بوابة الوفد:
2025-02-02@15:58:52 GMT

متى تحكم النساء؟

تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT

أنا مع النساء، ممتن ومساند ومؤمن بأن فلاح أى أمة وتحضر كل شعب مرهون باتساع مشاركتها فى الحياة. ولا أخفيكم سرًّا أن حلم حياتى هو أن أرى يوما امرأة مصرية تتولى منصب رئيس الجمهورية لنكسر فكرة الذكورية المُهيمنة على المُجتمع ونثبت للعالم أن لدينا تاريخًا حضاريًّا عظيمًا.

وأتمنى وآمل وأستبشر خيرًا بقرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية لأدعو نساء مصريات بارزات ومتحققات وواعيات للترشح وتقديم برامج وأفكار ورؤى جديدة لمستقبل مصر.

ما ينفع الناس سوى عقل واع، يُدير نظامًا مستقرًا، لديه رؤية للمستقبل، ويتمتع بالرشد ويؤمن بالتعددية، ويحترم الدستور، ويستهدف العدالة. وهذا النافع ليس شرطًا أن يكون رجلًا، فليس عيبًا أن تحكم أى أمة امرأة، وإنما العيب كل العيب أن تُحكم أمة ما بالقهر والقمع والاستبداد.

تزعجنى رسالة الخليفة العباسى إلى أهل مصر فى عهد المماليك عندما تقبلوا عن طيب خاطر تولية شجر الدر حكم مصر، وقيامها بصك العملة باسمها إذ قال «نبئونا يا أهل مصر إن عدمت عندكم الرجال نرسل لكم رجلا ليحكمكم»، وأراها تنم عن تخلف فكرى عميق، إذ كان هذا الخليفة الساخر نفسه لا يستطيع نقل دابة فى بغداد من مكان لآخر لمحدودية سلطته، وهوانه الفعلى، كونه مجرد خليفة رمزى شكلى لزوم الديكور السياسى لمن يملكون السلطة الفعلية من قادة وأمراء.

ويستفزنى تديين الوهم، وأقف حزينًا أمام مقولة يروجها التراثيون الرجعيون وينسبونها للنبى الكريم»ص» بأنه «ما أفلح قومٌ ولوا عليهم امرأة» وهى مقولة ذكرت عن دولة الفرس، غير أن سياق التاريخ يؤكد اختلاق العبارة.

ذلك لأن شروط الولاية الحقيقى هى العدل والرشد والقدرة، وكلها قد تتوافر فى نساء كثيرات شرقًا وغربًا، ولقد رأينا فى التاريخ الحديث سيدات قويات أدرن بلادهن باحتراف وصلابة، ربما أشهرهن مارجريت تاتشر فى بريطانيا، وأنديرا غاندى فى الهند، وجولدا مائير فى إسرائيل.

ورغم زحف المدنية وتمدد الحداثة فى العالم العربى فيما بعد الاستقلال، فإن بلدًا عربيًّا واحدًا لم يشهد ترأس امرأة أبدا، وظلت بعض النساء تُدير خيوطًا مهمة فى كثير من الدول، لكن بشكل مستتر وغير مباشر. ربما كانت البداوة المتوارثة حاجزًا بين تقبل المجتمعات العربية رئاسة المرأة للدولة، وكان من اللافت أننا جربنا ملوكًا ورؤساء أشداء وغلاظ، لهم هيبة، لكن ما زادتنا رجولتهم إلا ذلا، وما ظهرت غلظتهم إلا أمام شعوبهم. كان لدينا شوارب كثة كمكانس الأسفلت لكنها لم تقدم ولم تؤخر فى مسيرات بلادهم شيئا، بل أرهقتهم ظلمًا وجهلا وبؤسًا. هل تذكرون شارب صدام حسين؟ ما أرعد سوى مواطنيه البسطاء وما أبعد غازيًا أو عدوًا. أصوات خشنة كنعيق الغربان لم تكف عن الزعيق. هل نسيتم حنجرة معمر القذافى؟ ما استحق شفقة ولا رثاءً عند رحيله بعد أن أحرق أهله وسحل ناسه لأنهم سلبوه أولوهيته المزعومة. وغيرهم وغيرهم ممن حكموا بزعم القوة والصلابة والحكمة.. ما رأينا منهم تقدمًا وتحضرًا وريادة.

