السنوار.. بين راديكالية الموقف وبراغماتية السياسة
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
خرج يحيى السنوار الذي أعلن الجيش الإسرائيلي، الخميس، أنه يتحقق من احتمال مقتله في عملية عسكرية بقطاع غزة، من ظلّ المعتقلات الإسرائيلية الى زعامة حركة حماس، وكان هدفاً رئيسياً للدولة العبرية الذي تعتبره مهندس هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
أمضى السنوار (61 عاماً) 23 عاماً في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل حماس وصولاً الى رئاسة مكتبها السياسي في خضم الحرب الحالية في قطاع غزة إثر اغتيال إسماعيل هنية في طهران في 31 يوليو (تموز).
Wild: Israeli media reporting Sinwar wasn't killed in an airstrike, but rather in a regular firefight with IDF forces. pic.twitter.com/oaYkYciMSR
— Eylon Levy (@EylonALevy) October 17, 2024 مهندس هجوم أكتوبرتتهمه إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم المباغت وغير المسبوق الذي شنته الحركة في جنوب الدولة العبرية، وخلّف 1206 قتلى غالبيتهم من المدنيين وفق حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية، بينما اقتاد مقاتلو حماس معهم 251 شخصاً رهائن الى قطاع غزة.
في حال تأكيد وفاته، سيلتحق السنوار بسلسلة من الشخصيات البارزة في الحركة قتلت منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، يتقدمها هنية ونائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري الذي قضى بضربة جوية في يناير (كانون الثاني) في الضاحية الجنوبية لبيروت.
كما أعلنت إسرائيل أنها اغتالت في يوليو (تموز) بضربة جوية في قطاع غزة، قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف. ولم تؤكد حماس حتى الآن مقتله.
وبعد هجوم حماس على جنوب إسرائيل، أصبح السنوار "الرجل الحي الميت" بالنسبة للجيش الإسرائيلي. ويعتقد أنه كان يتنقل في شبكة الانفاق التي أقامتها الحركة تحت الأرض في غزة. ولم يظهر الرجل المكنّى "أبو إبراهيم" إلى العلن منذ ذلك الحين.
الجيش الإسرائيلي: ربما قتلنا يحيى #السنوار بالصدفة!https://t.co/PJOK9rof3I
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2024 أمني بامتيازتقول ليلى سورا من المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس إن التخطيط للهجوم ربما استغرق عاماً أو عامين، مضيفة "هذه استراتيجيته، هو من خطط له" قبل أن "يفاجئ الجميع" ويحاول "تغيير ميزان القوى على الأرض".
في العام 2017، وبعد انتخابه زعيماً للحركة في قطاع غزة، قال أبو عبد الله المنتمي إلى حماس والذي أمضى بضع سنوات مع السنوار في المعتقلات الإسرائيلية. وقال إن السنوار معروف خصوصاً بتكتمه لا سيما أنه رجل أمني "بامتياز".
وأضاف أن السنوار "يتخذ قراراته بهدوء تام لكنه صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح حماس".
ولد السنوار في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة، وانضم الى حركة حماس التي أسسها الشيخ أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987.
תיעוד דרמטי: דקות אחרי החיסול - הלוחמים מוציאים את גופת סינוואר מהריסות המבנהhttps://t.co/4YTwBbu51o@OrHeller pic.twitter.com/5EWoFTIhhP
— חדשות 13 (@newsisrael13) October 17, 2024 معاقبة المتعاونينأنشأ السنوار في 1988 الجهاز الأمني للحركة (عرف باسم "المجد")، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لحساب إسرائيل ومعاقبتهم وصولاً الى إعدامهم في بعض الأحيان.
بحسب محضر التحقيق الذي خضع له في إسرائيل ونشرت وسائل إعلام عبرية، اعترف السنوار بخنقه متعاوناً مع إسرائيل بالكوفية حتى الموت في مقبرة في خان يونس.
تخرّج من الجامعة الإسلامية في غزة وتعلّم العبرية التي يتقنها بمستوى جيد خلال 23 عاماً أمضاها في السجون الإسرائيلية. ويقال إنه تمتع بفهم عميق للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.
حكم على السنوار بالمؤبد 4 مرات بتهمة قتله جنديين إسرائيليين. وكان من بين 1027 فلسطينياً أفرج عنهم في العام 2011 في صفقة تبادل مع الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
لاحقاً، أصبح السنوار قائداً بارزاً في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.
