تحل اليوم ذكرى وفاة الإمام الأكبر الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق، وصاحب بشارة النصر في حرب أكتوبر 1973؛ والتي يتزامن هذا العام مع ذكراه.

محطات في حياة الإمام عبد الحليم محمود

ولد عبد الحليم محمود في قرية أبو الحمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12من مايو 1910م)، ونشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه.

بعد أن أكمل الصبي حفظ القرآن الكريم التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1351هـ=1932م) ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي، عن الحارث المحاسبي في سنة (1359هـ= 1940م).

وبعد عودته إلى مصر عمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في مناصبها العلمية حتى عين عميدا للكلية سنة (1384هـ= 1964م) ثم اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينا عاما له، ثم اختير وكيلا للأزهر سنة (1390هـ= 1970م) ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.

وللدكتور عبد الحليم محمود أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، ومن أشهر كتبه: أوربا والإسلام، والتوحيد الخالص أو الإسلام والعقل، وأسرار العبادات في الإسلام، والتفكير الفلسفي في الإسلام، والقرآن والنبي، والمدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي.

كانت حياة الدكتور عبد الحليم محمود جهادا متصلا وإحساسا بالمسئولية التي يحملها على عاتقه، فلم يركن إلى اللقب الكبير الذي يحمله، أو إلى جلال المنصب الذي يتقلده، فتحرك في كل مكان يرجو فيه خدمة الإسلام والمسلمين، وأحس الناس فيه بقوة الإيمان وصدق النفس، فكان يقابل مقابلة الملوك والرؤساء، بل أكثر من ذلك؛ حيث كانت الجموع المحتشدة التي هرعت لاستقباله في الهند وباكستان وماليزيا وإيران والمغرب وغيرها تخرج عن حب وطواعية لا عن سوق وحشد وإرهاب.

في ذكرى وفاة الشيخ عبدالحليم محمود.. محطات في حياته رؤيا بنصر أكتوبر في منام عبدالحليم محمود.. تفاصيل عبور الرسول قناة السويس رائد مدرسة الفكر الإسلامي وأبو العارفين

«أبو العارفين»، أمر عرف به الصوفية الإمام الأكبر عبد الحليم محمود وهو عندهم رائد مدرسة الفكر الإسلامي والتصوف في العصر الحديث، فالتصوف عنده صفاء ملائكي يتطلب سلوك طريق من الإيمان والإخلاص والصفا والبحث عن الدرجات العليا في التقرب إلي الله حيث يقول عنه: نظام الصفوة المختارة، إنه نظام هؤلاء الذين وهبهم الله حسا مرهفا، وذكاء حادا، وفطرة روحانية، وصفاء يكاد يقرب من صفاء الملائكة، وطبيعة تكاد تكون مخلوقة من نور.

ويعني «المتصوف» أنه الملتزم بتعاليم الدين قولا وعملا حيث يقول: الصوفي هو الذي التزم بتعاليم الإسلام سيرة وسلوكا، وقولا وعملا، وهو الذي يستحضر ذكر ربه في كل وقت؛ فإذا وصل المؤمن إلى إسلام حقيقي يجعله مستحضرا ربه في كل وقت؛ فلن يهتم بمعصيته، ولن يأمر بمنكر، ولن ينهى عن معروف.

وهو أيضا عنده ليس بالقارئ في شأن التصوف حيث يشير إلي ذلك من خلال القول فالصوفي لا يكون صوفيا بالقراءة أو الدراسة والبحث، حتى ولو كانت هذه القراءة والدراسة في الكتب الصوفية نفسها، وفي المجال الصوفي خاصَّة، وقد يكون شخص من أعلم الناس بهذه الكتب، درسها دراسة باحث متأمل، وعرف قديمها وحديثها، وميز بين الزائف منها والصحيح، وصنفها زمنا وميزها أمكنة، وهو مع ذلك لا سهم له، في قليل ولا في كثير في المجالات الصوفية.

