نظمت لجنة التراث الثقافي غير المادي بالمجلس الأعلى للثقافة، بحضور مقررها الدكتور محمد شبانة، احتفالية بالتعاون مع عدة جهات، وهي: الهيئة العامة لقصور الثقافة، وصندوق التنمية الثقافية، وبيت التراث المصري، والمعهد العالي للفنون الشعبية، ومكتب اليونسكو بالقاهرة، بعنوان «اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي»، وذلك صباح اليوم الخميس الموافق 17 من شهر أكتوبر الجاري بمقر المجلس.

وضمت الاحتفالية برنامجًا متنوعًا بدأ في الساعة العاشرة صباحًا بعروض فنية شعبية قدمتها فرقة النيل التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة في بهو المجلس الأعلى للثقافة.

افتتاح معرض للحرف التقليدية

كما افتُتح معرض للحرف التقليدية في بهو المجلس الأعلى للثقافة، يضم منتجات من عدة محافظات، وهي: «فوة، سوهاج، الواحات البحرية، العريش». وتضمن المعرض العديد من الحرف مثل: «التلي، السجاد، الكليم، مطرزات أخميم، الخيامية، الأزياء، والإكسسوارات النوبية». بالإضافة إلى ذلك، عرض المعرض منتجات حرفية من إنتاج مركز الحرف التقليدية بالفسطاط التابع لصندوق التنمية الثقافية، مثل: «النحاس، الفضة، الخزف، الخشب القشرة، والصدف».

من جانبها، تحدثت الدكتورة نوريا سانز، المديرة الإقليمية لمنظمة اليونسكو بالقاهرة، خلال افتتاح فعاليات المؤتمر، مشيرة إلى أهمية التراث في مصر، حيث تشتهر البلاد بحضارتها القديمة، وهي غنية أيضًا بالتقاليد الحية التي تعكس الهوية الثقافية للبلاد. فمنذ عام 2005، شاركت مصر بنشاط في جهود اليونسكو لحماية وتعزيز التراث الثقافي غير المادي.

وقد تم إدراج ثمانية مظاهر ثقافية مصرية في قوائم التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، والتي تعكس عمق التراث الثقافي المصري، مثل: ملحمة السيرة الهلالية، وقيم لعبة التحطيب، وكذلك الدمى اليدوية التقليدية «الأراجوز»، والنسيج اليدوي في صعيد مصر.

«آليات الاستلهام والتوظيف فى فنون الأداء الشعبى»

كما تضمنت الاحتفالية ثلاث جلسات؛ حيث بدأت الجلسة الأولى في الحادية عشرة صباحًا تحت عنوان: «آليات الاستلهام والتوظيف في فنون الأداء الشعبي». وتحدثت فيها الدكتورة سمر سعيد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية.

أوضحت «سعيد» أن المجتمع المصري لا يرقص لمجرد الرقص، فالرقص في مجتمعنا يظهر في المناسبات والاحتفالات فقط، على عكس بعض المجتمعات الأخرى التي قد تبدأ بالرقص بمجرد سماع الموسيقى، مثل الشعب اليوناني وحبه لموسيقى زوربا. وأكدت أن الرقص في مصر ليس أسلوب حياة.

وفي إجابة على سؤال شائع حول عدم وجود رقصة قومية واحدة في مصر، أوضحت أن التنوع الكبير في التراث المصري يجعل من الصعب تحديد رقصة واحدة تعبر عن الأمة ككل. فهناك تنوع كبير في الرقص الشعبي المصري، مثل الرقص النوبي، والرقص الساحلي، والرقص في سيناء، وكل منها يعبر عن البيئة الخاصة به وعلاقة المجتمع بالمكان والجغرافيا. وبالتالي، لا يمكن أن يكون هناك رقصة قومية واحدة تعبر عن كل هذا الزخم الثقافي.

ثم تحدث الدكتور محمد شبانة، أستاذ الموسيقى الشعبية بالمعهد العالي للفنون الشعبية، حيث قدم شرحًا مختصرًا لأقسام المعهد وما يقدمه من علوم في مجال الفنون والأدب الشعبي. كما ناقش اقتراحًا قدّمه من قبل لتغيير اسم المعهد ليصبح «المعهد العالي للدراسات الشعبية». وأشار شبانة إلى أن الثقافة وأشكال الاحتفاء الشعبي ترتبط دائمًا بوظيفة معينة، كما ترتبط بالبيئة والمناخ والمناسبة الاجتماعية.

فن الأراجوز

وعن فن الأراجوز تحدث ناصر عبد التواب مؤسس مدرسة الأراجوز بالمركز القومى لثقافة الطفل، وأوضح فى كلمته أنه كان قلق بشكل كبير بعد أن اكتشف هو ومحبى فن الأراجوز أن فنانى الأراجوز فى تناقص مستمر يومًا بعد يوم؛ فكان حلمه الكبير أن يزرع شتلات تمتد جذورها فى كل أنحاء مصر حاملة عبق هذا الفن العظيم وأن يكون لكل مكان حكاء ينتمى لفن الأراجوز يعبر عن أحلام ومشاكل الناس فى حيزه الجغرافى.

كما قال أنه خلال عام 2019 حاولنا رمى حجر فى المياه الراكدة، فجاءت فكرة إنشاء مدرسة للأراجوز، وفى عام 2020 أصبح عدد فنانى الأراجوز 65 لاعب.