ما العالم العربى إن لم يشهد تغيرًا فى وعى المجتمعات بحق النساء فى التعلم والتفكر، حقهن فى المشاركة والعمل، وحقهن فى التأثير، وحقهن فى القيادة.

هذا طريق مهم يجب تمهيده وتهيئته والترويج له إن كان المستقبل يعنينا.

والله أعلم.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فلاح الحياة الانتخابات الرئاسية الناس الدستور

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: نحتاج إطار تنظيمى للحماية من مخاطر الذكاء الاصطناعى دون تقييد الإبداع الرقمي

أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن هناك حراك وتحول غير مسبوق فى دور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على الساحة الدولية خلال العامين الماضيين حيث بات يعيد تشكيل الاقتصادات ويحدث ثورة فى الصناعات ويغير المجتمعات بصورة مطردة؛ مشيرا إلى أن التكنولوجيات البازغة مثل الذكاء الاصطناعى وسلاسل الكتل والحوسبة الكمومية وإنترنت الأشياء لم تعد وعودا مستقبلية بل أضحت القوى الدافعة للعالم اليوم سياسياً واقتصادياً  واجتماعياً، وتتداخل مع مختلف القطاعات بما فى ذلك الزراعة والصحة والتعليم والقطاع المصرفى وغيرها. 


جاء ذلك فى كلمة الدكتور عمرو طلعت فى الجلسة الافتتاحية لدائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعى فى العالم العربى تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية" التى تنعقد على مدار يومين تحت رعاية ورئاسة  أحمد أبو الغيط الأمين العام الجامعة الدول العربية ورئيس لجنة التنسيق العليا للعمل العربى المشترك بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية؛ وذلك بحضور الدكتور  إسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى، والدكتور عبد المجيد عبدالله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، و محمد اليماحى رئيس البرلمان العربى.

 
وأعرب الدكتور عمرو طلعت عن سعادته بالتواجد فى هذا المحفل العلمى المتميز فى رحاب جامعة الدول العربية التى تزخر بتاريخ حافل من التعاون السياسى والاقتصادى والاجتماعى وكذلك التكنولوجى الذى أصبح ركنا كينا فى القضايا التى تعيد تشكيل العالم وتمثل أولوية فى ملفات التعاون العربى المشترك؛ مثمنا على مبادرة عقد "دائرة الحوار العربى حول الذكاء الاصناعى فى العالم العربى" والتى تأتى بالتزامن مع الاحتفاء بمرور ثمانين عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية حيث توفر منصة فريدة للتفاعل البناء وتبادل المعرفة بهدف صياغة رؤى مشتركة واستراتيجيات مستقبلية تعكس محورية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات كممكن فاعل لكافة القطاعات فى الدول العربية .


وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن التطورات التكنولوجية أدخلت تحديات جديدة على الحكومات عالميا، من المنافسة الجيوسياسية فى السباق الرقمى إزاء الريادة فى قضايا الذكاء الاصطناعى وسد الفجوة الرقمية ودرء المخاطر السيبرانية بما يستوجب على الدول العربية التصدى لهذه التحديات برؤية موحدة تضمن حضورا دوليًا فاعلا يُعبر عن إرادة الشعوب العربية  ويُعرب عن تطلعات الحكومات العربية؛ مؤكدا أن هذا المحفل يأتى تأكيداً لدور جامعة الدول العربية البناء كمنارة  لتبادل الرؤى حول القضايا الأهم للشعوب العربية وفاعلاً رئيسياً فى تبنى استراتيجيات موحدة حول التكنولوجيات البازغة وبناء الوعى الجمعى للشعوب العربية بشأنها. 


وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى رئاسة مصر للدورة الثامنة والعشرين لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات  والمكتب التنفيذى للعامين القادمين؛ موضحا أن المجلس أقر خلال اجتماع الدورة الثامنة والعشرين فى يناير 2025 "الرؤية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعي" التى تهدف إلى الارتقاء بالأداء الحكومى والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعى فى تقديم الخدمات الحكومية للمواطنين وتحقيق الريادة للدول العربية فى مجال الإبداع الرقمى والشركات الناشئة المعتمدة على الذكاء الاصطناعى، بالإضافة إلى رفع الوعى العام بهذه التكنولوجيا وتشجيع البحث والتطوير فى التطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعى فى مختلف القطاعات وجذب الاستثمارات فى البنية التحتية الرقمية اللازمة لذلك؛ مضيفا أنه رغم التأثير الكبير للذكاء الاصطناعى التنموى إلا أن استخدامه الآمن الأخلاقى الفعّال ليس بهين ويُلزم بوضع إطار تنظيمى وسياج حوکمی متوازن لحماية الشعوب العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى السيبرانية والأخلاقية دون تقييد للإبداع الرقمى. 