وقال في موضع آخر: فالتصوف ليس ثمرة لثقافة كسبية؛ إن الوسيلة إليه ليست هي الثقافة، ولكن الوسيلة إليه إنما هي العمل، إن الطريق إليه إنما هو السلوك، والمعرفة الناشئة عن العمل والسلوك هي إلهام، وهي كشف، وهي ملأ أعلى انعكس على البصيرة المجلوة فتذوقه الشخص حالا، وأحس به ذوقا، وأدركه إلهاما وكشفا.

وحول رحلته إلي عالم التصوف، يشير الإمام الأكبر عن نفسه بعد إعداده رسالة الدكتوراه: “بعد تردد بين هذا الموضوع أو ذاك، هداني الله - وله الحمد والمنة - إلى موضوع التصوف الإسلامي، فأعددت رسالة عن (الحارث بن أسد المحاسبي) فوجدت في جو (الحارث بن أسد المحاسبي) الهدوء النفسي، والطمأنينة الروحية، هدوء اليقين، وطمأنينة الثقة، لقد ألقى بنفسه في معترك المشاكل، التي يثيرها المبتدعون والمنحرفون، وأخذ يصارع مناقشا مجادلا، وهاديا مرشدا؛ وانتهيت من دراسة الدكتوراه، وأنا أشعر شعورا واضحا بمنهج المسلم في الحياة، وهو منهج الاتباع”

وأضاف: "لقد كفانا الله ورسوله كل ما أهمنا من أمر الدين، وبعد أن قر هذا المنهج في شعوري، واستيقنته نفسي، أخذت أدعو إليه كاتبا ومحاضرا، ومدرسا، ثم أخرجت فيه كتاب "التوحيد الخالص" وما فرحت بظهور كتاب من كتبي، مثل فرحي يوم ظهر هذا الكتاب؛ لأنه خلاصة تجربتي في الحياة الفكرية". 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: عبد الحليم محمود الإمام عبد الحليم محمود شيخ الأزهر أبو العارفين التصوف عبد الحلیم محمود

إقرأ أيضاً:

رئيس الدولة يتبادل هاتفياً تهاني عيد الفطر مع قادة الدول الشقيقة وشيخ الأزهر

 تبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، خلال اتصالات هاتفية التهاني والأمنيات بمناسبة عيد الفطر المبارك مع كل من، صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، وصاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
وأعرب سموه وقادة الدول الشقيقة عن أطيب الأمنيات للجميع بموفور الصحة والسعادة، سائلين المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة المباركة على بلدانهم وشعوبهم بالخير واليمن والبركات، وينعم على الأمتين العربية والإسلامية وشعوب العالم أجمع بالأمن والسلام والازدهار.

أخبار ذات صلة سفارة الإمارات في بانكوك تنشر تنويهاً لمواطني الدولة بتوجيهات رئيس الدولة.. ولي عهد أبوظبي يعتمد صرف حزمة منافع سكنية للمواطنين في أبوظبي تزامناً مع عيد الفطر المبارك المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • حزن في مصر على وفاة الطاهي الشعبي إبراهيم الطوخي.. صاحب الجملي هو أملي
  • هل يجوز أن نعلم أولادنا في مدارس غير المسلمين في الخارج؟.. باحثة بمرصد الأزهر تجيب
  • عدن..ذكرى النصر والتحرير
  • لماذا لم يبعث الله رُسلا بعد النبي محمد؟.. مرصد الأزهر يجيب
  • رئيس الدولة يتبادل هاتفياً تهاني عيد الفطر مع قادة الدول الشقيقة وشيخ الأزهر
  • محمد أبو هاشم: الإمام عبد الحليم محمود رمز للتصوف والعلم
  • آخر كلمات محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر قبل ساعات من وفاته
  • جمعية ضيوف الإسلام لتنمية المجتمع بالفيوم تكرم حفظة القران الكريم
  • آخر ظهور لرئيس جامعة الأزهر السابق قبل ساعات من وفاته - صور
  • في ذكرى وفاة أحمد زكي.. محطات في حياة «النمر الأسود»