- الاعتصام استمر 47 يومًا.. والهدف إعلان الحرب على الدولة وإعادة مرسى للحكم

- اختطفوا المواطنين وعذبوهم.. وهددوا سلامة الدولة ومنشآتها

- سر المباحثات التى جرت بين الفريق التراس ووفد المعتصمين قبل الفض بساعات

- المعتصمون رفضوا الاستجابة للنداءات بالفض السلمى وبدأوا بإطلاق الرصاص على القوات

مرت عشر سنوات على فض اعتصام رابعة المسلح، ورغم ذلك لا تزال أكاذيب جماعة الإخوان مستمرة، زيفوا الحقائق وحولوا من "رابعة" مظلومية جديدة، وراحوا يندبون فى كل مكان، ويدعون وقائع لا أصل لها، وينشرون تفاصيل هى الكذب البواح بعينه.

أفلام تنتج وعويل ينطلق من فضائيات مشبوهة، وسموم تنشر على مواقع التواصل الاجتماعى، بينما الحقائق تنفى كل هذه الادعاءات، وتكشف حقيقة ما جرى وتحمل هذه الجماعة الإرهابية المسئولية عن سقوط الضحايا قبل، وأثناء، وبعد الاعتصام المسلح فى ميدانى "رابعة"، و"النهضة"..

وفى الحلقة الأولى يتناول الكاتب الصحفى مصطفى بكرى تفاصيل ما جرى قبل فض الاعتصام، ويكشف عن الاتصالات والمحاولات التى قامت بها الدولة لفض الاعتصام سلميًا إلا أن الجماعة كانت مصممةً على الاستمرار فى خطتها، وتبنى العنف بهدف تحقيق أهدافها.

منذ الحادى والعشرين من يونيو 2013م، بدأت جماعة الإخوان فى حشد أنصارها بميدان رابعة العدوية، وتزايدت حدة الاعتصام، وأعداد المشاركين فى الثامن والعشرين من الشهر نفسه بهدف التصدى للمظاهرات الشعبية الرافضة لحكم الجماعة فى الثلاثين من يونيو، إلا أن تحذيرات الجيش والشرطة حالت دون تنفيذ هذا المخطط.

وبعد عزل محمد مرسى، وسقوط حكم الجماعة فى الثالث من يوليو بدأت أعمال العنف فى سيناء والمناطق الأخرى وتعددت الصدامات مع رجال الجيش والشرطة، وسقط المئات من الضحايا والمصابين، وتزايدت حدة هذه الأعمال بعد القبض على خيرت الشاطر نائب المرشد العام، والشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل.

وفى الثامن من يوليو من نفس العام زحف المئات من أعضاء الجماعة ومناصريها من ميدان رابعة- حيث الاعتصام المسلح- إلى دار الحرس الجمهورى قبيل صلاة الفجر بهدف مهاجمة الدار والاستيلاء عليها والإفراج عن محمد مرسى الرئيس المعزول، مما أسفر عن مقتل أكثر من 51 شخصًا، وإصابة 322 آخرين، كما تم إلقاء القبض على 649 متهمًا شاركوا فى أحداث الهجوم.

لقد كشف هذا الهجوم عن بدء تنفيذ مخطط جماعة الإخوان للاعتداء على مؤسسات الدولة وإشعال الحرب الأهلية فى البلاد.

وأمام تصاعد هذه الأحداث وزيادة أعداد المعتصمين فى ميدانى "رابعة" و"النهضة" ألقى القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسى خطابًا هامًّا فى الرابع عشر من يوليو بنادى الجلاء، وبحضور عدد كبير من قادة، وضباط القوات المسلحة أكد فيه عددًا من الحقائق وأبرزها:

- أن تحرك القوات المسلحة ووقوفها إلى جانب الإرادة الشعبية جاء بناءً على طلب شعبى، وأن هذا التدخل جاء من منطلق أن الجيش المصرى هو من يستطيع تعديل المسار، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، بعد أن مالت الموازين وغابت الحقائق وانحرفت المقاصد.

