؤثر سلباً على إنتاج المحاصيل، كما أن التغيرات المناخية قد تؤدى إلى اضطراب فى توقيت الفصول الزراعية التقليدية، مما يجعل المزارعين غير قادرين على التنبؤ بأوقات الزراعة والحصاد بشكل دقيق.
يأتى ذلك إلى جانب الأضرار الاقتصادية للمزارعين مع تكرار الظواهر المناخية الحادة مثل الفيضانات أو الجفاف، قد يواجه المزارعون خسائر مالية كبيرة، مما يضعف قدرتهم على الاستثمار فى الزراعة ويضاعف الأعباء على المزارعين فى الأرياف.
أولى الخطوات التى يجب اتخاذها لمواجهة تأثير التغيرات المناخية على الزراعة فى مصر هى تعزيز الوعى لدى المزارعين وتوعيتهم بهذه التحديات ومخاطر التغيرات المناخية وآليات مواجهتها والتكيف معها لتخفيف أثارها السلبية؛ فلا بد أن تكون هناك دورات وحملات توعوية للفلاحين فى مختلف المحافظات، وتعزيز التوعية بين المزارعين حول أفضل الممارسات الزراعية المستدامة.
الأمر الآخر.. يجب تفعيل وتعزيز دور البحث العلمى بإجراء دراسات وأبحاث عن تأثير التغيرات المناخية على الزراعة وطرق المواجهة وآليات التكيف معها والتخفيف من أثارها مما يعظم قيمة العلم فى القضاء على المشكلات، وأعلم أن مصر تسعى إلى تنفيذ استراتيجيات للتكيف مع التغيرات المناخية، مثل تحسين تقنيات الري، وتطوير محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة، وغيرها، ويجب أن يتم تعريف المزارعين بهذه الإجراءات.
هناك بعض الحلول التى يجب توعية المزارعين باستخدامها حسب الحل الأمثل فى كل منطقة، منها تحسين تقنيات الرى مثل استخدام الرى بالتنقيط والرى الذكى الذى يقلل من استهلاك المياه ويزيد من كفاءة الري، وتعزيز الزراعة الذكية من خلال استخدام التكنولوجيا لجمع وتحليل البيانات المتعلقة بالطقس والتربة والمحاصيل لتحسين اتخاذ القرارات وتقليل المخاطر، فضلاً عن إنتاج محاصيل مقاومة للجفاف والحرارة، وتطوير أصناف نباتية تتأقلم مع الظروف المناخية المتغيرة، علاوة على إمكانية تعديل مواعيد زراعة المحاصيل بناءً على التغيرات المناخية لتجنب الفترات الحرجة التى تؤثر على الإنتاجية، وكذلك تعزيز التشجير لتحسين التربة وزيادة احتجاز الكربون، مما يخفف من تأثير التغيرات المناخية.
وهناك ضرورة لتعزيز نظم الإنذار المبكر بتطبيق نظم لتحذير المزارعين من الظواهر الجوية المتطرفة والتغيرات فى الطقس، وكذلك ضرورة تحسين الاستدامة فى الزراعة، بما فى ذلك استخدام تقنيات ترشيد الاستهلاك المائى وتطبيق ممارسات زراعية أكثر استدامة لتحقيق توازن بين احتياجات الإنتاج الغذائى والحفاظ على البيئة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإنتاج الغذائى حازم الجندى ارتفاع درجات الحرارة الزراعة قطاع الزراعة تأثیر التغیرات المناخیة على الزراعة
إقرأ أيضاً:
ما تأثير الصيام على مرضى القولون العصبي؟
إنجلترا – خلال شهر رمضان، يتساءل العديد من مرضى متلازمة القولون العصبي عن تأثير الصيام على حالتهم الصحية: هل يمكن أن يكون فرصة لتحسين أعراضهم أم أنه قد يزيد من تفاقم المشكلة؟.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن الصيام قد يكون له فوائد كبيرة لصحة الجهاز الهضمي، بما في ذلك تقليل الالتهابات وتحسين توازن الميكروبيوم المعوي. ومع ذلك، فإن النتائج تختلف من شخص لآخر، ما يجعل فهم العلاقة بين الصيام والقولون العصبي أمرا بالغ الأهمية لضمان صيام صحي وآمن.
