أنا مع النساء، ممتن ومساند ومؤمن بأن فلاح أى أمة وتحضر كل شعب مرهون باتساع مشاركتها فى الحياة. ولا أخفيكم سرًّا أن حلم حياتى هو أن أرى يوما امرأة مصرية تتولى منصب رئيس الجمهورية لنكسر فكرة الذكورية المُهيمنة على المُجتمع ونثبت للعالم أن لدينا تاريخًا حضاريًّا عظيمًا.
وأتمنى وآمل وأستبشر خيرًا بقرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية لأدعو نساء مصريات بارزات ومتحققات وواعيات للترشح وتقديم برامج وأفكار ورؤى جديدة لمستقبل مصر.
ما ينفع الناس سوى عقل واع، يُدير نظامًا مستقرًا، لديه رؤية للمستقبل، ويتمتع بالرشد ويؤمن بالتعددية، ويحترم الدستور، ويستهدف العدالة. وهذا النافع ليس شرطًا أن يكون رجلًا، فليس عيبًا أن تحكم أى أمة امرأة، وإنما العيب كل العيب أن تُحكم أمة ما بالقهر والقمع والاستبداد.
تزعجنى رسالة الخليفة العباسى إلى أهل مصر فى عهد المماليك عندما تقبلوا عن طيب خاطر تولية شجر الدر حكم مصر، وقيامها بصك العملة باسمها إذ قال «نبئونا يا أهل مصر إن عدمت عندكم الرجال نرسل لكم رجلا ليحكمكم»، وأراها تنم عن تخلف فكرى عميق، إذ كان هذا الخليفة الساخر نفسه لا يستطيع نقل دابة فى بغداد من مكان لآخر لمحدودية سلطته، وهوانه الفعلى، كونه مجرد خليفة رمزى شكلى لزوم الديكور السياسى لمن يملكون السلطة الفعلية من قادة وأمراء.
ويستفزنى تديين الوهم، وأقف حزينًا أمام مقولة يروجها التراثيون الرجعيون وينسبونها للنبى الكريم»ص» بأنه «ما أفلح قومٌ ولوا عليهم امرأة» وهى مقولة ذكرت عن دولة الفرس، غير أن سياق التاريخ يؤكد اختلاق العبارة.
ذلك لأن شروط الولاية الحقيقى هى العدل والرشد والقدرة، وكلها قد تتوافر فى نساء كثيرات شرقًا وغربًا، ولقد رأينا فى التاريخ الحديث سيدات قويات أدرن بلادهن باحتراف وصلابة، ربما أشهرهن مارجريت تاتشر فى بريطانيا، وأنديرا غاندى فى الهند، وجولدا مائير فى إسرائيل.
ورغم زحف المدنية وتمدد الحداثة فى العالم العربى فيما بعد الاستقلال، فإن بلدًا عربيًّا واحدًا لم يشهد ترأس امرأة أبدا، وظلت بعض النساء تُدير خيوطًا مهمة فى كثير من الدول، لكن بشكل مستتر وغير مباشر. ربما كانت البداوة المتوارثة حاجزًا بين تقبل المجتمعات العربية رئاسة المرأة للدولة، وكان من اللافت أننا جربنا ملوكًا ورؤساء أشداء وغلاظ، لهم هيبة، لكن ما زادتنا رجولتهم إلا ذلا، وما ظهرت غلظتهم إلا أمام شعوبهم. كان لدينا شوارب كثة كمكانس الأسفلت لكنها لم تقدم ولم تؤخر فى مسيرات بلادهم شيئا، بل أرهقتهم ظلمًا وجهلا وبؤسًا. هل تذكرون شارب صدام حسين؟ ما أرعد سوى مواطنيه البسطاء وما أبعد غازيًا أو عدوًا. أصوات خشنة كنعيق الغربان لم تكف عن الزعيق. هل نسيتم حنجرة معمر القذافى؟ ما استحق شفقة ولا رثاءً عند رحيله بعد أن أحرق أهله وسحل ناسه لأنهم سلبوه أولوهيته المزعومة. وغيرهم وغيرهم ممن حكموا بزعم القوة والصلابة والحكمة.. ما رأينا منهم تقدمًا وتحضرًا وريادة.
ما العالم العربى إن لم يشهد تغيرًا فى وعى المجتمعات بحق النساء فى التعلم والتفكر، حقهن فى المشاركة والعمل، وحقهن فى التأثير، وحقهن فى القيادة.
هذا طريق مهم يجب تمهيده وتهيئته والترويج له إن كان المستقبل يعنينا.
والله أعلم.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فلاح الحياة الانتخابات الرئاسية الناس الدستور
إقرأ أيضاً:
كلمات للمرأة في يومها العالمي
أيام قليلة تفصلنا عن اليوم العالمي للمرأة والذي يصادف في 8 مارس من كل عام، تلك المرأة هي التي ساهمت في نمو مجتمعها وازدهارها، إليك سيدتي الجميلة أجمل كلمات التهنئة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة:
اقرأ ايضاًسنقدم لكم في السطور التالية مجموعة من الكلمات عن اليوم العالمي للمرأة،التي تعبر عن تقديرنا العميق لدورها الفعال في المجتمع:
في كل عام نقول لك أيتها المرأة الجميلة أنتِ السند، أنتِ الرفيق، أنتِ الصديق، أنتِ الحب والأمان.كل عام وأنتِ بخير.أنتِ الجمال الذي وهبنا الله في هذا الكوكب وأنتِ يا جميلة الملجأ الدافئ لنا في شتاء قلوبنا.تهنئة من القلب لكل امرأة ربّت فأحسنت التربية، ولكل امرأة أعطت فأجزلت العطاء تحية للاتي لم نعرف أسمائهن ولم نشهد لهن صُور، ويشهدُ لهن الفضلُ والأثر.كل عام وأنتِ يا سيدتي بألف خير.أنتِ الأمل والحياة، أنتِ الحلم الذي يتحقق، وأنتِ المستقبل.المرأة هي أساس التقدم والنجاح سرّ الحياة وبناء المجتمع.يوم المرأة هو ليس مجرد احتفال بيوم واحد، بل هو تقدير لكل يوم تبذلين فيه جهدكِ وعطائكِ.كل عام وأنتِ بألف ألف خير.كل يوم هو يومكِ.شكرًا جزيلاً لكنّ على جهودكم التي لا تقدر بثمن.تحية لكل امرأة قوية مجتهدة مثابرة شاركت في صنع حاضر ومستقبل بلدها بجهدها وإرادتها.في يوم المرأة العالمي 8 مارس نحتفل بكل قوة وإرادة، لكل امرأة ساهمت في بناء هذا المجتمع العظيم. كلمات دالة:كلمات للمرأة في يومها العالمياليوم العالمي للمرأة تابعونا على مواقع التواصل:InstagramFBTwitter© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضمّتْ إلى فريق "بوابة الشرق الأوسط" عام 2013 كمُحررة قي قسم صحة وجمال بعدَ أن عَملت مُسبقًا كمحُررة في "شركة مكتوب - ياهو". وكان لطاقتها الإيجابية الأثر الأكبر في إثراء الموقع بمحتوى هادف يخدم أسلوب الحياة المتطورة في كل المجالات التي تخص العائلة بشكلٍ عام، والمرأة بشكل خاص، وتعكس مقالاتها نمطاً صحياً من نوع آخر وحياة أكثر إيجابية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن