هل يكمن سر الحياة لفترة أطول في طعامنا؟.. دراسة توضح تفاصيل مثيرة
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
لمدة قرن تقريبا، أظهرت الدراسات المعملية باستمرار أن الحيوانات تعيش لفترة أطول عندما تأكل طعاما أقل أو تأكل بشكل أقل تكرارا. ومع ذلك، كافح العلماء لفهم سبب إطالة هذه الأنظمة الغذائية التقييدية لعمر الإنسان وكيف يمكن تطبيقها بشكل فعال على البشر.
الآن، في دراسة محورية نُشرت في عدد 9 تشرين الأول/أكتوبر من مجلة Nature، قام الباحثون في مختبر جاكسون (JAX) وزملاؤهم بتتبع صحة ما يقرب من ألف فأر على أنظمة غذائية مختلفة لاستكشاف هذه الأسئلة بشكل أكبر.
وبحسب تقرير نشره موقع "scitechdaily" وترجمته "عربي21"، فقد تم تصميم الدراسة بدقة لضمان أن يكون كل فأر فريدا وراثيا، ما يعكس بشكل أفضل التنوع الجيني للبشر. يعزز هذا النهج الأهمية السريرية للنتائج، مما يجعل الدراسة واحدة من أهم المساهمات في البحث حول الشيخوخة وطول العمر حتى الآن.
خلصت الدراسة، إلى أن تناول عدد أقل من السعرات الحرارية كان له تأثير أكبر على متوسط العمر مقارنة بالصيام الدوري، وكشفت أن الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية بشكل كبير تطيل عمر الفئران عموما بغض النظر عن مستويات الدهون أو الجلوكوز في الجسم - والتي يُنظر إليها عادة على أنها علامات على الصحة الأيضية والشيخوخة. والمثير للدهشة أن الفئران التي عاشت أطول فترة على الأنظمة الغذائية المقيدة كانت تلك التي فقدت أقل وزن على الرغم من تناول كميات أقل من الطعام. كانت الحيوانات التي فقدت أكبر قدر من الوزن على هذه الأنظمة الغذائية تميل إلى انخفاض الطاقة، وضعف الجهاز المناعي والتناسلي، وقصر العمر.
قال غاري تشرشل، الأستاذ في JAX الذي قاد الدراسة: "تشير دراستنا حقا إلى أهمية المرونة. فالحيوانات الأكثر قوة تحافظ على وزنها حتى في مواجهة الإجهاد وتقييد السعرات الحرارية، وهي الحيوانات التي تعيش أطول فترة. كما يشير ذلك إلى أن مستوى أكثر اعتدالا من تقييد السعرات الحرارية قد يكون السبيل لتحقيق التوازن بين الصحة على المدى الطويل وطول العمر".
وخصص تشرشل وزملاؤه فئران إناث لأي من خمسة أنظمة غذائية مختلفة: الأول حيث يمكن للحيوانات أن تأكل بحرية أي كمية من الطعام في أي وقت، والثاني حيث يتم تزويد الحيوانات بنسبة 60% أو 80% فقط من السعرات الحرارية الأساسية الخاصة بها كل يوم، والثاني حيث لا يتم إعطاء الحيوانات أي طعام لمدة يوم أو يومين متتاليين كل أسبوع ولكن يمكن للحيوانات أن تأكل بقدر ما تريد في الأيام الأخرى. ثم تمت دراسة الفئران لبقية حياتها من خلال فحوصات دم دورية وتقييم مكثف لصحتها العامة.
بشكل عام، عاشت الفئران التي تتبع أنظمة غذائية غير مقيدة لمدة 25 شهرا في المتوسط، وعاشت تلك التي تتبع أنظمة الصيام المتقطع لمدة 28 شهرا في المتوسط، وعاشت تلك التي تتناول 80% من السعرات الأساسية لمدة 30 شهرا في المتوسط، وعاشت تلك التي تتناول 60% من السعرات الأساسية لمدة 34 شهرا. ولكن داخل كل مجموعة، كان نطاق الأعمار واسعا. على سبيل المثال، عاشت الفئران التي تتناول أقل عدد من السعرات الحرارية من بضعة أشهر إلى أربع سنوات ونصف.
عندما حلل الباحثون بقية بياناتهم لمحاولة تفسير هذا النطاق الواسع، وجدوا أن العوامل الوراثية كان لها تأثير أكبر بكثير على العمر مقارنة بالأنظمة الغذائية، مما يسلط الضوء على كيف تلعب السمات الوراثية الأساسية، التي لم يتم تحديدها بعد، دورا رئيسيا في كيفية تأثير هذه الأنظمة الغذائية على مسار صحة الفرد. وعلاوة على ذلك، حددوا أن المرونة المكتسبة وراثيا كعامل حاسم في تحديد العمر؛ حيث عاشت الفئران التي حافظت بشكل طبيعي على وزن الجسم ونسبة الدهون في الجسم وصحة الخلايا المناعية أثناء فترات التوتر أو قلة تناول الطعام، وكذلك تلك التي لم تفقد دهون الجسم في وقت متأخر من الحياة، أطول فترة.