من يخلف السنّوار في قيادة حركة حماس؟https://t.co/Ngdxakljha pic.twitter.com/u8RqJV7Xxh
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2024 راديكالي وعمليكان السنوار يطمح إلى إقامة دولة فلسطينية واحدة تجمع بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من إسرائيل إلى جانب القدس الشرقية منذ 1967.
ووفقاً لمجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية (مركز أبحاث)، تعهّد السنوار معاقبة أي شخص يعرقل المصالحة مع حركة فتح.
وبعد فوز حماس في الانتخابات التشريعية في غزة عام 2006، خاضت الحركة نزاعاً دامياً مع حركة فتح أفضى إلى طرد الأخيرة من القطاع وسيطرة حماس بالكامل عليه في 2007.
ورغم تقارب واضح في العلاقات، إلا أن جهود المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين جميعها باءت بالفشل.
لكنهما اتفقتا على "إنهاء الانقسام" والعمل معاً لتشكيل "حكومة وفاق وطني مؤقتة" لإدارة الضفة الغربية وقطاع غزة، وفق ما جاء في "إعلان بكين" الذي وقعته الحركتان مع أبرز الفصائل الفلسطينية برعاية الصين في 23 يوليو (تموز).
وتقول سورا إن السنوار اعتمد مساراً "راديكاليا في التخطيط العسكري وآخر براغماتياً في السياسة". وتضيف "إنه لا يدعو إلى القوة من أجل القوة بل من أجل إجراء مفاوضات" مع إسرائيل.
في العام 2015، أضيف اسم السنوار إلى قائمة الولايات المتحدة لأكثر "الإرهابيين الدوليين" المطلوبين.
وسبق لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن تعهد "العثور على السنوار والقضاء عليه"، وحضّ سكان قطاع غزة على تسليمه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله السنوار الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية مسؤوليات أمنية تتهمه إسرائيل السنوار إسرائيل الرجل الحي الميت حماس ملاحقة المتهمين السجون الإسرائيلية كتائب عز الدين دولة فلسطينية المصالحة الانتخابات التشريعية حكومة وفاق الإرهابيين الدوليين قطاع غزة غزة وإسرائيل السنوار فلسطين حماس فی قطاع غزة حرکة حماس فی العام
إقرأ أيضاً:
يحيى السنوار وحسن نصر الله على قمصان ملابس أمريكية.. غضب عارم في إسرائيل
واجهت شركة أمريكية هجوما واسعا من جانب الصحف والمواقع الإسرائيلية، بعد عرض موقعها الإلكتروني قمصانًا يحمل صور الراحل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي السابق لحماس، وحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني السابق، الأمر الذي أثار موجة غضب وسائل إعلام دولة الاحتلال، بحسب وصف «القاهرة الإخبارية».
ماذا عرضت الشركة الأمريكية عن السنوار؟وعرضت الشركة الأمريكية، الثلاثاء، قمصانًا يحمل صورا لزعيمي حماس وحزب الله السابقين، يحيى السنوار وحسن نصر الله، للبيع على موقعها الإلكتروني بسعر يتراوح بين 25 و30 دولارًا، بحسب ما جاء في موقع «تايمز أوف إسرائيل»، إذ أظهر أحد القمصان وجه السنوار واسمه مُقسمًا إلى قسمين، بينما يُظهر قميص آخر رسمًا كاريكاتوريًا له مُمسكًا بسلاحه ومُرتديًا ملابس القتال، كما حمل قميص آخر صورة لزعيم حزب الله السابق على خلفية الحرم القدسي، ولا يزال معروضًا للبيع.
يقول مُستخدمو الإنترنت، إلى أن هذه القمصان لم تنتجها الشركة الأمريكية مباشرة، بل بائعون من جهة خارجية يستخدمون سوق التوزيع التابع لشركة التوزيع العملاقة.
ووفقًا للموقع العبري، فإن بائع القمصان تابع لجهة خارجية مقرها تكساس، وكتب للتعريف بالقميص «نصر الله آمن بعد الغارات الجوية الإسرائيلية».
الإبلاغ عن قمصان تحمل صور السنوارولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تم الإبلاغ عن القميصين من قِبل منظمة تدعى مُراقبتها «معاداة السامية»، ومقرها الولايات المتحدة، التي وصفت اختيار الأزياء بأنه «شائن»، وطالبت بإزالتها فورًا.
وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإنه تمت إزالة بعض القمصان التي تحمل صورة السنوار من المنصة، إلا أن التصاميم التي تُظهر نصر الله على خلفية الحرم القدسي في القدس المحتلة ومحاطة بالعلم الفلسطيني لا تزال متاحة للشراء حتى الآن.