تشديد على ضرورة خفض التصعيد.. لقاء مصري إيراني في القاهرة
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
دعت مصر وإيران، الخميس، إلى “تكثيف الجهود” من أجل وقف الحرب في غزة ولبنان، إثر لقاء بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، ووزير الخارجية الإيراني الذي وصل إلى القاهرة مساء الأربعاء.
وهذه أول زيارة لمسؤول إٍيراني بهذا المستوى إلى مصر منذ 2013، وتأتي في خضم التصعيد في الشرق الأوسط حيث تخوض إسرائيل حربا مع حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إرنا أن عراقجي “أجرى محادثات مفيدة مع الرئيس المصري بشأن التطورات في المنطقة”.
وأضافت أن الطرفين اتفقا على “ضرورة تكثيف الجهود لوضع حد للجرائم في غزة والاعتداء على لبنان”.
وفي بيان صدر عقب اللقاء، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي عبر عن “الموقف المصري الداعي إلى عدم توسع دائرة الصراع وضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات دول وشعوب المنطقة”.
كما أكد الرئيس المصري على “ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ووقف الاعتداءات والانتهاكات في الضفة الغربية وإنفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة لإنهاء المعاناة المتفاقمة للمدنيين”.
وبحث وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الخميس، في القاهرة، مع نظيره الإيراني، التطورات الإقليمية المتلاحقة في لبنان وغزة والبحر الأحمر وما تفرضه مستجدات الأحداث من ضرورة لخفض التصعيد في المنطقة ومنع انزلاقها لحرب إقليمية، وفق بيان صادر عن الخارجية المصرية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، تميم خلاف، إن عبد العاطي أكد خلال اللقاء على الضرورة الملحة للوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، واتخاذ كل الإجراءات التى تسهم فى الوصول لهذا الهدف، والنفاذ غير المشروط للمساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع واحتواء الوضع الإنساني الكارثي، والتوصل إلى صيغة لاستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما شدد وزير الخارجية على موقف مصر الداعي لضرورة معالجة جذور الصراع في المنطقة، من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”، وفق المتحدث الرسمي.
كما أكد عبد العاطي “على ضرورة التعامل بحذر فى هذه المرحلة الدقيقة والمنعطف الخطير الذي تمر به المنطقة، مشددا على أهمية تجنب استدراج الإقليم إلى مواجهة كارثية قد تؤدى إلى حرب إقليمية واسعة ذو عواقب مدمرة لكافة أطرافها، ولن تكون أي دولة بالإقليم بمنأى عن تداعياتها”.
وأضاف المتحدث الرسمي أن “وزير الخارجية استعرض موقف مصر من التطورات الخطيرة في المنطقة بما فيها البحر الأحمر ولبنان، مشددا على رفض مصر الكامل المساس بالسيادة اللبنانية وضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي اللبنانية. كما شدد على أهمية تضافر الجهود لوقف إطلاق النار بشكل فوري، وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة عناصره من جميع الأطراف ودون انتقائية”.
وشدد في هذا السياق “على أهمية تمكين المؤسسات اللبنانية ودعمها فى هذه المرحلة الحرجة وتحديدا الجيش اللبناني لتمكينه من بسط سلطته ونفوذه على كامل الأراضي اللبنانية ضمانا للأمن والاستقرار فى لبنان”.
ووصل عراقجي إلى القاهرة آتيا من عمّان، في إطار جولة إقليمية يجريها شملت أيضا لبنان وسوريا والعراق والسعودية وقطر وسلطنة عمان. وتأتي الجولة في ظل تهديد إسرائيل بالرد على هجوم صاروخي إيراني استهدفها مطلع الشهر الحالي، وتوعّد طهران بالرد على أي اعتداء يطالها.
وبعد القاهرة، سيزور عراقجي تركيا، بحسب الخارجية الإيرانية.
وأطلقت إيران في الأول من أكتوبر نحو 200 صاروخ بالستي باتجاه إسرائيل. وقالت إن الهجوم كان انتقاما لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل، والأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، مع الجنرال في الحرس الثوري،، عباس نيلفوروشان، في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في 27 سبتمبر.
وكان هذا ثاني هجوم إيراني من نوعه ضد إسرائيل منذ أبريل.
وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني. وقال وزير دفاعها، يوآف غالانت، إن رد إسرائيل سيكون “فتاكا ودقيقا ومفاجئا”.
من جهتها، توعدت طهران بأنها سترد في المقابل على أي اعتداء يستهدفها.