قال تشرشل: "إذا كنت تريد أن تعيش لفترة طويلة، فهناك أشياء يمكنك التحكم فيها خلال حياتك مثل النظام الغذائي، ولكن ما تحتاجه حقا هو جدّة طاعنة في السن".
ألقت الدراسة أيضا بظلال من الشك على الأفكار التقليدية حول سبب قدرة بعض الأنظمة الغذائية على إطالة العمر في المقام الأول. على سبيل المثال، لم تفسر عوامل مثل الوزن ونسب الدهون في الجسم ومستويات الجلوكوز في الدم ودرجة حرارة الجسم العلاقة بين تقليل السعرات الحرارية والعيش حياة أطول. وبدلا من ذلك، وجدت الدراسة أن صحة الجهاز المناعي والسمات المرتبطة بخلايا الدم الحمراء كانت مرتبطة بشكل أكثر وضوحا بالعمر. والأمر المهم أن هذه النتائج تعني أن الدراسات البشرية حول طول العمر - والتي غالبا ما تستخدم القياسات الأيضية كعلامات للشيخوخة أو الشباب - قد تتجاهل جوانب أكثر أهمية للشيخوخة الصحية.
أوضح تشرشل: "بينما يكون تقييد السعرات الحرارية جيدا بشكل عام لعمر الإنسان، تظهر بياناتنا أن فقدان الوزن عند تقييد السعرات الحرارية أمر سيئ بالفعل لعمر الإنسان. لذلك عندما ننظر إلى التجارب البشرية لأدوية طول العمر ونرى أن الناس يفقدون الوزن ولديهم ملفات أيضية أفضل، اتضح أن هذا قد لا يكون مؤشرا جيدا لعمرهم المستقبلي على الإطلاق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة الصحة الطعام الحياة الصحة الحياة الطعام المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأنظمة الغذائیة السعرات الحراریة الفئران التی من السعرات تلک التی
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة.. عضو حيوي يتأثر بـ”كوفيد-19″ أكثر من الجهاز التنفسي
#سواليف
كشفت دراسة حديثة عن تبعات مقلقة لجائحة ” #كوفيد-19 ” تتجاوز #الأعراض_التنفسية المعروفة، حيث رصدت ارتفاعا ملحوظا في #اضطرابات #الجهاز_الهضمي الوظيفية، وعلى رأسها متلازمة #القولون_العصبي.
ويعزو الباحثون هذه الزيادة إلى التأثيرات النفسية العميقة للجائحة على محور الأمعاء-الدماغ، تلك الشبكة المعقدة من الاتصالات العصبية والهرمونية التي تربط بين الجهاز الهضمي والجهاز العصبي المركزي.
فخلال فترة الدراسة التي امتدت من مايو 2020 إلى مايو 2022، لوحظ تضاعف حالات القولون العصبي تقريبا من 6% إلى 11% بين المشاركين في الدراسة البالغ عددهم 160 ألف شخص.
مقالات ذات صلةكما وجدت الدراسة زيادة طفيفة في حالات الإمساك المزمن مجهول السبب من 6% إلى 6.4% وكان النوع المختلط من القولون العصبي (الإسهال والإمساك معا) الأكثر انتشارا.
ويشرح الدكتور كريستوفر ألماريو، أخصائي الجهاز الهضمي والمشرف الرئيسي على الدراسة، أن هذه الاضطرابات الهضمية الوظيفية تظهر عادة كاستجابة للضغوط النفسية المزمنة، حيث تؤدي التغيرات في التوازن البكتيري المعوي وزيادة حساسية الأعصاب الهضمية إلى تفاقم الأعراض.
والأمر اللافت أن الدراسة رصدت هذه الزيادة حتى بين الأشخاص الذين لم يصابوا بعدوى “كوفيد-19” نفسها، ما يؤكد دور العامل النفسي المستقل عن العدوى الفيروسية المباشرة. ويشير الدكتور برينان شبيجل، مدير أبحاث الخدمات الصحية في المركز، إلى أن هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أعمق للتداعيات بعيدة المدى للجائحة على الصحة العامة.
وتثير هذه الاكتشافات أسئلة مهمة حول سبل التعامل مع الموجات الجديدة من الأوبئة، وكيفية حماية الصحة النفسية والجسدية في الأزمات. ويوصي الباحثون بتبني نهج متكامل في الرعاية الصحية يأخذ في الاعتبار هذا الترابط الوثيق بين الصحة العقلية والجهاز الهضمي، خاصة في ظل استمرار العديد من الأشخاص في المعاناة من تبعات الجائحة النفسية حتى بعد انحسار خطر العدوى.