روبوتات إسرائيل وبراميلها المتفجرة تدمر البشر والحجر في جباليا
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
أصوات مرعبة وانفجارات عنيفة لا تتوقف منذ 13 يوما في جباليا شمال قطاع غزة، فقد ادخل جيش الاحتلال الإسرائيلي سلاحا جديدا تسبب في استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين ونسف مربعات سكنية بأكملها.
ورغم أن جيش الاحتلال لم يترك سلاحا إلا استخدمه خلال حربه على غزة، إلا أنه اعتمد خلال الأيام الماضية أسلوبا جديدا ضمن خطته لتهجير وإبادة سكان شمال القطاع، وهي الروبوتات والبراميل المتفجرة في جباليا.
وفي بداية حملتها العسكرية على غزة استخدمت إسرائيل الروبوتات المفخخة، وهي بحسب مصدر أمني فلسطيني عبارة عن آليات إسرائيلية عسكرية محملة ببراميل (تزن أطنانا) من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية، ويتحكم بها جيش الاحتلال عن بعد.
لكن هذا السلاح المدمر لم يكن كافيا لقادة الاحتلال الذين دفعوا بسلاح البراميل المتفجرة، والتي تنقلها جرافات عسكرية إسرائيلية ليلا على شكل خزانات مياه لداخل المناطق السكنية التي يحاصرها الاحتلال ويمنع وصول المياه والغذاء إليها منذ بداية حملته العسكرية، ثم يقوم بتفجيرها لاحقا وسط المدنيين.
ويؤكد المصدر الأمني أن الاحتلال يلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف المواطنين، ضمن حرب إبادتها على القطاع، مشيرا إلى أن لهذه الأسلحة الجديدة قدرة تفجيرية هائلة، فهي قادرة على تدمير حارة سكنية كاملة.
وفي الوقت نفسه، كثف جيش الاحتلال استخدام الطائرات المسيرة "كواد كابتر"، التي حولها من أداة للتصوير والمراقبة لسلاح فتاك ومباغت يشارك في إعدام الفلسطينيين ميدانيا باستهدافهم المباشر بالرصاص الحي والقنابل المتفجرة.
ولا تكتفي قوات الاحتلال بذلك، فقامت بتفخيخ مئات المنازل ونسفها، في حين يجري تدمير البعض الآخر على رؤوس ساكنيه بالقصف الجوي والمدفعي.
ومنذ تصعيد الإبادة الإسرائيلية شمال القطاع في 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطبق الجيش الإسرائيلي حصاره على جباليا، وحاول منع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين إلى جنوب القطاع.
تطهير عرقيوبعد رصده لآثار الانفجارات التي تسببها الروبوتات والبراميل المتفجرة، قال مراسل الجزيرة في غزة أنس الشريف إن ما يحدث في محافظة شمال غزة وفي القلب منها مخيم جباليا ليس اجتياحاً أو عملية عسكرية، بل أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث.
وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع إكس، تخرج آليات الاحتلال ليلاً وتزرع البراميل المتفجرة وسط المنازل ثم تعاود الاختباء، لا قتال حقيقي ولا مواجهات.
وأردف قائلا "قوة التدمير أبادت ٤٠٠ إنسان ودمرت مئات المنازل وإن استمرت العملية على هذا النحو سيهدم ما تبقى من الشمال على رؤوس سكانه".
بدورها، حملت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإدارة الأميركية المسؤولية عن الإبادة التي تنفذها إسرائيل في شمال غزة، قائلة إن "جرائم إبادة جماعية مكتملة الأركان تحدث في شمال غزة" في إطار ما يعرف بـ"خطة الجنرالات".
وتهدف "خطة الجنرالات" إحكام الحصار على شمال قطاع غزة، وقطع المساعدات الإنسانية عن مئات الآلاف من الفلسطينيين داخله، ومنعهم من الحصول على الطعام والشراب، واعتبار من سيبقى داخله مقاتلين، ما يعني إمكانية استهدافهم وقتلهم بعد إعلان المنطقة"عسكرية مغلقة".
ووصفت الحركة ما يجري في شمال غزة بأنه أحد أكثر الخطط العسكرية وحشية وانحطاطاً ونازية في التاريخ الحديث.
وطالبت حماس المجتمع الدولي بإجراءات فعالة لفرض قرارات تحمي المدنيين في غزة. كما دعت الدول العربية والإسلامية لتحرك عاجل وفوري للضغط على إسرائيل.
تدمير ممنهجبدوره، قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن جيش الاحتلال ينفذ عمليات توغل ليلية إلى المناطق السكنية في شمال غزة، ويرسل روبوتات وبراميل ثم يفجرها عن بعد، وصفا ما يحدث بـ"التدمير الممنهج لمعسكر جباليا".
وشدد الخبير العسكري على أن جيش الاحتلال يدخل ليلا ثم يتراجع صباحا خشية أسلحة المقاومة النهارية، مؤكدا أنه إذا بقي العالم صامتا سيصل الجيش الإسرائيلي إلى اللحظة التي يدمر فيها مخيم جباليا بالمطلق.