وفي إطار المداولات الدبلوماسية المكثفة خلال الآونة الأخيرة، أجرى عراقجي اتصالا هاتفيا مع نظيره الفرنسي، جان-نويل بارو، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، بحسب ما أكدت طهران.
وزيارة عراقجي هي الأولى لمسؤول إيراني بهذا المستوى إلى القاهرة منذ زيارة وزير الخارجية الأسبق، علي أكبر صالحي، في 2013 في إطار جولة أفريقية. وهي تأتي في ظل تقارب في العلاقات بين مصر وإيران خلال الأشهر الأخيرة.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المتحدث الرسمی وزیر الخارجیة فی المنطقة فی غزة
إقرأ أيضاً:
موقع مصري: الرياض عرضت إقامة قواعد أمريكية بتيران وصنافير.. وانقسام مصري
كشف موقع "مدى مصر" أن السعودية عرضت السماح للولايات المتحدة بإقامة قاعدة عسكرية على جزيرتي تيران وصنافير، الواقعتين عند مدخل خليج العقبة.
وأدى العرض السعودية إلى انقسام داخل دوائر صنع القرار في القاهرة، بحسب الموقع، إذ عبّر بعض المسؤولين الذين تحدثوا إلى عن رفضهم التام، في حين أشار آخرون إلى أن مصر ليست في موقع يمكّنها من رفض الطلب السعودي بشكل قاطع، وأنها قد تضطر في نهاية المطاف إلى البحث عن سبل تضمن تحقيق بعض التنازلات لصالحها.
ونقل الموقع عن مسؤولين أوروبيين ومصريين وإقليميين قولهم إن ما تريده الولايات المتحدة وتناقشه مع حلفائها الإقليميين هو تغيير جذري في منظومة الأمن بالبحر الأحمر، بما يضعها في طليعة القوى المراقبة لهذا الممر البحري. إلا أن مصر، بحسب المصادر، ما زالت تقاوم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة وحلفائها الخليجيين للاستجابة لمطالب قد تتسبب في المزيد من التهميش لمكانتها بالمنطقة.
وبحسب أحد المسؤولين فإن الهدف من القاعدة هو أن يتولى الجيش الأمريكي تأمين قناة السويس ومنع دخول أي سفن "مشبوهة" يُحتمل استخدامها في نقل أسلحة ومعدات عسكرية إلى قطاع غزة أو الأراضي اللبنانية، خاصة تلك القادمة من إيران.
وتبقى المسألة الأكثر إلحاحًا على أجندة الولايات المتحدة هي التهديد الذي تشكله جماعة أنصار الله اليمنية ". فمنذ نوفمبر 2023 استهدفت الجماعة على الأقل 100 سفينة تجارية في البحر الأحمر وخليج عدن باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والزوارق.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، جو بايدن، شنّت، بالتنسيق مع المملكة المتحدة، غارات على مواقع الحوثيين في اليمن، أما إدارة الرئيس الحالي، دونالد ترامب، فأطلقت، في 15 مارس الماضي، حملتها الخاصة على اليمن، وتوعّد ترامب باستخدام القوة الساحقة حتى تتوقف الجماعة عن استهداف حركة الشحن في الممر البحري الحيوي.
وفي تصريح لدبلوماسي أوروبي يعمل في المنطقة خلال مقابلة مع "مدى مصر"، قال إن "ترامب يريد انخراطًا عسكريًا وماليًا أكبر من مصر" في المعركة ضد الحوثيين. ووفقًا له، فإن أي دعم لوجيستي يمكن أن تقدمه مصر للهجمات الأمريكية في اليمن ليس كافيًا لواشنطن.
من جانبها، رفضت مصر المشاركة عسكريًا، وأوضحت أنها لا تملك الموارد المالية اللازمة لتقديم دعم مادي.
مصدران مصريان أكدا أن الولايات المتحدة طلبت من القاهرة تعاونًا عسكريًا وماليًا في البحر الأحمر. وبحسب المصدر الأول، عندما رفضت مصر تقديم دعم مالي للمهمة في آذار/ مارس الماضي، أبلغت وزارة الخارجية الأمريكية السفارة المصرية في واشنطن أنها ستعيد النظر فيما ستطلبه من القاهرة في المقابل.
وبحسب المصدر، فإن الفهم السائد في القاهرة هو أن تصريح ترامب في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن على مصر السماح بمرور السفن الأمريكية في قناة السويس "مجانًا"، هو نتيجة مباشرة لهذا الطلب السابق.
