من سرب صورة جثة السنوار؟ وكيف انفضحت سردية إسرائيل عن الرجل؟
تاريخ النشر: 17th, October 2024 GMT
قال الصحفي إلياس كرام إن الصور التي سربها جنود إسرائيليون لجثة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار "فضحت سردية إسرائيل بزعمها أن الأخير خائف وفي نفق تحت الأرض".
وأوضح كرام -الذي كان يتحدث من رام الله- في مداخلة للجزيرة أن السنوار -وفق الصور المسربة- كان مرتديا بزته العسكرية ومسلحا وربما مشتبكا عند استهدافه، "وهو ما يضر بمعلومة أمنية كبيرة".
وأضاف لكن الصور المسربة لجثة السنوار تؤكد وجود الرجل بأنقاض مبنى فوق الأرض هو يرتدي بزته العسكرية، مبينا أن قذيفة دبابة استهدفت هذا المبنى بعد رصد مسلحين فيه.
ولم يستبعد الصحفي كرام لوم الجنود الإسرائيليين الذين سربوا صور السنوار "وخضوعهم إلى تحقيق داخلي بعد إضرارهم بمعلومة أمنية حساسة"، كما لم يستبعد "تجريدهم من رتبهم العسكرية والزج بهم في السجن".
وقال إن اغتيال السنوار "حدث أمني كبير مفترض أن يكون على قدر كبير من السرية"، لكن جنود الاحتلال الإسرائيلي هم من سربوا هذه المعلومات الحساسة.
وبيّن كرام أن الإعلان الرسمي الإسرائيلي سيتأخر لأنه مرتبط بإجراء فحص الحمض النووي، ومطابقته مع السجل الطبي الموجود في مصلحة السجون حيث كان السنوار أسيرا لأكثر من عقدين.
وأكد أنه "من غير المعروف متى جرت عملية اغتيال السنوار"، مرجحا أنها "تمت خلال الليلة الماضية وجاءت بمحض الصدفة، وليس على أساس استخباراتي".
ماذا بعد
ويعتقد إلياس كرام أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يسارع بدعوة الوسطاء لإعادة فتح ملف المفاوضات لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس بعد اغتيال رئيس مكتبها السياسي يحيى السنوار.
وأوضح كرام للجزيرة أن الضغط الشعبي والسياسي سيكون كبيرا على الحكومة الإسرائيلية بسبب مخاوف من تأثير اغتيال السنوار على ملف الأسرى المحتجزين "لكونه من كان يتحكم بالملف، وزمام الأمور في قطاع غزة".
وأضاف أن وزراء حزب الليكود الحاكم وأحزاب دينية ستدعم أي صفقة تبادل أسرى مع حماس، مشيرا إلى أن هؤلاء يعتقدون بأن الوقت قد حان للذهاب قدما في هذا الاتجاه.
وبيّن أن نتنياهو "قد ينزل عن الشجرة، وقد يدعو الليلة الإدارة الأميركية والوسطاء القطريين والمصريين لإعادة فتح ملف الأسرى سريعا"، موضحا أنه مجبر على بدء عملية تفاوض سريعة.
وقال إن لا مبررات لنتنياهو للتسويف أكثر بملف الأسرى، متوقعا زيادة الضغط الشعبي والسياسي ضده، إلى جانب محاصرته من فرق المفاوضات الإسرائيلي وخصومه السياسيين.
وتطرق كرام إلى الأهداف التي أعلنتها إسرائيل في حربها ضد غزة، وهي القضاء على قادة حماس السياسيين والعسكريين، وتقويض قدراتها العسكرية والحكومية، وألا يشكل القطاع أي تهديد للأمن الإسرائيلي، إضافة إلى إعادة الأسرى المحتجزين.
وحققت إسرائيل هدفين من أهداف الحرب، وهما إضعاف حماس سلطويا وحكوميا وقتل قادتها، وضمان ألا يشكل القطاع تهديدا أمنيا لها، وفق ما نقل كرام عن وسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية تحاول طمأنة عائلات الأسرى بأن أحدا من الأسرى المحتجزين لم يكن بجانب السنوار في موقع الاشتباك.
وأشار إلى أن إسرائيل ستعقد اجتماعا تشاوريا "قد يغير من تعاطيها مع الحرب في غزة"، مضيفا "قد يفتح اغتيال السنوار نافذة جديدة على إعلان سياسي إسرائيلي ما".
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الاشتباك مع السنوار وقع بحي تل السلطان في رفح، وقالت إنه "كان يرتدي جعبة عسكرية ومعه قيادي ميداني آخر"، في حين لم تعلق حركة حماس على الإعلان الرسمي الإسرائيلي بعد.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالات يجري مع رئيسي الأركان والشاباك مشاورات أمنية على حدود قطاع غزة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية بدورها أن أهالي الأسرى أعربوا عن قلقهم بشأن مصير ذويهم المحتجزين لدى حماس في غزة، مضيفة أنهم يطالبون بالاستفادة من قتل السنوار للتوصل إلى اتفاق فوري لإعادة ذويهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات اغتیال السنوار
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين يدعون ترامب لتكرار خطوة ريغان مع الرهائن في إيران
مع تغيير الإدارة الأمريكية زادت تقديرات الاسرائيليين بشان وقف الحرب، واستعادة الأسرى في غزة، على اعتبار أنها لحظة نادرة وتاريخية من التماثل التام للمصالح الأمريكية والاسرائيلية، بما يمكن أن يكسر الجمود الحاصل في مفاوضات صفقة التبادل بين حماس والاحتلال، ويستعيد الاسرائيليون لحظة إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين في طهران على يد الرئيس الأسبق ريغان، متوقعين ان يقدم ترامب على تكرار الإنجاز ذاته.
يونا ليبزون مبعوثة القناة 12 الى واشنطن، ذكرت أنه "في العشرين من يناير 1981، بعد دقائق من أداء الرئيس الأربعين للولايات المتحدة رونالد ريغان اليمين الدستورية، تم إطلاق سراح 52 رهينة من إيران بعد 444 يومًا من الأسر، مما دفع بـ"رونين ناوترا"، والد الجندي المختطف عومر في غزة للقول إننا "عائلات المختطفين ننتظر مثل هذه اللحظة، لكننا نريد أن يحدث ذلك في وقت مبكر".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "عائلات المختطفين الاسرائيليين الذين يحملون الجنسية الأمريكية معتادة على القدوم للبيت الأبيض كل بضعة أسابيع لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين في الإدارة، وقد وصلوا هذا الأسبوع في وقت حساس بشكل خاص، ودخلوا المكتب البيضاوي بعد ساعتين فقط من مغادرة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في لحظة تاريخية عندما ابتسم الرئيسان، المنافسان السياسيان اللدودان، ويتصافحان أمام الكاميرات".
وأشارت أن "عائلات المختطفين طلبت من بايدن التعاون مع ترامب ورجاله في قضيتهم حتى لا يشكل انتقال الإدارات عائقاً، وقد ردّ بايدن أنه ناقش الأمر مع ترامب، بل وأطلعه على تفاصيل سرية حول القضية، موضحا أنه سيتعاون مع فريق ترامب الانتقالي حتى يمكن الترويج للصفقة، كما تحدثت العائلات في مؤتمر الحزبين الجمهوري والديمقراطي، واجتمعوا بأعضاء الكونغرس من كليهما، وأكدوا في كل مرة أنه من واجب الحكومة الأمريكية، بغض النظر عمن يتولى البيت الأبيض حاليًا، فعل كل شيء من أجل تحرير المختطفين".
وأوضحت أن "عائلات المختطفين ترى في الانتخابات الأمريكية فرصة لتغيير موقف الإدارة، واستئناف مفاوضات الصفقة المتوقفة، بعد أن وصلت لطريق مسدود منذ فترة طويلة، ولذلك، بدأوا باتصالات مع المسئولين التابعين لترامب لترتيب لقاء مع المقربين منه، على أمل أن يتمكنوا من مقابلته، وقد وأكد لهم بايدن أنه سيعمل على ذلك حتى آخر يوم له في منصبه".
وأكدت أن "مسألة التعاون بين بايدن وترامب تعتبر حاسمة للعائلات حتى لا تخلق حافزًا سلبيًا للرئيس المنتخب، ويأملون أن تكون فترة "البطة العرجاء"، كما تسمى، بين الإدارتين، مفيدة فعلياً لنضالهم من أجل إطلاق سراح أبنائهم بعد اختطافهم منذ ما يزيد عن 400 يوم منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023".
وكشفت أن "أقارب المختطفين أصبحوا خبراء في السياسة الخارجية والسياسة الأمريكية والعلاقات الاستراتيجية، من قطر إلى واشنطن، مرورًا بالجامعات والجاليات اليهودية والشخصيات العامة في الولايات المتحدة، حيث يقومون بتجنيد كل الأشخاص والمؤثرين، ولم يعتقدوا أبدًا أنهم سيجدون أنفسهم في وضع يمارسون أساليب جماعات الضغط، ليس من أجل مصلحة تجارية، ولكن من أجل حياة أبنائهم وذويهم".
وختمت بالقول أنه "مع كل الصعوبة وعدم اليقين، في هذه الفترة العاصفة التي تشهدها الولايات المتحدة، تأمل عائلات المختطفين أن يؤدي تغيير الإدارة لخلق لحظة تاريخية تتحقق فيها وحدة المصالح وجميع العوامل، بحيث أنهم حتى قبل التنصيب في 20 يناير 2025، سيتمكنون من رؤية أبنائهم طلقاء".
من جهته، آفي كيلو الكاتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أنه "لا يوجد وقت لنضج المزيد من مفاوضات التبادل، لأنه فعلا يمكن إنقاذ المختطفين على المدى القصير، لأنه من المتوقع أن يؤدي تعليق الوساطة القطرية للإضرار بقناة الاتصال الرئيسية للمفاوضات، لأنه يمكن اعتبارها علامة فارقة أخرى في تفتيت الاتصالات المتعثرة، وقد يكون إعلان الدوحة نتاجاً لحوار أميركي قطري مستمر لتفعيل رافعة ضغط على قيادة حماس الجالسة هناك، وباتت مركز ثقل في عملية صنع القرار في الحركة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الخطوة القطرية بتعليق وساطتها في مفاوضات صفقة التبادل مؤشرًا أوليًا على تغيير محتمل في سياسة قطر القائمة منذ فترة طويلة تجاهها، نظرا للرغبة بتقديم "ورقة نتائج نظيفة" عشية دخول ترامب للبيت الأبيض، رغم أنه على المدى المتوسط، قد تتيح هذه الخطوة إرساء أسس انفراج في العملية التي تعاني من ركود عميق، رغم أن المفاوضات تعاني من ثلاثة جوانب: منظمة، سياسية، ومهنية، تجعل من الصعب إحراز تقدم فيها".
وكشف أن "الجانب الأول والأهم من ذلك كله عدم مراعاة الاحتلال لحالة المختطفين في تقييم الوضع، فالوقت هو العدو الأكبر لهم، والثاني أن رافعة الضغط العسكري على حماس لا تعرض المختطفين للخطر فحسب، بل إن تأثيرها على المفاوضات يتضاءل، مع تحول حماس إلى منظمة فدائية شبه سرية في غزة، ويبدو أنه في هذه المرحلة، ودون أدوات ضغط إضافية، من غير المتوقع أن توافق حماس على صفقة صغيرة".
وأشار أن "الجانب الثالث يتمثل في أن الشعور الصعب بأن المختطفين تم التخلي عنهم من قبل الائتلاف الحكومي، ووزراء الحكومة ورئيسها، يثير تساؤلات حزينة حول مستقبل الاسرائيليين عموما في هذا الفضاء المعادي، لأن قيم التضامن الاجتماعي العميق التي ميّزت المجتمع الإسرائيلي على مدى السنوات السبعين الماضية تواجه انهيارا حقيقيا، وتحولت حبرا على ورق".