- أن الجيش المصرى ظل على موقفه فى مرحلة ثورة يناير، وما قبلها، رغم ارتباك المشهد السياسى، وما صاحب هذه الثورة من مناخ الحيرة والاضطراب، فإن الحقائق الجديدة التى فرضت نفسها، وأبرزها وصول الاقتصاد إلى مرحلة تنذر بالخطر، وتعرض الغالبية من المصريين لظلم اجتماعى فادح، وتعثر الإصلاح، وتراجع دور مصر فى المجتمع الإقليمى والدولى، كل ذلك كان خلف موقف حسم الجيش للأمر وسببًا من الأسباب الرئيسية التى دفعته للتدخل وإنقاذ البلاد من خطر الانهيار.

- إن القوات المسلحة ظلت ولفترة من الوقت تتابع التطورات المجتمعية التى تشهدها البلاد، موزعة بين اعتبارين:

- الأول: اعتبار دورها الذى قبلته وارتضته والتزمت به، وهو البعد عن المعترك السياسى.

- الثانى: اعتبار القرب من المسئولية الوطنية سواء بالمبدأ أو بخشية أن تفاجئها ضرورات القرار السياسى فى يد من يملك السلطة يكلفها بمهام لا تتوافق مع ولائها لشعبها، وحقه وحده فى توجيهها، وتحديد موقفها ولذلك كان الانحياز للخيار الثانى.

- أن القوات المسلحة ارتضت بخيار الشعب واحترمته فى الانتخابات الرئاسية الماضية، رغم أن هذه الانتخابات جاءت إلى السلطة بفصيل سياسى محدد، وبرئيس يمثله، ومع ذلك رغم أن القرار السياسى راح يتعثر، فإن القوات المسلحة رفضت التدخل، إيمانًا منها بأن أى تصويب أو تعديل له مصدر واحد فقط هو شرعية الشعب، لأنه وحده من يملك هذا القرار، واقتصر دورها فقط على إسداء النصيحة التى قدمتها انطلاقًا من مقتضيات الأمانة الوطنية، رغم أنها كانت تفاجأ بالكثير من التصرفات والإجراءات التى تتجاوز حدود المصلحة الوطنية.

- أن القوات المسلحة آثرت أن تترك الفرصة للقُوى السياسية، كى تتحمل مسئوليتها التاريخية فى التوافق خوفًا من وقوع الوطن فى هوة استقطاب سياسى تستخدم فيه أدوات الدولة ضد فكرة الدولة، انطلاقًا من التزامها بما اعتبرته شرعية الصندوق وأصلها والذى يتمثل فى أن أصلها فى يد الشعب، وحده أن يعطيه، ويملك أن يراجع من أعطاها له، ويملك أن يسحبها منه، إذا تجلت إرادته، بحيث لا تقبل شبهة ولا شكًّا.

- أن فشل القوى والأطراف المعنية فى استثمار الفرصة المحددة، والأجل الإضافى لها فى تحقيق الوعد والأمل لم يكن هو نهاية المطاف، بل إن القوات المسلحة أبدت رغبتها فى أن تقوم الرئاسة نفسها بعملية الاحتكام إلى الشعب، وإجراء استفتاء يحدد به الشعب مطالبه ويعلى كلمته، وأن القائد العام أرسل إلى الرئيس السابق مبعوثين برسالة واضحة ومحددة، وهما رئيس وزرائه هشام قنديل، وقانونى مشهود له فى الغالب د.سليم العوا بأن يقوم بنفسه بدعوة الناخبين إلى استفتاء عام يؤكد، أو ينفى، وقد جاء الرد للقوات المسلحة بالرفض المطلق.

- أن القوات المسلحة كانت لديها هواجس، ومخاوف أن تستخدم فكرة الدولة وأدواتها ضد حقوق الشعب وآماله، ولذلك ومع تنامى لحظة الخطر كان عليها أن تختار، وهكذا التزمت بهدف واحد، وهو أن تؤكد شرعية الشعب، وأن تساعده على استعادة الحق إلى صاحبه الأصيل بامتلاك الاختيار والقرار، وهكذا وقف الجميع على مفترق طرق، الشعب بجميع طبقاته وطوائفه، وكل رجاله ونسائه وبالتحديد شبابه، والجيش الذى يملكه الشعب، وفكرة الدولة وجهازها وأطراف العمل السياسى، وفصائلها وطلائع الفكر والثقافة والفن، فكان القرار الذى لا يحتمل الخطأ، أو سوء التصرف مهما كانت الأعذار.

- أن القوات المسلحة اقتصر دورها الوطنى وليس السياسى فقط على طرح خريطة مستقبل، كانت مجرد إطار مقترح لطريق آمن للخروج من المأزق، ومواجهة المسئوليات الكبرى المطلوبة للمستقبل، وهى لسوء الحظ ثقيلة، ومرهقة وخطرة لكن المسئولية التاريخية والوطنية تحتم المواجهة وقبول التحدى، والنزول على مسئولية مواجهته بكل جسارة.

- أن خريطة المستقبل، عكست إجراءات من شأنها أن تكفل حيدة السلطة فى انتداب رئيس المحكمة الدستورية العليا للقيام بمهام رئيس الدولة خلال ممارسة حق الاختيار، وأن تدرك كل القُوى، وبغير استثناء، وبغير إقصاء أن الفرصة متاحة لجميع أطراف العمل السياسى، ولأى تيار فكرى أن يتقدم للمشاركة بكل ما يقدر عليه من أجل وطن هو ملك وحق ومستقبل الجميع.

- أن ما جرى فى مصر هو رسالة للعالم العربى المحيط بمصر، وللعالم الأوسع الذى يتابع ما يجرى بأن مصر موجودة دائمًا فى صف الحرية والعدل والتقدم، طالبة لعلاقات وثيقة راغبة فى سلام بوزنها، ملتزمة بدورها لا تتخلف عنه، ولا تتراجع عن مسئوليتها نحو مجتمع الأمم والثقافات مدركة أنها حضارة إنسانية واحدة، وإن تنوعت مصادرها، وتعددت ينابيعها.

كانت تلك الرؤية التى تضمنها خطاب الفريق أول عبد الفتاح السيسى، والتى بعث من خلالها برسائل إلى كل من يهمه الأمر، يؤكد فيها لماذا كان تحرك الجيش لإنقاذه للبلاد من الانهيار.

كان مجلس الدفاع الوطنى قد عقد اجتماعه الأول فى 24/7/2013، حيث أكد فيه التزام الدولة بضمان حقوق وحريات كل مواطنيها، وكفالة حق التعبير عن الرأى سلميًا، ودون إخلال، أو تهديد لأمن المجتمع، وأن الدولة بجميع أجهزتها، ومؤسساتها ستتخذ من الإجراءات والتدابير ما من شأنه تخفيف منابع إرهاب المواطنين، أو انتهاك القانون.

لم تتوان الدولة عن بذل جهودها لإنهاء الاعتصام المسلح سلميًا، غير أن الجماعة أصرت على موقفها، واستخدام العنف فى مواجهة سلطة الدولة.

وفى 27/7/2013، عقد مجلس الدفاع الوطنى اجتماعه الثانى وأصدر بيانًا يتضمن: "إنه وعلى الرغم من استمرار الدولة فى بذل الجهود الرامية لإنهاء حالة التجمهر بالوسائل السلمية، والجهود الدولية والزيارات التى قام بها بعض ممثلى بعض الدول الأجنبية إلا أن قيادة جماعة الإخوان رفضت الاستجابة للجهود المبذولة، وصممت على نهج العنف والتصعيد، وهنا لم يكن هناك من خيار أمام مجلس الدفاع الوطنى إلا أن يتخذ قرارًا بفض الاعتصام المسلح وإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد".