ولفت الدكتور عمرو طلعت إلى المبادرة المصرية لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بحتمية المضى قدماً نحو الانتهاء من صياغة الميثاق العربى الأخلاقيات الذكاء الاصطناعى والذى سيكون بمثابة نبراساً للدول العربية فى مسيرة تحقيق هذا التوازن المرجو بين تحفيز الابتكار والاستخدام الآمن المسئول وبين ضمان الشفافية وإرساء مبادئ المسائلة فى تصميم ونشر أنظمة الذكاء الاصطناعى بما يعكس المعتقدات والأولويات والثقافة والرؤية العربية حول مخاطر الذكاء الاصطناعي؛ مشيرا إلى توافق مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات على وضع إطار عربى موحد لبناء القدرات البشرية وتنمية الوعى العام إزاء القضايا الخاصة بالذكاء الاصطناعى ودعم الشركات الناشئة العربية فى هذا المجال الحيوى فضلاً عن تعزيز الشراكات الدولية والتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية لضمان استمرارية المشاركة الفاعلة للدول العربية على الساحة الدولية وكذلك تحسين ترتيب الدول العربية فى المؤشرات الدولية للذكاء الاصطناعى.  


ودعا الدكتور عمرو طلعت الباحثين والخبراء والمطورين وصناع السياسات من الحكومات والقطاع الخاص إلى تبادل الرؤى من خلال فعاليات هذا المحفل للخروج بمقترحات عمل موضوعية لتنفيذ خارطة الطريق التى رسمتها الرؤية الاستراتيجية العربية الموحدة للذكاء الاصطناعى؛ معربا عن تطلعه إلى توصيات دائرة الحوار العربى فيما يتعلق بمبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى بما يسهم فى تبنى وثيقة عربية موحدة حول مبادئ وأخلاقيات الذكاء الاصطناعى بما تشمله من أطر وقواعد استرشادية تتماشى مع أولويات الدول العربية وخططها التنموية.

تجدر الإشارة إلى أن دائرة الحوار العربية تنعقد فعالياتها بتنظيم مشترك من قبل الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بالمملكة العربية السعودية بالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وبمشاركة الخبراء والمتخصصين فى مجالات الذكاء الاصطناعى لبحث ومناقشة أحدث التطبيقات والتطورات وتبادل الخبرات والأفكار حول التحديات الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعى وتأثيره على المجتمع والاقتصاد فى العالم العربى. 


شارك فى فعاليات دائرة الحوار العربية حول "الذكاء الاصطناعى فى العالم العربى تطبيقات مبتكرة وتحديات أخلاقية" الدكتورة هدى بركة مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتنمية المهارات التكنولوجية، والدكتور أحمد طنطاوى المشرف على أعمال مركز الابتكار التطبيقى.

مقالات مشابهة

  • وزير الاتصالات: إطار تنظيمى متوازن لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعى
  • وزير الاتصالات يؤكد أهمية وضع إطار تنظيمي لحماية الدول العربية من مخاطر الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: نحتاج إطار تنظيمى للحماية من مخاطر الذكاء الاصطناعى دون تقييد الإبداع الرقمي
  • ومرت الذكرى الأليمة كالعادة بكل هدوء
  • ترامب يعد بالتحدث مع بوتين لتحقيق شيء مهم
  • 3 جهات تبحث تنفيذ مشروعات "الاقتصاد الأزرق" فى مصر
  • تصفية القضية الفلسطينية نهاية الوطن العربى
  • قاهرة المُعز…مقاطع انطباعية لخطاب الحياة فيها.
  • ترامب: ضرائب النفط الكندي والمكسيكي لم تحسم بعد
  • باحث ألماني يكتشف قفل ذهبي يعود إلى العصر الروماني