كما أشار إلى التنوع الذى حدث فى خامات صناعة العروسة الأراجوز؛ فبدأنا فى صناعتها باستخدتم خامات الورق المضغوط والفلين بعد أن كانت تصنع من الخشب فقط، وفى مختتم حديثه أوضح أن العصى المستخدمة فى عروض الأراجوز كانت ترمز إلى ضرب كل ما هو فاسد وقبيح، وتابع مؤكدًا أنه يفضل أن يستغنى عنها فى العروض لكى يقوم الأراجوز بمخاطبة العقل ويكون التقويم هو الوسيلة الأفضل من التعنيف.

وشهدت جلسات المؤتمر مناقشة عدة محاور تحدث خلالها كوكبة من المتخصصين والأكاديميين فى مختلف مجالات التراث الأدب الشعبى، وتناولت مواضيع مثل: العادات والمعتقدات والمعارف فى عالم متغير، ودور الحرف التراثية فى تعزيزاقتصاد الثقافة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة الثقافة الأعلى للثقافة اليونسكو التراث الثقافی غیر المادی التراث الثقافی الأعلى للثقافة المعهد العالی

إقرأ أيضاً:

توثيق وإتاحة مواد التراث الشعبية.. أبرز توصيات المؤتمر العلمي لـ«الموسيقى العربية»

اختتمت فعاليات المؤتمر العلمي المصاحب للدورة الثانية والثلاثين من مهرجان الموسيقى العربية، الذي نظمته دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد رئيس المهرجان والمؤتمر والدكتور خالد داغر مدير المهرجان وتحت إشراف لجنة علمية تضم نخبة من الباحثين والمتخصصين برئاسة الدكتورة شيرين عبد اللطيف أحمد.

وتناول المؤتمر مجموعة من المحاور الهامة التي تستعرض واقع الموسيقى العربية في ظل التطورات العالمية، وناقش أربعة محاور رئيسية كان أبرزها الروافد الثقافية وواقع الموسيقى العربية، الأغنية العربية المعاصرة.. مصادر موسيقية متنوعة، تأثير الأغنية الشعبية على الإبداع العربي المعاصر، الموسيقى العربية والتأليف الموسيقي العالمي والتأثيرات المتبادلة.

توصيات مؤتمر الموسيقى العربية

وخرج المؤتمر بمجموعة من التوصيات الختامية أبرزها، توظيف واستلهام العناصر الثقافية المحلية والوافدة في إثراء الأعمال الموسيقية العربية الجديدة، الاهتمام النقدي بالتجارب الموسيقية الإبداعية الشبابية في الوطن العربي، دعوة المؤسسات الأكاديمية الموسيقية في الوطن العربى إلى الانفتاح على برامج وتقنيات الذكاء الاصطناعي للاستفاده منها فى المجالات الموسيقية .

وكان من بين التوصيات إصدار مجلة علمية محكَمة لنشر أبحاث مؤتمر الموسيقى العربية بشكل دوري كمرجع موثق يستفيد منه الباحثين في مختلف ربوع الوطن العربي، تشجيع عقد مسابقات وورش عمل لشباب الملحنين لإنتاج أعمال تُظهر التأثير المتبادل بين الموسيقى العربية والموسيقى في أرجاء العالم، تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في إحياء ونشر تراث الموسيقى العربية، ضرورة الاهتمام بجمع وتوثيق ودراسة وإتاحة مواد الموسيقى الشعبية فى الأقطار العربية باعتبارها الوجه المعبر عن الهوية الفنية لهذه الأقطار.

الإبداع الموسيقي في ظل الذكاء الاصطناعي

كما طالبت التوصيات بدعوة المؤلفين الموسيقيين والملحنين العرب إلى استلهام الموسيقى الشعبية العربية واستخدام آلاتها الموسيقية في إنتاج أعمال موسيقية حديثة دون تزييف أو مبالغة تنال من طابع وأصالة المادة الموسيقية الشعبية، ودعم المبادرات الفنية في التأليف الموسيقي وتشجيع الموسيقيين العرب على استلهام التجارب العالمية في التأليف الموسيقى مع الحفاظ على الهوية الموسيقية العربية، الدعوة لعقد مؤتمر علمي يتناول الإبداع الموسيقي في ظل الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • بأغاني المقاومة الشعبية.. فرقة «صحبة سمسمية» تحيي حفل حلف اليمين لأعضاء نقابة الصحفيين الجدد
  • بأغاني المقاومة الشعبية.. صحبة سمسمية تحيي حفل حلف اليمين للصحفيين الجدد
  • «دبي للثقافة» تنظم جلسة ضمن «منتدى المدن الثقافية العالمي»
  • توثيق وإتاحة مواد التراث الشعبية.. أبرز توصيات المؤتمر العلمي لـ«الموسيقى العربية»
  • «الشارقة للتراث» يحتفي بتخريج دفعة جديدة من «الدبلومات المهنية»
  • وزارة الثقافة تحتفل اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي الخميس المقبل بالأعلى للثقافة
  • الثقافة تحتفى باليوم العالمي للتراث غير المادي .. الخميس
  • ضمن الاحتفال باليوم العالمي للعمارة.. افتتاح معرض حياة جديدة لتراث قديم
  • وزير الثقافة يفتتح معرض «حياة جديدة لتراث قديم» احتفالا باليوم العالمي للعمارة