كان الشارع قلقًا، والكل يتساءل: متى يتم إنهاء هذا الاعتصام ووقف الاعتداء على المواطنين؟

وقد حررت العديد من المحاضر فى أقسام الشرطة والنيابات المختلفة عن عمليات قبض على المواطنين واحتجازهم بدون وجه حق، وتعذيبهم بدنيًا ونفسيًا، والتعدى على الممتلكات، وتضرر سكان تلك المنطقة من تعطل مصالحهم وتفتيشهم رجالاً ونساءً عنوة.

ورصدت الأجهزة الأمنية فى هذا الوقت حيازة المعتصمين للأسلحة النارية وزجاجات المولوتوف والأسلحة البيضاء وغلق الشوارع وتعطيل سير السيارات بالطرق العامة والتعدى عليها، وقتل العديد من المواطنين والاستيلاء على سيارتى البث الإذاعى المملوكتين للدولة واستخدامهما فى نشر الشائعات، وبث الكراهية، وترويج الأخبار الكاذبة، والاستقواء بالأنظمة الغربية، والمنظمات الحقوقية، والزعم بأنهم يتعرضون للاضطهاد الشديد.

وفى ضوء هذا التصعيد تم عرض محضر التحريات المؤرخ فى 30/7/2013، والذى يتضمن هذه الوقائع على النائب العام المستشار هشام بركات، الذى أصدر إذنًا بفض الاعتصام وضبط الأسلحة النارية والبيضاء والمعدات الأخرى التى كانت بحوزة المعتصمين، وضبط القائمين على هذا التحريض.

وتضمن قرار النائب العام أنه توافرت الدلائل الكافية على ارتكاب الجرائم المضرة بأمن الدولة من جهة الداخل ومقاومة السلطات وإتلاف المبانى الحكومية، والخاصة وتعطيل المواصلات، والقتل العمد واحتجاز المواطنين وتعذيبهم..

وفى 31/7/2013، أصدر مجلس الوزراء قرارًا استنادًا إلى التفويض الشعبى من الشعب لمؤسسات الدولة فى التعامل مع الاعتصام المسلح الذى يهدد بانهيار الدولة، وذلك بالبدء فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر الناتجة عن التجمهر وتهديد الأمن القومى والسلم العام، وتكليف السيد وزير الداخلية باتخاذ كل ما يلزم فى هذا الشأن، وفى إطار أحكام الدستور والقانون.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن وزارة الداخلية أصدرت بيانًا فى 1/8/2013، ناشدت فيه المعتصمين بالانصراف لمساكنهم وأعمالهم مع التعهد بعدم ملاحقتهم، وتوفير وسائل المواصلات لنقلهم إلى المحافظات إلا أن الجماعة صممت على الاستمرار فى الاعتصام وممارسة العنف ضد الآمنين، وتهديد أمن الدولة واستقرارها.

وفى 3/8/2013، أعادت وزارة الداخلية تحذيراتها للمعتصمين بدعوتهم للانصراف بشكل سلمى مع التعهد بحمايتهم وعدم ملاحقتهم، كما تم توجيه رسالة مكتوبة عبر طائرة للشرطة المدنية تطالبهم بإنهاء اعتصامهم احترامًا لحقوق السكان القاطنين فى المنطقة، إلا أنهم صموا آذانهم عن كافة النداءات التى وُجهت إليهم من قِبل الجهات الحكومية.

وفى 7/8/2013، أصدرت رئاسة الجمهورية بيانًا أكدت فيه حرصها على إعطاء الفرصة كاملة لجميع الجهود الدبلوماسية للوقوف على حقائق الأوضاع، وأنها سمحت للوفود الأجنبية والعربية بالزيارة والنقاش معهم لاستطلاع تفاصيل المشهد وحث جماعة الإخوان على الالتزام بمسئوليتها واحترام الإرادة الشعبية التى تجسدت فى الثلاثين من يونيو 2013، والسادس والعشرين من يوليو من نفس العام إلا أن كل هذه النداءات لم تجد نفعًا أو تلق آذانًا صاغية.