من جانبه، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن استخدام جيش الاحتلال لروبوتات وبراميل مفخخة محملة بأطنان من المتفجرات خلال عمليات التدمير والقتل التي ينفذها شمال غزة يعد محظورا بموجب القانون الدولي، لأنها من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية.
وأكد المرصد في بيان أن هذه الأسلحة تحدث أضرارًا واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريبًا عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.
وأشار المرصد إلى أنه وثق تفجير الجيش الإسرائيلي روبوتات في مناطق (القصاصيب، والتوام، والزهراء، وبئر النعجة) في جباليا، لافتا إلى أن الروبوت الواحد يتسبب في تدمير 7 منازل على رؤوس سكانها دفعة واحدة.
وحذر الأورومتوسطي بأن من ينجو من القتل والقصف المباشر يبقى مهددًّا بالموت جوعًا أو عطشًا، حيث تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات لشمال غزة، كما قامت بتدمير وحرق المخابز هناك، بالإضافة إلى تجريف ما كان متبقيًا من آبار المياه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات جیش الاحتلال فی شمال غزة فی جبالیا
إقرأ أيضاً:
إعلام عبري: إسرائيل ستستأنف القتال وتعيد تهجير فلسطينيي شمال غزة
#سواليف
قالت مصادر إسرائيلية، إن تل أبيب تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ #خطة_تصعيدية ضد قطاع #غزة، تشمل قطع الكهرباء وإعادة #تهجير_الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، و #استئناف_القتال.
ونقلت هيئة البث (رسمية) عن مصادر وصفتها بالمطلعة ولم تسمها، قولها إن إسرائيل ستنفذ خلال أسبوع #خطة أُطلق عليها “ #الجحيم ” ضد قطاع غزة.
وأوضحت المصادر أن الخطة تشمل قطع الكهرباء بشكل كامل عن غزة، وإعادة تهجير السكان من الشمال إلى الجنوب، واستئناف العمليات العسكرية الشاملة.
مقالات ذات صلة الثلاثاء .. أجواء مغبرة في العديد من المناطق 2025/03/04واعتبرت أن هذه الخطة تتضمن تصعيدا غير مسبوق مقارنة بالأسابيع والشهور الماضية.
أوضحت المصادر أن الخطة تشمل قطع الكهرباء بشكل كامل عن غزة، وإعادة تهجير السكان من الشمال إلى الجنوب، واستئناف العمليات العسكرية الشاملةبدورها، ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الخطوات القادمة في الخطة الإسرائيلية في قطاع غزة تشمل قطع المياه والكهرباء، بالإضافة إلى عمليات اغتيال مركزة، بهدف “الضغط على حماس للقبول بالمقترح الأمريكي الجديد”.
وعند منتصف ليل السبت/ الأحد انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما، ضمن اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، كان مقررا أن يتضمن ثلاث مراحل، بوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة.
#نتنياهو: حماس “تريد وقفا دائما لإطلاق النار وهذا مرفوض”
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن حركة حماس بقطاع غزة “تريد وقفا دائما لإطلاق النار لكن مرفوض” متوعدها باتخاذ “خطوات إضافية” إذا استمرت في احتجاز الأسرى الإسرائيليين.
وقال نتنياهو في كلمة مسجلة نشرها مكتبه باللغة الإنكليزية مساء الأحد: “سنتخذ المزيد من الخطوات إذا استمرت حماس في احتجاز رهائننا”.
وأضاف أن إسرائيل تعلم أن الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدعمانها.
وأشار نتنياهو، إلى أنّ حركة “حماس” عرضت خطة لوقف كامل لإطلاق النار، لكن تل أبيب ترفضها.
وأكد أنّ “إسرائيل قبلت خطة مبعوث الرئيس ترامب، ستيف ويتكوف، لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت لـ50 يومًا”.
وأردف نتنياهو مدعيا: “مرة أخرى، إسرائيل قبلت هذه الخطة، أنا قبلت هذه الخطة، لكن حتى الآن، حماس رفضتها”.
وجدد شكره للرئيس الأمريكي متوددا: “خلال زيارتي الأخيرة إلى واشنطن، قلت إن دونالد ترامب هو أعظم صديق حظيت به إسرائيل على الإطلاق البيت الأبيض”، على حد قوله.
وأضاف: “ويُظهر الرئيس ترامب هذه الصداقة كل يوم”.
وتابع نتنياهو: “أشكره على إرسال جميع الذخائر التي كانت محتجزة من قبل، ما يتيح لإسرائيل الحصول على الأدوات التي نحتاجها لإنهاء المهمة ضد محور الإيراني”.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وأجبرت حرب الإبادة نحو مليونين من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع مأساوية مع شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
في المقابل تطالب “حماس” بإلزام إسرائيل بما نص عليه الاتفاق، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات “ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق”.