ويعرف القولون العصبي بمتلازمة القولون المتهيج (IBS)، وهو من الأمراض الشائعة التي تصيب المعدة والأمعاء. وتشمل أعراض المرض تقلصات مؤلمة، وألما في البطن، وانتفاخا، وغازات، وإسهالا أو إمساكا أو كليهما.
وتلعب العوامل الغذائية والضغوط النفسية دورا كبيرا في تفاقم هذه الأعراض. وبحسب مؤسسة “مايو كلينك”، تظهر أعراض شديدة على عدد قليل فقط من المصابين بمتلازمة القولون المتهيج. ويتمكن البعض من السيطرة على الأعراض بالالتزام بنظام غذائي ونمط حياة متزن، وتجنب التعرض للتوتر. ويمكن علاج الأعراض الأكثر شدة عن طريق الأدوية والاستشارة الطبية.
ولا تغير متلازمة القولون المتهيج من طبيعة أنسجة الأمعاء، ولا تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وأظهرت دراسات حديثة أن الصيام يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على صحة القولون والجهاز الهضمي. فالصيام يساعد على تحسين وظيفة الأمعاء عن طريق تقليل الالتهابات وتغيير تنوع الميكروبيوم المعوي. كما أن الصيام يعزز سلامة حاجز الأمعاء ويقلل من الإجهاد التأكسدي، ما يساهم في تخفيف التهابات القولون.
وبالإضافة إلى ذلك، يعمل الصيام على تحسين عمل “مركب النزوح الحركي” (Migration Motor Complex)، وهي موجات كهربائية تعمل على تنظيف الأمعاء من البكتيريا الضارة والمواد غير القابلة للهضم. وهذا يساعد على تحسين حركة الأمعاء وتوازن الميكروبات، ما قد يخفف من أعراض القولون العصبي.
تحذيرات لمرضى القولون العصبي
على الرغم من الفوائد المحتملة، فإن الصيام قد لا يكون مناسبا لجميع مرضى القولون العصبي. فبعض المرضى قد يعانون من تفاقم الأعراض بسبب الجوع أو الإفراط في تناول الطعام بعد الإفطار. كما أن نقص تناول الألياف والبروبيوتيك خلال الصيام قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض لدى البعض. بينما قد يشعر بعض المرضى بتحسن ملحوظ في أعراضهم. لذلك، من المهم استشارة الطبيب قبل الصيام واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن خلال شهر رمضان لضمان صيام آمن ومريح.
ويمكن أيضا الالتزام ببعض الخطوات الهامة لضمان صيام صحي لمرضى القولون العصبي بينها:
– تجنب الأطعمة المقلية والدسمة والتي يمكن أن تزيد من تهيج القولون.
– تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضروات والفواكه، ولكن بكميات معتدلة لتجنب الانتفاخ.
– تجنب المشروبات الغازية التي تزيد من الغازات والانتفاخ.
– تناول الطعام ببطء لتجنب عسر الهضم والتشنجات.
– شرب كميات كافية من الماء خاصة بين الإفطار والسحور.
– تجنب الإفراط في تناول الطعام على الإفطار لتجنب الضغط على الجهاز الهضمي.
– إدارة التوتر من خلال ممارسة التأمل أو اليوغا، حيث يمكن أن يكون التوتر عاملا محفزا لأعراض القولون العصبي.
المصدر: RT
Previous طبيبة: الشوكولاتة الداكنة مضاد طبيعي للاكتئاب Related Postsليبية يومية شاملة
جميع الحقوق محفوظة 2022© الرئيسية محلي فيديو المرصد عربي الشرق الأوسط المغرب العربي الخليج العربي دولي رياضة محليات عربي دولي إقتصاد عربي دولي صحة متابعات محلية صحتك بالدنيا العالم منوعات منوعات ليبية الفن وأهله علوم وتكنولوجيا Type to search or hit ESC to close See all results