إلا أن هذا الطلب وضع مصر في مأزق، بحسب المصدر، لأن الاستجابة له قد تفتح الباب أمام مطالب مماثلة من دول أخرى، ما قد يقوّض أحد أهم مصادر الدخل القومي التي تعتمد عليها مصر، وهي إيرادات القناة.
ورغم عدم صدور موقف رسمي من القاهرة، فإن مصر لم تعلن رفضها الطلب، وفقًا لمصدر في مركز أبحاث تابع للدولة، لكنها شكّلت لجنة لدراسة كيفية الرد على الطلب الأمريكي.
ونقلت عن مسؤول مصري ثانٍ وجود ضغوط مستمرة سواء من الولايات المتحدة أو من حلفائها الخليجيين، وخاصة السعودية والإمارات، لدفع مصر للمشاركة في الحرب ضد الحوثيين.
وتابع المسؤول بأن مصر "عرضت تقديم المشورة بشأن المخاطر الأمنية المتصاعدة في البحر الأحمر، لكنها لا تعتزم أن تكون طرفًا في صراع تتجاوز تكاليفه المكاسب المحتملة".
ويشير المسؤول إلى الورطة التي وقعت فيها مصر في ستينيات القرن الماضي عندما دعمت قوات الجمهورية العربية اليمنية الثورية.
وتابع: "هذه عملية لا نرغب في تكرارها بمصر، خصوصًا بعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها مصر في الحرب السابقة باليمن".
مراقبة مزعجة
يقول مصدران حكوميان إن الخلاف بين مصر والسعودية بشأن تيران وصنافير يتعلق بكاميرات المراقبة التي تريد السعودية وضعها على الجزيرتين بالتنسيق مع إسرائيل، حيث تُظهر بيانات الأمن القومي المصري أن مدى تغطية هذه الكاميرات يتجاوز النطاق الذي تسمح به مصر، ويكشف كامل شبه جزيرة سيناء، بحسب المصدرين.
يقول المسؤول المصري الأول إن التوتر لا يزال قائمًا بين السعودية ومصر بشأن الجزيرتين، وإن الرسائل اللازمة لاستكمال عملية النقل لم تُرسل بعد. وأوضح أن جزءًا من التباطؤ المصري يرجع إلى استمرار وجود خلافات داخل الإدارة المصرية نفسها بشأن نقل السيادة على الجزيرتين.
أولاً، تخشى القاهرة أن يؤدي تعزيز الوجود العسكري والأمني الأمريكي في المنطقة إلى التأثير على الاستثمارات الأجنبية في خليج السويس، لا سيما تلك التي مُنحت لشركات صينية وروسية، وهو ما قد يعرقل هذه الاستثمارات التي تعوّل عليها مصر لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية في محور قناة السويس، فضلًا عن انعكاسها السلبي على علاقاتها مع بكين وموسكو، بالنظر إلى حجم استثمارات البلدين في مصر خلال العقد الأخير ومصالحهما الاستراتيجية وعلاقاتهما بأطراف فاعلة في اليمن والسودان ومنطقة القرن الإفريقي.
ثانيًا، تخشى مصر أن تؤدي هذه الخطوة إلى تقويض الترتيبات الأمنية القائمة في سيناء، والتي سمحت بموجبها إسرائيل للقاهرة بزيادة عدد القوات المصرية وبناء نقاط أمنية جديدة في إطار حربها ضد تنظيم ولاية سيناء. وبحسب المصدر، تسعى إسرائيل حاليًا إلى تقليص هذه الترتيبات.
ثالثًا، من شأن إقامة قاعدة أمريكية على الجزيرتين أن تعزز العلاقات الأمنية المباشرة بين السعودية وإسرائيل، وهو ما يُتوقع أن تكون له تداعيات سلبية على الدور الإقليمي لمصر، وعلى علاقاتها مع القوى الغربية التي لا تزال تعتبر مصر ذات مكانة مهمة في ضوء اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل.
في المقابل، لا يستبعد أحد المسؤولين المصريين أن تدرس مصر المقترح السعودي، مشيرًا إلى أن مصر قد تطلب في المقابل السماح لها بتعزيز وجودها الأمني على الساحل الشرقي لجنوب سيناء.
ويتوقع مسؤولان مصريان أن يكون المقترح السعودي بشأن تيران وصنافير على جدول أعمال زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية في منتصف أيار/ مايو.