واستمرت الدولة تكرر نداءاتها من خلال وسائل الإعلام وكافة أساليب التواصل الأخرى، وأمام عملية الرفض حددت الجهات الأمنية صبيحة يوم 14/8/2013، موعدًا نهائيًا لتنفيذ قرار النائب العام بإنهاء هذا التجمهر.

وفى مساء اليوم السابق 13/8 التقى الفريق عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى بوفد نيابة عن رموز الاعتصام، حيث جرى الحوار على فض الاعتصام سلميًا، ووعد الوفد بطرح الأمر على المعتصمين، والرد على الفريق التراس الذى كان قد أخطر القائد العام الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى هذا الوقت.

وظل الفريق التراس منتظرًا فى مكتبه حتى الصباح، وعندما اتصل به القائد العام فى الخامسة صباحًا يسأله عن رد المعتصمين، قال الفريق التراس: إن الوفد لم يرد عليه سلبًا، أو إيجابًا.. هنا قال الفريق أول السيسى إذن لا خيار أمامنا سوى تنفيذ قرار النائب العام.

وبالفعل توجهت القوات عبر المحاور المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية صباح يوم 14/8/2013، حيث أعلن مصدر أمنى مسئول أنه خلال دقائق سيتم فض اعتصامى رابعة والنهضة، موضحًا أن ساعة الصفر ستبدأ فى السادسة من صباح يوم الأربعاء.

ومع توافد قوات الأمن المركزى ومدرعات الشرطة إلى شارع يوسف عباس المؤدى إلى ساحة الاعتصام أدركت الجماعة أن الأمر جد لا هزل فيه، فوجهت الشرطة النداء للمعتصمين بالخروج السلمى إلى الباصات التى ستقلهم آمنين إلى خارج منطقة الاعتصام، إلا أن ذلك لم يجد صدى لدى المعتصمين.

وقد تم الاتصال فجر هذا اليوم بوسائل الإعلام، وبعض منظمات حقوق الإنسان للحضور أثناء إنهاء ذلك التجمهر.

وقبل البدء بالتنفيذ اعتلى كل من محمد البلتاجى، وصفوة حجازى وعاصم عبد الماجد وطارق الزمر وغيرهم منصة رابعة، وطالبوا المتجمهرين بالاستيقاظ والخروج من الخيام للتصدى للقوات.

كانت القوات قد أحاطت الاعتصام من كافة الطرق، والمحاور المؤدية للاعتصام، شارع الطيران القادم من ناحية التأمين الصحى، وشارع الطيران القادم من ناحية صلاح سالم، شارع يوسف عباس القادم من ناحية شارع صلاح سالم، طريق النصر من ناحية طيبة مول.

وقامت قوات الأمن بالإعلان عن تحديد طريق النصر من ناحية النصب التذكارى كممر آمن لخروج المتجمهرين، بينما تراصت الأتوبيسات لنقل المعتصمين الذين استجابوا للنداءات.

كانت قوات الشرطة هى التى تقدمت بالسيارات المحملة بمكبرات الصوت وخلفها سيارات الإطفاء لإخماد النيران التى أشعلها الإخوان فى الخيام، ثم اللوادر الثقيلة التى قامت بإزاحة الحواجز والسواتر الخراسانية التى شيدها المعتصمون، وخلف ذلك السيارات والمدرعات التابعة لقوات الأمن المركزى وخلفهم قوات مديرية أمن القاهرة والمُشكلة من الضباط وضباط المفرقعات، وعلى مسافة من هذه القوات وقفت تشكيلات للقوات المسلحة لمتابعة الأوضاع.

بدأت القوات فى محاولة لفض الاعتصام بخراطيم المياه إلا أن، بعض المتجمهرين رشقوا القوات بالحجارة وزجاجات المولوتوف وأشعلوا إطارات السيارات ثم قاموا بإشعال النيران فى سيارات المواطنين بالعمارات المجاورة والشوارع الخلفية المحيطة بمسجد رابعة العدوية.

واعتلى بعض العناصر المسلحة من المعتصمين أسطح العمارات المجاورة وقاموا بإمطار القوات القادمة من شارع أنور المفتى بوابل من الطلقات النارية مما أتاح الفرصة للعديد من قادة الاعتصام بالهروب من مقر الاعتصام.

وقام بعض المسلحين من عناصر الإخوان باعتلاء عقار تحت الإنشاء بتقاطع شارع الطيران مع شارع سيبويه، واحتلوا أسطح المدرسة الثانوية الفندقية، ومدرسة عبد العزيز جاويش ومبنى إدارة الإسكان الخارجى التابعة لجامعة الأزهر، وأيضًا مئذنة وسطح مسجد رابعة حيث أطلقوا الرصاص على القوات، واستشهد جراء ذلك الملازم أول محمد محمد جودة، والنقيب شادى مجدى عبد الجواد، والنقيب أشرف محمود فايد، والملازم أول محمد سمير عبد المعطى، والمجند إبراهيم عيد تونى، والمجند بدراوى منير فضل، والمجند نصر ممدوح درويش.

كانت ميليشيات جماعة الإخوان تطلق النيران من كل اتجاه مستهدفة رجال الشرطة الذين سعوا منذ البداية إلى إنهاء الاعتصام سلميًا، مما استدعى القوات إلى الرد على مصدر الطلقات، ومطاردة هذه العناصر فى الشوارع والمناطق القريبة.

لقد استغرق فض اعتصام رابعة 14 ساعة تقريبًا بين كر وفر، وإطلاق للرصاص، وسعى إلى دفع آلاف المعتصمين للخروج والعبور من خلال الممر الآمن وركوب الباصات التى قامت بتوصيلهم إلى الميادين العامة دون تعرضهم للسؤال.

أما عن اعتصام النهضة فقد كان الفض سريعًا، خاصة بعد أن تسرب إلى المعتصمين أن السلطة عازمة على الفض، فتحرك الكثيرون منهم إلى داخل كلية الهندسة ثم أشعلوا النيران فى مبنى الكلية، وفى أعقاب ذلك اندلعت اشتباكات شارك فيها أهالى منطقة بين السرايات ضد المعتصمين الذين أطلقوا عليهم الرصاص، حيث أسفرت عملية الفض عن سقوط 88 قتيلًا، و266 مصابًا، بينما سقط 63 قتيلًا، و314 مصابًا فى المنطقة المحيطة بالميدان..

كانت الأحداث تجرى سريعًا، وكان العالم يراقب ما يحدث باهتمام بالغ، أما منظمات حقوق الإنسان التى رافقت حملة الفض فقد رصدت وقائع ما جرى بكل أمانة ومصداقية، وكان في مقدمة هذه المنظمات المجلس القومى لحقوق الإنسان.

وهنا يبقى السؤال.. ماذا عن حقيقة ما حدث أثناء فض الاعتصام؟ ومَن يتحمل مسئولية ما جرى؟!

الحلقة القادمة.. مَن يتحمل المسئولية؟

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: أن القوات المسلحة جماعة الإخوان القائد العام النائب العام فض الاعتصام الفریق أول من ناحیة من یولیو إلا أن سلمی ا ما جرى قرار ا

إقرأ أيضاً:

القائد العام للقوات المسلحة يشهد تخرٌّج دفعات جديدة من الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا «فيديو وصور»

شهد الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة تخرُّج دفعات جديدة من الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية.

شملت الدورات 47 من كلية الحرب العليا، و 53 من كلية الدفاع الوطنى، و 25 للتأهيل العسكري لقيادة التشكيلات، كذلك الدورات 73 أركان حرب عام و 45، 46 أركان حرب تخصصية من كلية القادة والأركان، والتى شملت دارسين من مصر و23 دولة شقيقة وصديقة «الجزائر والبحرين والكونغو الديمقراطية واليونان والهند والعراق والأردن وكينيا والكويت وليبيا ومالاوى والمغرب ونيجيريا وسلطنة عمان وباكستان والسعودية وجنوب أفريقيا وتركيا وأوغندا والإمارات وتنزانيا واليمن وفلسطين»، وذلك بحضور الفريق، أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من المحافظين وكبار قادة القوات المسلحة وعدد من الشخصيات العامة والملحقين العسكريين للدول الشقيقة والصديقة.

بدأ الاحتفال بعرض فيلم تسجيلى بعنوان منارة الفكر العسكرى تناول نشأة وتطوير المنظومة التعليمية داخل الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية ودورها فى الإعداد والتأهيل لأجيال من القـادة والضباط المصريين والوافدين وكذلك المدنيين من مختلف أجهزة ومؤسسات الدولة خلال الدورات المختلفة داخل الأكاديمية.

وألقى اللواء أح طارق هلال القائم بأعمال مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية كلمة أشار خلالها إلى دعم القيادة العامة للقوات المسلحة لتطوير المنظومة التعليمية بالأكاديمية وصولاً لمقرها الجديد بالقيادة الاستراتيجية لمواكبة التطور المتلاحق فى العلوم العسكرية والاستراتيجية بما يضاهى كبرى الأكاديميات العالمية المناظرة.

وقام رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة بإعلان نتيجة التخرج للدورات المختلفة، وقدم عدد من الدارسين دروع الدورات الدراسية للقائد العام للقوات المسلحة، أعقبه إعلان مدير إدارة شئون ضباط القوات المسلحة قرار منح الدرجات العلمية وتكريم أوائل الدورات الدراسية، وقام الفريق أول / محمد زكى بتقليد أوائل الخريجين نوط التدريب من الطبقة الثانية وتوزيع شهادات التقدير على المتميزين تقديراً لتفوقهم خلال مدة الدراسة داخل الأكاديمية.

وفى نهاية المراسم ألقى الفريق أول محمد زكى كلمة نقل خلالها تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة للخريجين، مشيراً إلى دور الأكاديمية فى الإعداد والتأهيل رفيع المستوى للعسكريين المصريين والوافدين وكذا الدارسين من أجهزة ومؤسسات الدولة بما يمكنهم من الوفاء بمهامهم ومسئوليتهم الوطنية وتولى الوظائف القيادية المختلفة، مقدماً التهنئة للدارسين الوافدين من الدول الشقيقة والصديقة متمنياً لهم التوفيق فى خدمة أوطانهم وقواتهم المسلحة التى تجمعنا بها علاقات مميزة من الشراكة والتعاون فى مختلف المجالات.

مقالات مشابهة

  • ٣٠ يونيو.. بداية دخول مصر ضمن أقوى وأكبر ١٠ جيوش حول العالم
  • وزير الثقافة الأسبق يكشف كواليس قرار الحكومة بشأن فض اعتصام رابعة(فيديو)
  • وزير الثقافة الأسبق: اعتصام رابعة كان مسلحًا.. ولهذا السبب رفض المشير طنطاوي ترميم المجمع العلمي (فيديو)
  • بلجيكا تغلق تحقيقا استمر 40 عاما
  • المفتي: 30 يونيو ثورة مصرية خالصة ساندت فيها القوات المسلحة الشعب (فيديو)
  • القائد العام للقوات المسلحة يشهد تخرج دورات جديدة من دارسي الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية
  • القائد العام للقوات المسلحة يشهد تخرٌّج دفعات جديدة من الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا «فيديو وصور»
  • اجتماع تنسيقي لإطلاق المرحلة الأولى للموجة الـ23 لإزالة التعديات بأسوان
  • كباشي يؤكد عزم القوات المسلحة على افشال كل المخططات
  • كباشي في سنار خط النار يؤكد عزم القوات المسلحة على إفشال كل المخططات